كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 2/10/1994م في صنعاء بمناسبة حضور رئيس الجمهورية لتأدية اليمين الدستورية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

الأخ/ رئيس الجمهورية /الفريق/ علي عبدالله صالح

الأخوة/ ممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية .

أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي .

الضيوف الكرام .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بإسمي ونيابة عن إخواني هيئة رئاسة المجلس وأعضاء مجلس النواب جميعاً أرحب بكم أجمل ترحيب فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً .

وإنه لحدث تاريخي أن نلتقي اليوم ونحن في بداية مرحلة جديدة من المسيرة اليمنية الظافرة ، وأن يكون فاتحة هذه المرحلة أداء الأخ الرئيس اليمين الدستورية أمام ممثلي الشعب الذين انتخبوه يوم أمس ليقود السفينة ويتقدم الركب اليماني المبارك إلى شاطئ الأمان نحو غدٍ مشرق وسعيد يسود فيه الأمن والإستقرار وتنطلق فيه عملية البناء والتنمية المنشودة .

إننا في هذا المجلس نشعر اليوم بسعادة بالغة بعدما تمكنا بفضل الله وتوفيقه من إنجاز التعديلات الدستورية وإقرارها بالإجماع الذي عبر عن قناعة أعضاء المجلس بأهمية وضرورة تلك التعديلات التي كانت تمثل مطلباً شعبياً ملحاً ، وتضمنته برامج كثير من الأحزاب والمرشحين المستقلين في إنتخابات 27/إبريل/93م.

ونشعر أن إقرار المجلس للتعديلات لم يكن إلا إستجابة لإرادة الشعب ورغبته وأداءً لواجبنا نحو هذا الشعب الذي انتخبنا ممثلين له .

كما أننا نعرف جسامة المسئولية وثقل الأمانة وحجم الأعباء في المرحلة القادمة وأن ذلك يحتاج إلى تعاون وتلاحم وتظافر كل الجهود والطاقات للنهوض بتلك المسئولية وحمل تلك الأمانة والقيام بالواجب المترتب عليها ، خاصة وأن التعديلات الدستورية قد أزالت أسباب ومبررات الإحباطات وحددت المسئوليات وأنهت الإزدواجية والغموض ووضحت معالم الطريق للمستقبل.

الأخ الرئيس :

إن هذا المجلس عندما منحك الثقة وحملك مسئولية قيادة البلاد لم ينطلق من عاطفة ولا من نظرة محددة وإنما انطلق من تقديره للمسئولية ونظرته لجسامة المهام في المرحلة المقبلة وحاجة البلاد إلى تحقيق الإستقرار السياسي والإجتماعي الذي سيمكن هيئات الدولة وأجهزتها من الإنطلاق في طريق البناء والإصلاح دون عوائق إن شاء الله .

فالشعب الذي التف حولك ومضى خلفك دون تردد في معركة الدفاع عن الوحدة والشرعية والديمقراطية ، هذا الشعب يتطلع اليوم إلى أن تقوده بنفس الروح والعزيمة الصادقة والعقل المنفتح للرأي الصائب والمشورة المخلصة ، أن تقوده في معركة البناء والإصلاح وأن تتحقق على يدك الإنتصارات التنموية التي يتشوق إليها مثلما تحقق – بقيادتك – إنتصار الوحدة والشرعية والديمقراطية ، وإن هذا الشعب ليحدوه الأمل الكبير في أن ينتصر في معركته ضد قوى الفساد ورموزه ، كما انتصر بقيادتكم في معركته ضد قوى الردة والإنفصال ورموز العمالة والخيانة والتأمر .

إننا نعلم أن المهمة صعبة والحمل ثقيل ، لكننا على ثقة أنكم ستجدون من الرجال المخلصين والعناصر النزيهة والكفؤة والمعروفة بالأمانة والإستقامة والشعور بالمسئولية من يقف إلى جانبكم ليساعدكم على أداء الأمانة التي تتحملونها اليوم لتحقيق آمال وتطلعات الشعب وفي مقدمتها تحقيق الأمن والإستقرار وتحسين مستوى معيشة المواطنين ورفع معاناتهم  ومعالجة الحالة الإقتصادية والحد من الغلاء والتضخم وإصلاح الأوضاع المالية والإدارية والقضائية وبناء دولة المؤسسات دولة النظام والقانون وإقامة العدل والمساواة في المجتمع وتعميق الممارسة الديمقراطية الشوروية والحفاظ عل التعددية الحزبية وصيانتها من الممارسات الخاطئة ومعالجة آثار الحرب وإعادة إعمار المناطق المتضررة وصولاً إلى ترسيخ وتمتين عرى الوحدة الوطنية وحمايتها من أي إختراقات وحتى تتمكن البلاد من إحراز تنمية حقيقية في مختلف المجالات .

أما على الصعيد الخارجي فإن إصلاح مسار علاقات بلادنا مع أشقائنا في دول الجوار وتعزيزها وتحسين العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة لخدمة المصالح المشتركة أمر في غاية الأهمية ولا بد أن تتواصل الجهود في هذا المجال ، وإن هذا المجلس – الممثل للشعب والمعبر عن إرادته والذي اختارك لحمل المسئولية – سيكون إلى جانبكم ناصحاً وموجهاً ورقيباً وسيمارس مهامه وإختصاصاته الدستورية كاملة حتى يتحقق التكامل والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لما فيه مصلحة اليمن وإزدهارها وخير أبنائها ونسأل الله أن يوفقكم وأن يعينكم على القيام بالمسئولية التي تحملتموها ..

ختاماً أشكر الجميع على حضورهم ومشاركتهم لنا هذا اللقاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..،،

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp