كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 18/6/2001م في صنعاء بمناسبة زيارة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني لبلادنا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الأخ/ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني .

الأخوة / أعضاء الوفد المرافق .

الحاضرون الأعزاء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرني أن أرحب اليوم بضيوفنا الكرام القادمين من أرض المعركة أرض الجهاد التي باركها الله وجعل فيها بيت المقدس قبلة المسلمين الأولى ومسرى خاتم الأنبياء والرسل فهي بذلك تحتل مكانة روحية كبيرة في قلوب المسلمين جميعاً وهي وإن كانت اليوم تعيش تحت وطأة الإحتلال الصهيوني الغاشم إلا أنها لابد أن تعود يوماً إلى أهلها طال الزمان أو قصر وليس للعرب والمسلمين غير طريق الجهاد لإستعادة القدس وتحرير الأرض من دنس اليهود ، فالجهاد هو الذي يرعب الأعداء ويزلزل الأرض من تحت أقدامهم ولنا في التاريخ الكثير من الدروس والعبر .

الحاضرون جميعاً :

لقد مضى على الإحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية أكثر من نصف قرن دارت خلاله معارك دامية قدّم فيها إخواننا في فلسطين الكثير من التضحيات وواجهوا بإيمانهم القوي أبشع وأقبح دولة إستعمارية في العصر الحديث وإذا كان الإستعمار في الماضي يُذكّر الشعوب برغبة المستعمرين في سرقة الثروات والسيطرة على المقدرات فحسب فإن الإستعمار الصهيوني لفلسطين يكشف للعالم اليوم حجم الخراب والدمار وسياسة إحراق الأرض وهدم البيوت الذي تمارسه هذه الدولة العنصرية ولا يزال المجتمع الدولي يتذكّر المجازر الدموية التي أرتكبها هؤلاء المجرمون مثل دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها من المجازر التي يندى لها جبين التاريخ ورغم كل تلك القسوة والبشاعة ضد شعب أعزل فلا يزال الفلسطينيون يضربون أروع صور التضحية والفداء ، ولقد أثبتت إنتفاضة الحجارة أنها أقوى وأمضى من كل الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها جيش الإحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين العنصرين الحاقدين المعبئين تعبئة دينية خاطئة ضد كل أبناء الشعب الفلسطيني بل وكل ما يمت إلى الإسلام بصله.

الأخ/ رئيس المجلس الوطني الفلسطيني :

الحاضرون الأعزاء :

لقد مرت مسيرة السلام بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بمنعطفات دقيقة وحرجة أثبتت فيها الحكومات اليهودية المتعاقبة عدم جديتها في هذه العملية وذلك من خلال عدم إلتزامها بمبداء الأرض مقابل السلام ورغم أنه مبداء ظالم وصل العرب إليه نتيجة ضعفهم وتمزقهم إلا أن الأسواء من ذلك هو إتخاذ الصهاينة للإتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني ذريعة لضرب الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه وممارسة الحصار عليه والتخطيط الماكر لدورات العنف المنظمة والموجهة ضد الأبرياء والعزل وتقتيلهم ومصادرة الأراضي وإحراق وإقتلاع الأشجار وإستمرار التوسع في بناء المستوطنات والنتيجة هي ما نرى ونشاهد كل يوم في الأرض المحتلة وحينما بدأت الإنتفاضة المباركة قامت الدنيا ولم تقعد على الفلسطينيين لأنهم حسب زعم الأعداء أخلُّو بالإتفاقيات ومارسوا العنف والإرهاب واليهود هم الذين يمارسون العنف والإرهاب إنها حقاً لمأساة ولكن كما يقول المثل شر البلية ما يضحك .

الحاضرون الأكارم :

إننا في اليمن نؤكد على أهمية إستمرار الإنتفاضة المباركة ضد المجرمين المحتلين ونحن على ثقة أن هذا الطريق رغم مافيه من تضحيات سوف يقود إلى النصر بإذن الله تعالى لأن الإنتفاضة والجهاد والمقاومة هو الخيار الأوحد والمطلوب هو إستمرار التضامن القائم بين كل الفصائل الفلسطينية وتوحيد صفوفها وتجاوز الخلافات الوهمية التي لا يستفيد منها سوى العدو فالهجمة شرسة والتأمر كبير بحيث لا يفرق بين فلسطيني وأخر فالعدو هو العدو وهو يستهدف الأرض والبشر والدين ، فينبغي أن يستوعب الأخوة الفلسطينيون هذا الأمر جيداً فهم أكثر من جرّب التعايش مع اليهود وأكثر من واجه العدو فليتقوا الله في أنفسهم  وليدركوا حجم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني والدماء الزكية التي سالت خلال نصف قرن من الزمان ولا بد أن يكون الجميع على ثقة تامة بوعد الله جلت قدرته بالنصر القائم على نصرة دينه (إن تنصروا الله ينصركم).

الأخوة الحاضرون :

وإذا كان هذا هو المطلوب من الأخوة الفلسطينيين فإن على الشعوب العربية والإسلامية مساندة الشعب الفلسطيني في جهاده المشروع ودعم إنتفاضته بكل وسائل الدعم الممكنة فلم يعد يخفى على العرب والمسلمين الدعم المالي والعسكري والسياسي الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل فعلى الحكام العرب الكف عن الهرولة التي لا مبرر لها تجاه كل ما تطرحه أمريكا وماتفرضه من شروط على الفلسطينيين ، فواجب الدين والأخوة والمبادئ يفرض النصرة والدعم والنصح المخلص والصادق بعيداً عن التخاذل والخنوع الذي وصلوا إليه ، فالواجب  على الحكام العرب عدم الركون إلى أمريكا التي تدعي أنها راعية السلام في المنطقة فكل مواقفها تؤكد الإنحياز التام لإسرائيل وهذا إخلال بمبداء الحيادية والنزاهة الأمر الذي يفرض على الحكام إتخاذ المواقف القوية والحازمة ضد سياسة الولايات المتحدة ، فهذا ما تتطلبه المرحلة ومن المعلوم أن مصالح أمريكا مع العرب أكثر من مصالحها مع إسرائيل ويكفي حالة الذل والهوان التي نعيشها بسبب التفريط والأنانية والخلافات والدسائس المصطنعة بين الحكام مما جعلنا أشبه بلعبة يتقاذفها الأعداء ولم يعد لنا أي حظ أو وزن بين الأمم المعاصرة في صناعة التاريخ أو الإسهام المباشر
في خدمة الإنسانية ونحن أمة صاحبة رسالة حملها أجدادنا إلى العالم فصنعوا المعجزات وكانوا في مقدمة المسيرة الإنسانية .

في الختام :

أكرر الترحيب بمعالي الأخ/ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وأعضاء الوفد المرافق متمنياً لهم طيب الإقامة في وطنهم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp