كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 18/10/2000م في صنعاء في المهرجان الذي نظمته الهيئة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين

 

الحمدلله رب العالمين القائل (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

والقائل (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون).

والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى آله  وأصحابه أجمعين .

أيها الأخوة الأعزاء :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يطيب لي أن أتحدث إليكم في هذا المهرجان الكبير الذي تنظمه الهيئة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين تضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لصنوف الإبادة على أيدي قوات الإحتلال الصهيوني معبراً لكم عن عميق الشكر والتقدير لحضوركم ومشاركتكم في هذا الحشد الجماهيري الرائع الذي يعبر بصدق عما يكنه أبناء الشعب اليمني من حب لإخوانهم الفلسطينيين وما يمثله الأقصى الشريف من مكانة بالغة في نفوس أبناء الأمة العربية والإسلامية التي خرجت في مظاهرات غاضبة تندد بمحاولات العدو تدنيس الأقصى والإستيلاء عليه وبما جرى ويجري في الأراضي المحتلة من تقتيل وتنكيل على مرأى ومسمع المجتمع الدولي  والحكام العرب بشعب أعزل يدافع عن وجوده ويقاوم واحدة من أكثر جيوش العالم إرهاباً وغطرسة ضارباً أروع الأمثلة في التضحية والفداء لا يملك من وسائل المقاومة إلا إيمانه العميق بعدالة قضيته حتى استحالت الحجارة إلى مدافع وصواريخ ترهب أعداء الله وتؤرق مضاجعهم .

أيها الأخوة الكرام :

إننا ونحن نقف اليوم في هذا الصرح الأكاديمي لنعبر عن تضامننا الكامل مع إنتفاضة الأقصى المباركة ودعمنا لها لكي تستمر عاصفة هوجاء حتى تقتلع  جذور الكيان السرطاني الخبيث من جسد الأمة الذي زرعته القوى العظمى بريطانيا وأمريكا لتحطيم قدراتنا وإمكاناتنا فوضعوه في أغلى بقاع الأرض فلسطين أرض الرسالات والنبوات ومسرى رسول الإسلام وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .

إن الواجب الديني والقومي يحتم علينا مواصلة الدعم لأطفال الحجارة  بشتى الوسائل المتاحة والتي منها إقامة المهرجانات وجمع التبرعات وإستمرار المظاهرات المنددة بالإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني  الأعزل ومطالبة الزعامات العربية والإسلامية العمل من أجل إيقاف هذه الإعتداءات وعودة الحقوق كاملة لأصحابها وفق القرارات الدولية ذات الصلة ، كما يجب أن لا يفتر حماسنا ولا يتزعزع وأن نواصل هذه الفعاليات المؤيدة لإخواننا المرابطين في ساحة المواجهة فهذا يزيد من حماسهم ويقوي عزائمهم ويشكل رافداً معنوياً لهم يمدهم بأسباب النصر والتغلب على الأعداء بإذن الله تعالى كما أن الدعاء لهم واجب وهو من أضعف الإيمان فلا نبخل بذلك في صلواتنا لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

الحاضرون جميعاً :

إننا وبإسمكم جميعاً نطالب حكامنا العرب بعدم التفريط بدماء الشهداء والأبرياء في مؤتمر القمة القادم وأن يتحملوا مسئوليتهم التاريخية أمام الله وأمام الأمة ويتجاوبوا مع صرخات شعوبهم الغاضبة المطالبة بفتح أبواب الجهاد أمام أبناء الأمة العربية والإسلامية حتى يروا بأنفسهم ماتقر به الأعين ، كما أننا نحذر من الآن من مغبة التأمر على قضية الشعب الفلسطيني وعدم تكرار ما حصل في مؤتمر شرم الشيخ الذي أنهى أعماله أمس لصالح المعتدين متجاوزاً حجم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشارع الفلسطيني خلال المواجهات الدامية وما قام به جنود الإحتلال من ممارسات إرهابية استهدفت قمع الإنتفاضة المباركة لشعب يدافع عن حقه ودمه وماله وعرضه.

لقد كانت رغبة الجماهير العربية والإسلامية في عدم إنعقاد مؤتمر شرم الشيخ المشؤوم برعاية أمريكية تعبر عن إحساس صادق بمدى التحيز الأمريكي المستمر مع إسرائيل وما تمارسه هذه الدولة العظمى من ضغوط ضد العرب لصالح الأعداء ، وذلك ما تحقق بالفعل حيث نجحت إسرائيل وبمساندة أمريكية من التخلص من مسألة تشكيل فريق دولي محايد للتحقيق في المجازر الدموية التي أرتكبها الصهاينة خلال الأسابيع الماضية بالإضافة إلى الدمار والخراب الذي لحق بممتلكات المواطنين الفلسطينيين وهدم البنية التحتية جراء القصف الذي تعرضت له مدينتي رام الله وغزة .

الحاضرون جميعاً :

إننا نطالب الحكام العرب في قمتهم القادمة بإتخاذ القرارات الجادة والحازمة ضد الكيان الصهيوني المغتصب وذلك بوقف كافة أشكال التطبيع مع اليهود وفي مقدمة ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية المشينة والقائمة بين بعض الأنظمة العربية وإسرائيل ، كما نطالب بإغلاق مكاتب الإتصال مع العدو أي كان مستواها غِيرةٍ لله ولرسوله ولدماء الأبرياء اللذين اغتالتهم وتغتالهم يومياً رصاصات الغدر والخيانة في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

كما ننتهز هذه المناسبة للتنديد بالدور الأمريكي المنحاز لصالح إسرائيل وضرورة أن تراعي أمريكا مصالحها الحيوية مع العرب والمسلمين لأن إستمرار راعية السلام في لعب هذا الدور يترتب عليه فقدان المصداقية وخلق عداوة غير مبررة بين شعوب العالم العربي والإسلامي والشعب الأمريكي الصديق الذي نكن له كل إحترام وتقدير.

في الختام .. لا يسعني إلا أن أكرر للجميع الشكر على وقفتهم الشجاعة لنصرة الحق سائلاً المولى عزوجل أن يثيبكم ويجعل هذه الجهود في ميزان حسناتكم مؤكداً على ضرورة إستمرار المظاهرات والمسيرات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني الشقيق وحقه الشرعي في إعلان دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف ، والله يرعاكم ويسدد على طريق الخير خطاكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp