كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 16/10/1993م في صنعاء عند حضور أعضاء مجلس الرئاسة إلى المجلس لأداء اليمين الدستورية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وصحبه أجمعين وبعد:

الأخوة رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة .

الأخوة رئيس وأعضاء مجلس الوزراء .

الأخوة ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الإجتماعية.

أصحاب السعادة السفراء .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بإسمي ونيابة عن الأخوة أعضاء مجلس النواب أرحب بكم أجمل ترحيب وإنه لحدث ديمقراطي عظيم أن يقف الأخوة أعضاء مجلس الرئاسة أمام نواب الشعب لأداء اليمين الدستورية قبل مباشرتهم لمهامهم في تحمل مسئولية قيادة البلاد في الفترة القادمة بعد أن منحهم هذا المجلس ثقته وأختارهم لحمل الأمانة الكبرى التي نأمل أن يقوم الأخوة أعضاء مجلس الرئاسة بها خير قيام إن شاء الله ، ومما يزيد هذا اليوم خصوصية هو أنه يتزامن مع إحتفالات شعبنا بأعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

أيها الأخوة :

لقد مرت بلادنا بمصاعب كثيرة خلال الفترة الإنتقالية عانى فيها شعبنا كثيراً وتحمل فوق طاقته وصبر وانتظر حتى جاءت الإنتخابات العامة في 27/إبريل/93م لتكون بداية لمرحلة جديدة ينعم فيها شعبنا بالأمن والإستقرار ويسود فيها العدل والمساواة في ظل ممارسة ديمقراطية حقة بعيداً عن الشعارات والمزايدات والمكايدات السياسية ، مرحلة تتوجه فيها جهود جميع القوى السياسية في الساحة نحو البناء والتنمية وتسعى لترسيخ الدولة الحديثة ، دولة النظام والقانون ، دولة تحمي المواطن وتصون دينه وماله وعرضه ودمه ، دولة توفر لشعبها الإستقرار المعيشي والأمن النفسي وتوجه الإمكانات والموارد لتوفير الإحتياجات الأساسية للشعب ، وإقامة نهضه تنموية حقيقية ، وتعمل على إستخراج ما أنعم الله به على هذا الشعب من ثروات وإستغلال عائداتها في المجالات التنموية التي تخدم مصلحة البلاد ومستقبل أجيالنا القادمة .

كما أن شعبنا قد اعتبر الإنتخابات بداية لصفحة جديدة في حياته يتخلص فيها من كل معوقات الإنطلاق نحو آفاق جديدة ورحبة في البناء والتطور والحياة الكريمة ملتزماً بثوابت الأمة وتعاليم شريعتها الغراء نابذاً لكل ما يخالفها أو يناقضها ويتطلع من خلال ذلك إلى تحقيق آماله في تعميق الوحدة الوطنية والقضاءعلى كل مخلفات التشطير وآثاره .

وفي مقدمة تلك الآمال إستكمال توحيد القوات المسلحة والأمن التي ينبغي أن تصبح مؤسسة يمنية واحدة ولاؤها لله وهدفها حماية الوطن وسيادته وإستقلاله وحماية الشرعية الدستورية بعيداً عن الولاءات الحزبية والمناطقية والقبلية الضيقة ، وكذا توحيد العملة والقوانين وإعادة الحقوق إلى أصحابها .

أيها الأخوة :

إن هذه الآمال والتطلعات وغيرها من آمال وتطلعات شعبنا لن تتحقق إلا إذا تكاتفت وتوحدت جهود جميع القوى المخلصة للعمل ولن يتم ذلك إلا إذا ارتفع الجميع إلى مستوى المسؤولية التي يفرضها علينا ديننا ومصلحة وطننا ، وإن من الأهمية بمكان أن تضطلع القيادة السياسية والحكومة بمهمة رسم سياسة وطنية واضحة تتضمن الأهداف التي تحقق طموحات الأمة وتطلعاتها المستقبلية ، وأن تضع الخطط المرحلية والوسائل الموصلة إلى تحقيق تلك الغايات.

أيها الأخوة :

إننا نعيش في عالم تتسارع فيه الأحداث والمتغيرات ، ونحن جزء من هذا العالم نتأثر بما يحدث فيه ، وإن هذا الوضع يفرض علينا أن نتعامل مع الأحداث والتطورات بروح المسئولية وأن نعمل جادين على كل ما من شأنه خدمة شعبنا وبلادنا وبما يجنبها المشاكل والأزمات ، وإن إصلاح علاقتنا بالأشقاء في الجزيرة والخليج يأتي في مقدمة المهام التي يجب على القيادة والحكومة أن توليها إهتمامها وأن تعمل كل مايمكن عمله للإسراع في تحقيق هذه المهمة الملحة وصولاً إلى تطوير علاقاتنا بالأشقاء في الدول العربية والإسلامية وعلاقات الصداقة والتعاون مع بقية دول العالم على قاعدة الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة .

الأخوة أعضاء مجلس الرئاسة :

لقد حملتم الأمانة وتحملتم المسئولية وهي عظيمة ونسأل الله أن يعينكم على أدائها ، وإننا لنأمل أن يكون هذا اليوم بداية لمرحلة من التعاون الصادق والعمل الجاد المخلص الهادف إلى خدمة البلاد وإخراجها من النفق الذي وصلت إليه وتجاوز سلبيات الماضي وكذا الأزمات المتكررة والمفتعلة التي شهدتها البلاد خاصة وقد جاء تشكيل المجلس ليمثل أطراف الإئتلاف الذي يستدعي من الجميع الحرص على انجاحه كونه يضم القوى الرئيسية والفاعلة في المجتمع ، والجميع يعلقون عليه الأمل لتجاوز ماوصلت إليه الحال ، وهو مطالب بتحقيق ما جاء في برنامج الحكومة والذي بموجبه منحت الثقة ، ولن نتمكن من تحقيق هذا البرنامج إلا إذا تعاون الجميع في القيادة والحكومة على ذلك وسيظل مجلس النواب عوناً لكل جهد مخلص ومحاسباً لكل مقصر طبقاً لأختصاصاته ومهامه التي حددها الدستور ومعبراً عن آمال وتطلعات جماهير الشعب اليمني التي منحته الثقة وحملته الأمانة حيث لن يتردد في أن يعيد هذه الأمانة إليها إذا وجد نفسه غير قادر على القيام بأدائها .

وفق الله الجميع إلى كل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp