كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 12/10/2000م في الكويت بمناسبة زيارته البرلمانية لدولة الكويت

 

سعادة الأخ/ جاسم الخرافي - رئيس مجلس الأمة .

الأخوة / أعضاء مجلس الأمة الكرام .

الحاضرون جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نحمد الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لي وللوفد المرافق هذه الفرصة للقاء بكم والتحدث إليكم في مستهل الزيارة البرلمانية التي نقوم بها لبلدنا الثاني الكويت الشقيق تلبية لدعوة كريمة من أخي رئيس مجلس الأمة - رعاه الله - والذي نسجل له جزيل الشكر والتقدير على مبادرته هذه ، كما أتقدم بالشكر والإمتنان على حفاوة الإستقبال ومشاعر الأخوة الصادقة التي قوبلنا بها منذ وصولنا إلى بلادكم العزيزة على نفوسنا وذلك ليس بغريب على هذا البلد العربي الأصيل وشعبه المتمسك بقيمه العربية والإسلامية والملتزم بمواقفه القومية والإسلامية ونصرة قضايا أمته العربية والإسلامية والداعم بسخاء للتنمية والتطوير في مختلف البلدان العربية والإسلامية .

وإنه ليحدونا الأمل في أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات اليمنية - الكويتية والدفع بها نحو آفاق رحبة من التعاون والعمل المشترك من أجل خير الشعبين وخدمة مصالحهما وتطلعاتهما المستقبلية ، فعلاقات بلدينا عميقة الجذور والأواصر التي تربط بين الشعبين الشقيقين قوية ومتينة ولذلك كانت وستظل علاقات أخوية أقوى من أي سحابة صيف تعكر صفوها أحياناً وسرعان ما تنقشع لتعود من جديد وهي أكثر قوة ورسوخاً ، إن للكويت مكانة خاصة في نفوس أبناء اليمن وتحظى بحبهم وتقديرهم وتعاطفهم معها في كل الظروف وما وجودنا بينكم اليوم إلا تأكيداً لما يكنه لكم إخوانكم في اليمن من إعزاز وتقدير .

الأخ/ رئيس المجلس :

الحاضرون الكرام :

إن الإجتياح العراقي للكويت قد أحدث شرخاً عميقاً في الصف العربي ومزق وحدة الأمة فأضعف مواقفها وأوجد حالة من الجفوة بين الأشقاء ولا تزال آثارها السلبية قائمة حتى اليوم وإذا كنتم في الكويت قد تحملتم القسط الأكبر من الآلام والمعاناة جراء ذلك العدوان على وطنكم العزيز وما ترتب عليه من نتائج فإن الشعوب العربية كلها قد شاركتكم في ذلك ، وها هي الأمة العربية لا تزال تدفع التكلفة الباهضة لذلك العدوان ، فوحدتها ممزقة وكرامتها مهددة ومواقفها هزيلة وحقوقها نهبا للأعداء .

إن الحالة التي تعيشها أمتنا اليوم وماتواجهه من تحديات يفرض علينا جميعاً مراجعة مواقفنا والإرتفاع إلى مستوى المسئولية التي نتحملها والتعامل بوعي مع المتغيرات والمستجدات والتصدي للهجمة التي تستهدف هويتنا ووجودنا وحقوقنا ، لكن تحقيق ذلك يتطلب إستعادة وحدة الأمة وتضامنها وجمع كلمتها ورص صفوفها ، وهذا يستدعي منا جميعاً الإرتفاع فوق الجراح والتغاضي عن الإساءات والتنازلات فيما بيننا وقبل ذلك وبعده الإعتصام بحبل الله والإلتزام بكتابه والعمل الجاد والمخلص لإعادة ترتيب البيت العربي من الداخل وتحديد أولوياتنا في ضوء مبادئنا وقيمنا ومصالح شعوبنا .

الأخ/ رئيس المجلس :

الحاضرون الكرام :

إن هموم أمتنا كبيرة وكثيرة وتطلعات شعوبنا إلى مستقبل أوسع أكبر من أن يواجهها كل بلد منفرداً ، وليس أمامنا إلا العمل المشترك والتعاون والتنسيق ، ولتكن البداية على مستوى ثنائي ومن ثم الوصول إلى العمل الجماعي المشترك .

ومن هذا المنطلق فإننا نتطلع إلى أن تثمر زيارتنا هذه بالخروج بنتائج عملية على طريق التعاون والعمل المشترك بين بلدينا في المجال البرلماني خاصة ثم في بقية المجالات عموماً .

إن ماحققته دولة الكويت من إنجازات وما وصلت إليه من نهضه وتقدم يجعلنا نشعر بالفخر والإعتزاز ونتمنى لشعب وحكومة الكويت الشقيق المزيد من النجاحات في مختلف المجالات.

الأخ/ رئيس المجلس :

الأخوة / أعضاء المجلس :

إننا لننظر بإعجاب وتقدير كبيرين إلى التجربة البرلمانية في الكويت ونتابع بإهتمام الدور الفعلي لمجلسكم الموقر وأثره في حياة الشعب الكويتي الشقيق  ، ونعتقد أن قيام تعاون بين المجلسين النيابيين في البلدين الشقيقين يمثل خطوة عملية لتوثيق العلاقات البرلمانية عن طريق الزيارات وتبادل الخبرات والإستفادة من التجارب الإيجابية خاصة إذا ما أحسنا إختيار الآليات المناسبة التي تكفل نجاح هذا التعاون.

ونحن على ثقة بأن هذه الخطوة ستساعد على فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين في كافة المجالات والذي نتطلع إلى أن يصل إلى مستوى أفضل مما كان عليه في الماضي خاصة وأن بلادنا تتوجه نحو توفير الظروف والشروط اللازمة لقيام الإستثمار وفتح الباب أمام المستثمرين العرب والأجانب  ليستثمروا في كافة المجالات التنموية والخدمية سواء في المنطقة الحرة بعدن أو في غيرها من المدن والمحافظات الأخرى .

الأخ/ رئيس المجلس :

الحضور الأعزاء :

إننا نشعر بعمق الجراح التي أصابت شعب الكويت العزيز وندرك حجم وبشاعة المأساة والآثار الناجمة عنها لكننا أيضاً نعلم أن شعب الكويت الشقيق يملك من الإرادة والعزيمة ما يساعده على تجاوز المأساة وعدم الإنشداد إلى الماضي كما يملك من قوة الإيمان بالله والصبر على المحن ومواجهة الشدائد والنظرة المتفائلة إلى المستقبل ما يجعلنا واثقين بمقدرته على الإنطلاق إلى الأمام بقوة لتحقيق المزيد من الإنجازات التنموية ومواصلة أداء دوره القومي والإسلامي الرائد في نصرة ودعم قضية كل العرب والمسلمين وأن دولة الكويت ستواصل إسهامها الإيجابي في دعم الجهود التنموية في البلدان العربية والإسلامية من منطلق إنتمائها العربي والإسلامي وشعورها بالمسئولية الملقاه على عاتقها رغم كل الظروف.

إننا نحس بمشاعر أهالي وأطفال الأسرى والمفقودين من أبناء الكويت الشقيق ومعاناتهم ونشاطركم الرأي في ضرورة إنهاء هذه المأساة ونعتبر أن إستمرارها عمل غير إنساني ومرفوض ، ونؤكد ما سبق أن أعلناه من قبل عن إستعدادنا للإسهام والقيام ببذل المساعي الممكنة في سبيل إنهاء هذه المأساة ، ونأمل أن يستجيب المسؤولون في العراق لكل الجهود المبذولة في هذا السبيل .

ولعلكم تشاطروننا الرأي في أن فرض الحصار على شعب العراق لم يتحقق الغرض منه، وأن شيوخ وأطفال العراق هم الذين يتضررون من إستمرار الحصار والمعاناة الناتجة عنه والتي دفعت وتدفع الكثيرين من مختلف البلدان للمطالبة بإنهاء تلك المأساة الإنسانية ونعتقد أن إنهاء هاتين المأساتين سيساعد على إيجاد ظروف أفضل للعلاقات المستقبلية بين بلدان المنطقة وشعوبها.

ختاماً :

أتمنى للعلاقات الأخوية  القائمة بين بلدينا  المزيد من التطور والنماء وأنتهز هذه المناسبة السعيدة لأحيي القيادة الكويتية الحكيمة وحكومة وشعب الكويت الشقيق ، وأجدها فرصة مناسبة لأقدم لأخي العزيز رئيس مجلس الأمة دعوة رسمية لزيارة إخوانه في اليمن على رأس وفد برلماني في أقرب وقت ، فتبادل الزيارات وتكرار اللقاءات وسيلة عملية لتقوية العلاقات وتمتين الروابط وفي ذلك خير كبير لبلدينا وشعبينا الشقيقين .

وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp