كلمة الشيخ عبد الله في الذكرى السنوية لرحيل المرحوم مجاهد أبوشوارب - الخميس: 17/11/2005م

بسم الله الرحمن الرحيم

(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ، الذي خلق الموتَ والحياةَ ليبلوَكم أيكم أحسنُ عملا وهو العزيز الغفور)

والصلاة والسلام على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين .

الضيوف الكرام ..

الحضور الأفاضل ..

الحفل الكريم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أرحب بكم أجمل ترحيب وأشكر لكم هذا الحضور المتميز وتلبيتكم الدعوة لمشاركتنا ذكرى بطل فقدناه ومناضل خسرناه ، وهذا الحضور ما هو إلا تعبير عن الوفاء لرجل أحبكم وأحببتموه ، رجل أحب اليمن وأبناء اليمن فاقتحم معارك الموت من أجل أن تبقى اليمن عزيزة شامخة ينعم أبناؤها بحياة كريمة في ظل نظام جمهوري عادل .. تسوده الشورى وترفرف في سمائه رايات الحرية والمساواة .

إن لساني يعجز عن الكلام والحديث في هذا الموقف لأن الحديث عن الفقيد العزيز مجاهد أبو شوارب حديث عن النفس ، وهل يستطيع الإنسان أن يتحدث عن نفسه .

 

إن أبناء مجاهد فقدوا مجاهد الأب ، وإن حاشد فقدت مجاهد الرمز ، وإن اليمن كلها فقدت مجاهد القائد ، والجميع خسروا مجاهد وحزنوا على مجاهد وبكوا مجاهد ، وتذكروا مآثر ومواقف ومناقب مجاهد ، لكن حزني عليه وفقدي له أكبر من أن أعبر عنه ، لأنني فقدت جزءاً من كياني وخسرت توأم نفسي ، خسرت أخاً مخلصاً وفياً خسرت بطلاً شجاعاً اعتمدت عليه في المهمات والمواقف والعواصف والأزمات ، التي واجهتها في حياتي وما أكثرها .

لقد خسرت رجلاً – بكل ما تعنيه الكلمة – يتمتع بصفات قل أن نجد من يماثله فيها ، خسرت أخاً لن أجد من يملأ الفراغ الذي تركه .

لقد كان مجاهد بالنسبة لي أكثر من أخ قبل أن يكون شريكاً في قيادة وإدارة المعارك والمواجهات العسكرية فقد كان يخاطر بنفسه وحياته ويتقدم الصفوف ليبعد عني المخاطر ، وكان يتصدى للمواقف والقضايا وحل المشاكل ليكفيني الانشغال بها والتفرغ لما هو أهم وأكبر وأنفع لليمن وأبنائها .

 

كان رحمه الله شجاعاً .. كريماً . شهماً .. وفياً .. صادقاً .. صاحب همة عالية .. وعزيمة صلبة .. ورأي صائب .. وحماس ليس له حد .. وشعور عال بالمسئولية وحرص على الكمال .. وتطلع إلى ما هو أفضل .. لقد كان صاحب نفس صافية وسريرة نقية مخلصاً بعيد النظر ، تميز بالقدرة على إستشراف المستقبل ، رجل صاحب جدية ومثابرة وتصميم وعزم على تحقيق ما يريد ، وهذه صفات كلها أهلته لحمل المسئولية والهم الوطني في سن مبكرة ولازمته طوال حياته وأثرت فيه في مختلف المراحل وفي كل المواقع والمسئوليات التي تولاها ، ونجح في القيام بكل ما أوكل إليه من مهام .

كان ذا قدرات عالية في التأثير على من حوله والحفاظ على علاقته بهم وكسب ودهم وإحترامهم وهو ما مكنه من قيادة الرجال وكسب المواقف والنجاح في الحياة .

ومن أجل هذه الصفات والمزايا التي كان يتمتع بها الفقيد العزيز إلتقينا اليوم لنتذكر هذا البطل الحقيقي والشجاع المتواضع والرجل الكريم السخي والوفي الذي لن يتكرر .

نتذكره ليظل نبراساً لنا في مسيرتنا النضالية في زمن كثر فيه المدَّعون ، وقل فيه الصادقون ، ولهذا فإن رحيل مجاهد خسارة ما بعدها خسارة بالنسبة لي ، كما هي خسارة لليمن كلها .

 

فرحيله خسارة للقيم والأخلاق ، وخسارة للرجولة والبطولة ، خسارة للشجاعة والإخلاص والوفاء ، رحم الله مجاهد ، واسكنه فسيح جناته ، وتقبله في عباده الصالحين مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .

الحفل الكريم ..

أشكركم مرة أخرى على حضوركم ومشاركتكم لنا هذه الفعالية ، وأرجو أن لا تنسوا فقيدنا الكبير من صالح دعائكم ، كما أدعو الله سبحانه أن يكون أولاده خير خلف لخير سلف وأن يسيروا على النهج الذي سار عليه وأن يتحلوا بصفاته حتى يكونوا جديرين بحمل اسمه وقادرين على مواصلة سيرته العطرة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp