كلمة الشيخ عبد الله في الحفل السنوي الثاني لتكريم حفاظ كتاب الله عزوجل والذي تقيمه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم الاثنين 14/7/2003م

الاثنين 14/7/2003م

 

الحمدلله رب العالمين

والصلاة والسلام علي محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

أيها الحفل الكريم :

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نحضر اليوم هذا الحفل المبارك وهو الحفل السنوي الثاني لتكريم حفاظ كتاب الله عزوجل والذي تقيمه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم لمائة حافظ وحافظة من محافظة صنعاء وهذا شيء يسعدنا ويفرحنا لإن الإهتمام بكتاب الله وتعليمه للناس هو من أفضل الأعمال وأكثرها نفعاً للأمة فمن خلال نشر مراكز تحفيظ القرآن الكريم وفتح المعاهد والجامعات المتخصصة في القرآن وعلومه نضمن جيلاً سوياً صالحاً مستنيراً ينفع أمته ويحافظ على هويته ويحترم قيم المجتمع الحميدة فبإسم الجميع نبارك للإخوة الحفاظ والحافظات ونسأل الله أن يأخذ بأيديهم لما فيه خير البلاد والعباد وأن ينفع بهم وبعلمهم الذي اكتسبوه وأن تتضاعف مثل هذه المناسبات المباركة التي نشهد فيها تخرج المزيد من حفاظ وحافظات كتاب الله .


 

الحاضرون الكرام :

إننا ننتهز هذه المناسبة الطيبة لكي نؤكد على أهمية العمل على العناية بمناهج التربية الإسلامية والقرآن الكريم واللغة العربية وأن لا ننجر وراء الدعوات الهدامة التي تستهدف إضعاف الجيل من خلال إبعاده عن الكتاب والسنه وتجهيله بأمور دينه وتلك هي هجمة غربية هدفها إعلاء الثقافة الغربية فوق الجميع وغزو العالم الإسلامي في إطار صراع الحضارات وأنتم تسمعون عن الهجمة الشرسة على مناهج العديد من الدول العربية والإسلامية وإستجابة بعض هذه الدول لتلك الضغوطات ، ولهذا فإننا ندعو الحكومة للتصدي لمثل هذه الضغوطات وعدم الرضوخ لها والإهتمام بمراكز تحفيظ القرآن الكريم ودعم الأنشطة الصيفية في هذا المجال وبناء المزيد من المدارس والكليات التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه ومايتصل به فهذا كفيل بتحصين الأجيال ونؤكد على ضرورة معالجة أوضاع مدرسي مادة القرآن الكريم اللذين يتقاضون مرتبات رمزية لا تسمن ولا تغني من جوع وكأنهم يقوموا بمهمه زائدة عن حاجة المجتمع وهم في الواقع يؤدون رسالة سامية وهامة على طريق إيجاد جيل محصن ضد الأمراض الإجتماعية الوافدة وحملات الغزو الفكري التي تحاول تضييع الشباب وجرهم إلى طريق الغواية والإنحراف وهذا الدور لا يقتصر على الدولة بل أن المجتمع بكل أفراده من رجال أعمال وشخصيات إجتماعية ومثقفين وقيادات مطالبون جميعاً بدعم المؤسسات الخيرية التي تعنى برعاية مادة القرآن الكريم وعلومه حتى يتيسر لهذه المؤسسات الخيرية النشطة القيام بواجبها على الوجه المطلوب ونشر هذا الخير في ربوع اليمن بكامله .


 

الحاضرون الأعزاء :

إن المتابع للأوضاع على الساحة الفلسطينية والإبادة المنظمة التي يواجهها الشعب الفلسطيني على يد الصهاينة الغاصبين والتقتيل المستمر لأبناء فلسطين لأنهم يدافعون عن أرضهم ومقدسات المسلمين وما يجري في العراق من إذلال وإبتزاز للشعب العراقي خاصة بعد أن افتضحت أكاذيب أسلحة الدمار الشامل يدرك حجم المأساة التي وصل إليها العرب والمسلمون ومدى الضعف والوهن الذي تحدث عنه الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم ، وإننا إزاء ذلك مطالبون بتوحيد الكلمة ورص الصفوف وإزالة كل الخلافات الجانبية حتى نقف صفاً واحداً أمام العدو الذي يريد إبتلاعنا ولا يستهدف أحداً سوانا ، وإن على الحكام العرب مراقبة الله في أمور شعوبهم والعمل الجاد والصادق من أجل إعادة التضامن العربي ونبذ الفرقة والخلافات الشخصية والأنانية التي دمرت أحلامنا واغتالت أمانينا وطموحاتنا بغد مشرق تنعم فيه شعوبنا بالرفاهية والعزة والسؤدد ويكون لنا القول الفصل في عالم تتصارع فيه الحضارات وتشتد فيه الهجمة على الحضارة الإسلامية التي تمتلك بذاتها كل مقومات البقاء والتأثير والإنتشار مما جعلها هدفاً للآخرين.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp