كلمة الشيخ عبد الله في الحفل السنوي الثالث عشر لجمعية القرآن الكريم 29/9/2005م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ .

الأخوة/ أعضاء مجلس النواب والشورى .

الأخوة/ ممثلوا الأحزاب والمنظمات الجماهيرية .

الأخوة/ أعضاء السلك الدبلوماسي .

الأخوة/ الطلاب الخريجين والخريجات من الكلية العليا للقرآن الكريم والأخوة الخريجين من الحلقات النموذجية لتحفيظ القرآن الكريم في أمانة العاصمة .

الحفل الكريم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرني أن أحضر اليوم ونيابة عن الوالد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر  رئيس مجلس النواب هذا الحفل السنوي الثالث عشر الذي تقيمه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم من أجل تكريم الدفعة الثامنة والدفعة الرابعة من خريجي وخريجات الكلية العليا ، وكذا خريجي الحلقات النموذجية بأمانة العاصمة والذي يتزامن مع إحتفالات شعبنا بأعياد الثورة والجمهورية فكل عام وأنتم بخير .

وفي الحقيقة فإن ما تبذله الجمعية الخيرية لتعليم القرآن من جهود هو عمل عظيم ومبارك ينبغي أن تشكر عليه فلقد بدأت هذه الجمعية الخيرية بجهود فردية من الحريصين على نشر الخير في كل ربوع بلادنا ، وأصبح لهذه الجمعية فروع في مختلف المحافظات واستطاعت وبحمد الله فتح كلية عليا للقرآن الكريم في أمانة العاصمة تخرجت منها العديد من الدفع.


وها نحن اليوم نشهد حفل تخرج الدفعة الثامنة من الذكور والدفعة الرابعة من الإناث وجميعهم متخصصون في القرآن وعلومه المختلفة وهذا شيء عظيم ونأمل أن يكون هناك فروع للكلية العليا أيضاً في بقية محافظات الجمهورية ليصل هذا الخير لكل الناس وتوضع أمام الشباب الفرص التعليمية المتنوعة وهذا إسهام مهم في العملية التربوية إلى جانب جهود الدولة التي تتحمل النصيب الأكبر ، وعليها تقع المسئولية في نشر مدارس التحفيظ في كل عزلة ومديرية ودعم الكليات المتخصصة في علوم القرآن لأن الجهود الشعبية وحدها لا تكفي ولا يمكن أن تغطي الإحتياج المتنامي لتأهيل المزيد من العلماء والفقهاء في هذا المجال ، فنحن مجتمع مسلم نعتز بديننا ونحتكم في كل أمورنا للشريعة الإسلامية وكل القوانين اليمنية مستمدة منها وحتى الأسلاف والأعراف بين القبائل اليمنية مرتكزة في معظمها على تعاليم الدين ، ومن هذا المنطلق فإن فتح المزيد من فرص التعليم الديني ضرورة إجتماعية .

 

الحاضرون جميعاً .

إنا ندعو الدولة وجميع الخيرين من أبناء هذا البلد إلى تشجيع وتوسيع التعليم المتخصص في كل المجالات ومنها مجال القرآن الكريم وعلومه ، إذ لا بد من توفير كل الإمكانات التي تسهل على الراغبين الإلتحاق بمدارس التحفيظ وكذا الكليات العليا للقرآن الكريم وهذا يقتضي أيضاً توفير المباني المناسبة والمدرسين المؤهلين تأهيلاً عالياً وكل ذلك لا يتم إلا بالتعاون بين الدولة والمشاركة من القطاع الخاص ورجال المال والأعمال الذين ولا شك يلعبون دوراً كبيراً في النهوض بالأعباء التنموية في مختلف القطاعات وخاصة قطاع التعليم حيث يستحوذ هذا القطاع على نسبة كبيرة من ميزانية الدولة في الوقت الذي يشهد فيه التعليم العام الحكومي تدهوراً ملحوظاً في كل مكوناته فهناك تدني واضح في مستوى التحصيل العلمي ولهذا فإن المسئولية عظيمة ومشاركة المجتمع للدولة في هذا الجانب جوهرية .

الحاضرون جميعاً .

إن المتتبع لأحوال المسلمين اليوم يجد أنهم يمرون بمرحلة صعبة من تاريخهم فهم إلى جانب تخلفهم في المجال العلمي والمعرفي والتكنولوجي يعيشون حالة من التشرذم والتفرق والفوضى وعدم الوضوح في الأهداف والمنطلقات التي ينبغي أن يسيروا عليها مثل غيرهم من الأمم أضف إلى ذلك ما يعانوه من إستبداد سياسي سواء كان بسبب طبيعة الحكم الذي يدير شئونهم أو بسبب الإبتزاز الخارجي .

وهكذا فإن الكثير من الشعوب الإسلامية تعيش اليوم حالة من الإزدواج الذي يغتال الطموح ويدمر الأمل ويقضي على الإبداع ولا بد للمسلمين إذا أرادوا الخروج من هذا المنعطف الدقيق أن يعودوا إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ويجعلوه الحكم فيما بينهم والمنهج الذي تسير عليه حياتهم لأن الجيل الأول من المسلمين فتحوا الدنيا وهزموا في فترة وجيزة الروم والفرس ليس بكثرة عددهم ولا بعدتهم ولكن بما قدموه للبشرية من نموذج رائع في سلوكهم ودين عظيم يتسم بالمحبة والتسامح ويخاطب العقل والوجدان وينظم حياة الناس في شتى المجالات بإعتباره المنهج القويم الذي جاء من عند الله العليم الخبير بما هو الأصلح للبشرية .

 

الحاضرون الأجلاء .

إن مثل هذه الثمار الطيبة التي نجنيها اليوم والمتمثلة في تخرج كوكبة من المتخصصين والحفاظ يجعلنا نشعر بأننا نسير في الطريق الصحيح وهو طريق العمل الشاق والجهد المكثف لمواجهة متطلبات العصر الذي هو عصر العلم والمعرفة ولن نستطيع مواجهة حملات التشكيك في ديننا وقيمنا إلا بوجود شباب واعي متسلح بالعلم الشرعي وعلوم العصر الحديثة حتى يستطيع مقارعة الحجة بالحجة والبينة بالبينة وهو ما نأمله في هذا العدد الطيب من المتخرجين بالمؤهلين ومن سبقهم ومن سيلحق بهم .


أبارك للخريجين والخريجات والحافظين لكتاب الله والحافظات ما حققوه من تحصيل علمي وشرعي ، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في الميدان الذي ينتظر لجهودهم حتى يساهموا في تحمل المسئولية الملقاة على عاتقهم ، وبهذه المناسبة المباركة أعلن التبرع بمليونين ريال لصالح الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم دعماً لأنشطتها الخيرة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp