كلمة الشيخ عبد الله التي ألقاها أثناء زيارة رئيس البرلمان الألماني والوفد المرافق له لمجلس النواب اليمني - الأحد 2,15, 2004

 

السيد رئيس البرلمان الألماني/ فولف جانج تيرزه .

السادة أعضاء الوفد المرافق

سعادة السفير الألماني بصنعاء

الحاضرون جميعاً

    أرحب في البداية بالضيوف الكرام  في مجلس النواب اليمني أجمل ترحيب فأهلاً وسهلاً بالجميع.

ونحن سعداء بهذه الزيارة البرلمانية التي تأتي في وقت هام تشهد فيه المنطقة والعالم العديد من التحولات المتسارعة  والتي تحاول فيها القوى العظمى وعلى رأسها أمريكا السيطرة على العالم من خلال فرض رؤيتها أحادية الجانب  على الآخرين دون اعتبار لحضارات الشعوب أو قيمها أو ثقافاتها الأمر الذي يحتم على الدول العريقة والقوية مثل ألمانيا أن تلعب دورا في إيقاف هذه الغطرسة وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي الرافض للهيمنة والسيطرة.

الضيف الكريم :

الوفد المرافق:

   أما على المستوى الثنائي بين البلدين فإن هذه الزيارة الهامة هي تعبير عن حسن النوايا الصادقة وتأتي في ظل التنامي المستمر للعلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا الصديقين رغم محاولة تسميم هذه العلاقات المتميزة من طرف ثالث لم يكن ليرضى عنها فكانت قضية  الشيخ محمد المؤيد ومرافقه التي لم ولن تؤثر على علاقات الصداقة القديمة والقوية بين البلدين رغم مشاعر الألم الذي يعتصر نفوس أبناء الشعب اليمني من هذه القضية ومع ذلك فسوف نظل نتابع موضوعه حتى تعلن براءته فلم تكن الأدلة التي قدمتها أمريكا ضده إلا مثل الأدلة التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي إلى مجلس الأمن عن أسلحة الدمار الشامل العراقية قبل الحرب وهاهم المحتلون  اليوم يسرحون ويمرحون في العراق دون أن نجد أثرا لأسلحة الدمار الشامل المزعومة وهو ما كنتم أنتم في ألمانيا على خلاف مع أمريكا حوله واليوم تزداد القناعة في أوساط المجتمع الدولي بحجم التضليل والكذب  الذي مورس لاستباحة سيادة واستقلال العراق .

السيد رئيس البرلمان:

   نحن على ثقة تامة أن زيارتكم سوف تسهم في تعميق العلاقات الثنائية بين بلدينا ومجلسينا وسوف تعطي دفعة قوية لمزيد من التعاون في مختلف المجالات وخاصة في المجال البرلماني الذي لا يزال دون المستوى المطلوب ففي زيارتنا البرلمانية لألمانيا الصديقة في مارس 1995 كنا قد تقدمنا بطلب التوقيع على اتفاق تعاون برلماني بين المجلسين وشكلنا جمعية صداقة برلمانية من جانبنا حرصاً على تطوير العلاقات في هذا المجال لأننا نعلم أن لديكم خبرة طويلة وتجربة برلمانية راسخة و نحن حريصين على الاستفادة منها وفي هذا السياق اسمحوا لي أن أطرح على سيادتكم إمكانية مساهمة الحكومة الألمانية أو في إطار البرلمان الأوروبي في تمويل مشروع مبنى مجلس النواب الجديد الذي وفرنا له مساحة كافية من الأرض ووضعت تصاميمه النهائية شركة ألمانية متخصصة وهو يلبي طموحاتنا البرلمانية ويسهم في ترسيخ وتعميق الممارسة الديموقراطية في اليمن الموحد.

أما فيما يتعلق بالتعاون الإقتصادي والمشاريع التنموية التي ترعاها ألمانيا الصديقة في بلادنا فهي ولا شك تتطور يوما بعد يوم خاصة في مجالات الصحة والزراعة والتعليم والطرقات  ونحن نطمح في تفعيل دور اللقاءات الحكومية السنوية التي تعقد في كل من صنعاء وبون وسرعة إنجاز المشاريع الموقعة بين الجانبين وكذا التوسع في دعم هذه المجالات  ونؤكد على الجانب الصحي بالذات وخاصة المستشفيات الرئيسية في المدن وكذا المستشفيات العسكرية التي يشملها التعاون بين البلدين ونشكر لألمانيا الصديقة إختيار اليمن كدولة نموذجية لمكافحة الفقر مما يؤهلها للمزيد من المساعدات .

السيد/ الرئيس :

إننا نأمل ومن خلال موقعكم في الدولة أن تعملوا على فتح آفاق جديدة للتعاون خاصة في مجال الاستثمار بين القطاع الخاص وإقامة مشاريع استثمارية مشتركة تعزز من علاقات الصداقة وتقوي المصالح الثنائية بين بلدينا ، ومن ذلك تفعيل دور بنك هرمس للإقراض الطويل المدى للقطاع الخاص في بلادنا بهدف تحريك الوضع الإقتصادي وإنعاش أنشطة القطاع الخاص مع التأكيد على قطاع التدريب والتأهيل وأهمية دعم المنظمات غير الحكومية والمؤسسات المستقلة مثل البرلمان وجهاز القضاء واللجنة العليا للإنتخابات ، كما نأمل أن تعمل ألمانيا الصديقة من خلال الاتحاد الأوروبي على جعلنا من الدول ذات الأولوية في المساعدات كما حصل لبعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط فانتم وبما لكم من ثقل في الإتحاد الأوروبي قادرون على المساهمة في هذا الاتجاه مقدرين تقديرا عاليا ما قمتم به من دور إيجابي في مؤتمر المانحين الذي عقد في بر وكسل عام 01997واليوم نتطلع إلى استمرار هذا الدور ونقترح أن تدعموا فكرة عقد مؤتمر للدول المانحة في صنعاء ليتسنى للأصدقاء الاطلاع عن كثب على الأوضاع الاقتصادية في بلادنا والتي تشهد تحولات سياسية وديموقراطية هامة وهي ماضيه في ترسيخ وتعميق النهج الديموقراطي والتعددية السياسية وتحتاج بالفعل إلى وقوف الأصدقاء معها خاصة ألمانيا الصديقة التي كانت ولا تزال مساعداتها تعبر فعلا عن الصداقة الخالصة التي لا تهدف إلى أي مكاسب سياسية 0

الصديق العزيز:

الحاضرون جميعا:

   لا يزال العرب والمسلمون يعولون على الدور الأوروبي بزعامة ألمانيا في المساهمة في وضع الحلول المقبولة لقضية الصراع العربي الإسرائيلي المزمن بحكم التقارب الجغرافي والتواصل الثقافي عبر العصور وما نتج عن ذلك من فهم وإدراك لطبيعة هذا الصراع 0 ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا الصديقة في إطار المجموعة الأوروبية وكذا مجلس الأمن وعدم ترك الحبل لأمريكا بدعوى أنها راعية السلام في المنطقة فقد ثبت تحيزها المطلق ودعمها الكبير لإسرائيل الإرهابية التي تمارس الإرهاب اليومي على أبناء الشعب الفلسطيني مشيرين إلى حق هذا الشعب في الانعتاق من الاستعمار الصهيوني العنصري وتحرير أراضيه المغتصبة وإعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأن هذه المبادئ لا تقبل المساومة وبغيرها لا يمكن إحلال السلام في المنطقة وأن العمل خارج هذه المبادئ ومحاولة إجبار الشعب الفلسطيني  بالترغيب والترهيب على أنصاف الحلول لن يزيد المشكلة إلا تعقيدا وسوف تستمر المقاومة المشروعة للاحتلال بكل السبل الممكنة.

السيد رئيس البرلمان:

 الحاضرون الأعزاء:

  لا أريد أن أطيل عليكم في هذه الكلمة الترحيبية وسوف أترك المجال للصديق رئيس البرلمان الألماني للحديث ولمناقشة النقاط التي تطرقت إليها للخروج بحصيلة لما يمكن أن نتوصل إليه في هذه الزيارة التي نعتبرها لبنة جديدة في صرح التعاون المثمر والبناء  بين بلادنا وألمانيا الصديقة.

وشكراً..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp