زيارة الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر إلى إيطاليا 16 - 20/07/2000م

 

تقرير حول زيارة الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر ـ رئيس مجلس النواب

و الوفد المرافق له  إلى إيطاليا

خلال الفترة من 16/076/2000م إلى 20/07/2000م

 

تعتبر إيطاليا من أقد الدول التي ترتبط بلادنا بعلاقة دبلوماسية معها حيث بدأت تلك العلاقة سنة 1926م حينما عقدت بين الجانبين معاهدة صداقة وتعاون وتم تجديد المعاهدة سنه 1937م وفي بداية الخمسينات تم افتتاح مفوضيات في كل من البلدين وقد شهدت العلا قات الثنائية تطوراً مضطرداً وقدمت إيطاليا لبلادنا مساعدات مختلفة ومتعددة وفي بداية التسعينات اعترى العلاقات بين الجانبين فتوراً ملحوظاً ، و انسجاما مع رغبة القيادة السياسية في توطيد وتطوير العلاقات بين بلادنا وإيطاليا وتلبية للدعوة الموجهة إلية من نظيرة الإيطالي لو شيانو فيولانتي قام الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر ـ رئيس مجلس النواب وعلى رأس وفد برلماني بزيارة رسمية إلى إيطاليا استغرقت أربعة أيام حيث غادر مطار صنعاء الدولي رئيس المجلس يوم الأحد الموافق 16/7/2000م يرافقة الإخوة الأعضاء التالية أسماؤهم:ـ

1 – عبدالجليل عبده ثابت

2 – محمد صبار الجماعي

3 – عبدالوهاب محمود معوضة

وقد أدلى رئيس مجلس النواب بتصريح لمندوب وكالة الأنباء اليمنية لدى مغادرته العاصمة حيث أشار إلى أن الزيارة هي تلبية للدعوة الرسمية المقدمة من نظيرة الإيطالي وأنها تأتي في إطار تطوير وتوسيع العلاقات الثنائية بين بلادنا و إيطاليا الصديقة في مختلف المجالات وخاصة المجال البرلماني وأوضح أنه سيتم التوقيع على بروتوكول تعاون بين مجلسي النواب في البلدين .

هذا وقد وصل الأخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ـ رئيس مجلس النواب والوفد المرافق إلى مطار فوميشينو الساعة (7:55) مساءً بتوقيت روما وكان في استقباله بالمطار سعادة محمد عبدالله الوزير ـ سفير بلادنا في إيطاليا وأعضاء السفارة ومندوب عن مراسم البرلمان الإيطالي وبعد استراحة قصيرة بصالة التشريفات توجه رئيس المجلس ومرافقية إلى مقر الإقامة.

وفي عصر يوم الأثنين الموافق 17/7/2000م استقبل السيد لوشيانو فيولانتي رئيس البرلمان الإيطالي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر  ـ رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له في مقر البرلمان حيث بدأت جلسة المباحثات الرسمية بين الجانبين وقد استهل اللقاء رئيس البرلمان الإيطالي حيث رحب بالضيف ومرافقية مؤكداً أن زيارة رئيس المجلس تشكل حجر الأساس بالنسبة للعلاقات البرلمانية مبدياً استعداد البرلمان الإيطالي لتأهيل  وتدريب كوادر من مجلس النواب في بلادنا مضياف أن البرلمان الإيطالي قد اقر قانون ينص على إلغاء وتخفيض الديون التي على البلدان الفقيرة في العالم موضحاً أن تلك الخطوة هي في إطار قناعة تامة أن الدول الغنية لا بد أن تتعاون وتساعد الدول الأقل غناء وقال أن بلاده مستعدة لتقديم العون والمساعدة الفنية اللازمة لبلادنا والكفيلة بتأمين سير الإنتخابات النيابية القادمة ، بعد ذلك أعطى رئيس البرلمان الإيطالي شرحاً وافياً عن الدور التشريعي والقانوني للمجلس وعلاقته بالحكومة .. رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حيا من جانبة رئيس البرلمان الإيطالي شاكراً له دعوته لزيارة إيطاليا الصديقة وقال إن الزيارات لا بد أن يكون لها ثمار طيبة مؤكداً على أهمية التعاون بين المجلسين مشيراً إلى المشروع الجديد لإقامة مبنى لمجلس النواب يليق بالديمقراطية في بلادنا ويكون معلماً بارزاً من معالم التحول السياسي في بلادنا وقال نحن قد انهينا الدراسات الأولية والتصاميم المبدئية ونحن الآن نبحث عن مصادر تمويل لهذا المشروع الهام ونأمل من الأصدقاء الإيطاليين المساهمة فيه وقد رد الجانب الإيطالي بأن هذا العمل مهم للغاية وسوف يسمح للبرلمانيين العمل بصورة أفضل وسيمثل فعلاً مقراً للسيادة الشعبية وسيكون رمزاً في حياة اليمنيين وأضاف أنه سيتخاطب مع المسئولين في بلاده حول الموضوع ويبحث إمكانية المساهمة من خلال الدعم الذي تقدمة إيطاليا لبلادنا عبر البنك الدولي.

وعلى نفس الصعيد شكر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر نظيرة الإيطالي لما أبداه من تجاوب في هذا الموضوع وتطرق إلى مسيرة العلاقات الثنائية اليمنية الإيطالية وأهمية أحياء دور اللجنة اليمنية الإيطالية المشتركة والتي جمدت منذ فترة كما أكد رئيس مجلس النواب على ضرورة استئناف المساعدات التي كانت تقدمها إيطاليا لبلادنا موضحاً الدور الذي يمكن أن يلعبة البرلمان الإيطالي في هذا الاتجاه .. وأضاف أن لدى بلادنا إمكانات كثيرة وفرص عديدة للاستثمار داعياً رجال الأعمال الإيطاليين إلى إقامة المشاريع المشتركة أو الدخول في المشاريع المتعلقة بالتنقيب عن النفط لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين .

من جانبة أكد رئيس البرلمان الإيطالي أن العلاقات الاقتصادية السياسية سوف تتحسن وتعود إلى ما كانت عليه وان الفرص الآن مواتية لتطوير العلاقات في مختلف المجالات بعد ذلك جرى نقاش حول مختلف القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك وقد تطابقت وجهات النظر حولها..وفي نهاية جلسة المباحثات تبادل رئيسي المجلسين الهدايا التذكارية بعد ذلك إنتقل الجانبان إلى صالة خاصة حيث جرت مراسيم التوقيع على بروتوكول التعاون الثنائي البرلماني وقد وقع عليه رئيسا المجلسين وينص البروتوكول على إنشاء جمعية صداقة برلمانية بين المجلسين كما ينص على تقديم الدعم والمساعدة الفنية لمجلس النواب في بلادنا من خلال تأهيل وتدريب عدد من الكوادر فيه وكذا تبادل الخبرات والزيارات بين اعضاء المجلسين ، كما يتضمن البروتوكول تنسيق المواقف الثنائية في المحافل الإقليمية والدولية في القضايا ذا الإهتمام المشترك .. بعد ذلك توجه رئيس المجلس والوفد المرافق له إلى مقر وزارة الخارجية الإيطالية حيث التقى رئيس المجلس بنائب وزير الخارجية الإيطالي اوجو انتيني وفي اللقاء تطرق الجانبان إلى جملة من القضايا والتي من أهمها تفعيل اللجنة اليمنية الإيطالية المشتركة وزيادة مجالات التعاون والتبادل التجاري بين البلدين وكذا تنشيط الاستثمارات في مجالات السياحة والنفط والصيد والمنتجات الزراعية والأعشاب الطبية ،وقد أكد نائب وزير الخارجية أن هناك اموراً كثيرة تجمع بين بلادنا وإيطاليا وأن على الجانبين استثمارها ، وعلى الصعيد السياسي تبادل الجانبان وجهات النظر حول قضية الحدود مع المملكة العربية السعودية الشقيقة و ما تم التوصل إلية من معاهدة أخوية وودية وضعت حداً لهذه المسالة ، وقد أثنى المسئول الإيطالي على المعاهدة مباركاً لبلادنا إنجاز هذه الاتفاقية لما لها من أهمية بالغة في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة .

من جانبة أوضح رئيس مجلس النواب مسيرة المباحثات الثنائية بين بلادنا والمملكة وما سبق تلك المعاهدة من إتفاقيات هيأت للبلدين الوصول إلى حلول مرضية للطرفين وأثنى رئيس مجلس النواب على القيادة السياسية في البلدين لإنهما عملا بكل جد وإخلاص من أجل التوصل إلى تلك النهايات الطيبة .

كما تحدث الجانبان عن تطورات الأحداث في منطقة القرن الإفريقي والدور الذي يمكن أن تقوم به إيطاليا في سبيل إحلال السلام في هذه المنطقة الهامة من إفريقيا وإسترداد بلادنا لدعم كل الجهود الهادفة إلى وضع حد لتلك النزاعات كما أكد رئيس المجلس على أهمية دعم جيبوتي في هذا الاتجاه .. وفيما يتعلق بعملية السلام في المنطقة العربية والحصار المفروض على الشعب العراقي أكد رئيس مجلس النواب على ضرورة التوصل إلى حلول عادلة لهذه القضايا خاصة السلام مع إسرائيل وقال أن السلام العادل والشامل الذي يضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشريف ويعيد بقية الأراضي العربية المحتلة هو السلام المطلوب وبدون ذلك يظل السلام مجرد مناورات تستهدف إبتزاز الحقوق الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين عن أرضهم وديارهم وهو مالا يمكن القبول به .

وفي مساء نفس اليوم حضر رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له مأدبة العشاء التي أقامها نظيرة الإيطالي في مقر البرلمان وحضرها عدد من أعضاء البرلمان الإيطالي وسفير بلادنا في روما .

وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق 18/7/2000م قام رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له بجولة سياحية داخل العاصمة روما حيث تعرف رئيس المجلس على بعض المعالم الأثرية والتاريخية لروما القديمة .. وفي تمام الساعة (12:00) ظهراً إلتقى رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له بوزير الخارجية الإيطالي لا مبرتو ديني الذي رحب برئيس المجلس والوفد المرافق له مشيداً بالتوقيع على بروتوكول التعاون بين البرلمانين مؤكداً أن حكومته تسعى لتوطيد العلاقات الثنائية مع بلادنا سواء في الجوانب السياسية أو الإقتصادية وكل ذلك يأتي إنطلاقاً من زيارة رئيس الجمهورية وكذلك زيارة رئيس مجلس النواب وقال أنهم دائماً يشجعون رجال الأعمال الإيطاليون ويحثونهم على الإستثمار في اليمن .

رئيس مجلس النواب أعرب عن ارتياحه لما سمعة من الوزير الإيطالي مؤكداً أن وزارة الخارجية هي النافذة للعلاقات الخارجية ومطلوب منها ان تعمل على تطوير العلاقات بين الجانبين و أكد رئيس المجلس على ضرورة إعادة نشاط اللجنة اليمنية الإيطالية المشتركة لأنها الآلية المناسبة للتعاون بين البلدين وقد أكد الطرفان على أهمية تجديد عمل اللجنة المشتركة في اقرب وقت ممكن .

وفي الساعة (4:45) عصراً إلتقى رئيس المجلس برئيس المجموعة الإيطالية في الإتحاد البرلماني الدولي انتونيو مارتينو وبعد الترحيب برئيس مجلس النواب ومرافقية أوضح رئيس المجموعة الإيطالية أن الزيارة سوف تسهم في توطيد العلاقات  بين البلدين موكداً انه سيعمل من خلال موقعه على تطوير مجالات التعاون الثنائي وعلى وجه الخصوص إحياء دور اللجنة الحكومية المشتركة .. بعد ذلك جرى تبادل الأحاديث حول التجربة السياسية في بلادنا والتعددية الحزبية والأشواط المتقدمة التي قطعتها اليمن على طريق إرساء قواعد العمل الديمقراطي.

وفي الساعة (5:30) مساءً إلتقى رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مبنى مجلس الشيوخ الإيطالي برئيس جمعية الصداقة اليمنية الإيطالية بمجلس الشيوخ إنريكو لالوجيا الذي أوضح لرئيس المجلس الدور الذي تقوم به الجمعية من أجل توسيع مجالات التعاون الثقافي بين بلادنا و إيطاليا وقال أن التعارف واللقاءات هما الطريق الأمثل من اجل مستقبل مشترك وقد رد رئيس مجلس النواب بالشكر على مبادرة المسئول الإيطالي في إطار جمعية الصداقة وقال أن هناك حاجة قائمة للأجهزة والمعدات التي تطور عمل المجلس وترفع من  معدلات الإنجاز وأن المطلب الأهم هو إمكانية مشاركة الأصدقاء الإيطاليين في تمويل مشروع مبنى مجلس النواب الجديد موضحاً المراحل التي قطعتها اللجنة الفنية المكلفة بالإعداد لهذا المشروع الكبير وقد رد رئيس جمعية الصداقة أن مشروع المبنى الجديد في غاية الأهمية لما يمثله البرلمان من رمز قوي لسلطة الشعب مؤكداً على ضرورة أن يكون المبنى معلماً بارزاً يجسد آمال وتطلعات الشعب ويعكس الطابع المعماري اليمني الجميل وقال أنه سيتصل بالمسئولين المعنيين من اجل الجلوس مع المعنيين في مجلس النواب اليمني ومناقشة ما يمكن عمله مستقبلاً ..وقد اتفق الجانبان على تحديد موعد قبل نهاية العام الحالي للقاء المشترك الذي سوف يخصص لهذا الغرض ، بعد ذلك تطرق الجانبان إلى جملة من المسائل المتعلقة بالحريات الدينية والأقليات وحقوقها في ظل الشريعة الإسلامية .

بعد ذلك قام رئيس المجلس بزيارة استطلاعية لقاعة مجلس الشيوخ حيث رحب رئيس المجلس وأعضائه بالضيف ومرافقية وقد شهد الجميع جلسات مجلس الشيوخ ثم غادر الوفد بعد ذلك مقر المجلس .

وفي صباح يوم الأربعاء 19/7/2000م قام رئيس المجلس والوفد المرافق له بجولة استطلاعيه داخل مبنى البرلمان الإيطالي حيث استمع من المختصين إلى المراحل التي مر بها تشييد المبنى منذ القرن السادس عشر وزار بعض الصالات الشهيرة مثل الصالة الصفراء وصالة الذئبه التي شهدت إعلان نتائج الاستفتاء الشعبي على تحويل النظام السياسي الإيطالي من الملكية إلى الجمهورية سنة 1946م كما زار رئيس المجلس قاعة الجلسات الكبرى حيث كان المجلس في حالة إنعقاد وقد أعلن رئيس البرلمان الإيطالي للأعضاء دخول رئيس مجلس النواب اليمني والوفد المرافق له إلى الشرفة المخصصة لكبار الضيوف وحيا البرلمانيون رئيس المجلس والوفد المرافق له الذي بادلهم التحايا.

بعد ذلك غادر رئيس المجلس والوفد المرافق له مبنى البرلمان حيث توجه الجميع إلى المركز الثقافي الإسلامي بروما ، وفور وصولة إلى المركز كان في استقباله إمام وخطيب المسجد الذي رحب برئيس المجلس ومرافقوه وأعطى شرحاً عن المركز ونشاطاته الخيرية وأقسامه المختلفة حيث يغطي المركز مساحة (30 ألف متر 2) وبلغت تكاليف بنائه " خمسين مليون دولار " أسهمت في بنائه العديد من البلدان العربية والإسلامية من بينها بلادنا وقد تم افتتاحه سنة 1995م ويتسع لخمسة ألف مصلي .

بعد ذلك حضر رئيس المجلس والوفد المرافق له حفل الغداء الذي أقامة سعادة/ محمد عبدالله الوزير سفيرنا في روما على شرف رئيس المجلس والوفد المرافق له في منطقة تيفولي الريفية .

وفي صباح يوم الخميس 20/7/2000م غادر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والوفد المرافق له روما بعد زيارة استغرقت أربعة أيام تكللت بالنجاح وسيكون من ثمارها تعزيز العلاقات الثنائية بين البرلمانين والاستفادة من الخبرات الإيطالية في مجال العمل البرلماني كما أنها ستعيد الحيوية والنشاط لأعمال اللجنة اليمنية الإيطالية المشتركة التي هي القناة العملية لتطوير وتوسيع آفاق التعاون بين بلادنا وإيطاليا الصديقة .

                                                إنتهـــــــــــــــــى               ،،،

       

 

عبدالقوي القيسي                                           عبدالله بن حسين الأحمر 

 سكرتير الوفد                                                   رئيس الوفد

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp