زيارة الشيخ/ عبدا لله بن حسين الأحمر إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية 14- 17 مارس 1995م

تقرير عن زيارة الشيخ/ عبدا لله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب

والوفد المرافق له إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية

في الفترة من 14- 17 مارس 1995م

 

 الأخ / رئيس المجلس                                                   المحترم

الأخوة أعضاء  المجلس                                             المحترمون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لقد قام الأخ الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب بزيارة إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية في الفترة من ال 14-17 مارس 1995م بمعية وفد من مجلس النواب بدعوة من السيدة /بروفيسور دكتور/ ريتا سيسموث رئيسة البرلمان الألماني (البوندستاج) وقد رافق الأخ رئيس المجلس في زيارته كلٍ من الأخوة التالية أسماؤهم :

الأخ/ عبدالجليل ردمان

 رئيس لجنة التموين والتجارة

الأخ/ عبدالودود شرف

اللجنة الاقتصادية

الأخ/ عبدالرحمن الجعدي

لجنة الخدمات العامة

الأخ/ علي محمد السعيدي

لجنة الحريات العامة   

الأخ/ عبدالله مجيديع

لجنة الإدارة المحلية

الأخ/ أحمد دهباش مطري

لجنة التربية والتعليم

الأخ/ سالم الباني

لجنة التعليم العالي

أولاً : المقدمة :

تعود علاقة بلادنا بألمانيا الإتحادية حسب المراجع التاريخية إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، حينما قامت البعثة الاستكشافية المشتركة الأولى المكونة من فريق ألماني وآخر دانماركي بزيارة بلادنا ، في مهمة علمية استكشافية ، عادت منها بمعلومات قيمة في المجال الزراعي والمناخي وغيرهما ، ومن تلك المعلومات كونت الأسس الأولية للتعرف على اليمن.

وتنامت العلاقات فيما بعد ، حتى وقفت اليمن موقفاً مؤيداً  لدول المحور ، إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية ، نكاية ببريطانيا العظمى ، التي كانت مجتزأة لجنوب اليمن .

أما فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية ، فقد قام البلدان في بداية الستينيات بفتح مفوضيتين للبلدين في عاصمتيهما ، وتطورتا فيما بعد إلى سفارتين ، ثم استمرت العلاقات مع الأيام بين البلدين الصديقين في نمو مضطرد وبدأت ألمانيا الإتحادية تقدم المساعدات الاقتصادية والفنية ، حيث كانت في البداية في شكل قروض ومساعدات اقتصادية وفنية وسلعية .

ثم انفردت بلادنا بإعادة علاقاتها مع ألمانيا الإتحادية ، كأول دولة عربية تعيد علاقاتها بألمانيا بعد نكسة يونيو حزيران 1967م ، والتي قطعت بسبب تزويد ألمانيا لإسرائيل بصفقات الأسلحة الألمانية ، حيث كان لعودة العلاقات مع ألمانيا من جانب بلادنا صدى في مجرى العلاقات الثنائية ، مما أدى إلى زيادة الدعم الألماني لبلادنا ، وبالأخص في مجالات التنمية .

وقد استفادت بلادنا من المبادرة التي قدمها البرلمان الألماني في عام 1977م والتي تقضي بإلغاء القروض وفوائدها على الدول الأقل نمواً وقد قامت ألمانيا بإلغاء كافة القروض وفوائدها عام 1978م والتي بلغت آنذاك ( 500مليون مارك ألماني ) واستمرت علاقات البلدين تتطور عاماً بعد آخر بشكل معمق ، حتى أصبح كل ما تقدمه حكومة ألمانيا الإتحادية لبلادنا من مساعدات في شكل هبات ، حيث بلغت حتى الآن ما يزيد على المليار مارك ألماني .

 المجالات التي تدعمها ألمانيا في بلادنا : التعاون المالي ، التعاون الفني ، المعونة السلعية .. وكلها تشمل مشاريع البنية الأساسية في اليمن، كالمياه ، والكهرباء ، والطرق ، والصرف الصحي ، والتدريب المهني ، الرعاية الصحية الأساسية .. بالإضافة إلى تقديم مساعدات لوزارتي الدفاع والداخلية ، تتمثل في تقديم معدات وأجهزة مختلفة وتدريب الكوادر .

كذلك تقدم ألمانيا مساعدات لبلادنا عبر المؤسسات الدولية .

وتوجد هناك لجنة مشتركة يمنية – ألمانية ، تعقد إجتماعاتها السنوية مرتين في العام ، بالتناوب بين صنعاء وبون ، وهي تعني بقضايا التعاون الإقتصادي والفني ، وهنا نشير إلى أن علاقة بلادنا بألمانية الآن في أفضل مراحلها .

وأبرز الشواهد على تنامس هذه العلاقة هو:

أنعقاد  المشاورات النصف سنوية في بداية النصف الثاني لعام 1993م ، والتي تعنى بتطوير المشاريع وأقتراح المبالغ المخصصة لها ، وقد أنعقدت المباحثات الحكومية السنوية في صنعاء في شهر أكتوبر 1993 برعاية وزارة التخطيط والتنمية .

ثانياً : أما فيما يتعلق بزيارة رئيس المجلس والوفد المرافق له مؤخراً إلى ألمانيا:

فقد تمت الزيارة بدعوة من السيدة بروفسور دكتور/ ريتا سيسموث رئيسة البرلمان الألماني (البوندستاج) وأستمرت أربعة أيام متوالية إبتداء بالثلاثاء 14 آذار مارس وأنتهاء بال17 من آذار مارس 1995م .

تخللها خمسة جلسات عمل رسمية من أهمها جلسة العمل بين وفد بلادنا ورئيسة البرلمان الألماني .

وكذلك خمس مآدب وجلسات عمل ، وزيارتان إستطلاعيتان ، الأولى لكاتدرائية كولون التاريخية والثانية "للبوندستاج" .

ثم الاختتام بحفل الإستقبال الذي أقامه سفيرنا على شرف الأخ/ رئيس المجلس والوفد المرافق له .

ثالثاً : القضايا التي نوقشت ( جدول الأعمال) :

مجال المياه والصرف الصحي.

مجال التعاون المالي لعام 1993 وتوزيع المخصصات المالية للمشاريع لعام 1994م .

ج- مجال التعاون الفني لعام 93/1994م .

د- مجالات التعاون المستقبلية الأخرى .

ه- مناقشات  قضايا المعاملات والإجراءات العامة .

رابعاً : العوائق التي تقف أمام المساعدات والإستثمارات الألمانية في بلادنا :

 (أ)- مشكلة التخليص الجمركي لمعدات المشروعات ، وهي المشكلة المزمنة والمعقدة حتى الآن ، بسبب عدم وجود قائمة موحدة تخص الإعفاءات الجمركية المتعلقة بمعدات المشروعات .

 (ب)- مشكلة توفير الكوادر اليمنية المؤهلة للعمل مع نظرائهم من الخبراء الألمان في المشروعات .

 (ج)- ضياع فترة زمنية طويلة المدى تؤدي إلى التأخير في القرارات الخاصة بالمناقصات .

 (د)- تخصيص المساهمات اليمنية في المشروعات الإنمائية وهي تقدر عادة بنسبة 20% أو ما يسمى بالتكاليف المحلية حيث يتأخر عادة تقديم مثل هذه المخصصات .

 (ه)- بقاء الديون المعلقة ، والتي بكفالة مؤسسة ضمان الصادرات التابعة للحكومة الألمانية ( هيرمس ) أصبحت الآن مشكلة دائمة تعيق وتعطل في معظم الأحيان المحادثات الثنائية للتعاون الإقتصادي بين البلدين كل عام بالإضافة إلى السمعة المشوهة لبلدنا لدى المطالبين بتسديد الديون.

خامساً : بعض الديون المعلقة والتي لم يتم دفعها حتى الآن :

 (أ)- مبلغ (200.504) مائتي ألف وخمسمائة وأربعة مارك ألماني ، مستحقة الدفع لصالح شركة يوسف هانزن وأولاده ، احدى الشركات الألمانية العاملة في مجال التجارة الخارجية بمدينة هامبورج ، والمبلغ قدم في الماضي لصالح وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في عدن .

 (ب)- مبالغ عائدة لمؤسسة الإستثمار في العالم الثالث (DEG) وهي كالتالي :

 مبلغ (1.380.000) مليون وثلاثمائة وثمانون ألف مارك ألماني لدى البنك الصناعي اليمني .

 مبلغ (293.535) مائتين وثلاثة وتسعين ألف وخمسمائة وخمسة وثلاثين مارك ألماني لدى شركة الخرسانة الجاهزة .

سادساً: إستمرار الدعم لبلادنا :

وعلى الرغم من هذه المشاكل وتلك الإعاقات ، إلا أن حكومة ألمانيا الصديقة قد أستمرت في دعمها لبلادنا ، حيث نوهت عبر سفيرتها في صنعاء أثناء مقابلتها للأخ نائب رئيس الجمهورية ، بأن بلادها ستقدم لليمن مبلغ ثلاثين مليون مارك ألماني ، تم إقرارها من قبل البرلمان الألماني ، كمساعدة أولية للشعب اليمنى في مجال المياه والصرف الصحي ، إضافة إلى ما قدمته الحكومة الألمانية خلال الأسابيع الأخيرة من مساعدة تمثلت بغرفة عمليات وغرفة إنعاش بكامل معداتها لمستشفى باصهيب العسكري .

ومن المواقف المعنوية التي لا تنسى لألمانيا ، هو مساندة ألمانيا لشعبنا في بقاء وحدته والدفاع عنها ، عندما تعرضت للخطر أثناء الفتنة الانفصالية، حيث كانت ألمانيا في مقدمة الدول الأوروبية الصديقة التي بادرت بمساعدة اليمن بالمعونات الطبية والفنية أثناء فترة الحرب المدمرة ، ومساندتها في المحافل الدولية للحفاظ على وحدة الشعب اليمني وهي الآن لا تزال تبدي إستعدادها للقيام بمساعدة بلادنا لتخفيف آثار الدمار والخراب التي خلفتها الحرب ، ووفت جمهورية ألمانيا الإتحادية بالتزاماتها  المقرره من المساعدات لبلادنا ، مواصلة السير في طريق التنمية ، وحققت بالفعل وعودها عندما بعثت مندوبها السيد/ هيريرت سالمان المسئول عن قسم الشرق الأوسط بوزارة التعاون والتنمية الإقتصادية الألمانية ، لزيارة بلادنا في نهاية العام الماضي 1994م وقابل كثير من المسئولين في بلادنا ، وأطلع خلال زيارته على طبيعة المشاريع التنموية التي تنفذها المؤسسات الألمانية وكذلك شاهد ماخلفته الحرب من دمار وأضرار بالغة ، من خلال زيارته الميدانية لبعض المناطق الجنوبية حيث توجد مشاريع تنموية ألمانية في كل من عدن والكود وجعار .

سابعاً : فعاليات الزيارة:

عقد الأخ رئيس المجلس والوفد المرافق له خمس جلسات عمل وأقيمت له خمس مآدب عمل مع كل من السيدة بروفسور دكتور/ ريتا سيسموث رئيسة البرلمان الألماني البوندستاج والسيد / هانز كلاين نائب رئيسة البوندستاج والسيد / هيلموت شفير وزير الدولة بوزارة الخارجية والسيد/ بروفسور كارل هاينز هور نهويس رئيس لجنة الشئون الخارجية ب البوندستاج والسيد دكتور/ هانيريش ليئونهار كولب سكرتير الدولة البرلماني بوزارة التعاون الاقتصادي والسيد/ كلاوس يورجن هيدريش السكرتير البرلماني بوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية والسيد / هيلموت فيتزوريك رئيس لجنة الميزانية بالبرلمان الألماني والسيد دكتور/ مانفريد ليشوفسكي رئيس لجنة التعاون الاقتصادي بالبرلمان والسيد/ أوتوشيلي نائب رئيس كتله الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني .

وفي كل هذه اللقاءات والإجتماعات ، ألقيت الكلمات المتبادلة بين الجانبين الصديقين عبرت الكلمات عن روح التعاون المتبادل ونوعية العلاقة والمستوى الجيد الذي وصلت إليه بين البلدين وتبودلت فيها الهدايا التذكارية .

وقد أكد الجانبان على بداية مرحلة جديدة ومتميزة في علاقاتهما ، تسودها روح الود والتعاون بين البلدين والشعبين اليمني والألماني ، على أن تشمل أوجه التعاون المشتركة مجالات لم تطرقها من قبل مثل التعاون البرلماني في المجالات التشريعية والرقابية والجوانب الإدارية وخاصة مجال التدريب والتأهيل ، والزيارات المتبادلة.

كذلك تم التأكيد على التعاون في مجال الشباب وما لذلك من أهمية على مستقبل الأجيال الشابة في البلدين الصديقين كما شددا على أهمية توسيع الجوانب الثقافية وما تعكسه من آثار إيجابية على بقية أوجه التعاون في المجالات الأخرى ، وتطرق الجانبان كذلك إلى أهمية الأستثمارات المشتركة خاصة في مجالي السياحة والأسماك .

وأشاد جانب بلادنا بإستمرار الدعم الألماني لمشاريع البنية التحتية في مجال الخدمات الأساسية التي ينفذها الأصدقاء الألمان في بلادنا.

وأستعرضا الجانبان العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية وعلى رأس ذلك دعم المسيرة الديمقراطية والتوجه الاقتصادي الحرفي في بلادنا مع التشديد على المضي قدماً في دعم عملية التنمية في اليمن وبناء ما دمرته الحرب كعامل مساعد للنهوض بالاقتصاد اليمني .

كذلك مباركة الجانب الألماني لمذكرة التفاهم بين بلادنا والشقيقة السعودية .

كما تطرقا الجانبان لعملية السلام في الشرق الأوسط وأهميتها لشعوب المنطقة واستقرارها ، حيث أكدا على أن يكون السلام عادلا يتساوى فيه الجميع حتى يكتب له النجاح .

وحول قضية البوسنة والهرسك ..تقدم الأخ رئيس المجلس نيابة عن بلادنا بالشكر الجزيل لألمانيا على موقفها الإيجابي والواضح من قضية البوسنة والهرسك ، إنطلاقاً من أن المساواة بين الشعوب لا تتجزأ ، مطالباً إستمرار هذا الموقف الجيد الذي يخدم الإنسانية والسلام العالمي والتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات .

وفي ختام هذه اللقاءات لا حظا الجانبان أنه من خلال كل المتغيرات التي طرأت مؤخراً على العلاقات الدولية تبرز هنالك ثلاث نقاط من الأهمية بمكان وتحتاج منا إلى المزيد من الدراسات المعمقة والتأمل الواسع لما تعكسه من جوانب سلبا وأيجاباً على العلاقات الداخلية والأقليمية والدولية بين الشعوب والحكومات .

الأولى :

الديمقراطية : بهياكلها ونظمها وتركيباتها ، التي تكفل حل قضايا الخلاف والصراع محلياً واقليميا ودولياً بطرق سلمية على أن ينظر إلى هذه الهياكل والنظم والتركيبات من خلال الحضارة التي تتحقق فيها .

فالديمقراطية على الرغم من نقاط الضعف التي تعتريها إلا أنها أفضل نظام سياسي للأفراد إلى الآن راسخ ضد العنف ويسري هذا على موضوع التخفيف من الظلم والفقر .

الثانية :

أن عملية التعايش السلمي بين الحضارات من الأهمية بمكان ، على أن لا تعتقد أية حضارة أنها على مستوى أعلى من الحضارات الأخرى ، وأن المستقبل يملي علينا أن نتعلم كيف نتعامل مع بعضنا البعض بالتساوي بالرغم من اختلافنا حضاريا لأن ذلك مهم حتى لا تتحول الصراعات إلى حروب.

الثالثة :

تحديد ماهية حقوق الإنسان : فهناك تقارب بين جميع الأطراف في الأسس إلا أن تحقيق التفصيلات لم يتفق عليه بعد :

ثامناً : نتائج الزيارة :

1) نعتقد بأن هذه الزيارة هي الأولى في تأريخ العلاقة بين الشعبين والبلدين الصديقين التي شهدت حواراً  مطولا وصريحاً بين برلمانيين من البلدين حول قضايا وهموم يتشابك فيها الخاص بالعام وتتقاطع فيها الرؤى تارة وتتوازى أحياناً وتلتقي في أحيان كثيرة .

فالزيارة كانت منتدى شعبيا بحق عكست وجهتا نظر الشعبين والبلدين الصديقين من خلال ممثلي الشعبين ، والحوار الذي تم على مستويات عدة وحضره مثقفون ومستثمرون ، ورجال صحافة ومهتمون بالقضايا السياسية يعتبر تاريخيا قياساً بما تم في الفترات الماضية.

2) وندلل على ما ذكرناه سابقا بأن النقاط التي طرحت في هذه اللقاءات على  مستوى عال من الأهمية ، وكثير منها فكري بأتي ضمن النسق العام للمنتديات وقاعات الحوار وتبادل الآراء أكثر منه (أجندة) عمل برتوكولية تتم بين مسئولين رسميين .                                             

كيف لا وعلى رأس ماتم طرحه قضايا من الأهمية بمكان مثل :

§    المبدأ الديمقراطي كأساس أفضل لنظام الحكم وكذا نظام ( اقتصاد السوق ) الذي أصبح اليوم صرعة من عجائب هذا الزمان .

§          كذلك مبدأ التعايش بين الحضارات والأحترام الحضاري المتبادل .

§          أيضاً تحديد واضح وصريح لماهية حقوق الإنسان .

3) لمسنا أن هنالك أهتماماً كبيراً باليمن ، كونها دولة تنهج النهج الديمقراطي ، وتتوجه نحو اقتصاد السوق وتفضل الآليات السليمة في قضايا الصراع مع جيرانها .

فقد ترك ذلك أنطباعاً لدى الألمان بأن اليمن في نهجها السياسي متقدمة على العديد من دول المنطقة .

4) وخير دليل على ما ذكر في النقطة (3) بأن المعونة السنوية لليمن قد أرتفعت في عام 1995م برقم لا بأس به ، ويتضاعف هذا الرقم في عام 1996م .

5)هناك مقولة لدى الألمان فحواها : ( أن العربي عدو نفسه ) ويقولون أيضا: ( أن الذي لا يساعد نفسه لا يساعده الله ) ويستفاد من من هذا ، بأنه ينبغي علينا أن نعيد النظر في طريقة تفكيرنا نحو العديد من القضايا والاساليب والأنماط المتبعة في حياتنا .

6) تفهم الأصدقاء للأوضاع التي فرضت على اليمن جراء فتنة الحرب والانفصال ، وأصبحوا مهتمين بتعمير ما دمرته الحرب في بلادنا ، وخاصة في مجالات البنية التحتية وقطاع الخدمات الأساسية .

7)أن الروتين في العمل الحكومي وخاصة في مجال الجمارك قد أعاق حركة المستثمرين الألمان في بلادنا وأنه يعد من أهم المعضلات التي تقف عائقاً أمام المستثمرين ويضرب الألمان مثلاً بما حذته وزارة الصحة العامة التي تغلبت على الروتين في فترة الحرب وما بعدها وقامت بتولي عملية التخليص الجمركي ..مما شجع المستثمرين الألمان في هذا المجال .

8)الألمان – وربما معهم الدول الغربية – مهتمون بالإصلاح إلى حد كبير وخاصة الاقتصادي منها ، ونصحوا بالمضي قدما في هذه الإصلاحات .

9) وجد أن الألمان يركزون على الجانب الثقافي ويعطونه أهمية قصوى والدليل على ذلك مسألتين:

§                          الأولى : أهتمامهم بمسألة فتح فرع لمعهد جوته في صنعاء .

§           الثانية : المعرض الثقافي اليمني الذي أقيم في إبريل 1994م وافتتحه وزير الخارجية الألماني فقد أعتبروا ذلك قمة من قمم التعاون اليمني الألماني .

10) أهتمام الألمان بتبادل الزيارات بين الشباب وقد أقترحوا على وفد بلادنا تنظيم رحلتين متبادلتين لشباب من البلدين ووعدنا باستضافة الجانب الألماني .

11)في مجالي السياحة والأسماك وجد تفهم لهذين القطاعين من قبل الأصدقاء ، إلا أن الجانب السياحي عندهم له الأفضلية .

12) من العوائق التي تعيق رجال الأعمال والمستثمرين الألمان في اليمن ما يلي :

  • غياب الجانب التعريفي بمجالات الأستثمار في اليمن وخاصة مايتعلق بالنشرات والكتب الإيضاحية .
  • لا يوجد دليل تعريفي بعناوين رجال الأعمال والمال اليمنيين لدى الألمان حتى يستطيعوا التواصل معهم بغرض دراسة أمكانية إنشاء مشاريع استثمارية مشتركة .
  • عدم التواصل بين رجال الأعمال والمال في البلدين من خلال الزيارات المتبادلة .
  • وجود الروتين وصعوبة الإجراءات وبطئها في الدوائر الرسمية اليمنية التي تحد من تشجيع الاستثمار في اليمن .

13) وجه الأخ رئيس المجلس الدعوة لرئيسة البرلمان الألماني لزيارة بلادنا وقد قُبلت الدعوة على أن يحدد موعدها لا حقاً .

تاسعاً : المقترحات والتوصيات  :

1.             حتى لا يعتقد الجانب الألماني بأننا قد قابلنا ما طرحه من مسائل فكرية وفلسفية       ( بأذن من طين وأخرى من عجين ) نوصي بأقتراح ندوة مشتركة على مرحلتين ، مرة في صنعاء وأخرى في بون يشترك فيها مفكرين من البلدين برعاية برلمانيها وتحدد الأسس اللازمة للقضايا الفكرية والفلسفية التي طرحت في جلسات العمل بين البرلمانين .

2.             نقترح على المجلس أن يلزم الحكومة بتسديد القروض القديمة المسجلة على بلادنا للجانب الألماني خاصة إذا ما عرفنا بأن الحكومة الألمانية قد سددت ذلك للمقرضين الألمان لإن تسديد هذه الديون يعيد الثقة الأئتمانية للدولة لدى المقرض الألماني .

3.             كما فهمناه من زيارتنا أنه لا يوجد ما يسمى بالاتفاقيات ( البروتوكولات ) في العادة في ألمانيا وأنما هنالك ما يسمى برسائل التفاهم وبهذا الخصوص نقترح على المجلس أن يعد رسالة تفاهم برلمانية بين المجلسين في البلدين يقترح فيها على الجانب الألماني أوجه التعاون البرلماني الذي يرغب المجلس في توقيعه مع الألمان خاصة وهناك وفداً من البوندستاج سيزور بلادنا قريباً .

4.             نقترح على المجلس أن يوصي الحكومة بتدبير الإجراءات الكفيلة بتذليل مهمة المستثمرين الألمان في بلادنا سيما وهي في معظمها تمس مشاريع البنية التحتية الأساسية .

5.             كذلك نرى أن يوصي المجلس بتشكيل لجنة من جانب بلادنا لدراسة التعاون الثقافي مع الألمان ومع اعطاء اهتمام خاص بموضوع افتتاح فرع لمعهد غوته في صنعاء .

هذه هي مجمل النقاط التي تعرضت لها المحادثات .. ونأمل أن ينعكس أثر هذه الزيارة على مستوى الدعم في المشاريع القادمة .

        وفي الأخير نتوجه بالشكر الجزيل للشعب الألماني الصديق ممثلاً في برلمانه ورئيسته على كرم الضيافة والحفاوة وحسن الاستقبال الذي قوبل به وفد بلادنا أثناء اقامته في المانيا وكذلك نشكر الأخ السفير عبده عثمان محمد وأعضاء بعثتنا الدبلوماسية على ما بذلوه من جهود أثناء زيارتنا لبلد إقامتهم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

سالم محمد الخوري

السكرتير الصحفي لرئيس المجلس

عبدالله بن حسين الأحمر

رئيس مجلس النواب


 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp