الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة المسلمون بتاريخ 21 أغسطس 1992م

- سنخوضها مهما كانت مزورة - أنا أكبر معارض لكني جزء من السلطة - الاشتراكية" سنلغيها واللذين يترحمون عليها عاطلون المعارضة تصنفه من أفراد السلطة ، وأفراد السلطة يصنفونه معارضاً ، هادي الطبع .. حاد العبارة حين يهادن ، وهادي جداً حين يعارض هنا تكمن شخصية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح في اليمن . • قلت له : ماذا عن الانتخابات ؟  قال : اتفاقية الوحدة تنص على أن الفترة الانتقالية (30) شهراً وهي على وشك الانتهاء كما تنص على أن تكون هناك مساحة حرة قبل نهاية هذه الفترة .. أي خلال هذه الأسابيع القادمة ، والرئيس علي عبدالله صالح ونائبه يؤكدان في مقابلاتهما الصحفية وغير الصحفية على إجراء الانتخابات في موعدها ، وقد صدر قانون الانتخابات بالفعل وهاهم الآن قد أعلنوا عن تشكيل لجنة الانتخابات .. غير أنني أقول أن أمام هذه اللجنة مهام كبيرة أبرزها تحديد الدوائر والاتفاق على نسبة كل دائرة وأخشى أن تستغرق مهمة اللجنة أكثر من المحدد لها ، وبالنسبة لنا مازلنا متمسكين بأن تتم الانتخابات في موعدها . • هل هناك ضمانات لإجراء انتخابات نزيهة ؟  كل الناس لديهم شكوك في أن تكون نزيهة إذ لا بد من حدوث تلاعب وتحايلات وتزوير من قبل السلطة التي بيدها كل شيء .. بيدها أسباب التحايل والقدرة على التزوير .. الشك إذاً موجود لدى الجميع . • وهل ستخوضون الانتخابات برغم كل ذلك ؟  نعم سنخوضها حتى ولم لم تتوفر الضمانات . • ما هي إذن فرص نجاحكم في ظل هذه الظروف ؟  لنا أمل عظيم في أن نحوز على عدد كبير .. أملنا كبير إذا كان التلاعب بصورة أقل .. لكنني لا أستطيع تحديد النسبة . • هل لكم وجود فعلي في المحافظات الجنوبية ؟  نعم لنا هذا الوجود . • بنفس نسبة الشمال ؟  لا ، بالتأكيد . • ما موقفكم من الدستور الحالي ؟  موقفنا واضح حتى قبل إعلان الوحدة وحاولنا ألا يتم إعلان الوحدة إلا بعد تعديل الدستور ، لكن قيادة الشمال أصرت في ذلك الوقت على أن يصوت على الدستور بعلاته ، فوافق مجلس الشورى ، وكان هذا الإصرار مدفوعاً بالتهديد والوعيد .. وبالطبع صوت عليه بالأغلبية على أن يترك التصويت الشعبي لما بعد الوحدة ، وبعد الوحدة طرح الدستور للاستفتاء على الشعب ووقفنا موقفاً واضحاً فعارضنا الدستور وعارضه الشعب كله وتم التصويت بنسبة قليلة جداً لا تتجاوز (30%) وقالت الدولة إنها (90%) ونسبة الموافقة (98%) إننا نرى أنهم لم يكونوا بحاجة للتصويت والمسألة كلها إلهاء الناس وإيجاد مشاكل وصرف أموال ومع ذلك كله عادوا بعد سنتين ليطالبوا ويتحدثوا بضرورة تعديل الدستور . • من هؤلاء الذين عادوا بالتحديد ؟  الحزبان الحاكمان . • وماذا كان ردكم عليهم ؟  قلنا لهما إننا موافقون ، فالرجوع إلى الحق فضيلة .. لقد عدتما لما كنا نطالب به ، لكنهما اختلفا فيما بينهما خاصة في الإجراءات والمواد التي ستعدل وتلك التي ستبقى وفجأة سكتا إلى ما بعد الانتخابات . • ما منطلقاتكم في تغيير الدستور ؟  أن الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع وأن كل قانون يتعارض مع الدستور هو باطل وإزالة كل ذكر لكلمة "إشتراكية" . • قلت له : لقد أطلعت على اقتراحاتهم أو أفكارهم ورأيت أنهم أيضاً يقولون أن الإسلام هو دين الدولة ؟  هذا كلام عام ، ولا معنى له . • هل تعتبرون مطالبتكم بالإبقاء على المواد المتعلقة بالمعاهد العلمية في قانون التعليم استثناء من القاعدة ؟  قانون التعليم برمته قانون ممسوخ وغير صالح للتربية والتعليم في بلد مسلم كاليمن ، وما محاولتهم لإلغاء المعاهد ومدارس تعليم القرآن إلا جزءاً من هذا القانون الممسوخ وأن حملتهم هذه قد تدخل ضمن حملة عالمية تستهدف الإسلام . • دعوتم لمؤتمر للخلاص الوطني احتجاجاً على إصرارهم على إلغاء المعاهد والمدارس فهل ترون أن الوقت مناسب لهذا المؤتمر ؟  لقد بدأوا فحولوا الموضوع إلى موضوع سياسي ، إنهم يرون أن خريجي هذه المعاهد والمدارس هم قاعدة التجمع اليمني للإصلاح ، وسوف نستمر في الاحتجاج ، بل الرفض لكل شيء يحول دون المكتسبات الإسلامية ، إننا لا نستطيع أن نقف ضد قيم ومبادئ هذا الشعب ولا نستطيع أن نتحكم في العواطف الإسلامية . • يسأل العلمانيون دائماً : هل أنتم جاهزون للحكم أم أنكم تكتفون بترديد شعار (الإسلام هو الحل) دون ترجمة هذا الشعار إلى واقع عملي ؟  هذه النقطة تتردد في أماكن كثيرة وهي كلمة حق يراد بها باطل .. وإلا فلماذا لا يوجه هذا الطلب للترجمة إلى واقع عملي إلى الأحزاب العلمانية الأخرى . • إذن فلنسأل السؤال بطريقة أخرى : هل لديكم عقول وخبرات تسعى لوضع برامج اقتصادية وسياسية تصلح للتطبيق والقيادة ؟  لدينا أكفاء الكوادر السياسية والاقتصادية والإعلامية والتربوية أيضاً . • وماذا عما يثار حول بعض الانشقاقات الموجودة داخل الحزب ؟  هذه الشائعات صدرت عن صحف "الاشتراكي" والإسلام يقول لعنة الله على الكاذب والمثل الشعبي عندنا يقول "اللي ما يستحي يفعل ما يشتهي" لقد قالوا أن هناك خلاف حاداً بيني وبين الشيخ الزنداني وكتبوا مؤخراً أني ضيقت عليه حتى اضطررته إلى العودة إلى المملكة العربية السعودية وكل ذلك لا أساس له من الصحة ، والشيخ معنا ولنا ومنا وهو أستاذنا الكبير ومرجعنا . • يتحدثون أيضاً عن أسباب تأجيلكم للمؤتمر العام للحزب فما ردكم ؟  نحن نعد له وبإذن الله سينعقد قبل خوض الانتخابات ، لقد كنا نتمنى عقده في شهر محرم الماضي لكنهم شغلونا بأشياء كثيرة . • ما موقفكم من تعدد الأحزاب في حالة وصولكم للحكم ؟  الديمقراطية أو الشورى بمعنى إسلامي أوضح هي المخرج من كل شيء ، لقد أنفتح الباب على مصراعيه فتشكلت عشرات الأحزاب منها القوي ومنها الضعيف ولسوف نتمسك بالشورى ونطبقها على عكس هؤلاء الذين يطرحون الديمقراطية لمجرد الاستهلاك .. سنتمسك بها فعلاً وعملاً . • ما رأيكم في ظاهرة الاغتيالات ؟  معظمها ليس صراعاً على السلطة بقدر ما هي خلافات شخصية ، وبحمد الله نحن في التجمع اليمني بعيدين عن مثل هذه الأمور . • يقولون أن هناك تنسيقاً بينكم وبين حزب "البعث" اليمني فهل هذا صحيح ؟  نحن لا نعادي أي تنظيم ولدينا استعداد للتفاهم والحوار مع كافة الأحزاب بما فيها الحزب الاشتراكي . • يقولون أنك تمثل حلقة الوفاق المستمر مع الرئيس علي عبدالله صالح برغم وجودكم في حزب معارض هو التجمع اليمني للإصلاح فما تعليقكم ؟  أنا شخصياً لي مكانتي الاجتماعية ولي موقعي ، وتكويني الذي لم يكن تابعاً للتجمع اليمني للإصلاح فقط برغم أني رئيسه ، فموقعي الاجتماعي والقبلي يحتم على الانفتاح على اليمنيين كلهم ، بل أنني أعتبر نفسي برغم وجودي في التجمع جزءاً من السلطة بحكم مكانتي ، من هذا الإطار تتبلور علاقتي بالرئيس وبغير الرئيس من أبناء بلدي . • ماذا تتوقع لليمن في الفترة المقبلة ؟  اليمن يواجه تحديات كثيرة من أول الثورة وحتى الآن ، لكن رعاية الله تلطف بنا دائماً فنحن متفائلون بأن اليمن سيخرج من كل الأزمات عما قريب أملنا كبير في الانفراج وأن اليمن سيخرج من هذه المحن سالماً ، بإذن الله . • ما رأيكم في العبارة التي يرددها بعض شباب المحافظات الجنوبية والتي تقول (رحم الله أيام الحزب) ؟  هذه العبارة أو هذه النغمة لها أسبابها فالعاطلون مثلاً كان الشيوعيون يتكفلون بمعيشتهم "على الكفاف" كانوا يحفظون لهم الرمق لانهم يملكون كل شيء بما في ذلك إرادة الإنسان ولقمة عيشه لقد كانوا يقدمون لهؤلاء العاطلين قوت الذي لا يموت ، وبعد الوحدة انفرجت الأمور وبدأ الشعب يتحمل مسئوليته بنفسه ، وعندما ظهرت بوادر رد الحرية والتحرك والسعي للقمة العيش كان هؤلاء العاطلين قد تعودوا على البطالة وتعودوا على البقاء في أماكنهم حتى تأتيهم لقمة العيش بالأمر ، لقد أكتشف هؤلاء أن حالتهم الآن ، أسوأ من الماضي فبدأو يرددون هذه النغمة . • والاقتصاد اليمني ؟  هذا جانب مهم جداً وحساس للغاية فالصادرات كادت تكون معدومة أما الواردات فهي كل شيء تقريباً ، وفرص العمل قليلة لانعدام الأموال اللازمة لتشغيل المشروعات ، صحيح أن لدينا امكانات طبيعية لكنها تحتاج إلى أموال لتشغيلها والزراعة هنا تعتمد على الأمطار. • وعمل المرأة ؟  الاشتراكيون والعلمانيون يرفعون شعار حق المرأة ورعاية المرأة كأنهم الوكلاء والمحامون لها ، لكننا نرى أنها شعارات جوفا ، وأن تكريم المرأة ورعايتها وحمايتها الحقيقية هي في الإسلام ، بل أن هذه الحساسية التي يثرثرون حولها عن حقوق المرأة ليست موجودة لدينا في الإسلام ، فالنساء هن شقائق الرجال ولهن ما لهن وعليهن ما عليهن وما فرضه الإسلام على المرأة يدخل من باب حمايتها ورعايتها وليس كبتها وسجنها كما يقولون .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp