الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة الصحوة بتاريخ 24/9/1992م

في مثل هذه الأيام من كل عام تطل علينا ذكرى غالية على قلوب الشعب اليمني ذكرى انعتاقه من إسار الحكم الإمامي البغيض وخروجه من قمقم الجهل والتخلف..ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر . وبهذه المناسبة التقت (الصحوة ) بعدد من رجالات هذه الثورة وثوارها الذين شاركوا في صنع هذا المنجز العظيم : ومنهم الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر. وقد طرحت عليه جملة من الأسئلة : • ما هي أسباب قيام الثورة ؟  إن الحالة التي كانت تعيشها بلادنا قبل الثورة قد ولدت الشعور عند مفكري وأحرار اليمن من العلماء والمشائخ والتجار والمثقفين بضرورة الثورة ضد الحكم الملكي المتخلف . فالظلم والاستبداد والانغلاق والتخلف الرهيب الذي كان سمه الحياة اليمنية حينذاك والجهل والفقر والمرض هو ما كانت تعيشه اليمن في ظل حكم آل حميد الدين ومن أجل التخلص من تلك الحالة وتلك الأوضاع ومن أجل النهوض باليمن وتطويره واستعادة دوره الحضاري ومن أجل أن يختار أبناء اليمن حكامهم بحرية ومن أجل أن يحاسبوا حكامهم إذا انحرفوا عن الحق من أجل تطبيق مبادئ الإسلام في الحرية والشورى والمساواة والوحدة وإزالة المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والعودة إلى منابعه الصافية النقية ومن أجل أن يعيش اليمنيون أحراراً كراماً على أرضهم فينهضون بها لتلحق بركب الحياة. من أجل كل ذلك ثار الشعب اليمني ثورات متوالية وقدم التضحيات وسقط الشهداء الأبرار حتى كتب الله لهذا الشعب الانتصار العظيم على الطغيان والتخلف يوم 26سبتمبر 1962م وخرج من حياة البؤس والحرمان إلى حياة جديدة تليق بهذا الشعب العظيم وبتاريخه الحضاري وتتفق مع عقيدتة وشريعته التي ارتضاها منذ ألف وأربعمائة عام . وليس هناك شعب من الشعوب كان أحق بالثورة من الشعب اليمني وليس هناك شعب استفاد من ثورته مثلما استفاد الشعب اليمني . • ما مدى نجاحها في تحقيق أهدافها ؟  لقد استطاعت الثورة أن تحقق الكثير من الأهداف التي قامت من أجلها، وما نعيشه اليوم لم يكن ليتحقق لو لم تنجح الثورة ولا حاجة بنا لتعداد ما أنجز وإنما نحن بحاجة إلى استكمال ما بقي من أهداف لم تتحقق وتطويرها إلى الأفضل وصولاً إلى ما يطمح إليه هذا الشعب وما ضحى من أجله بالغالي والنفيس. • هل لكم أن تقارنوا بين مستوى ونوعية التعليم قبل وبعد الثورة؟  لا مجال للمقارنة . فليس من الإنصاف في شيء أن نقارن بين مستوى التعليم ونوعيته قبل الثورة وبعدها . بل أستطيع القول أنه لم يكن هناك تعليم بالمعنى الذي يقصد من هذه الكلمة أو كما هو متعارف عليه بين الناس ولم يكن هناك تعليم حتى بالمقارنة مع التعليم الذي كان موجوداً في الدول العربية الشبيهة بنا حينذاك فكل ما كان يوجد هو تعليم بدائي محدود وعلى درجة بسيطة وغير ممنهجة ولا منظمة. وعندما قامت الثورة لم يكن في البلاد كلها غير ثلاث مدارس كانت تسمى ثانوية ومستواها لا يؤهل خريجها الالتحاق بأي تعليم جامعي كما هو المفترض . ولم يكن التعليم متاحاً لكل أبناء الشعب ، فقد كان الحكام يعتبرون أن وجود التعليم في البلاد سيضر بسلطتهم وسيفضح أباطيلهم ، وأن التعليم مفسدة للشباب . أما التعليم بعد الثورة فالكل يلمسه وما من أسرة إلا ولديها عدد من أبنائها يتلقون العلم في المدارس والمعاهد والجامعات والكليات سواء في الداخل أو في الخارج وفي مختلف التخصصات. فقد اهتمت الثورة بالتعليم ووضعت المناهج التي تصوغ الشخصية اليمنية المسلمة صياغة تتناسب مع التحديات الحضارية التي تواجهها الأمة وتتوافق مع عقيدتها وشريعتها الغراء. ولقد كان انتشار التعليم في المناطق المختلفة أهم مسمار في نعش الحكم الملكي وأهم ضمان لاستمرار الثورة وقطع الطريق على الحالمين بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء . • ما هي كلمتكم للشعب اليمني ؟  كلمتي للشعب اليمني في هذه المناسبة هي : أولاً : لقد ضحى آباؤكم وإخوانكم بالكثير والكثير وقدموا أرواحهم من أجل حياة حرة كريمة وهاأنتم اليوم تنعمون بنتائج تضحيات شهداء الثورة وتضحيات الذين دافعوا عن الثورة والنظام الجمهوري حتى ثبتت أركانها . تضحيات الذين دحروا دعاة التخلف وقهروا حملة الأفكار الإلحادية والتجزئة وكشفوا ألاعيبهم فكونوا أوفياء لتلك التضحيات وحافظوا على هذه المكتسبات ولا تنخدعوا بالزيف والادعاءات والإشاعات ولا تتيحوا الفرصة لمن يريد أن يحرمكم من حقكم في الحرية والديمقراطية والشورى تحت أي مسمى ولا تسكتوا على الممارسات التي ستجر البلاد إلى المتاهات ، فوحدوا صفوفكم وحافظوا على وحدتكم وادرسوا تاريخ أمتكم وتاريخ ثورتكم لتعرفوا الحقائق وتكتشفوا الأباطيل فالأدعياء كثيرون وكونوا على يقين أن هذا الشعب لم يحقق الانتصارات في أي مرحلة من تاريخه وفي أي مجال إلا عندما تمسك بالإسلام ونصر شريعة الله بحق وصدق وما أصيب بالنكبات إلا عندما جهل أحكامها أو جامل حكامه وسكت على الأخطاء . ثانياً : في هذه المناسبة الغالية على النفوس أهنئ كل يمني في كل مناطق اليمن من المهرة حتى صعده ومن بقي منهم في المهاجر وأتمنى للجميع التوفيق والسعادة والنجاح وأدعو الله سبحانه وتعالي أن يحفظ بلادنا ويجنبها كل الشرور والمزالق وأن يحقق الآمال والتطلعات.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp