الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر .. هذا الإنسان * علي أحمد ناصر السلامي

 

* عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الصحة والسكان


فقدت اليمن في الأيام الأخيرة من عام 2007م رجلاً من رجالها العظام وحكيماً من حكمائها الأفذاذ.

فقدت اليمن الشيخ الجليل عبدالله بن حسين الأحمر الذي عرفته منذ قامت الوحدة اليمنية عام 1990م

لقد علمت بالنبأ الأليم وأنا خارج أمانة العاصمة وفجعت . فجعت أولاً لعلاقتي الوطيدة به طوال السبعة عشر سنة الماضية وفجعت ثانياً لما قد يحل بالوطن من فراغ في توازنات المجتمع اليمني الذي كان الشيخ عبدالله يدير هذه التوازنات بكل حكمه وذكاء وهدوء بال .. والتي كانت تشكل أهمية قصوى في أمن وإستقرار المجتمع اليمني كله.

لقد كان الشيخ عبدالله يقضي ساعات طويلة في حل كثير من قضايا المجتمع المعقدة ، فهو يستمع جيداً لكل شخص ويفهم جيداً القضايا التي تطرح عليه ، ويعالجها بكل هدوء بعد أن يعرف كل المترتبات التي قد تثار من خلال معالجتها.

لقد أدهشني كثيراً معرفته بكل قبائل اليمن شماله وجنوبه وهذه المعرفة الواسعة ساعدته كثيراً ومكنته من إيجاد الحلول السليمة المقنعة لكل القضايا التي تطرح عليه ، ومن هنا فإنه كان ميزاناً للأمن والإستقرار في كل أرض اليمن.

إن الشيخ عبدالله بن حسين شخصية وطنية فذة لقد كان يتحلى بالأخلاق العالية ، فهو وفي وصادق يتمتع بالصراحة والشجاعة في المواقف الصعبة ، لا تلين له قناة في معالجة القضايا الوطنية الخطيرة لقد كان وطنياً صلباً يحب شعبه ويناضل من أجل حرية اليمن ووحدته وكرامته.

إن رجال اليمن اليوم في أمس الحاجة إلى أن يتفهموا مواقف وأسلوب وأفكار الشيخ عبدالله وأن يحيوها في محاضرات وندوات ونقاشات واسعة لأنها تستحق الوقوف أمامها طويلاً ، أنها منهج في أسلوب وطريقة المعاملات مع الواقع اليمني بقبائله وعشائره وكل فئاته الواسعة ، إنه موروث معقد كثيراً يتطلب من علماء اليمن ومثقفيه أن يعقدوا حوله الندوات واللقاءات المستمرة والنقاشات الواسعة في توضيح هذا الموروث وفهمه لكي يساعد هذا الفهم على حل كثير من مشاكل المجتمع ومعضلاته.

أرجو من المولى عز وجل أن يجمعه مع الصديقين والأخيار وأن يسكنه فسيح جناته (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) صدق الله العظيم.

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp