الشيخ عبد الله في مقابلة مع صحيفة الرأي العام بتاريخ 1984م

(الشيخ عبدالله يروي حقائق للتاريخ: حصار صنعاء) الرأي العام حقائق للتاريخ: حصار صنعاء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يروي قصة حصار صنعاء 2/4/1984 الاسم : عبدالله بن حسين الأحمر مبخوت الأحمر . العمل في ذلك الوقت 1967: مدافع عن الثورة والجمهورية عملياً لا شكلياً . العمل الآن : عضو المجلس الإستشاري وعضو مجلس الشعب التأسيسي وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام . الأسئلة : في بداية الحصار أين كنت ؟ شعورك في البداية ، وماذا كنت تتوقع ، النصر ، الهزيمة ؟ أسلحة العدو ، وقتئذ ، هل تتذكر شيئاً عنها ؟ السلاح أو الأسلحة التي كنت تستخدمها ؟ أذكر دورك بالتفصيل ؟ دور زملائك الذين كانوا معك ؟ زملاء لك سقطوا شهداء فمن سبيل أن ينتصر النظام الجمهوري ، هل تذكر أسماءهم؟ الموقف أو المواقف الحرجة ؟ الموقف الذي زاد من عزمك وإصرارك على كسب النصر ؟ أذكر تفصيلاً قصة الحصار من البداية حتى النصر ؟ الأجوبة : في بداية الحصار ومن قبل الحصار ومن أول يوم بدأ فيه الجيش المصري الإنسحاب من بلادنا كنت متنقلاً ما بين صنعاء والحديدة والحيمة وحراز وعمران وهمدان وسنحان وعيال سريح وبني مطر وبلاد الروس وبني الحارث لتثبيت مواقع لحماية صنعاء وللطرق المؤدية إليها ، وكان كلما ثبتنا موقع من جهة سقط موقع من الجهات الأخرى ، وهبيت لتلافيه أفاجأ في نفس الوقت بسقوط الموقع الذي تركته وأعود إلى الجهة الأخرى ولم أشعر إلا وقد قطعت الطريق في جهة أخرى ، وعلى هذا المنوال حوالي شهرين إلى أخر ليلة في شهر شعبان 1388هـ حيث كنت في تلك الليلة في بلاد الروس في محاولة حماية الطريق في نقيل يسلح وقحازة وقد وضعت في تلك المواقع مجموعة من حاشد وبلاد الروس وسنحان وعلى رأسهم المقدم محمد عشيش والقاضي على مطهر الرضي والشيخ أحمد محمد القفري والشيخ حزام أبو ذيبة والشيخ صادق هراش والشيخ حمد يحيى جبران والشيخ علي محمد مقصع والشيخ راجح لاهب والشيخ مرشد الغزي والشيخ هادي سعد أبو سوده والشيخ محمد حمود حرمل والشيخ عبدالرحمن القديمي والشيخ مشلي القايفي وعدد من أصحابهم ومعهم ثلاث دبابات ومدرعة واحدة فوقها رشاش ، وعدت بعد المغرب في أول ليلة من ليالي رمضان ، ولم أصل إلى نقطة حزيز إلا وأمامي النقيب محمد حسن الحزيزي والشيخ حسين عيسى استوقفوني وقالوا إلى أين ؟ فقلت: إلى صنعاء ، فقالوا لي الغادر ومن معه من القبائل الملكية قد قطعوا الطريق في دكم سواد حزيز وقد قتلوا خبرتك الذي في سيارتك الأولى وأسروا من سلم منهم وفعلاً كان قد سبق قبلي حميد سلاب من خارف ومعه حوالي عشرة أشخاص في سيارة فرجوه روسي فضربوهم ببازوكا حطمت السيارة وقتلوا ثلاثة وأسروا اثنين أو ثلاثة و البقية تمكنوا من الفرار في إتجاه صنعاء . ولم أشعر في نفس اللحظة إلا بشخص مجهول سلم لي رسالة مختومة في ظرف وأنا واقف في النقطة داخل السيارة فاستلمت منه الظرف ووضعته قفا الجفل كما هي عادتي لأن الوقت كان ظلام لم أتمكن من قراءته ، وحينما تأكدت من أن الطريق قد هي مقطوعة عدت إلى موقع قحازة عند الموجودين هنالك من أصحابي وحيث توجد الثلاث الدبابات ، في حين أن الشيخ حسين عيد والنقيب محمد حسن الحزيزي حاولوا أن أدخل للمبيت عندهم في حزيز وكذلك حاول الضابط (طه) الذي كان معه موقع ودبابة غرب حزيز وقد قضيت تلك الليلة وهي أول ليلة في رمضان في موقع قحازة داخل الدبابة حيث كان لا توجد خيمة ولا بطانيات وتسحرت مع الجنود كدم وشاهي وفي داخل الدبابة فتحت الرسالة التي تسلمتها في نقطة حزيز وقرأتها على ضوء الكشاف وإذا هي من الشيخ ناجي بن علي الغادر رحمه الله وقد جاء فيها مايلي : الأخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ حاشد .. حياكم الله هذا من سواد حزيز وقد أخذنا بلاد سنحان سهلها والجبال وغداً سيتم دخولنا صنعاء وما عليك إلا أن تنظم إلى الجيوش المنصورة ولك الوجه والأمان وستكن لك ويكن لك من التقدير والمكانة و و و وأن لم تستجب لهذا فالوجه أبيض وإلى أخر الكلام وكانت هذه الرسالة هي خاتمة سلسلة من الرسائل بيني وبينه قديماً وحديثاً فيها الحامية ومنها الباردة. وفي صبيحة اليوم التالي الذي هو أول يوم رمضان ركبت في عربة مدرعة وتوجهت صنعاء وواجهني الفريق العمري ومعه قوم ومجاميع من الجنود والمشايخ إلى دكم سواد حزيز وفي نفس اليوم ارجعنا المدرعة مملوءة بالبطاطين والتعيينات والذخائر للمرابطين في موقع قحازة وكانت أخر سيارة تمر في تلك الطريق . وقد ظلوا الجماعة المرابطين في قحازة إلى أواخر شهر رمضان محاصرين من كل الجوانب يسقط لهم الغداء بالبراشوت إضافة إلى ما يصلهم من الأكل من محلات شرقي سنحان بيت الأحمر والسرين والدرم الذي كان يوجد في الموقع عدد منهم وعندما نالهم الضرر من الحصار قرروا الإنسحاب إلى المحلات المذكورة من شرقي سنحان الذين ظلوا جمهوريين إلى النهاية ولكنهم خانوهم بعض الجنود من جنود الدبابات الذي في محل مسعود الذي الطريق في وسطه فقد بلغوا أصحابهم الملكيين فوضعوا الكمائن في محل مسعود وقام طاقم الدبابة الذي من مسعود بعرض الدبابة في الممر الذي لا يوجد غيره وسط المحل (محل مسعود) فقطع الطريق على الدبابات الأخرى والعربات وأطلقت عليهم النيران من كل الجهات من قبل أهل مسعود ومن عندهم من القبائل الملكية من سنحان وخولان وغيرهم وانتهى الأمر بالمصالحة على المساح لحاشد بدخولهم صنعاء مع أسلحتهم الشخصية بعد أن حاول معهم محمد بن الحسين أن ينضموا إلى صفوف الملكية وحاول إغرائهم بالذهب ورفضوا ذلك وقال لهم قائلهم ما قد دخل أمام من باب اليمن . وأن شعوري في البداية والنهاية شعور الواثق من النصر والمعتمد على نفسه بعد الإعتماد على الله سبحانه لأنني كنت أعتبر القضية قضية حياة أو موت أما النصر أو الشهادة . بالنسبة للأسلحة التي كان يستخدمها العدو (آنذاك) فليست ذات أهمية فأهم ما كان يوجد معهم هي المدافع الهوزرات والمدافع الهاون واملدافع الصاروخية عيار (75) وعيار (57) أمريكي والبوازيك والرشاش عيار (50) أمريكي وهذه الأسلحة كانت توجد في جبال عيبان والجبال المطلة على حده وسنع وبيت زبطان وبيت بوس وفي الكيال التي في سواد حزيز وضبوه وفي الجبال التي في أسفل وادي الأجبار وفي جبال سعوان والجبل الطويل وخشم البكرة . وبالنسبة للأسلحة التي كنا نستخدمها نحن الجمهوريين فقد كانت معنا مجموعة من الدبابات العتيقة ومعظمها تعبانة وكانت مدافع ميدان جيدة ومتنوعة وبعيدة المدى وكان معنا هاونات جيدة متنوعة من عيار (82 ، 120 ، 160) روسية الصنع وكان مدافع رشاشة متنوعة عيار (37) ميم طا (2/1 14) ميم طا ، 12.7 وقرنوف وتكتياروف ، هذه هي الأنواع التي أذكرها وقد كانت موزعة في جبل نقم الذي كان فيه طلاب وضباط الكلية الحربية وبعض سرايا من الجيش النظامي وفي جبل براش الذي كان فيه جنود وضباط لواء النصر وفي موقع اللواء الخامس الذي شرقي الروضة الذي فيه المدفعية وفي المواقع الذي جنوب وغرب المطار الشمالي وفي كولة العرة الذي فيها من لواء النصر وفي كولة الحمة التي فوق الأزرقين والذي فيها الجيش الشعبي من حاشد وفي تبة المطلاع الذي فيها العميد عبدالله دارس وفي الجبال المطلة على الوادي والقرية الذي فيها ضباط وجنود المدرعات وفي جبل شاهرة المطلة على مذبح وأسفال ضلاع الذي كان فيه جنود وضباط المدفعية وفب جبل عصر الذي كان فيه اللواء العاشر التابع للحرس الجمهوري وفي جبل عطان الذي كان فيه الجيش الشعبي من حاشد وفي المطار الجنوبي والصافية الذي كنت أنا فيه وفي موقع الحفاء الذي كان فيه ضباط وجنود المدفعية الذين ضربوا أروع المثال في البطولة وفي موقع الجردي أبطال الشرقي من سنحان بقيادة العميد علي العرار . دوري هو دور الذي يعتبر القضية قضيته والذي يعتبرها قضية حياة أو موت ودور الذي ضحى من أجلها بوالده وأخوه وعمومته وأبناء عمومته وأعز شباب عشيرته . أما دور زملائي فقد كنا جميعاً الموجودين في صنعاء العاصمة والمواقع الذي من حولها جنود وضباط مشايخ وأفراد علماء ومثقفين مدنيين وتجار نعتبر أنفسنا زملاء وننظر إلى بعضنا البعض نظرة الشريك إلى شريكه في السراء والضراء والمصير الواحد يسود الجميع الثقة التامة والود والإحترام ، وما أحد مما كان موجود إلا و أدى دوره بإخلاص إلا أن الأدوار والجهود والطاقات تختلف فهناك أشخاص قياديين لهم ادوار بارزة تتميز عن أدوار الأخرين وفي مقدمة الجميع حينذاك الفريق حسن العمري وهناك في الدرجات الثانية والثالثة ضباط ومشايخ ومنهم المقدم عبدالله ناجي دارس والمقدم مجاهد أبوشوارب والمقدم أحمد السماوي والمقدم محمد صالح الكهالي والمقدم علي عبدالله أبولحوم والمقدم عبدالله عبدالسلام صبرة القضاي أحمد زيد الرضي والرائد عبدالرقيب نعمان وأبو الجميع القاضي عبدالسلام صبرة وغيرهم وغيرهم من الضباط والمشايخ . الشهداء من زملائي ومن أسرتي ومن عشيرتي الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن الجمهورية والثورة كثير جداً يعدون بالآلاف وأذكر هناك بعض الاشخاص الذين استشهدوا في حصار وفي مقدمتهم الوالد الشيخ علي عبدالله عنان والشيخ ناصر بن هادي الشيبري والشيخ قاسم القطيش والشيخ غالب محمد علي القديمي والشيخ محي القديمي وأذكر هنا بعض المشايخ والقادة البارزين من شهداء حاشد من أول الثورة إلى النهاية : 1- الشيخ عبده عبدالله كامل . 2- الشيخ جابر حزام البارق . 3- الشيخ علي ناصر سيلة . 4- الشيخ حزام جخدام . 5- الشيخ علي مرشد البارق . 6- الشيخ خماس بشير . 7- صالح سرحان المحجاني . 8- الشيخ حمود الغاوي . 9- الشيخ حسين حسن شاوش . 10- الشيخ ناجي حسين فيشي . 11- الشيخ جابر طواف 12- الشيخ علي علي شاوش . 13- الشيخ أحمد صادق أبوفارع . 14- الشيخ شايف العذري . 15- الشيخ محمد حسين الدقيمي . 16- الشيخ محسن غالب ناصر الأحمر . 17- الشيخ فرج العرمزة . 18- الشيخ صالح زائد البروش . 19- الشيخ محمد علي منصر الأحمر . 20- الشيخ محمد عايض عاطف . 21- الشيخ علي بن علي الأقرع . 22- الشيخ مصلح صالح مطيع الأحمر . 23- الشيخ راجح بن راجح تميم . 24- الشيخ حزام محمد الغريبي . 25- الشيخ درهم مصلح صالح الأحمر . 26- الشيخ صالح محمد عمران . 27- الشيخ ناجي القطيشي . 28- الشيخ مطيع حسين منصر الأحمر . 29- الشيخ درهم هزاع . 30- الشيخ أمين المغاوى . 31- الشيخ صالح مصلح حسين الأحمر . 32- الشيخ حسن بن أحمد داوود . 33- الشيخ شعلان الأبيض . 34- الشيخ حمود بن هادي حمود أبوشوارب . 35- الشيخ قائد الزعكري . 36- الشيخ أحمد حمود حرمل . 37- الشيخ هادي محمد هادي أبوشوارب . 38- الشيخ محمد مبخوت طملي . 39- الشيخ محمد حميد نجاد . 40- الشيخ هادي بن علي البارق . 41- الشيخ صالح قاسم الحاشدي . 42- الشيخ شعلان الغيبسي . 43- الشيخ ناصر عيسى البارق . 44- الشيخ حمود مغربة . 45- الشيخ صالح ناصر . 46- الشيخ حسين اهيجان البارق . 47- الشيخ أحمد حسين صيد . 48- الشيخ حمود يحيى العرمزة . 49- الشيخ مرشد علي البارق . 50- الشيخ عبدالله أحمد كامل . 51- الشيخ محمد هادي الدمدمي . 52- الشيخ محسن الشوفي . 53- الشيخ ناصر علي شويط . 54- الشيخ ناصر عبدالله قعشان . 55- الشيخ يحيى بن يحيى العرجلي . 56- الشيخ عايض هبة الغرباني . 57- الشيخ يحيى محسن الهبا الغشمي . 58- الشيخ محمد حسن عواض . 59- الشيخ راجح محمد لاهب . 60- الشيخ يحيى حزام البصلاني . 61- الشيخ علي ناشر أبوسعيد . 62- الشيخ يحيى بن علي الحلحلي . المواقف الحرجة واذكر منها موقفي ليلة سقوط جبل حروة فقد وضعت في هذا الجبل مجموعة من رجال حاشد الأبطال وبجانبهم بعض القطع من المدفعية مع المقدم محمد الخاوي وثلاث دبابات في موقع قريب منه وفي تلك الليلة بقيت معهم إلى وقت المغرب بعد أن عملت على تثبيت المواقع وتركتهم وتوجهت إلى سيان ومن سيان إلى الغروات ومن هناك إلى راس نقيل يسلح لتفقد المواقع وتثبيتها وواصلت التحرك حتى عدت إلى صنعاء وفي الثانية والنصف من بعد منتصف الليل وفوجئت عند دخولي البيت في الأبهر بمجموعة من الجرحى من الناس الذين في جبل حروة فسألتهم ما الذي جرى فقالوا لي أن الملكيين هجموا علينا هجوم شامل من كل الإتجاهات من جهة سنحان وخولان وبني بهلول واحتلوا الجبل وأنهم اسعفوا وعاد الإشتباك مستمر فعدت على أثري ولم يكن معي سوى عشرين فرد فوصلت ريمة حميد مع الفجر فوجدت هناك معظم القوم الذين كانوا والمدافع ما عدا مدفع رشاش عيار 14.5 ملم طا كان في موقع متقدم في حروة وشعسان بما فيهم المدفعية أفادوا بأنهم تركوه عند الشيخ ناصر الشيبري والشيخ حزام جخدم ولا يزالوا يقاتلوا فحاولت إعادة بعض القوم لإنقاذ المتأخرين وتحركت حتى وصلت إلى بيت الشاطبي ولم يكن معي سوى العشرين فرد الذين جاءوا معي من صنعاء وقد أسفر الصبح فعدت إلى ريمة حميد لمحاولة إيقاف القوم هناك ولكن لم أجد إلا أفراد قليلين بجانب الأسلحة الثقيلة فحاولت أن أدفع البعض منهم إلى قمة الجبل المطل على ريمة حميد لحماية الموقع ومن بقي فيه والأسلحة ولم يتحرك أحد منهم فصعدت بنفسي ومعي نفس العشرين الفرد المرافقين إلى قمة الجبل ووقفت هناك إلى وقت الظهيرة بلا نوم ولا أكل ولا ماء حتى وصل الشيخ علي حميد جليدان ومعه سبعة عشر شخص حلوا محلنا وطلبوا مني النزول إلى ريمة حميد لأن الفريق العمري قد وصل ومعه مجاميع من القبائل الذين في صنعاء فنزلت ووجدت العمري في بيت الحاج محمد عكارس الذي في ريمة حميد حيث قدم لنا بعض الأكل والقهوة ثم جازوا لنا بقليل من القات من صنعاء تناولته لمقاومة الإرهاق وبعد قليل لم نشعر إلا بالرماية علينا من الجبيلي وقائع الجبال الذي فوقنا من الشرق إلى الشمال فصاح الفريق العمري في الحاضرين ليتحركوا معي لطرد الذين تسللوا إلى تلك الجبال وتحركنا جميعاً وممن كانوا معي الشيخ صالح بن ناجي الرويشان والشيخ علي نجي القوسي رحمهم الله حتى وصلنا إلى منتصف الجبل وأصبت بطلقة جرمل في الألية برجلي وتوقفت في بطن عرم جربة حتى تأكدت أن المجاميع الذين معي قد أحتلوا تلك الجبال وركبت في المدرعة وتوجهت مستشفى الثورة للمجارحة ولم أرقد في المستشفى خشية من السمعة والدعاية وروحت البيت ولم أشعر في صباح اليوم الثاني إلا برسول من القاضي مطهر الرضي من ريمة حميد أنهم محاصرين فوق الأسلحة الثقيلة ولم يبقى معهم إلا عدد قليل فتوجهت على الفور مع مجموعة من أصحابنا حتى وصلت الحدبة التي ما بين ريمة حميد ودار سلم ووجدت القاضي علي الرضي والمقدم محمد عشيش ومن معهم والأسلحة الثقيلة وقد خرجوا من ريمة حميد وتركزوا هناك فحركتهم من هنالك إلى حزيز وطلبت عقال القرى والمحلات من سنحان القريبين من الخط وأخذتهم معي كرهائن وتوجهت إلى وعلان في بلاد الروس وسلمتهم للعامل والمرتب يحبسوهم عندهم ووضعت الدبابات والمجموعة التي من حاشد وشرقي سنحان مع المقدم محمد عشيش والقاضي علي الرضي في موقع قحازة على أساس أنه مسيطر على بعض المحلات المجاورة للطريق من سنحان وبلاد الروس لغرض حماية الطريق كان هذا هو أخر يوم من شعبان والذي سبق ذكر الموضوع في بداية هذا الموضوع وقد سقط في نفس الليلة مركز وعلان وهرب العامل وجنوده إلى موقع قحازة وخرجوا المحابيش ليشاركوا أصحابهم في قطع الطريق . أما الموقف المحرج الثاني فهو سقوط جبل النهدين في أيدي الملكيين وأصبحوا يضربوا المطار الجنوبي ولكننا استعدناه في نفس اليوم . والموقف المحرج الثالث دخول قاسم المنصر وجماعته إلى الحافة في شعوب ولكنهم طردوا في نفس اليوم ومشهد أخر حينما تحركت في ذات يوم لإفتقاد الموقع في جهة مطار الرحبة واتجهت من هناك إلى الأزرقين عن طريق العرة والوقت أوان المغرب فاشتبهوا فينا لواء النصر الذين كانوا في كولة العرة وضربوا علينا الرصاص إلى عرض السيارات في حين كانت طلقات رشاش الملكية من كولة الحاوري تضرب علينا في نفس الوقت ولكنه لم يصب أحد منا بأذى . هذا بعض ما لدى من المعلومات والذكريات عن السبعين اليوم وللحقيقة فهي أكثر من سبعين يوماً ، فلقد قطعت طريق صنعاء الحديدة في بني مطر قبل منتصف شهر شعبان واستمرت إلى 10 ذي القعدة وقطعت طريق صنعاء – تعز في بلاد سنحان وبلاد الروس في أول يوم من شهر رمضان واستمرت إلى شهر رجب من السنة الثانية وقطعت طريق صنعاء – عمران في بلاد همدان وعيال سريح في عشرين من شهر شعبان واستمرت إلى خمسة وعشر من شهر ذي الحجة ، هذا وبالنسبة لي فلقد كان خروجي من صنعاء في عشرة شهر شوال على طائرة إلى عمران بعد أن أصبح الموقف في صنعاء مطمئن وقوي وذلك من أجل المحاولة لفك الحصار على العاصمة صنعاء ومن أجل إستعادة الجبل الأسود الواقع بين حاشد وسفيان والذي سقط في نفس الأسبوع وكان سيترتب على سقوطه سقوط بعض مناطق حاشد التي ظلت جمهورية من الجبل الأسود مع حرف سفيان وجمعنا أكبر عدد من الرجال المقاتلين إلى عمران وزحفنا إلى الأزرقين ومن ما أذكره أنني عندما طرنا من صنعاء إلى عمران هبطت الطائرة في خط الطريق الترابي حيث توجد الآن محطة عباس وقد صعدنا إلى الطائرة بسرعة وهي لا تزال شغالة وما أن أقلعت حتى سقطت دانة مدفع من الجبل الطويل في نفس الموقع الذي أقلعنا منه ، أما المطارات الشمالي والجنوبي فقد أغلقت من أول الحصار لأن دانات مدافع الملكية كانت تساقط فيها بإستمرار وقد تم في خلال الحصار تمهيد أول مطار في الحصبة في محل حديقة 13 يونيو حالياً ولم نشعر إلا بسقوط دانات من الجبل الطويل إلى وسطه قبل أن تنزل فيه أي طائرة وبعد ذلك تم تمهيد مطار أخر في مكان الخط الدائري الذي غرب وزارة الزراعة ومجرد أن هبطت فيه طائرة تدريب صغيرة لم نشعر إلا بدانات تتساقط علينا من جبال حده . وهناك ذكريات ومشاهد ومعلومات كثيرة يمكن تسجيلها في مناسبة أخرى ..

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp