الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ مجلة الأهرام العربي 29/5/1999م : أتوقع فوز علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية القادمة .

 

مجلة الأهرام العربي - 29/5/1999م

 

في كل لقاء مع الشيخ عبد الله الأحمر لا بد أن تكتشف جديداً .. وإذا ما صادفك الحظ وحضرت إحدى جلسات القات وتابعت الزحام الكثيف والمشاكل المعقدة التي يبت فيها الرجل لأدركت فعلاً أنه أبو اليمنيين .. بقيت والزميل عبد الله الوادعي سكرتيره الصحفي نتابع الشيخ الأحمر لمدة ساعتين حتى ينتهي من مظالم وقضايا العشرات فهو ليس فقط رئيس مجلس النواب أو رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح وإنما قبل ذلك كله شيخ مشايخ حاشد . في حواره مع ( الأهرام العربي )  تحدث الشيخ عبد الله بصراحة عن مرور 9سنوات على الوحدة اليمنية وعن القضايا الداخلية والخارجية ، لم يجامل كعادة كبار المسئولين ولم يزين ألفاظه ببريق الدبلوماسية مع أنه رجل دولة عتيق في الوقت نفسه لم يتحفظ على أي سؤال .

 

·      بعد مرور 9 سنوات على تحقيق الوحدة اليمنية وميلاد جمهورية اليمن ، ماذا تعني لكم الوحدة ؟

§      الوحدة اليمنية تعني لي وللشعب اليمني ولكل المناضلين في اليمن شماله وجنوبه الشيء الكثير ، فهي أمنية الشعب على مر الزمان وفي كل مراحل نضال الأحرار  ، وهي هدف أساسي من أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 62م ، وهي كذلك بالنسبة للوطنيين والمخلصين الحقيقيين في المحافظات الجنوبية وفي مقدمة الأهداف  التي ناضلوا من أجلها ، ولم يتغير البعض منهم ألا بعد الاستقلال ، والوحدة اليمنية من الأهداف القومية العربية التي دعا إليها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر عندما قدم الدعم إلى الثورة في الجنوب من أجل تحقيقها ، فالوحدة اليمنية كانت من أوائل طموحات الزعيم عبد الناصر الذي دافع عن اليمن وثورته لأنه كان يعتبر الوحدة اليمنية  نواة للوحدة العربية التي كان يصبوا إليها ويناضل من أجلها ويهيج الجماهير في العالم العربي من أجل تحقيقها .

·      هل هناك مخاوف على الوحدة اليمنية كما تطرح بعض قيادات المعارضة والتي تقول أنها ترسخت بالدم  ؟

§      هذا كلام غير حقيقي ومضلل ، ويصح القول فيه على أنه يعكس الحقائق ويخالفها ، الشعب اليمني لم يتنفس الصعداء إلا بعد أن تحققت وحدته سواء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية ، إذا كانت شرذمة من الحزب الاشتراكي ومن سار في فلكه تريد الردة في اليمن إلى الوراء فالشعب اليمني بكل فئاته وقواه ومحافظاته هب كرجل واحد وأجهض هذه المشاريع الخيانية ، لقد برهن الشعب اليمني برهاناً ساطعاً على حرصه على وحدته من خلال الانتفاضة الجماعية والتلاحم الفريد من نوعه للدفاع عن الوحدة ويكفي هذا للتأكيد على أن الشعب اليمني وحدوي وأن الوحدة هي مصيره وقدره ولا خوف عليها مما يروجه الحاقدون .

·      بعضهم يقول أن المحافظات الجنوبية  لم تشهد تنمية بعد الوحدة وإنما حرمت
واضطهدت ؟

§      لم تشهد المحافظات الجنوبية تنمية إلا بعد الوحدة أما أيام الحكم الشمولي فلم تشهد أي تطور أو تنمية بل حدث فيها الدمار والخوف والإرهاب والتشريد والسجن والمصادرات والذل للشعب اليمني ، إنها لم تر النور ولم يتحقق لها مشروعات خدمية إلا في عهد الوحدة .

·      هل أنتم راضون عن التجربة الديمقراطية والبرلمانية خلال السنوات الماضية ؟

§      نعم ، لأنه حدث شيء كبير في بلد مثل اليمن ، نحن نعتز بتجربتنا وما تحقق من منجزات سواء الوحدة أو غيرها من المجالات الديمقراطية والسياسية ومنها التعددية الحزبية ، ونفاخر بأن ما هو موجود عندنا لم يكن لدى بلدان عربية سبقتنا في هذا المضمار بمراحل.

·      لكن تجربة مجلس النواب ودوره الرقابي تثار حولها دائماً علامات استفهام ؟

§      أكرر القول أن ما تحقق وما هو موجود شيء كبير بالنسبة لنا ، وإن كانت طموحاتنا أكبر غير أن المردود ملموس في أرض الواقع ونأمل مع مرور الزمن أن نتمكن من تحقيق ما هو أفضل وأكثر فطموحات الشعوب لا حد لها .

·      الانتخابات الرئاسية أصبحت قريبة ، ماذا أعددتم في حزب الإصلاح لها ؟

§      الانتخابات الرئاسية هي أول انتخابات تقوم على مشاركة الشعب بشكل مباشر وبإرادته وبكل أفراده وقواه وهي خطوة عظيمة . والشعب يهيئ نفسه للمشاركة في هذه الإنتخابات والتجمع اليمني فئة من فئات الشعب اليمني وتنظيم  سياسي سيمارس واجبه وحقه في المشاركة في الانتخابات .

·      ولماذا تراجع الإصلاح عبر بيان مجلس الشورى عن تأييده ترشيح الرئيس علي عبد الله صالح للرئاسة القادمة ؟

§      لم يتراجع ، مجلس الشورى للتجمع اليمني للإصلاح لم يعلن في لقائه الأخير الموقف وسيتم الإعلان عندما يقترب موعد الانتخابات ، بينما قيادة الإصلاح سواء في الأمانة العامة أو الهيئة العليا قد أعلنت وحددت رأيها وسبق التصريح مني ومن الأمين العام أن مرشحنا هو الرئيس علي عبد الله صالح .

·      وهل هذا سيكون الموقف النهائي ؟

§      نعم إن شاء الله والخلاف في الرأي داخل الحزب ظاهرة صحية .

·      وهل تتوقع شخصياً أن يفوز الرئيس علي صالح ؟

§      نعم .

·      ما أسباب هذه القناعة ؟

§      أولا ً: قناعة الشعب وثانياً : لرصيده الكبير عند الناس وما قدمه من منجزات وأهمها الوحدة والديمقراطية والتعددية الحزبية واستخراج النفط وبناء سد مأرب والمشاريع الكبيرة في كل المدن والقرى ، كل هذا وغيره يؤهله لتجديد الثقة فيه .

·      توصف علاقة الإصلاح بالمؤتمر الشعبي العام بأنها استراتيجية ولكن بيان مجلس شورى الإصلاح الأخير وما احتواه من نقد لاذع ربما يقول غير ذلك هل هناك سقف لخلافات الحزبين ؟

§      التجمع اليمني للإصلاح في هذه المرحلة مكانه في المعارضة وهذا يفرض عليه إنتقاد الأوضاع وإنتقاد الحكومة على ما يراه خطأ وهو شيء طبيعي طالما أنه في المعارضة.

·      بعد الإنتخابات الرئاسية ستحل الحكومة تلقائياً ، هل يمكن أن يشارك الإصلاح في السلطة من جديد؟

§      مادام المؤتمر الشعبي الذي يرأسه رئيس الجمهورية وأمينه العام رئيس مجلس الوزراء يتمتع بالأغلبية الكبيرة في مجلس النواب فهو ليس بحاجة إلى أي تنظيم لمشاركته في السلطة .

·      هل لا يزال الحزب الإشتراكي في نظركم مخطئاً في محاولة الإنفصال وما علاقتكم به حالياً ؟

§      العلاقة شيء والإنتقاد والمصارحة لما ارتكبه الإشتراكي شيء آخر ، الإشتراكي أرتكب خطأ كبيراً لا يغتفر عندما اعلن الإنفصال وهذا الخطأ في حق الشعب وفي حق نفسه خصوصاً أنه كان يتحدث دائماً عن الوحدة ، أما العلاقة مع الحزب الإشتراكي كحزب فهي حسنة مثلما هي الحال مع بقية أحزاب المعارضة ولم يكن بيننا قطيعة أو خصومة ، نحن لنا أفكارنا ونهجنا وتوجهنا وهم كذلك في إطار الديمقراطية .

·      بعد أحكام الإعدام التي صدرت بحق أبو الحسن المحضار وغيره في قضية السياح ، كيف ترون الأسلوب الأمثل لمواجهة الإرهاب ، وما تعلقيكم على إدانتهم للأحكام ؟

§      هذا شيء طبيعي أن يرفض المدان الأحكام ضده ، وأن يتكلم بملء فيه وكما قيل ليس مع المشنوق إلا لسانه ، أما ظاهرة الإرهاب عندنا في اليمن فهي تكاد تكون غير موجودة بإستثناء هذا الحادث ، اليمن برجاله وجيشه وقبائله سيقف بالمرصاد ضد من تسول له نفسه أن يخل بأمن الوطن وأن يمارس الإرهاب فنحن شعب مسلم نرفض الإرهاب وندين من يمارسه ، ونحن شعب عربي أصيل نرفض الأساليب الإجرامية التي تسيء إلى سمعة اليمن وتقاليده وعقيدته وأعراف القبائل اليمنية العريقة .

·      بعد المشاكل الأخيرة التي وقعت بين القبائل والدولة ، (الشيخ الأحمر مقاطعاً.. ليس هذا إرهاباً) لم نقل عنها إرهاباً ولكنها تعكس خللاً أمنياً وصداماً وإضطراباً ، العلاقة بين القبيلة والدولة هل هي في أزمة ؟

§      لم تكن هناك أزمة بين الدولة والقبيلة أبداً ، فالقبيلة والمشايخ مكملون للدولة وهم في كثير من الأوضاع جنود الدولة وأعينها ، ولم يكن هناك أي قطيعة بين المشايخ والحكومة ، إذا حصلت بعض المشاكل في بعض المناطق القبلية سواء فيما بينهم أو مع مسئولين في الدولة فهذا شيء عادي ولم يكن عملاً جماعياً ، وإذا قام به بعض الأفراد فإن بقية القبائل غير راضية .

·      دائماً نسمع تصريحات إيجابية حول قرب حل مشكلة الحدود مع السعودية لكن لم يتحقق شيء على أرض الواقع متى يكون الحل في رأيكم؟

§      أنا دائماً متفائل وما أزال متفائلاً ، والحل يكاد يكون قاب قوسين أو أدنى من الحل النهائي وقضايا الحدود تحتاج إلى وقت وها هي الإمارات وعمان وقعتا إتفاقاً حدودياً بينهما قبل أسابيع.

·      علاقات اليمن مع دول الخليج تضررت منذ عام 90 ما مستقبل هذه العلاقات في ضوء تقارب اليمن والكويت حالياً؟

§      الشرخ الذي حصل في علاقات اليمن مع مجلس التعاون كان من أجل الكويت ، لأن الإخوان في الكويت ومجلس التعاون لم يفهموا اليمن واعتبروا معارضتنا لوجود القوات الأجنبية في الخليج تأييداً للعراق وهذا غير صحيح ، أما إحتلال العراق للكويت فقد أدناه ورفضناه وتظاهرنا ضده ، موقفنا كان واضحاً ، ومادامت العلاقات اليمنية الكويتية عادت إلى طبيعتها فإن السبب الذي أوجد شيئاً من التصدع في علاقات اليمن مع دول الخليج سيعتبر زائلاً ، مع أنه من جانبنا لم نقطع علاقاتنا مع أحد من إخواننا وأشقائنا في الخليج ، حتى الكويت التي قطعت علاقتها معنا لم نقطع علاتنا بها ، وسفارتها مفتوحة والقائم بالأعمال الكويتي موجود منذ عام 90 وحتى الآن .

·      هل بعد تسوية الأمور مع الكويت يمكن أن تجدد اليمن طلبها الإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي ؟

§      اليمن أبدت رغبتها في الإنضمام إلى مجلس التعاون منذ قيام المجلس مطلع الثمانينيات ، الرغبة ليست وليدة اليوم ودائماً القيادة والحكومة اليمنية تعبر عن ذلك بإستمرار ، ولم ينضم اليمن إلى مجلس التعاون العربي أواخر الثمانينيات إلا لأن طلبه بالإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي رفض ، اليمن وموقعه الطبيعي من قبل ومن بعد في الجزيرة والخليج العربي ، نحن نرى أن وجودنا في هذا المجلس من أجل التكامل نكمل بعضنا البعض ونحن عمق للإخوة في الخليج ، واليمن بشعبها الكبير وكثافتها تشكل رافداً مفيداً لهذا الكيان .

·      اليمن من بين الدول التي دعت إلى عقد قمة عربية ولم تنعقد إلى الآن ، هل لا تزال لديكم بقايا تفاؤل ؟

§      المبادرة اليمنية لا تزال قائمة وحية ، وهذه هي رغبة القيادة السياسية والشعب اليمني ومطلب لإعادة اللحمة بين الأسرة العربية الواحدة وإنهاء القطيعة التي لم يجن منها العرب إلا الذل والمهانة ، أما الوحدة والتعاون ففيهما العز والشرف للأمة العربية ، ونقول بصراحة إن الوضع العربي القائم والتمزق الحاصل هو الذي ضيع عملية السلام خصوصاً مع وجود خلافات .

·      كثيراً ما يثار موضوع التطبيع بين اليمن وإسرائيل ؟

§      مقاطعاً بحدة ، هذا بعيد بعيد ، ومن يتكلم عنه فهو خائن ، ونحن في اليمن حكومة وشعباً متمسكون بمبدأ واحد ، والقضية الفلسطينية والقدس الشريف نعتبرها قضيتنا ومشكلتنا نحن العرب والمسلمين ، ولن نتزحزح عن هذا المبدأ ولن نقبل أي كلام مما ذكرته إلا بعد أن يتحقق للشعب الفلسطيني كل مطالبه وحقه في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وبعد أن يعود المشردون إلى وطنهم وبعد أن تعيد إسرائيل كل الأراضي والحقوق العربية . إسرائيل دولة صهيونية وعدو مغتصب ، بعد ذلك لن يكون لدينا أو لدى أي دولة عربية أو إسلامية أي تحفظ . إسرائيل الآن مغتصبة ومستعمرة وعدو وهي قائمة على التعصب والعنصرية والحقد والكراهية .

·      بيان مجلس شورى الإصلاح الأخير أكد رفضه تقديم أي تسهيلات لأمريكا ، هل أنتم قلقون من تنامي العلاقات مع أمريكا ؟

§      لا لسنا قلقين ، العلاقات مع أمريكا قوية ونحن راضون عنها ، ولا بد أن تكون بيننا علاقات تعاون أكثر وأوسع مما هو موجود ، فهي الدولة العظمى والمهيمنة في العالم كله ، وهي الوحيدة بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ، وأي معارضة لهذا المنهج من الإصلاح أو أي حزب أخر أمر غير معقول وغير مقبول .

·      لكن قضية العلاقات العسكرية بالذات والحديث عن القواعد .. ماذا تقولون عنها؟

§      ما يشاع أو يتسرب من أخبار العلاقات العسكرية فنقول ما دمنا ضد الوجود العسكري في الخليج فمن باب أولى أن نرفضه في اليمن ، وهذا غير وارد.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp