الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ " الوسط " 30/7/1998م : لا ندين ممارسة الحق الدستوري بالطرق السلمية .. لكننا نرفض التخريب .

 

مجلة الوسط - 30/7/1998م

 

-       لا ندين ممارسة الحق الدستوري بالطرق السلمية .. لكننا نرفض التخريب .

 

·      هل اعترض الإصلاحيون أو بعضهم على برنامج الحكومة السابقة أو على برنامج الحكومة الحالية ؟

§      ناقش الإصلاحيون البرنامج الحكومي وأعطوا أرائهم في البرلمان وبعض الآراء كان شديد وقوياً وحصل ذلك في أجواء ديمقراطية كاملة . في النهاية صوت 40عضواً من الإصلاح إلى جانب البرنامج الحكومي وعارضه الباقون أي 24عضواً من أصل 64 عضواً هم مجموع عدد نواب  الإصلاح في البرلمان أما الحكومة فهي حكومة المؤتمر الشعبي العام وبرنامجها برنامجه والجميع يعرف أن برنامج هذه الحكومة مثل برنامج الحكومة التي سبقتها وكل ذلك يصب في مصب واحد هو الالتزام بنهج المؤتمر .

·      لكن الحكومة تتحدث عن قضايا عامة تتجاوز المؤتمر ؟

§      بالفعل تتحدث عن قضايا عامة وتقترح حلولاً لها لكن من وجهة نظر المؤتمر ونحن نريد لهذه الحكومة المؤتمرية أن تتحمل مسئولياتها وأن تحكم وفق برنامجها .

·      إذا قرأنا بعناية برنامج الحكومة نجد أنه يركز على قضايا مهمة ومركزية مع التصميم الواضح على معالجتها بقوة خاصة قضية الأمن و .. ( مقاطعاً )

§      نحن طالبنا كل الحكومات بضبط الأمن ونطلب من هذه الحكومة الشيء نفسه وعندما أقول نحن فهذا يشمل الإصلاح ومجلس النواب بكاملة لا يوجد عضواً واحداً في المجلس إلا ويطالب بضبط الأمن ونحن نحمل الحكومة المسئولية في هذا المجال لأنها مسئولة وإلا لمن نحمل قضية الأمن ؟

·      أنتم تعرفون أن القبائل أو بعضها  مسئول أيضاً عن تدهور الحالة الأمنية فخطف الأجانب يتم في مناطق قبلية ما يعني أنكم تتحملون المسئولية وليس الحكومة وحدها ؟

§      لقد تحالفت القبائل مع الحكومة وساندتها واتفق المشايخ معها في  قضية خطف الأجانب وطالبها مجلس النواب بمعالجة هذه الظاهرة لكن هذا الموضوع لم يضبط حتى الآن .

·      لماذا ؟

§      هذا موضوع محير لنا كلنا .

·      ربما ليس لدى الحكومة الوسائل والإمكانات اللازمة ؟

§      الإمكانات متوافرة في المجالين المادي والعسكري والمجتمع متجاوب مع الحكومة في هذه القضية ويعرب عن استعداده للتعاون معها لاسيما المشايخ والوجهاء لكن شيئاً لم يحصل بعد ، أظن أن هناك بعض النقص في الإرادة لدى بعض الحكام وإلا كيف تفسر هذا الأمر مع وجود القدرة والقوة والتأييد للحكام .

·      إذا أقدم بعض أنصارك على خطف أجانب كيف تعالج المشكلة ؟

§      إذا ارتكب أحد أنصاري مثل هذا العمل فأنا لا اقبل به إطلاقاً وأدينه وأعالج الموقف بسرعة وبصورة حاسمة فأنا لا أرضى بقطع الطرق ولا بنهب السيارات الحكومية ولا أتهاون أبداً مع أنصاري في هذه المسألة كيف أتهاون وأنا أطالب الدولة بمعالجة هذه الظاهرة على الصعيد الوطني كله .

·      ما حجم تأثير ظاهرة خطف الأجانب على البلاد بنظركم ؟

§      أعتقد بأن التأثير سلبي وكبير جداً وهو يؤدي دائماً إلى الإساءة إلى سمعة اليمن وشن حملات دعائية ضدها وهذا يضر بالجميع الدولة والشعب واليمن كله والمشايخ كلهم يستنكرون هذه الظاهرة ويدينونها وهم عندي هنا ويمكنك أن تسألهم .

·      لكن القبائل هي التي تخطف فكيف تخطف القبائل من جهة والمشايخ يدينون الخطف من جهة أخرى ؟

§      مش القبائل هي التي تخطف وإنما أفراد من القبائل يخطفون والقبائل تقف ضد هؤلاء الأفراد .

·      لنفترض أن الدولة اتخذت موقفاً حازماً وواجهت الخاطفين بالقوة فعندها ستدافع قبائلهم عنهم ؟

§      لا يمكن للدولة أن تقول أنها ذهبت للتعرض للخاطفين وتعاطفت قبائلهم معهم فلن تدافع أية قبيلة عن هذه الممارسات لأنها تضر أيضاً بالقبائل فهي جزء من الشعب.

·      يتردد أن دوافع الخاطفين خارجية ؟

§      أنا لا أوافق على هذا التفسير لأن دوافع الخاطفين معروفة وهي مطلبيه وغير سياسية  ولا أحد يمكنه أن يبرر ويدعم أعمال مثل هؤلاء الصعاليك .

·      لنفترض أن خاطفاً لجأ إليك طالباً الحماية ماذا تفعل ؟

§      أعمل على تأديبه وأسلمه للدولة وأعمل على حل قضيته أن كانت له قضية حقيقية أما المشاكل المفتعلة فأنا لا أتدخل فيها ولا أسمح بتبريرها عبر الخطف و في كل الحالات  لم يتعرض أي أجنبي إلى الأذى بل أصابهم كل التكريم والاحترام ولا أشير إلى هذه النقطة كي أبرر الأعمال  المذكورة وإنما فقط لنقل الحقيقة .

·      من بين المظاهر الأخرى التي تثير إشكالات أمنية ظاهرة الخلافات على الأراضي فأنتم تعرفون أن مثل هذه الخلافات كانت غائبة أو محدودة قبل 20-30 سنة فلم تكن الأراضي قد دخلت فيها الرساميل والاستثمارات أما اليوم فإن دخول الرساميل ورفع أسعار الأراضي وجعلها مصدراً للتوتر وأحياناً تقع بسببها  خلافات كبيرة وتعديات فهل هذه الظاهرة عامة أم محصورة في المدن وحدها وكيف تعالج ؟

§      الخلافات على الأراضي ليست بين الدولة والقبائل وإنما بين القبائل أنفسهم أما عن حجم الظاهرة فأقول أنها كبيرة في المدن ومحدودة في الأرياف وهي عموماً قليلة وليست كبيرة الحجم ونحن نطالب الدولة بمعالجة هذه القضية على رغم أنها محدودة كما قلت لكن من واجب الحكومة حل الخلافات التي تقع على الأراضي .

·      ألا تتدخل شخصيات في حل بعض مشاكل الأراضي ؟

§      لا . لا أتدخل لحل الخلافات داخل المدن أما في الأرياف فأني أتدخل لتسوية بعض الخلافات إذا كانت الدولة غير موجودة أو غير قادرة على إيجاد حل سريع وأعود إلى قضية أصحاب الأراضي التي ذكرتها لأشير إلى أن الأسعار انخفضت بمعدل 50% عما كانت عليه قبل سنتين لكنها لا تزال متقدمة عما كانت عليه قبل أربع أو خمس سنوات أما عن الخلافات على الأراضي قديماً في المدن فأنا أذكر أنه لم تكن توجد خلافات قبل 20-25 سنة لأن الأرض لم تكن لها قيمة كبيرة أو أهمية كما هو الحال اليوم .

·      لقد وجه أعضاء في الإصلاح انتقاداً إلى الحكم في البرلمان فهل تغطي شخصياً هذه الانتقادات وهل توافق عليها بوصفك رئيساً للتجمع اليمني للإصلاح ؟

§      عضو البرلمان حر في انتقاد الحكومة وسلوكها وفي قول ما يراه مناسباً عن برنامجها وعن ومواقفها وهذا ينطبق على العضو في الإصلاح وفي كل الأحزاب المعارضة وغيرها أحياناً نسمع إنتقادات من أعضاء غير معارضين أكثر بكثير من إنتقادات المعارضين وأحياناً يلتقي إصلاحيون ومؤتمريون على موقف واحد تجاه الحكومة .

·      هل تعطينا مثالاً ؟

§      نعم يلتقون في القضايا التي تتصل بتقاليد وآداب البلاد والإسلام خصوصاً ما يدور أحياناً في وزارة الإعلام من مواقف تتعارض مع إسلامنا وآدابنا ومن ضمنها ظهور الراقصات في التلفزيون في بعض الحالات مع الرجال وبملابس غير إسلامية حتى أن بعض المذيعات لا يلتزمن بالملابس الإسلامية وبالحجاب الإسلامي وتجاه مثل هذا الموضوع يلتقي الأعضاء من مشارب سياسية مختلفة لأن الجميع يريد المحافظة على التقاليد الإسلامية والآداب الإسلامية . وهنا ألفت الانتباه إلى أن مثل هذه الانتقاد طبيعي ويتم في إطار ديمقراطي برلماني حر .

·      يقال أن المشايخ مسئولون عن ظاهرة انتشار السلاح غير المرخص في المدن وكما تعرفون هذه الظاهرة مؤذية للأمن والاقتصاد ولكل وجوه الحياة المدنية فهل أنتم مستعدون للمساهمة في ضبط هذه الظاهرة ؟

§      إن مظاهر حمل السلاح في العاصمة والمدن الكبيرة هي ظاهرة غير سليمة فنحن مع كل ما يؤيد وزارة الداخلية ويدعمها إذا أرادت أن تجد حلاً لحمل السلاح في المدن من دون تراخيص أنا مع ضبط حمل السلاح وتنظيمه أما حيازة السلاح فشيء آخر لكن عندما يرتكب المرء جريمة يحرم لاحقاً من حمل السلاح وهذا يثبت في قانون واضح وصريح ونحن نسأل وزارة الداخلية لماذا لا تلاحق المجرمين وتقبض عليهم من أي جهة أتو ولأي جهة ينتمون ونحن نساعدهم وأظن لو أن الدولة قبضت على المجرمين وكافحت الجريمة وانتهت حتى الخلافات بين القبائل فهؤلاء يتقدمون على الدولة في حرصهم على إلقاء القبض على الجناة.


·      لكن هذه الظاهرة وصلت إلى قبائل الجنوب أيضاً ؟

§      القبائل اليمنية واحدة في المحافظات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية . غير أن الحكم الشيوعي في المحافظات الجنوبية عمل على استئصال كل أصيل واستئصال العادات والتقاليد والقيم والأخلاق والعقيدة الإسلامية ومنع تعليم الدين و صادر الشيوعيون الممتلكات والحقوق لهذا أختف في حينه مظاهر حمل السلاح وحكم الناس بقوة الحديد والنار الآن يعودون إلى ما كانوا علية مسلمين ومتدينين مثلهم مثلنا كلنا في اليمن .

·      تجتمعون اليوم مع الاشتراكي في المعارضة مبدئيا على الأقل هو خارج البرلمان وأنتم داخل البرلمان هل تتفقون على قضايا معينة وهل طويتم صفحة الماضي ؟

§      معارضتهم تختلف عن معارضتنا معارضتهم سلبية معارضتنا بنائه نحن نطالب بالإصلاح وهم بالهدم نحن نسعى لخدمة المجتمع من خلال معارضتنا وحماية حريته وكرامته وهم يعارضون من أجل مصالحهم الحزبية الضيقة . وليسوا وحدهم في هذا الموقع فمعهم أيضاً أحزاب أخرى تعارض من أجل المعارضة فقط وليسوا من أجل البناء .

·      أيعني ذلك أنكم لا تلتقون معهم أبداً ؟

§      ليس هناك ما يمنع اللقاء لكن شرطنا للقاء هو خدمة البلاد والحفاظ على مصالحها فإن برهنوا عن الصدق وكانوا جادين فسوف نلتقي بهم ونعمل معا لأنه تهمنا في الأساس مصلحة اليمن.

وهناك أحيلك إلى التجربة السابقة فقد التقينا مع الاشتراكي قبل الانفصال في حكومة واحدة ولم يكن لدينا مانع من ذلك  أما اليوم فاللقاء ينطلق من مصلحة البلاد والتزام الاشتراكي بالإسلام عقيدة وشريعة .

·      انتم في المعارضة وتتولون رئاسة البرلمان وهو الحريص على الممارسة الديموقراطية ومن ضمنها حق التظاهر فلماذا قمعت إحدى التظاهرات في حضرموت؟

§      لم تمنع في اليمن أية تظاهره سلمية وصادقة في أغراضها أما ما حصل  في حضرموت فناتج عن مناخ الإثارة والتوتر الذي أشاعه بعضهم هناك خصوصاً قبل التظاهرة حيث تم توزيع بيانات تحريضية ضد الدولة وتبين أن التظاهرة غير سلمية وتريد الإخلال بالأمن لذلك من حق الدولة أن تحافظ على الأمن وتمنع العبث بحياة المواطنين وأرزاقهم وأملاكهم 

·      لكن المسئولين عن التظاهرة يقولون أنها سلمية ولم تكن مسلحة ثم هي تظاهرة صغيرة من بضع مئات فقط فهل يؤثر 300 متظاهر على الأمن ؟

§      نحن نستند إلى البيانات الرسمية وقد جاء في بيان للشرطة أن المتظاهرين ألقوا النار على قوات الأمن فردت بالمثل وأن مسئول الاشتراكي في حضرموت هو الذي بادر إلى إطلاق النار وقد أثار ذلك استياء المواطنين الذين تجمعوا وأصدروا بيانات استنكار ضد المتظاهرين  المشاغبين وأعتقد بأن أي مسيرة سلمية لا تتعرض الشرطة لها وقد حصلت تظاهرات سلمية كثيرة في بلادنا من دون أن تتعرض لها الدولة أما تظاهرة الشغب فكلنا نرفضها ونؤيد الحكم في منعها .

·      تعتزم الدولة القيام بإصلاح إداري واسع وتسريح عدد كبير من الموظفين ، هل ستعترضون على طرد أداريكم إذا شملهم التسريح ؟

§      لا يعترض حزب " التجمع اليمني للإصلاح " على طرد عناصر منه من الوظائف في الحالات التالية : إذا كان الموظف غير صالح ، إذا ارتكب أخطاء أو مخالفات كبيرة يطالها القانون . أما إذا كان أبعاد الموظف من وظيفته لدوافع حزبية وسياسية كما يحصل منذ ما بعد الانتخابات النيابية لعام 1997م  فهذا مخالف للقوانين والدستور لأن الوظيفة العامة حق للجميع وأكرر القول أننا لا نعترض على إبعاد الموظف من أي جهة إذا خالف الأنظمة والقوانين والدستور وكانت مخالفته تستحق الطرد والإبعاد .

·      يجري الحديث عن تطور ملحوظ في العلاقات الأمريكية – اليمنية ، ويتحدث بعض المعارضين عن قاعدة أمريكية في الجنوب في حين يتحدث المسئولين عن تسهيلات فقط كيف ترون ذلك ؟

§      العلاقات بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية قوية ، وقد أصبحت شيئاً مفروضاً علينا وعلى غيرنا بعد ما صارت الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة والمتحكمة في كل ما يجري في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان وجوده يحفظ التوازن على الصعيد الدولي .

·      زرتم السعودية أخيراً على رأس وفد يمني كبير فما هي النتائج التي أسفرت عنها هذه الزيارة ؟

§      النتائج إيجابية وساهمت بدفع المفاوضات إلى الأمام وتقريب وجهات النظر إلى حد كبير .

·      جرى حديث عن دور للإسلاميين في الأحداث الأخيرة وعن محاولات تحريضية قام بها الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس الشورى في التجمع اليمني للإصلاح فهل اشترك التجمع في أعمال الشغب وما حقيقة دور الزنداني في ما حصل ؟

§      جاءت الأحداث الأخيرة وما رافقها من تطورات كنتيجة طبيعية " للجرعة الجديدة " التي تمت في إطار برنامج الإصلاحات السعرية والحديث عن دور للإسلاميين فيها هو من باب رمي التهم على الآخرين ورجماً بالغيب ، ذلك أن الذين تظاهروا هم من عامة الناس  ولم تكن التظاهرات حزبية أو مسيسة كما أعتقد  وفي البلدان الديمقراطية تتخذ  الحكومات إجراءات تتعلق بمعيشة الناس وهؤلاء من الطبيعي أن يعبروا عن رأيهم بالإجراءات المتخذة وأن يشاركوا في المظاهرات السلمية كتعبير عن الرأي من جهة ثانية نحن لا ندين من يمارس حقه الدستوري بطريقة سلمية لكننا نرفض التخريب وتدمير الممتلكات لأن مثل هذه الأعمال مضرة على كل صعيد .

·      تعرضت القوات الأمنية في مأرب لاعتداءات فما هو موقفكم منها ؟

§      الاعتداءات على قوات الأمن ليست مقبولة ولا مبررة فقوات الأمن تؤدي واجبها في حماية المواطنين وممتلكاتهم .

 


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp