الأحمر لـ مجلة ((المجلة )) 4/ فبراير /1995م : لانخشى من التطرف الديني وما وقع مجرد أحداث فردية

 

مجلة المجلة - 4/ فبراير /1995م

-       لا نخشى من التطرف الديني وما وقع مجرد أحداث فردية

 

-       إنقشعت الغيوم بيننا وبين السعودية ومشكلة الحدود تحل بين الرئيس وخادم الحرمين الشريفين

-       الحوادث الأخيرة بسيطة لكنها ضخمت

-       وقفت بالمرصاد في وجه أي حادث يهز الأمن والاستقرار "

-       لا يوجد في حزب الإصلاح مدسوسين

 

 

الحديث في الشأن اليمني طويل ومتشعب محليا وإقليميا وعربيا .والحوار مع مسئول يمني مثل الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب عقب الحوادث الحدودية الأخيرة بين الملكة العربية السعودية واليمن والاتفاق حولها لا شك له خصوصيته.

"المجلة " التقت بالشيخ الأحمر في الرياض أثناء زيارته على رأس وفد رفيع ضم نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط عبد القادر باجمال ونائب وزير الخارجية عبده على عبد الرحمن .وكان حوار هذه تفاصيله .

 

·      تأتي زيارتكم إلى المملكة بعد حوادث الحدود الأخيرة كيف ترون الوضع الآن؟

§      نرى أن هذه المرحلة هي مرحلة انقشاع الغيوم وإزالتها أن شاء الله .

·      لكن الحوادث الحدودية الأخيرة تكررت ووصلت إلى وساطة عربية من سورية ومصر في هذا الشأن ، فهل من الممكن تجنبها وعدم تكرارها ؟

§      الحوادث الحدودية التي حصلت عادية ، لكن الإعلام العربي والعالمي والمحلي يضخم الشيء الصغير ويجعل منه شيئا كبيرا .

فالحوادث بين الدوريات بين أي دولتين أو بين القبائل الرحل تحدث ، وإن حصلت والعلاقات قويه ومتينة والجو صاف فهي بسيطة ولا يحدث لها  رد فعل . أما إن حصلت والجو فيه غيوم والعلاقات ليست طبيعية فتؤدي بطبيعة الحال إلى غيوم وتتضخم وتكبر الحساسيات هنا وهناك .

·      هل ترى صيغة معينة لتلافي مشاكل الحدود السعودية اليمنية مستقبلاً؟

§      الشيء المفيد الذي يريحنا ويريح المملكة العربية السعودية هو أن يتم ترسيم الحدود بيننا ترسيماً نهائياً .

·      لكن ما هي الصيغة التي ترى أنها نهائية لذلك؟

§      ما يصعب علينا ، على اليمن وعلى المملكة وعلى المسئولين في البلدين وضع الصيغة المرضية للطرفين .

أما أن تتم هذه الصيغة على مستوى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد والرئيس على عبدالله صالح أو على  مستوى اللجان الكبيرة التي تضم عناصر قيادية ومسئولة .أما اللجان الصغيرة فليس عليها إلا التنفيذ .

·      هل تنظرون إلى اتفاق وصيغة الطائف كصيغة نهائية لحل مشاكل الحدود؟

§      صيغة الطائف أو اتفاقية الطائف ليس عليها غبار ولا نحن متهربون منها أبدا  .يجب أن ننطلق منها . وهي كما قلت منظومة متكاملة ليست خاصة بالحدود فقط وإنما تنظم العلاقات بين اليمن والمملكة العربية السعودية .

·      كيف ترون لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس على عبدالله صالح؟

§      نرى فيه البلسم لكل الجراحات ، إذا تجاوزنا وسميناها جراحات .ونرى فيه اللقاء الذي نريده .

·      ما هي ابرز الملفات أو الأولويات التي سيبحثها قادة البلدين في الشأن السعودي اليمني؟

§      ليس بين المملكة العربية السعودية واليمن مشاكل سوى قضايا الحدود .فليس بيننا وبين المملكة إلا الود والمحبة والإخاء والصفاء والتعاون وحسن الجوار والقواسم المشتركة اليمن والمملكة يعتبران شعباً واحداً مكملاً لبعضه البعض .

·      ما هو الدور الذي يلعبه اليمن ضمن محور العلاقات العربية بعد التشرذم الحاصل عقب أزمة الخليج؟

§      سيكون لليمن دور بناء في المصالحة العربية ودور أساسي بعد ان تتضافر الأيدي بيننا وبين المملكة العربية السعودية .سنكون عونا لها وستكون عونا لنا في الانطلاق نحو رأب الصدع بين الإخوة العرب والشعوب العربية ،والتي لا يحفظ لها مجدها إلا أن تعيد اللحمة والتلاحم فيما بينها ، وترص صفوفها وتوحد كلمتها.

·      ماذا عن جولة الرئيس على عبدالله صالح الأخيرة لكل من فرنسا وهولندا؟

§      زيارة الرئيس على عبدالله صالح الأخيرة لكل من فرنسا وهولندا كان معدا لها من قبل ولم يكن الموعد محدداً بالنسبة لفرنسا لكن اقتراب موعد نهاية رئاسة الرئيس ميتران وظروفه الصحية جعلت الزيارة تأتي في الموعد الذي تمت فيه لان الرئيس ميتران قام بزيارة لليمن العام الماضي وكان لا بد من رد الزيارة وهو في موقعه الريادي القيادي لفرنسا ، إضافة إلى أن لفرنسا مواقف إيجابية مع اليمن .

·      البعض ربط بين زيارتك لفرنسا التي تمت في ديسمبر (كانون الأول ) الماضي وزيارة الرئيس التي تمت في يناير (كانون الثاني ) الجاري فهل هذا الربط صحيح؟

§      وجودي في فرنسا لم يكن زيارة إنما كان لإجراء فحوصات طبية وعلاج أسناني.

·      لم تجروا مباحثات خاصة في فرنسا خلال تواجدكم؟

§      لم التقي بأي مسئول رسمي .

·      ظهور حركة دينية متشددة داخل اليمن بدأ يثير المخاوف من حدوث صدام طائفي بين أبناء البلد الواحد .أنت زعيم حزب وشيخ قبيلة ورئيس مجلس النواب ما رأيك في هذه الظاهرة الجديدة على اليمن؟

§      لا وجود لمثل هذه الظواهر في اليمن .فليس هناك تنظيمات إسلامية متشددة ولا وجود لحركات إسلامية متشددة في اليمن .

ولا يوجد شيء من العنف الموجود في بلدان أخرى .اليمن بحمد الله سليم من هذه الظواهر وإذا كان هناك أفراد يقومون ببعض الأعمال مثل حادث "هدم القبور "فهي حصلت من قبل أفراد وعبارة عن قناعات واعتقادات شخصية كوضع القباب على القبور أو التبرك بها.

·      ولكن ظاهرة التشدد والتطرف دخلت دولا عرفت بالتسامح مثل مصر والسودان والجزائر وغيرها وهذه الدول تعاني كثيرا نسبيا ألا تتكرر هذه الحالة في اليمن ألا تخشون من ذلك ؟

§      حقيقة نحن لا نخشى مثل هذه الظواهر لأن عندنا ديموقراطية ولم يكن عندنا كبت حتى يؤدي إلى انفجار أو إلى ردود فعل ، في اليمن تسامح وفرص للتعبير عن الآراء بالطرق السلمية ، وهذا ما يفوت الفرص على أي متشنج أو مهووس أنه ينفذ أي شيء في رأسه .

الدولة تفوت الفرص على هؤلاء بمنحهم مزيدا من الديمقراطية وتتيح الفرصة لأي مواطن لأن يعبر عن  رأيه بعيدا عن العنف الذي يتولد من الكبت . الكبت والتصرف القاسي من قبل الدولة أينما كان هو الذي يؤدي إلى ردود الفعل ويولد العنف.

·      أفهم من هذا أنكم لا تخشون الظاهرة التي بدأت بإحداث فردية كحادثة القبور ، وما حدث أخيراً في جامعة صنعاء ؟

§      الدولة تقف بالمرصاد لمثل هؤلاء العناصر الذين يقلقون الناس، وتتخذ إزاء كل حادث الإجراء الذي يجب أن تتخذه لضمان الأمن والاستقرار .

·      لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور شخصيات أخرى داخل حزب الإصلاح الذي ترأسونه استطاعت تحقيق شعبية خاصة بعد الأزمة الماضية .فهل ترى مستقبلك كرئيس للحزب مهددا مع بروز هذه الشخصيات؟

§      حزب التجمع اليمني للإصلاح موجود من قبل وليس جديداً. وهو موجود منذ بداية إعلان الدولة عن التعددية الحزبية بعد إعلان الوحدة اليمنية مباشرة وعناصره عناصر وطنية .

العناصر القيادية في التجمع الوطني للإصلاح هي عناصر وطنية سياسية دينية لها أدوار في المواقف الوطنية منذ بداية الثورة .ولا يوجد أشخاص ظهروا على الساحة من جديد .

·      لقد قامت الحكومة اليمنية بإغلاق صحف وفرضت الرقابة على البعض الآخر وأوقفت صحيفتين .كما تعرضت إحدى الصحفيات للاغتيال . أليست هذه بوادر خطيره تجاه حرية التعبير التي فاخر بها اليمن بعد الوحدة؟

§      لم تغلق الصحف إنما أوقفت وذلك في سبيل المصلحة العامة وحتى لا تضر بعلاقتنا مع الأصدقاء والأشقاء. هذا في رأيي إجراء وقائي يتخذ في البلدان الديمقراطية بل يتخذ أكثر منه.

·      واغتيال الصحفيين؟

§      أنا شخصياً لم أسمع بهذا إلا منك .

·      هذا الكلام تناولته الصحف ونشر إعلامياً؟

§      لم تكن قضية سياسية لو كانت قضية سياسية لفهمتها.

·      هل تعتقد اليوم بعد مضي عدة أشهر على الحرب أنه كان بالإمكان تجنبها ؟

§      عندما طرحت هذا السؤال على الشيخ عبد الله بدأ الإجابة شعرا مردداً:

إذا لم يكن غير الأسنة مركبا……

وقال :

الحرب فرضت علينا وكانت للدفاع عن الوحدة.

·      وإمكان تجنبها ؟

§      حاولنا تجنبها كثيرا لكنها فرضت وكان لابد لنا من مواجهتها للدفاع عن الوحدة.

·      المشكلة الشمالية ـ الجنوبية لا تزال موجودة وقوات الحكومة احتلت مكاتب الحزب الاشتراكي فأين حالة الاستقرار الموعودة؟

§      هذا ليس له أساس من الصحة فلم يكن هناك أي إشكال أو إشكالات ، ولا خلاف بين الجنوب والشمال لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في أثناء المعركة التي دارت للدفاع عن الوحدة .

إنما هي ادعاءات وأقوال تطلقها العناصر المهزومة التي ارتكبت الخيانة العظمى فاليمن في خير واستقرار والشعب اليمني شعب واحد ولم يكن بينه أي خلافات سياسية ولا مناطقية ولا طائفية فالكل ينعمون بالاستقرار .

ويتعاونون ويعملون بجد لبناء اليمن والخروج من مشكلة الغلاء الاقتصادي الذي نعاني منه وتعاني منه كثير من الشعوب الصغيرة أو الفقيرة في العالم.

·      ما مدى التجاوب مع قرار العفو الذي أصدرته القيادة السياسية بعد الحرب وهل ستشهد الفترة المقبلة مزيداً من التسامح والتصالح السياسي مع الذين خرجوا بعد انتهاء الحرب؟

§      العفو الذي تم لم يسبق له في التاريخ مثيل. ولو أنه ما حدث في اليمن من الحزب الاشتراكي وقيادته ومن تعاون معهم في الحزب وغير الحزب. لو أن هذا حدث في أي بلد عربي آخر أو في أي بلد من بلدان العالم لكان موقف الدولة والحكومة موقفاً غير الموقف الذي تم من قبل دولتنا وحكومتنا ورئيسنا. الجريمة التي ارتكبوها جريمة كبرى وعظمى والخيانة التي قاموا بها ونفوذها تستحق أن تنصب لها المشانق أما نحن والحمد لله فكان التسامي والترفع من قبل القيادة السياسية والعفو والسمح من صفاتنا وهو شيء رائع ولم يسبق له في التاريخ مثيل ونفتخر بهذا التسامي وبهذه الروح العالية التي عولجت بها هذه الكارثة في اليمن.

·      ما مدى الاستجابة لدعوة الرئيس من أبناء اليمن الذين خرجوا؟

§      استجاب معظمهم إن لم يكن جميعهم وكلهم متورطون في عملية الانفصال لكنهم استغلوا العفو العام وعادوا وأعطو كل حقوقهم وتمتعوا بالعفو الذي شملهم. ولم يبق إلا عناصر تعد بالعشرات من الموغلين في التآمر والجريمة.

·      نقل عنك أكثر من مرة أن جمهور الحزب الاشتراكي غير قادته، ماذا تقصد بذلك؟

§      أقصد أن جمهور الحزب أو قاعدة الحزب الاشتراكي لم تكن انفصالية ولم تساهم كلها في عملية الانفصال هذا ما أقصده.

·      ما هو تعليقك حول ما يقال أن هناك قوى سياسية غائبة لا تشارك في الحكم مع الائتلاف الحاصل الآن مع حزبكم والمؤتمر الشعبي العام، وما يقال في أن هذا يؤدي إلى خلل في المسيرة الديمقراطية؟

§      وجهة نظري أن ما هو موجود في اليمن موجود مثله في دول لديها أحزاب وفيها ديمقراطية وتجري فيها الانتخابات الحرة. يكون الحق دائماً في تشكيل الحكومة للحزب الذي يفوز بالأغلبية وله الحق في أن يأتلف مع من يرغب.. أما بقية الأحزاب فمجالها هو المعارضة.

·      هل ترى أن التركيبة الحاكمة في اليمن الآن تمثل كل أبناء اليمن؟

§      لا يوجد في الدنيا كلها تركيبة حكومة تشمل كل الناس. لا بد أن تكون هناك قوى تحكم ولا بد من وجود قوى معارضة.

·      ماذا عن قصة الخلاف بين الشيخ ناجي عبد العزيز الشايف شيخ مشائخ قبائل بكيل اليمنية والدكتور حسن مكي النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء والمستشار الحالي لرئيس الجمهورية وكيف انتهى؟

§      الحمد لله حسمناها. تعانقوا وتصافحوا وتسامحوا بعد أن أرضينا الدكتور حسن مكي بالوسائل اليمنية القبلية العرفية التي نعالج بها كثيراً من القضايا داخل اليمن. لقد تم سجن الأشخاص الذين نفذوا العملية السيئة التي استنكرناها جميعاً، ودفعت الديات مغلظة لأولياء الأشخاص الذين قتلوا من مرافقي الدكتور حسن وتمت المصالحة عن طريقي وكثير من مشائخ القبائل اليمنية بالأعراف المتبعة باليمن.

·      هل تعتقد أن الصحافة المعارضة استغلت الواقعة؟

§      نعم استغلتها وهي أيضاً تستغل كل صغيرة وكبيرة وتخرجها من حقيقتها وتصورها بصورة أخرى. هذا دأب الصحف المعارضة أو الصحف الحاقدة أو الأقلام المشبوهة.

·      دائماً تقول: أن مشكلة اليمن مشكلة اقتصادية وليست سياسية ماذا تعني بذلك؟

§      اليمن يعاني الغلاء ويعاني أزمة اقتصادية فعلاً وهذا شيء لا ننكره هذا همنا الأساسي في اليمن كقيادة سياسية وحكومة ومجلس نواب وشعب. والدولة تحاول الخروج منها بشتى الطرق والمعالجات والوسائل ولدينا البرامج التي وضعت لذلك.

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp