أبرز شخصية فاعلة في تاريخ اليمن الجمهوري *فيصل الصفواني

  نيوز يمن  2/1/2008م 

لا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بين تاريخ اليمن الجمهوري وتاريخ الشيخ عبد الله الأحمر ،فهما تاريخان متلازمان وبين الشخصي والعام تداخل كبير في مجال صناعة الحدث.

صحيح أن الكثيرون ممن انشغلوا بالسياسة وعاصروا الأحداث من قبل خميس سبتمبر 1962 م، مازالو موجودين بين ظهرانينا ونتمنى لهم المديد من العمر وها ولاء يكتسبون صفة الحضور التاريخي لكن ميزة الشيخ الأحمر انه كان حاضرا في التاريخ ومؤثراً في صناعة أحداثه السياسية وهنا تكمن خصوصية الحضور وأهمية التاريخ الشخصي (السيرة الذاتية ) لرجل لم يكن حضوره في تاريخ اليمن المعاصر حضور الشاهد على الأحداث بل كان حضور المشارك في صناعة الأحداث على مدى أربعين عاما ، وهذا ما لا يستطيع أحدا إنكاره على الشيخ الأحمر صاحب الدور الأهم في أضيق المنعطفات الحرجة التي مر بها النظام الجمهوري خلا ل عقد السبعينيات من القرن الماضي ، ولم يتسنى لشخص ان يوثر في صناعة أحداث المرحلة بحجم تأثير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر البالغ حد صناعة الرؤساء ونص استقالة القاضي عبد الرحمن الارياني تؤكد مدى الثقة التي كان يتمتع بها الشيخ الأحمر في الوسط السياسي وقد استحق ثقة زملائه ومعاصريه واحترامهم له بجدارة واقتدار ،و بفعل حضوره الفاعل في أحلك اللحظات ووجوده في مقدمة الصفوف في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية .

كان بإمكان الشيخ عبدالله الأحمر أن يقدم نفسه على انه الرجل المناسب لرئاسة الدولة في اليمن بحكم مكانته السياسية المؤثرة في الداخل والخارج وبحكم قدرته على حسم الصراع خصوصا في عهد الصراعات السياسية والشعارات الأيدلوجية مطلع السبعينيات لكنه اثر البقاء خارج ملعب الرئاسة ولم يكن بعيدا عنها واقتصر دوره على تقديم الدعم والمساندة لكل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم يمن ما بعد 1962.

 

يرى البعض أن المرجعية القبلية هي التي أهلت الشيخ عبدالله ان يلعب هذا الدور المحوري في تاريخ اليمن ، ويغفلون إمكانات الرجل الشخصية وقدراته الفردية وفي هذا الرأي خطل واضح ، إذ تبقى الإمكانات الشخصية هي المعطى الأهم في سيرة الرجل ومن الحكمة إدراكها .

فالقبيلة بحد ذاتها كانت عامل له القدرة على التأثير في مجريات الأحداث حينها إما بالسلب أو بالإيجاب وبمعنى أوضح يمكن استخدامها كأداة هدم وإعاقة للدولة ويمكن استخدامها كأداة بناء.

ومع ذالك فقد استطاع الفقيد الراحل ترويض القبيلة وتسخيرها في دعم ومساندة الوحدات العسكرية والأمنية في بداية نشأتها وتحولت القبيلة إلى عامل مساعد في بناء الدولة الحاكمة حاليا في البلاد .

إن القدرة على كبح جماح القبيلة وتسيسها لا يتأتى إلا لحكماء القوم وعقلائهم ليس هذا فحسب بل إن مواقف الرجل المتوازنة وخبراته الناضجة منحته القدرة على توأمة القبيلة مع الدولة ومصالحة القبيلة مع الحزب وربط الكيانات الثلاثة بعلاقات متينة ومتداخلة يعد المشروع السياسي الأهم في حياة الراحل عبدالله الأحمر وهذا سر إعجاب الآخرين به خارج اليمن وداخله ، كون الجمع بين المتناقضات والتوفيق بينها هو دليل قدرات الرجل المميزة ،انه فعلا رجل بحجم الدور التاريخي الذي لعبه وقدمه طيلة حياته .

الأدوار التي لعبها الشيخ الأحمر رحمه الله كثيرة ومحطاته التاريخية متعددة ومواقفه متميزة

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp