وداعاً حكيم اليمن *محمد بن محمد أنعم

 

الوحدة 2/1/2008م

غيب الموت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الإنسان الحاضر في حياة كل مواطن يمني ، لقد كانت فاجعة اليمن بحجم تاريخ هذه الهامة الوطنية العملاقة ، رحمة الله تغشاك يا حكيم اليمن ، حتى رحيلك عن حياتنا كان في لحظات صعبة من تاريخنا ومن جديد عاد أبناء اليمن يجددون العهد لمواصلة الدرب الوطني الذي أفنيت حياتك من أجله ، ومن أجل الدفاع عن النظام الجمهوري وفي ترسيخ الوحدة والديمقراطية.

إن الوفاء كان صادقاً ، والحب صافياً ، وفي موكب تشييع فقدينا الشيخ عبدالله رحمة الله تغشاه ، فتلك الجماهير وتلك الدموع وذلك الحزن لم يكن فيه أي تملق أو رياء أبداً كان الحب هو الذي دفع الناس لوداع الشيخ كانت المواقف الوطنية والوقفات المبدئية الشجاعة التي وقفها الشيخ في الدفاع عن اليمن ومصالح الوطن العليا هي التي جعلت الحزن يخيم على كل بيت يمني في المدينة والريف يوم رحيله ، المواقف الكبيرة دائماً تظل خالدة عند الشعب ، ويبقى أصحابها مخلدين في وجدان كل مواطن وفي تاريخ الوطن.

في موت فقيدنا الوالد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب عم الحزن كل أسرة يمنية ، حجم المصاب أكد أن الأسرة اليمنية هي أسرة واحدة ، وأن أفراحنا وأحزاننا واحدة منذ بدأت الحياة ، نعم وكفى بالموت واعظاً ، فإن غاب الشيخ عن حياة شعبنا متمة دروس تركها لنا يجب أن نعيها اليوم جيداً ، وأهم هذه الدروس أن حب الشعب لا يمكن أن يشترى بالمال وأن الجوع لا يجلب الكراهية ، وأن الولاء الوطني هو الذي يصنع رموز الوطن وليس الولاء القبلي المتعصب.

علمنا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أن الوطن هو الحزب الذي يستحق شرف الموت من أجله فقط ، لذلك كان الشيخ كبيراً ورحيله عن شعبنا كان فاجعاً عظيماً.

أخيراً.. إن الهامات الوطنية تظل شامخة حتى في مواكب الرحيل ولحظات الوداع الحزين إلى رحمة الله ، وهي اللحظات التي تنتهي فيها مصالح المتملقين لكن تتجلى فيها أروع آيات الوفاء الشعبي.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp