ما بعد رحيل «الشيخ».. عاشق الثورة والوحدة؟!! * محمد عبدالله الصبري

مايو نيوز 3/1/2008م

أجمع عدد من السياسيين ورؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن على أن رحيل فقيد الوطن الشيخ المناضل عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب سيترك فراغاً سياسياً واجتماعياً كبيراً في اليمن من الصعب ملؤه عن قريب وذلك لما تمتع به الفقيد من شخصية سياسية جامعة خلال مسيرة حياته النضالية والتي كان لها الأثر الكبير في الإحداث التي مرّ بها اليمن، ولما كان يمثله الفقيد من عنصر توازن بين كافة القوى السياسية في البلاد.

وأشاروا أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان - رحمه الله - خلال مرحلة عطائه الوطني مثالاً للاعتدال والحكمة والصبر والمسؤولية والعقلانية .. ظل يضع إقدامه في مناطق توافقية تحظى بشبه إجماع من جميع الأطراف السياسية، يُرجح الحكمة والمصلحة الوطنية على أي شيء آخر. واعتبروا وفاة الشيخ المناضل عبدالله بالخسارة الكبيرة والفادحة للوطن ، حيث خسر اليمن شخصية شامخة ومعطاءة قدمت دروساً بليغة في معاني الوطنية والأداء السياسي المسئول والعقلاني وعدم التفريط بالثوابت الوطنية والمصالح العليا للوطن وكل المكاسب والمنجزات التي حققها الشعب اليمني على درب الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية .. مشيرين بأن الفقيد المجاهد الذي لعب دوراً وطنياً بارزاً في الدفاع عن الوحدة المباركة والانتصار لها وتثبيت دعائمها، قد ترك تراثاً من المبادئ والمواقف الصلبة التي تمثل مدرسة للأجيال القادمة.

ودعا السياسيون وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية الجميع إلى مراجعة وقراءة ما تركه الفقيد من رؤى ومواقف رزينة والعمل على تجاوز الفراغ الذي تركه رحيل الشيخ عن الساحة اليمنية، من خلال الالتزام بنهج فقيد الوطن.

وأكدوا أهمية أن يتجسد الوفاء للفقيد المجاهد في الاستجابة لمسيرته الضخمة وطريقته ومنهجه في التعامل مع المواقف والأحداث.. والتعلم الصادق من مدرسته الإنسانية الجامعة والعمل على تجسيدها في مواقفهم وقراراتهم وتصرفاتهم وأحاديثهم.

ونوهوا بأن الراحل الجليل يحتاج إلى قراءة متعمقة في تجربته الفريدة التي جعلت منه رجلاً لا نظير له في حياتنا المعاصرة، شكل في أحيان كثيرة صمام أمان للوطن الذي يواجه في هذه المرحلة الراهنة الكثير من التعقيدات والتحديات، عائدة بشكل كبير الى ما تشهده المنطقة من تطورات وتجاذبات لا يقف البلد في معزل عنها.

فقد اعتبر أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان رحيل الشيخ عبدالله الخسارة الكبيرة التي أصابت اليمن، وذلك لما للرجل من مكانة سياسية واجتماعية كبيرة، ولما يتمتع به من حكمة ورؤية وبعد نظر خلال مسيرة حياته الحافلة بالعطاء.

وأشار أن الفقيد كان من خلال مواقفه المختلفة سواءً كزعيم قبلي كبير و كرئيس لحزب معارض «التجمع اليمني للإصلاح» أو كرئيس لمجلس النواب يملأ مساحة كبيرة في الحياة السياسية والاجتماعية.

وقال الدكتور ياسين لصحيفة الثورة: «لم يكن الاتفاق أو الاختلاف معه يعني أكثر من أن الحياة السياسية اليمنية، كانت دائماً حيوية ولا يقف هذا الاتفاق أو الاختلاف عند محطة واحدة، فهو يترك بحسب الظروف وحسب القضايا التي يتم الاتفاق أو الاختلاف حولها، والتي تعبر دائماً عن حاجة اليمن إلى أكثر من رأي لبلورة الرأي الصائب في نهاية المطاف» .. مؤكداً أن رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سيترك فراغاً سياسياً واجتماعياً في اليمن من الصعب ملؤه عن قريب ، وذلك للشخصية السياسية الجامعة التي تمتع بها الفقيد خلال مسيرة حياته والتي كان لها اثر كبير في الأحداث التي مرّ بها اليمن، معتبراً أن الشيخ كان أحد أعمدة السياسة في البلاد وطرفاً فاعلاً وصاحب رؤى ومواقف.

ودعا نعمان في حديث مع «السياسية» الجميع إلى مراجعة وقراءة ما تركه الشيخ من رؤى ومواقف رزينة.. مشيراً إلى أن التجمع اليمني للإصلاح سيتجاوز الفراغ الذي سيتركه غياب الشيخ من خلال الالتزام بنهج الفقيد.

أمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي أكد في حديث لقناة الجزيرة ان رحيل الفقيد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سيترك فراغاً كبيراً في الساحة اليمنية، وان الفراغ الكبير الذي تركه برحيله يتجلى من خلال أسلوبه الحصيف في التعامل مع الأحداث.

وأضاف: لسنا نحن الإصلاحيين وحدنا من سيتحمل خسارة رحيل هذا الرجل العملاق .. منوهاً بأن حزب الإصلاح كفيل بأن يسد الفراغ الذي تركه غياب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.. مؤكداً أهمية أن يتجسد الوفاء للفقيد في الاستجابة لمسيرته الضخمة وطريقته في التعامل مع المواقف والأحداث.

ويقول نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي : إن رحيل الشيخ عبدالله سيترك فراغاً في اليمن بشكل واضح في الحياة السياسية والاجتماعية ، لأنه ظل يضع إقدامه في مناطق توافقية تحظى بشبه إجماع من جميع الأطراف السياسية، ويرجح الحكمة والمصلحة الوطنية على أي شيء آخر.. مشيراً إلى أن وفاة الشيخ مثلت فاجعة لكل اليمنيين وخسارة كبيرة ستؤثر على حزب الإصلاح الذي سيشعر بفراغ كبير.

وقال في حديث صحفي: إن الشيخ عبدالله كان يمثل القوى التقليدية في اليمن، وكان دعامة رئيسية في البلاد وبإجماع الكل سواءً مثقفين أم سياسيين ، فهذه القوة أو الشخصية بالنسبة للقوى التقليدية لن تعوض ورحيله ترك فراغاً بلا شك.

أما الدكتور عبدالرحمن بافضل رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح فقد أشار في تصريح صحفي أن وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ستترك فراغاً سياسياً كبيراً في اليمن، وذلك لما كان يمثله الفقيد من عنصر توازن بين كافة القوى السياسية في البلاد .. مؤكداً أن الإصلاح سيتأثر برحيل الشيخ لكنه لن ينتهي.

وقال: بالرغم من أن الشيخ كان رئيس الإصلاح فإنه كان يمسك دائماً العصا من الوسط، فهو حكيم اليمن.. داعياً أولاد الفقيد إلى سد الفراغ الذي تركه رحيل الشيخ.

المحلل السياسي سعيد ثابت اعتبر انه لا توجد شخصية حتى الساعة يمكن ان تملأ الفراغ الذي تركه رحيل فقيد الوطن .. لافتاً أن رحيل الشيخ شكل فاجعة بكل معنى الكلمة، موضحاً ان هذا الرحيل سيعيد لبعض أبناء الشيخ عبدالله التوازن واستلهام المعاني والأفكار التي كانت تتجسد في أبيهم،و نقلت «السياسية» عن سعيد ثابت قوله: اعتقد أن أولاد الشيخ الأحمر الآن أكثر شعوراً بالمسؤولية ، وستكون علاقتهم متينة مع الرئيس علي عبدالله صالح لأنه توازن مطلوب لمصلحة اليمنيين ولا يمكن لأحد الطرفين ان يخل بشروط المعادلة والرهان سيكون على خليفة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.

وأضاف قائلاً: اعتقد أن الشيخ بما كان يحتله من موقع على الصعيد السياسي والاجتماعي من الشخصيات النادرة التي تهتم بمصالح الدولة والقبيلة والأحزاب، وتشكل معادلة تعطي كل ذي حقٍ حقه .. منوهاً بأن الإصلاح سيتأثر برحيل رئيسه الذي يمثل خسارة فادحة له.

نقيب الصحافيين اليمنيين نصر طه مصطفى أكد بدوره أن الشيخ الراحل سيترك فراغاً سياسياً واجتماعياً واضحاً لا يمكن للعين أن تخطئه.

مشيراً أن اليمنيين لم يعرفوا منذ عقود بعيدة جداً شخصية اجتماعية كان لها هذا الحجم من التأثير السياسي والاجتماعي في حياتهم لما يقارب من نصف قرن ، كما هو حال الفقيد، لافتاً إلى أن هذا التفرد جاء من تأثيره الكبير، رغم انه كان دوماً في الصف القيادي الرسمي الثاني أو الثالث.

وقال: إن من سنة الله إدراك حقيقة حجم تأثير الأفراد في مسار حياة شعوبهم .. والشيخ الذي عرفناه وهو في قلب الحياة السياسية يصول ويجول ويكر ويفر ويناور ويصالح ويخاصم لا يمكن لنا أن نغفل عن تأثيره بعد أن تمكن بامتياز من المشاركة الفاعلة في صياغة صورة وجوهر حياتنا السياسية، منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م وحتى لحظة رحيله المؤثرة عن دنيانا، بأسلوبه المميز في إدارة مواقفه المختلفة التي لم تعرف دوماً سوى الانحياز للمصلحة الوطنية العليا، حتى لو أدى ذلك إلى ضياع مصلحة خاصة به.

وتمنى نقيب الصحافيين اليمنيين في مقال له في «السياسية» على كل من اقترب من فقيد الوطن، أن يتعلموا بصدق من مدرسته الإنسانية الجامعة، وان يجسدوها في مواقفهم وقراراتهم وتصرفاتهم وأحاديثهم .. منوهاً أن الراحل الجليل يحتاج إلى قراءة متعمقة في تجربته الفريدة التي جعلت منه رجلاً لا نظير له في حياتنا المعاصرة.

وأشار الكاتب العربي خير الله خير الله أن غياب الشيخ عبدالله يطرح عدة تساؤلات أهمها وضع قبيلة حاشد بعد الشيخ.. وتساءل: كيف سيتجه التجمع اليمني للإصلاح ؟ هل يتطرف في معارضته ؟ أم يحافظ على توازن ما؟ اتزان ما فرضته الشخصية القوية للشيخ عبدالله الذي حرص دائماً على إبقاء جسر مفتوح مع الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، على حد تعبير الكاتب الذي يؤكد في مقال له في «الرأي العام» الكويتية أن الشيخ الفقيد وفر غطاءً قبلياً هاماً لحزب الإصلاح الذي كان دائم الحاجة إلى هذا الغطاء.

لافتاً إلى أن الاتجاه الذي سيسير فيه الإصلاح في غياب الشيخ عبدالله مهم جداً.. واختتم الكاتب والخبير الإعلامي خير الله خير الله مقاله بتساؤل حول إمكانية محافظة حزب الإصلاح على الاعتدال الذي مارسه عبدالله بن حسين الأحمر ؟ أم الذهاب بالمعارضة بعيدا؟! معتبراً أن اليمن خسر في شخص الشيخ عبدالله شخصية تاريخية شكلت في أحيان كثيرة صمام أمان للبلد الذي يواجه في هذه المرحلة تعقيدات كثيرة عائدة إلى حد كبير إلى ما تشهده المنطقة من تطورات وتجاذبات لا يقف اليمن في معزل عنها. وأشار أن الشيخ عبدالله كان لاعباً أساسيا في اليمن على كل الصعد، حيث لعب دوراً في حماية الثورة والدفاع عن الوحدة في حرب صيف العام 1994م ، حين اعتقد كثيرون انه لن يلعب مثل هذا الدور وانه سيقف على الحياد بين الوحدويين والانفصاليين.

كما لعب دوراً في المحافظة على التجربة الديمقراطية في البلد وحماية التعددية السياسية.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp