ماذا بعد غياب الشيخ *د.محمد شمسان

صحيفة الوسط 2/1/2008م

 

بعد تقديم العزاء الواجب لأسرة وأقرباء المغفور له -بإذن الله- الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر خاصة والشعب اليمني عامة.. حيث ذهبت الصدمة وجاءت الفكرة!! وحين بدأت الجماهير اليمنية والقوى السياسية تفكر وتتساءل ماذا وكيف سيكون الوضع بعد أن غاب "الشيخ" عن دنيانا الفانية واختيار ربه له لأن يكون إلى جانبه في العالم الآخر. كيف سيكون الوضع السياسي والاجتماعي في اليمن؟ فالمرحوم لم يكن شخصا عاديا ولا شيخا كبقية مشائخ اليمن ولا زعيما سياسيا عاديا!! فكلنا يعرف ما كان يمثله من وزن على كافة المستويات وبالتالي ذلك التأثير الكبير الذي كان ينعكس فيها (بمواقفه) على مسار الحياة السياسية والحزبية والاجتماعية وعلى أعلى مستويات السلطة وتوجهات الدولة!! فمنذ قيام النظام الجمهوري بعد ثورة سبتمبر كان "الشيخ" - ونذكره هنا بالصفة فقط كما نقول "الزعيم" ونعني "ناصر" اللذين لا يحتاجان للتعريف باسميهما!! قد يختلف معي البعض في ذلك ولكن غصبا عني وعنهم هذا هو الواقع!؟- منذ حكم "المشير السلال" والتواجد العسكري العربي المصري إبان الصراع الملكي (المدعوم سعوديا) والجمهوري (المدعوم مصريا) ومرورا بنظام القاضي الإرياني بعد حركة خمسة نوفمبر 67م والتي تلاها جلاء القوات المصرية وحصار السبعين يوما لصنعاء الصامدة والذي تلته أحداث أغسطس 68م المأساوية (والتي لم تكشف الكثير من أسرارها حتى يومنا هذا!!) ثم فترة المصالحة الجمهورية الملكية والتي أسست بالضرورة لنماء النفوذ السعودي الذي أصبح مؤثرا على كافة المستويات اليمنية (سياسيا وإداريا واجتماعيا وقبليا ..الخ) ثم تلت فترة حكم "الشهيد/ الحمدي" والتي كانت نقيضا في معظمها لفترة (5) نوفمبر التي سبقتها.. وهذا أدى إلى اغتيال الرئيس / إبراهيم الحمدي وأخيه عبد الله وسقوط نظام حركة 13 يونيو التصحيحية (وأيضا لم تتم دراسة هذه الفترة التاريخية بشكل كاف.. وخاصة جلاء قضية اغتيال الشهيد الحمدي.. حتى الآن). ثم جاءت فترة الرئيس "الغشمي" القصيرة والتي انتهت كذلك باغتيال أيضا (ومرة أخرى لم يتم حتى الآن كشف كل خبايا عملية الاغتيال تلك وهذا لن يتحقق إلا بعد فتح ملفات الاستخبارات في كلا شطري اليمن (سابقا) أو كتابة مذكرات الزعماء السياسيين الباقين على قيد الحياة خاصة أولئك الذين كانوا عاملين أو مرتبطين بمفاصل السلطة العليا أو أجهزة الاستخبارات المختلفة في كلا الشطرين) وأخيرا ومنذ 17 يوليو 78م وحتى يومنا هذا (فترة قيادة الرئيس علي عبد الله صالح) والأحداث والمتغيرات التي وقعت في عهدي حكمه (قبل الوحدة في 22 مايو 90م وبعدها حتى يومنا هذا) فبالإضافة لمنجز الوحدة، كان هناك الكثير من الأحداث والمتغيرات لعل أهمها: بسط السلطة المركزية على معظم المناطق اليمنية، تحاور وتلاقي معظم القوى السياسية والذي أدى في نهايته لتكوين "المؤتمر الشعبي العام" والحرب الأهلية في المناطق الوسطى والتي تزامن معها تصاعد نفوذ الحركة الإسلامية وتأسيس جناح عسكري لها مضاد للجبهات المتعددة التي كانت مدعومة من نظام الجنوب (اليساري) سابقا وفي خضم ذلك تقاطر المتطوعون (المجاهدون) الإسلاميون إلى أفغانستان ثم عودتهم بعد الوحدة (بتأطير إيديولوجي جديد) وبعد الوحدة من أهم الأحداث صراعات الفترة الانتقالية (90-93م) ثم حرب الانفصال في صيف 94م، ثم تكوين حكومة ائتلافية بين المؤتمر و"الإصلاح" (الذي ترأسه الشيخ منذ تكوينه في عام 90م وهو عبارة عن ائتلاف بين التيار الإسلامي الأيديولوجي (الإخوان المسلمون) و(التيار القبلي المحافظ) ثم تكون تحالف الأحزاب المعارضة للمؤتمر (أحزاب اللقاء المشترك) .. كان "الشيخ" رقما صعبا وفاعلا في كل تلك المراحل، وبعد ما سردناه سابقا نتوجه بالعديد من الأسئلة (حول عهد ما بعد غياب الشيخ):

1- كيف ستكون العلاقة بين السلطة الحاكمة وخاصة الأخ/ الرئيس مع حزب الإصلاح من كافة النواحي إذا اختلفت نوعية رئاسة الإصلاح (أي تحولت من التيار القبلي إلى التيار الإسلامي).

2- المتغيرات الداخلية (التجمع اليمني للإصلاح) باعتبار أن الفقيد الشيخ كان عامل توازن داخلي بفضل شخصيته غير العادية ومكانته الاجتماعية وعلاقته الخاصة (الجيدة ) مع قيادة السلطة (المؤتمر) خاصة الرئيس / صالح وأغلب أبناء قبيلة حاشد من المدنيين والعسكر هذا بالإضافة لمعظم أقطاب "المؤتمر" عن المناطق الأخرى ولعل المثل ألأبرز علاقته مع الأستاذ عبد العزيز عبد الغني (الذي نذكره فقط كمثل بارز للعديد ممن يتماثلون معه) ولعل "الأمثولة" التي كانت شائعة وما زالت بين أوساط الجماهير اليمنية وهي "الثلاثي البارز" في السياسة اليمنية والذين يتم تعريفهم شعبيا بألقابهم دون حاجة للتعريف بأسمائهم وهم (الرئيس والشيخ والأستاذ) !! وهل سيتم اختيار الشيخ/ صادق الأحمر رئيسا لـ"الإصلاح" باعتباره قائم مقام أبيه الراحل وذلك للأسباب ذاتها التي اختير "الشيخ" الراحل من أجلها!!؟ والمميزات الموضوعية التي جناها الإصلاح "السياسي" من الثقل الاجتماعي والقبلي الذي تقود تحالفه الواسع قبيلة حاشد أي "الشيخ وأبناؤه وإذا افترضنا ألا يختار الشيخ "صادق" أو أحد إخوته مثلا الشيخ/ حميد الأحمر "رئيسا للإصلاح" (وخاصة بعد الفعالية والحنكة التي أبداها خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة) حينئذ ماذا سيكون تأثير ذلك على الإصلاح؟ وكيف ستكون فعالية العلاقة (التي كانت مميزة) مع السلطة وخاصة رأسها الأخ/ علي عبد الله صالح؟ وهل يمكن أن يؤدي ذلك (فرضا) إلى خروج بعض أو معظم التيار القبلي من الإصلاح؟.

3- الكيفية المتوقعة للخلافة في رئاسة مجلس النواب (مؤتمرياً إصلاحياً).

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp