كلمة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في المؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للإصلاح - الدورةالثانية12/2/2005م

كلمة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس الهيئة العليا


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل (( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله )) والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ومن اتبع هداه الى يوم الدين . الضيوف الكرام من رجال الصحافة والإعلام. الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر العام الثالث ( الدورة الثانية ) .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،في البداية أرحب بكم جميعا و أهنئكم بحلول العام الهجري الجديد ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله عام خير وسعادة ونجاح وفلاح في الدنيا والآخرة .وإنه لمن حسن الطالع أن ينعقد مؤتمرنا هذا متزامناً مع ذكرى هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي كانت انطلاقة رحبة للدعوة ، وبداية لبناء الدولة الإسلامية ، والتي نحن اليوم بحاجة إلى تمثلها والسير على منهاجها .ضيوفنا الكرام:الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر :لقد حرصنا على عقد مؤتمرنا هذا في موعده النظامي رغم الصعوبات التي نواجهها والظروف التي تمر بها البلاد ، وذلك لنؤكد تمسكنا بالعمل المؤسسي ، وإصرارنا على ترسيخ النهج الشوروي والديمقراطي ، وضرورة الحفاظ عليه وعدم السماح بالتراجع عنه خاصة وأن العامين المنصرمين قد شهدا كثيراً من الممارسات التي تمثل انتكاسة للعملية الديمقراطية في البلاد وتراجعاً عن السير في الطريق الذي اختاره شعبنا و لن يرضى به بديلا .الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر:إن دورتكم هذه دورة مراجعة وتقويم ، للمرحلة الماضية ولتحديد الخطوط العامة لبرنامج عملكم المستقبلي ، و إن الإصلاح وهو المعبر عن عقيدة الأمة وفكرها وأخلاقها وآمالها وطموحاتها ، قد اختط لنفسه طريقا واضحا وأهدافا محددة يسعى لتحقيقها خدمة لأبناء اليمن وعزتهم ورفعة وطنهم والنهوض ببلادهم والسير بها نحو مستقبل أفضل ينعم فيه كل أبناء اليمن بالحرية ويمارسون حقوقهم الدستورية دونما خوف أو تضييق أو انتقاص ، ودونما غلو أو تطرف .ولذلك فإن شعار مؤتمرنا هذا يمثل الخط العام لعمل الإصلاح في المرحلة القادمة : وهو العمل بكل الوسائل المشروعة لنيل الحقوق والحريات التي كفلها الدستور وتحويل نصوص الدستور والقانون الى ممارسة يومية .وهذا الهدف لن يتحقق إلاّ بالعمل الجاد والدؤوب والمخلص بدأً بتوعية الناس وتبصيرهم بحقوقهم وانتهاء بالدفاع عن حق الجميع في ممارسة تلك الحقوق والحريات والتصدي لمن يتعدى عليها أو يسعى للانتقاص منها أو إفراغها من محتواها .وبدون ذلك يصبح الحديث عن الشورى والديمقراطية لا معنى له .الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر:إن ما وصلت إليه الأمور في بلادنا سياسياً واقتصادياً يقتضي وقفة مسئولة وجادة من جميع القوى السياسية والاجتماعية في البلاد والعمل بروح جماعية تقدم المصلحة الوطنية على كل المصالح الفردية والحزبية لإخراج البلاد من النفق المظلم الذي تسير إليه وقبل أن يُصبح من العسير علينا الخروج منه .إن الحالة الاقتصادية والمعيشية تنذر بكارثة خطيرة  ، وإن إضافة المزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين سيؤدي إلى المزيد من الاحتقان ، وسيزيد من رقعة الفقر في البلاد ، وعلى العقلاء جميعاً أن يسعوا لتلافي الكارثة قبل وقوعها .الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر :إن هذه الأوضاع تفرض عليكم المزيد من الجهود والعمل وسط الجماهير وبذل أقصى الطاقات للتحذير من المخاطر المترتبة على تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها المجتمع من ناحية ، والسعي بقدر إمكانكم للتخفيف من الآثار السلبية والاجتماعية لهذه الأزمات على المجتمع ، وإحياء روح التكافل بين أفراده والتذكير بمعاني الخير ، واسترجاع العبر والاتعاظ من عواقب الانحراف عن منهج الله وسننه الكونية ، واستيعاب المعاني الحقيقية لقوله تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .إن هذه هي مهمتكم في المرحلة المقبلة وهي مهمة كبيرة وعظيمة وتبعاتها ليست سهلة ، وعليكم أن تكونوا على مستوى المسئولية ، وعند حسن ظن شعبكم بكم .الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر :لن أطيل عليكم في الحديث عما قام به الإصلاح في العامين الماضيين فذلك ما ستجدونه مفصلاً في التقرير الذي سيقدم لكم ولكن أود أن أشير إلى أن الإصلاح قد عمل ما استطاع عمله ، وبذل أعضاؤه فوق طاقتهم رغم الصعوبات والتحديات والعراقيل والممارسات التي واجهوها محتسبين ذلك عند الله ، وأسأل الله سبحانه أن يتقبل منهم ، وأن يجعله في ميزان حسناتهم .إخواني وأخواتي أعضاء المؤتمر :إن الظروف والتحديات المحلية لا يجوز أن تنسينا ما تمر به أمتنا العربية والإسلامية من مصاعب ، وما تواجهه من مؤامرات وما تعانيه من جراحات ، وما تعيشه من تمزقات وخلافات سهلت للأعداء الوصول إلى تحقيق الكثير من أهدافهم في التحكم بمقدرات الأمة وتوجيه مسارها بما يخدم أغراض القوى الكبرى خاصة في ظل التفرد الأمريكي بقيادة العالم .وما قضية فلسطين و ما يجري على أرض فلسطين إلا واحدة من الجراحات التي تدمر قلوب المسلمين و تعكر علاقاتهم مع الآخرين .ناهيك عما يجري في أرض العراق والشيشان وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين التي يستمر فيها النزيف ولا تجد من يداوي جراحاتها أو يهتم بمعاناتها .وان واجب الإخوة الإسلامية يفرض علينا مناصرتهم وشد أزرهم وبذل ما نستطيع من أجلهم .وفي الأخير أكرر شكري للضيوف الحاضرين ، كما أسجل شكري وتقديري لكل من ساهم في إعداد وإنجاح مؤتمرنا هذا .واسأل الله لنا جميعا التوفيق والسدادوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp