كلمة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بمناسبة مهرجان الشعر الشعبي اليمني 14/7/2005م

كلمة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر التي ألقاها يوم الخميس 14/7/2005م بقاعة مركز الدراسات والبحوث بمناسبة مهرجان الشعر الشعبي اليمني

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

الضيوف الكرام .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إنه لمن دواعي السرور أن نحضر اليوم مهرجان الشعر الشعبي اليمني الذي تنظمه جمعية الشعراء الشعبيين اليمنيين والشعر الشعبي تراث عظيم وحيوي في حياتنا سواء كنا في الريف أو الحضر في القبيلة أو الدولة ، فله مكانة خاصة في كل تقاليدنا وعاداتنا ، فنشكر جمعية الشعراء الشعبيين التي تبذل قصارى جهدها من أجل جمع الشعراء الشعبيين في إطار نقابي موحد وتعمل على لم شتات الموروث الثقافي الهائل من الشعر الشعبي في إطار الفعاليات المختلفة التي تقيمها وكذا من خلال الإصدارات التي تتبناها من حين إلى آخر .

وهذا جهد يشكرون عليه ونحث الجمعية على مضاعفة الجهود في هذا الإتجاه لأن الشعر الشعبي هو فعلاً لسان حال الطبقة الواسعة من أبناء الوطن يحظى بمكانة خاصة لدى الجميع وجمع هذا الكنز وتدوينه وحفظه من الضياع والإندثار هو مهمة وطنية تقع على عاتق الدولة وكذا الجهات ذات العلاقة ومنها هذه الجمعية الناشئة التي لا تزال بحاجة إلى الرعاية الخاصة والعناية من الدولة والمجتمع على حد سواء لتتمكن من النهوض بمهمتها العظيمة تجاه الشعر والشعراء الشعبيين بحيث تتوحد الجهود وتوضع البرامج والخطط والأهداف ويكون العمل مثمراً ويحقق النتائج الطيبة والمأمولة .

الحاضرون الأعزاء :

لقد كان الشعر الشعبي ولا يزال في حياتنا صاحب الحضور القوي في كل المناسبات لأنه ومن خلال بساطته يصل إلى قلب وعقل كل شخص من أبناء اليمن صغيرهم وكبيرهم المتعلم فيهم والأمي ، فهو الرئة التي يتنفس منها الجميع وهو الصديق العزيز الحاضر في الأفراح والأتراح الملازم لراعي الغنم في قمم الجبال وراعي الإبل في السهول والوديان ، تتغنى به المرأة في البيت وفي الحقل ، وهو مع كل هذا الحضور في حياة الناس يحمل في طياته رسالة إنسانية تربوية ترسخ القيم الحميدة في المجتمع وتؤكد على هوية الشعب اليمني المسلم الغني بثقافته الأصيلة وأخلاقه وعاداته النبيلة .

الحاضرون الأكارم :

ومن هذا المنطلق وأمام قضية الشعر الشعبي المرتبط بالتراث اليمني الأصيل نؤكد على أهمية دعم كل الجهود الهادفة إلى صيانة هذا التراث من الضياع وعلى الجهات المسئولة في الدولة الإهتمام بمثل هذه الجمعيات وخاصة جمعية الشعراء الشعبيين اليمنيين التي يتركز عملها على جانب مهم من تراثنا وتشجيع رسالتها التي تقوم على أساس التنافس الخلاق وفتح مجالات الإبداع أمام الشعراء لتطوير مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية وعدم الزج بهم في المماحكات السياسية التي تتجاوز المصلحة الوطنية وتدمر القدرات وتغتال الكفاءات وتقضي على الإبداع وهذا وضع سلبي سحب نفسه على الكثير من مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة ينبغي علينا تجاوزه .

في الختام :

انتهز الفرصة للتأكيد على الدور التربوي والإجتماعي للشعر الشعبي والشعراء الشعبيين في ترسيخ مكارم الأخلاق والفضائل في المجتمع ونبذ السلوكيات السيئة والسلبية ، فدور الشاعر الشعبي لا يقل أهمية عن دور المعلم التربوي فيجب على الشعراء الشعبيين التأمل في الظواهر السلبية في بلادنا ومحاربتها من خلال القصيدة الصادقة والهادفة التي هي أمضى من السيف ، كما أدعو الجمعية والشعراء الشعبيين إلى تجاوز الحدود القطرية وتقديم الصورة المشرقة للشعر الشعبي اليمني إلى الآخرين حتى تتوسع المدارك ويحصل التجديد وتتحقق الأهداف .

أتمنى للجميع التوفيق وأن يخرج المهرجان بما يجمع كلمة الناس ويوحد الجهود.

والله يرعاكم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp