كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها في الدورة الأربعين والمؤتمر العاشر للإتحاد البرلماني العربي الذي عقد في السودان - خلال الفترة 7-11/فبراير/2002م

 

الأخ/ رئيس الإتحاد البرلماني العربي الأستاذ/ عبدالقادر بن صالح .

الأخ/ رئيس المجلس الوطني السوداني الأستاذ/ أحمد إبراهيم الطاهر.

الأخوة الزملاء/ رؤوساء المجالس النيابية في الوطن العربي.

الأخوة الزملاء/ رؤوساء الوفود البرلمانية العربية .

الأخ /أمين عام الإتحاد البرلماني العربي.

الأخ /أمين عام إتحاد البرلمانات الإسلامية .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

إسمحو لي في البداية أن أتقدم بالشكر والعرفان للشعبة البرلمانية السودانية الشقيقة التي إستضافت أعمال هذا المؤتمر وساهمت مع الأمانة العامة للإتحاد البرلماني العربي في الإعداد والتنظيم لهذا اللقاء البرلماني الكبير فلهم منا جزيل الشكر والتقدير ،كما  يطيب لي وأنا أحضر أعمال المؤتمر العاشر للإتحاد ودورته الأربعين أن أنقل لكم تحيات إخوانكم  أبناء الشعب اليمني وقيادته السياسية وأحزابه وهيئاته ومنظماته اللذين هم جميعاً مع القضية الفلسطينية ومع إستمرار الإنتفاضة المباركة واللذين ترجموا موقفهم الموحد هذا من خلال تصريحات رئيس الجمهورية وبيانات مجلس النواب اليمني العديدة ..متمنين لأعمال هذا المؤتمر التوفيق والسداد ونآمل أن يشكل هذا المؤتمر البرلماني الجماهيري منعطفاً جديداً وتحولاً هاماً في تاريخ الإتحاد لأن الظروف والمستجدات على الساحة العربية والدولية لاتحتاج منا إلى المزيد من التوضيح والشرح والتبيان ولم يعد لنا ولالحكامنا ولالشعوبنا أي مبرر في إستمرار سياسة حسن  النوايا التي كنا نفترضها بالأمس فالعداء واضح والهجمة شرسة والإسلام هو المستهدف ونحن اليوم بين خيارين لا ثالث لهما إما التمسك بعقيدتنا ومانزل على محمد صلى الله
عليه وسلم وهذا مايغضب الصهيونية العالمية ويجعلها تحرك أدواتها في الغرب ضد كل مايمت إلى الإسلام بصلة وتستغل الإدارة الأمريكية  لتمرير ماتريد أو نتخلى والعياذ بالله عن ديننا وقرأننا وهذا مايريده الأعداء وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني المحتل.

الحاضرون الأعزاء :

إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي في أمريكا والتي أدنَّاها ويدينها كل مسلم قد غيرت الكثير من المفاهيم والرؤى بل وهزت القيم الغربية النبيلة ونكَّستها إلى الوراء وحَّركت المشاعر العنصرية تجاه الإسلام والمسلمين لَتبرُز على الساحة الدولية فلسفةٌ جديدة عمياء تغذيها روح الإنتقام وتبرّرهُا قوانين القوة المتغطرسة المرتكزة علي سوء الظن بالأخرين وإعتبارهم إرهابيين حتى تثبت إدانتهم ..وهكذا فقد أصبحنا كعرب ومسلمين في موقع المدافع الذي يدراء التهمة عن نفسه بشتى الوسائل ويتملق الإدارة الأمريكية بمختلف الأساليب ويرضخ للكثير من تعليماتها وأوامرها ومع ذلك لايستطيع الفكاك من التهم المعلَّبة والجاهزة الموجهة ضده بصورة مستمرة .

الأخوة رؤوساء البرلمانات :

الأخوة رؤوساء الوفود :

الحاضرون جميعاً :

تتابعون جميعاً تطورات الأحداث المؤلمة على الساحة الفلسطينية ومايتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل والإنحياز الأمريكي مع دولة الكيان الصهيوني حيث يتعرى وجه الإدارة الأمريكية يوماً بعد يوم وتبرز سياسة الكيل بمكيالين بصورة أكثر وضوحاً من خلال ماورد  في الخطاب السنوي للرئيس بوش أمام الكونجرس الذي وضع فيه المدافعين عن الأرض والمقاومين للإحتلال مثل  منظمة الجهاد الإسلامي وحماس في فلسطين وحزب الله في لبنان على قائمة المنظمات الإرهابية التي يجب على العالم  محاربتها فهؤلاء هم الإرهابيون في نظر أمريكا أما ماتقوم به إسرائيل فإنه ليس إرهاباً بل هو دفاع عن الوجود وهذا تعريف غريب للإرهاب  ونحن نرفضه ولانقبله لأنه يمثل الظلم بعينه..كما أنه يعبر عن العداء الدفين ضد المسلمين وبهذه المناسبة  فإني أدعو المؤتمر البرلماني  إلى إعلان رفضه للتعريف الأمريكي للإرهاب كما أطالب  المؤتمر الموقر الخروج بتعريف صريح وواضح للإرهاب حتى تكون تحركاتنا منطلقة من تعريفنا نحن له , وأن محور الشر ليس إيران والعراق .. بل أن رأس الشر هي دولة الكيان الصهيوني المغتصبة للأرض والمقدسات .

الحاضرون جميعاً :

إنني أقولها وبصراحة من هذا المنبر أن على الحكام العرب والمسلمين أن يصطلحوا مع شعوبهم حتى يواجهو معاً هذه الموجة العاتية من الحقد والكراهية وماتخطط له الدوائر الصهيونية من حروب قادمة في المنطقة كما أنصحهم أي الحكام بعدم الركون إلى أمريكا التي لا يثمر لديها معروفاً والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة من إيران والفلبين وبنما وباكستان وغيرها كثير ولابد هنا من الإشادة بالموقف السعودي الشجاع المتمثل في تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وما تمثله تلك التصريحات من إضاءات مشرقة في ليل الوطن العربي .. شاكرين أيضاً دور أمين عام الجامعة العربية وجهوده للم الشمل وإحياء وتفعيل دور الجامعة العربية بيت العرب الأولى.

أما فلسطين فليس لأهلها سوى طريق التضحية والفداء ويجب أن تستمر الإنتفاضة المباركة بزخمها وعنفوانها مهما اشتدت ضربات الأعداء ومهما دعمت أمريكا إسرائيل حتى تتحرر كل الأراضي الفلسطينية وتعود القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية مؤكداً على أهمية وحدة الصف الفلسطيني وعدم الإنجرار وراء مخططات العدو لضرب الصف الفلسطيني من الداخل ولكم أيها الشعب الفلسطيني المجاهد أسوة حسنة في حزب الله والقوى الوطنية في لبنان الذين باصطفافهم أخرجوا العدو مهزوماً مدحوراً ولا تغرَّنكم أقوال المتخاذلين اللذين يعتبرون إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ليس هزيمة إنما هو تكتيك مرحلي فهذا كلام الذين يخشون الناس أكثر من خشيتهم لرب الناس ، إن الذي أخرج إسرائيل من لبنان هو الجهاد والمقاومة والضربات الموجعة والخسائر الجسيمة التي منيت بها الدولة الصهيونية.

ولا أعلم أيها الشعب الفلسطيني البطل دولة في الدنيا تعرضت للإحتلال الذي تعرضتم له وتكالبت عليها الأمم ثم أنها تحررت بالمفاوضات والمباحثات .

الحاضرون الأكارم :

إن التحرر من أي إستعمار لابد له من ثمن باهظ وهذا يتطلب إستمرار الجهاد ونحن كبرلمانات لابد لنا من تفعيل دور المقاطعة الإقتصادية الشاملة طبقاً لقرارات الجامعة العربية ومتابعة الحكومات العربية فيما يتعلق بتنفيذ وتطبيق قرارات المؤتمرات العربية ولجنة القدس والجامعة العربية فلايصح أن تبقى تلك القرارات حبراً على ورق وعلى الدول العربية التي لاتزال تقيم علاقات  مع الكيان الصهيوني تحت أي مسمى أن تقطعها فلم يعد هناك مايدعو للتهافت على هذه العلاقات التي لاتخدم القضية الفلسطينية بأي حال من الأحوال .. كما أن إقامة مثل هذه العلاقات المشبوهة فيه تقوية لشوكة العدو الذي يستهدف الجميع فالمصلحة العليا والمنطق يقتضيان إضعاف الكيان الصهيوني إقتصادياً وعسكرياً وزعزعة أمنه واستقراره لأنه الجسد الغريب في وسط الأمة المغتصب للأرض والمقدسات وتنامي قوته  فيه تهديد خطير لدولنا بدون إستثناء أضف إلى ذلك مايملكه حالياً من ترسانة عسكرية ضخمة وأطماع توسعية معروفة مستندة على دعم الإدارة الأمريكية التي تريد من بعض الحكام العرب أن يعلنو الحرب على شعوبهم وأن ينسلخوا من عقيدتهم ويغيروا مناهجهم التعليمية ويغلقوا دور القرآن الكريم ومراكز الدعوة الإسل
امية في بلدانهم ويمتنعوا عن فعل الخير  لإن كل هذه الأعمال تغذي الإرهاب في نظرها ومالم يفعلو ذلك فهم إرهابيون وشعوبهم إرهابية يجب محاصرتها وتجويعها وإذلالها .

الأخوة رؤوساء المجالس النيابية العربية :

أيها الأخوة ممثلو الشعوب العربية :

إنني وبأسم مجلس النواب اليمني والشعب اليمني أضع على هذا المؤتمر جملة من المطالب الضرورية والملحة وهي:-

1-توجيه رسالة صادرة عن هذا المؤتمر إلى الرئيس الأمريكي تتضمن إستيائنا من الإنحياز الأمريكي التام مع الكيان الصهيوني وعدم مراعاة الحيادية والنزاهة في تعاملها كوسيط للسلام كما تدعي.

2-توجيه رسائل للكونجرس الأمريكي ولبرلمانات الدول الأوروبية حول سياسة الإدارة الأمريكية المنحازة و التي لاتخدم السلام في المنطقة وتشجع دولة الكيان الصهيوني على الإستمرار في سياستها العدوانية وعدم الرضوخ لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي ومطالبة هذه البرلمانات بأن تكون منصفة وعادلة وأن تتخذ مواقف داعمة لحق الشعب الفلسطيني في الوجود وكذا حقه في إقامة دولته الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.

3-أطالب المؤتمر بإعداد ورقة عمل للقمة العربية القادمة نرسم فيها بإعتبارنا ممثلين للشعوب الأولويات التي يجب على القمة وضعها في جدول أعمالها والقرارات التي يجب على القمة الخروج بها وضرورة إحياء وتفعيل المواثيق والإتفاقيات العربية النائمة مثل ميثاق الدفاع العربي المشترك والسوق العربية المشتركة وغيرها.

4-أطالب المؤتمر بتبني موضوع حرية الإنتقال بين أقطارنا العربية والإسلامية للقيادات الشعبية وأن من حقها التواصل والتزاور والتشاور في كل مايهم الأمة وعدم الرضوخ للضغوط الخارجية في منع القيادات الشعبية العربية والإسلامية من التحرك والتنقل بين أقطارنا..

الحاضرون جميعاً:

 لقد تعمدت في كلمتي هذه أن لا أستعرض كل قضايانا وهمومنا وجراحاتنا العميقة فهي كثيرة ولايكاد قطراً من أقطارنا العربية إلا ولديه قضية فلايزال العدو الصهيوني محتلاً لأجزاء من لبنان وسوريا ولايزال أطفال العراق يموتون بالألاف جراء الحصار الظالم عليه ولاتزال قضية الأسرى الكويتيين معلقة بين شعبين شقيقين ولابد من بذل الجهود لإنهائها وفي المغرب العربي تُحَاصَرُ ليبيا والسودان بدون ذنب ولكنني أَثرت أن أتطرق لقضية العرب والمسلمين الأولى فهي مقدمة على كل قضايانا.. أملاً أن نقف موقفاً جاداً وحازماً إزائها خاصة التطورات الخطيرة على الأراضي المحتلة بمايكفل إستمرار الدعم المادي والمعنوي للإنتفاضة المباركة فهي كفيلة بإسترداد الحقوق و ماأخذ بالقوة لايستعاد إلا بالقوة.

وفي الختام..

أود أن أشير إلى أن الشعبة البرلمانية اليمنية قد تقدمت بورقة عمل إلى هذا المؤتمر الموقر حول إمكانية إقامة برلمان عربي موحد يلتزم بالحد الأدنى من الشروط اللازمة لإقامة مثل هذا الكيان الذي نحن في أمس الحاجة إليه كخطوة أولية على الطريق الصحيح بإعتبار المجالس النيابية ممثلة للشعوب وهي المعبرة عن إرادتها والأساس أن الحكام ينفذون رغبات وتطلعات شعوبهم ، لذلك فنحن نأمل أن تنال الورقة المقدمة من الشعبة اليمنية إهتمامكم وأن تثرى بالمزيد من الأراء والتصورات ويتم التصويت عليها لتكون لبنة أولى على طريق وحده شامله ننشدها جميعاً.

أتمنى لأعمال المؤتمر الخروج بقرارات قوية وتوصيات عملية تعود بالنفع والخير لديننا وأمتنا وقضيتنا الأولى وهي القضية الفلسطينية .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp