كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 23/5/1999م في المهرجان الجماهيري الذي أقيم بقاعة المركز الثقافي بصنعاء لمناصرة النائبة التركية /مروة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات/ ممثلوا  الأحزاب والتنظيمات السياسية .

الحاضرون جميعاً:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في البداية أود أن أعرب عن الشكر والتقدير للفعاليات النسائية في بلادنا من مختلف الأحزاب والمنظمات الجماهيرية على تفاعلهن الصادق النابع من شعورهن العالي بالمسئولية والحرص الكامل على مساندة قضايا المرأة العادلة أينما كانت ، واليوم ونحن نحضر هذا المهرجان الجماهيري لمناصرة حق شرعي من حقوق المرأة المسلمة ألا وهو الحجاب لا يسعنا إلا أن نؤكد أن الحجاب في الإسلام من القضايا التي أجمعت عليها الأمة وعلماء المسلمين وهي قضية مثبتة بصريح الكتاب والسنه وليس لأحد مجالاً للإجتهاد فيها أو تأويلها.

الحاضرون جميعاً :

وإذا كان الإسلام قد كرم المرأة ومنحها حقوقاً كثيرة مثل حقها في التعليم وحقها في الميراث وحقها في الكسب الحلال وحقها في إختيار الزوج وحقها السياسي وغير ذلك من الحقوق فإنه بالحجاب قد رفع من شأنها وحافظ على عزتها وكرامتها وشرفها أما مايدعيه العلمانيون من أن العلمانية جاءت لتحرير المرأة وإحترام حقها في الإختيار فإن الواقع اليوم يكذبه فلقد ظلت المرأة في الغرب إلى عقود قريبة محرومة من أبسط الحقوق مثل حقها في الميراث وحقها في إختيار الزوج ومع الأسف الشديد رغم المظاهر الزائفة والدعاوي الكاذبة لتحرير المرأة فإننا نجدها تستخدم كسلعة رخيصة لترويج البضائع وعرض جسدها ومفاتنها للذئاب المفترسة .

الحاضرون جميعاً:

ليس المقام هنا مقام مقارنة بين حقوق المرأة في الإسلام وفي غيره من النظريات والفلسفات الحديثة بل إنه لفتة لما يحصل من إنتهاكات لحقوق المرأة المسلمة في شعب مسلم تفاخر حكومته بنهجها العلماني وتدعي أنها تصون الحريات وحقوق المرأة والرجل على حد سواء ، ثم تقوم الدنيا ولا تقعد لإن إمرأة رفضت نزع حجابها وسط البرلمان ، فلقد تابعنا جميعاً الإنتخابات البرلمانية التي جرت في تركيا الشقيقة مؤخراً وسررنا لإلتزام الدولة بالنهج الديمقراطي وإجراء الإنتخابات مرة بعد أخرى طبقاً للدستور والقانون إلا أن مايؤلمنا هو ذلك العداء المستغرب للحجاب من دولة ذات تاريخ إسلامي عريق ، لقد أثبتت العلمانية بذلك التصرف أنها فعلاً تعيش أزمة داخلية وتناقضاً مكشوفاً بين مايدعيه أصحابها وبين ما يمارسونه على الواقع ، إننا نشعر أن العلمانية في بلدان العالم الإسلامي ليست لتعزيز الحريات وصيانتها كما يدعي الغربيون بل إن الأحداث تثبت لنا يوماً بعد يوم أن العلمانية في هذه البلدان هي أداة لقمع الشعوب ووسيلة لسلخ المسلمين عن دينهم وتغريبهم عن هويتهم ومعتقداتهم .

الحاضرون جميعاً :

إن العلمانيين اليوم مطالبون بالوقوف أمام هذه القضية وإثبات صحة دعواهم بحماية الحريات وصيانة حقوق الأفراد وعلى المنظمات والجمعيات الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان في العالم أن تمارس دورها في دعم حق المرأة في إختيار ملبسها وألا تلتزم هذا الصمت الغير مبرر تجاه مايحصل للنائبة التركية/ مروة – من ضغوط ضد إرادتها وإجبارها على ترك ماتعتقد بصحته وصوابه .

إن إستمرار الوقوف السلبي لهذه المنظمات الدولية تجاه هذه القضية لهو أكبر دليل على عدم سلامة مراميها وأهدافها الظاهرة وأنها موجهة وتمشي في ركاب الأقوياء الذين لايريدون الخير والسلام والإستقرار لغيرهم .

لقد كشفت قضية النائبة التركية/ مروة – أن الديمقراطية في تركيا لا زالت هشه وأنها أداة غربية لضرب الشعب التركي وليست لخدمته .

إن مما يؤسف له اليوم أن تجري الإجتهادات في منع الحجاب من قبل أعداء الحجاب في تركيا بما يتنافى مع عقيدة الشعب التركي المسلم وخارج إطار الدستور ، إننا نتمنى على إخواننا في الحكومة التركية أن يدركوا حقيقة المؤامرة التي يحيكها أعداء الإسلام ضد كل شعوب العالم الإسلامي حتى تظل الحكومات مشغولة بقمع الشعوب وتبقى الشعوب مناهظة للحكومات فلا تقوم للمسلمين قائمة .

الحاضرون جميعاً :

إن ما أضعف المسلمين اليوم هو عدم تمسكهم بدينهم وقد أثبت المسلمون الأوائل صدق ما نقول حيث دانت لهم عروش القياصرة والأباطرة وسادوا العالم بالإسلام فكانوا أصحاب اليد العليا على هذه المعمورة لقرون عديدة.

إننا اليوم أحوج ما نكون للعودة للإسلام والتمسك بتعاليمه فبه فقط أعزنا الله وعندما تخلينا عنه وجدنا أنفسنا نعيش هذه الحالة من الذل والهوان التي تعرفونها جميعاً .

مرة أخرى أشكر للمرأة اليمنية حسن مشاركتها ومناصرتها لقضايا المرأة المسلمة في العالم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp