كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 21/11/1999م في صنعاء في المهرجان السنوي لنصرة الأقصى الشريف

 

الحمد لله رب العالمين القائل

(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)

 والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل :

( لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)

الحاضرون جميعاً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسعدني أن أحضر اليوم المهرجان السنوي لنصرة الأقصى الشريف الذي تنظمه الجمعية الخيرية لنصرة الأقصى في إطار أنشطتها المتعددة وأعمال البر التي تقوم بها إسهاماً منها في تقديم الدعم اللازم لأخواننا الذين يواجهون رصاص الصهاينة الغاصبين بنحورهم ويقدمون أروع صور الفداء في زمن غزا فيه الوهن قلوب الكثير من المسلمين وأحبوا فيه الدنيا وكرهوا الموت في سبيل الله فتهافت عليهم الأعداء من كل حدب وصوب وأصبح وضع الأمة العربية والإسلامية لا يسر أحداً سوى الأعداء فتحية من عند الله مباركة للمجاهدين الصامدين في فلسطين فهم وحدهم بارقة الآمل في هذا الليل الدامس الذي لابد له من أن ينجلي وما ذلك على الله بعزيز .

الحاضرون جميعاً :

أننا نقف اليوم أمام مؤامرات كبيرة وخطيرة يدبرها أعداء الإسلام وعلى رأسهم الصهاينة المحتلين لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين هذا الكيان الغريب المزروع في قلب أمتنا والذي يعتبر أخطبوطاً خطيراً يهيمن على الإقتصاد والإعلام والسياسة في العالم ويوظف كل هذه الإمكانات والطاقات ضد مقدرات الأمة الإسلامية لكي تظل منهكة ضعيفة مفككة يسهل دائماً السيطرة عليها وتوجيهها بما يخدم مصالحه الأنانية ويضمن له البقاء في فلسطين أطول فترة ممكنة .

ولكننا نقول لهم هيهات هيهات فلقد أفسدتم في الأرض وعَلَوتٌم عٌلواً كبيراً وقد حان الأوان للسقوط والذّلة وسوف يدخل المسلمون الأقصى بإذن الله تعالى و‍َيُتَبّروا ماعَلَوا تَتْبِيرا فهذا وعد الله الذي لايخلف الميعاد .

الحاضرون جميعاً :

إن المؤامرة اليهودية على الأقصى الشريف والمحاولات المستمرة لطمس المعالم التاريخية للقدس وإخلائها من سكانها والدعوى الكاذبة حول الهيكل المزعوم تحتم علينا جميعاً حشد طاقاتنا وإمكاناتنا لمواجهة هذا المخطط الماكر والعمل من أجل نصرة إخواننا داخل الأراضي المحتلة حتى يتمكنوا من التحرك ومقاومة هذه الممارسات الخبيثة وهذا هو أقل ما يجب علينا القيام به حتى تظل القدس مشعلاً يضيئ لنا الطريق ويَبْقَى الأقصى شامخاً تهفو إليه أفئدة المسلمين وتُشَدُ إليه الرحال في كل حين .

الحاضرون جميعاً :

إن الأقصى اليوم في خطر حقيقي خاصة بعد أن وضع العدو الصهيوني حجر الأساس لبناء الهيكل في العام الماضي وأتْبَعَ ذلك بإفتتاح رئيس وزراء العدو لمدَرّجات بوابة الهيكل المزعوم في قبلة المسجد الأقصى قبل شهر تقريباً ، وَهُمْ بذلك يسعون إلى هدم الأقصى المبارك وبالتالي قطع الرباط الروحي بين هذا المسجد والمسلمين جميعاً ، وإذا استمر التخاذل العربي والإسلامي والهرولة المهينة نحو السلام المزعوم فإنهم سيمضون في مخططاتهم دون تردد وبهذه المناسبة فإني أدعو إعلامنا الرسمي والحزبي إلى تحمل مسئوليته تجاه قضية المسلمين في فلسطين وكذلك مايتعرض له المسجد الأقصى من محاولات لهدمه لكي تظل هذه القضية حية في النفوس حتى يأتي الله بأمر من عنده .

الحاضرون جميعاً :

إن وجود جمعية خيرية للأقصى الشريف في بلادنا هو أيضاً من باب المناصرة والمؤازرة والعون الواجب علينا تجاه قضية إخواننا الفلسطينيين بل وقضية المسلمين جميعاً ، ولهذا فإن حق الأُخَّوة يحتم علينا دعم هذه الجمعية الخيرية لكي تتمكن من الإستمرار في أداء واجبها نحو أولئك الأبطال في الداخل حتى يستمر الصمود والمقاومة وصولاً إلى تحرير المسجد الأقصى والأرض المباركة من هذه الشرذمة التي عاثت في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين ، ومن هذا  المنطلق فإننا ندعو كل الخيّرين في بلادنا للإسهام والإستمرار في دعم جمعية الأقصى كل بما يستطيع والله قد قدّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في مَواطِن كثيرة من كتابه الكريم وهذا فرض عين تجاه هذه القضية التي تعتبر قضية العرب والمسلمين دون إستثناء .

في الختام :

أسأل الله العلي القدير أن يوفق إخواننا المرابطين تحت نيران الإحتلال إلى ما يحب ويرضاه وأن يجمع كلمتهم على الحق والدين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp