كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 19/3/1996م في صنعاء بمناسبة زيارة رئيس مجلس الشعب المصري لبلادنا


دولة الأخ/ الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب (بجمهورية مصر العربية الشقيقة).

الأخوة/ أعضاء الوفد المرافق.

الحاضرون جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسعدني اليوم ومعي الأخوة أعضاء هيئة رئاسة المجلس وأعضاء المجلس  أن أرحب بدولة الأخ الدكتور/ أحمد فتحي سرور والوفد المرافق له في بلدهم الثاني اليمن فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم بين إخوانكم الذين يكنون لمصر وشعب مصر كل تقدير وعرفان ويتذكرون بإكبار دور مصر في دعم الثورة والجمهورية ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني في دفاعه عن النظام الجمهوري حيث أمتزجت الدماء الزكية  للشهداء بين البلدين حتى كتب الله النصر للثورة وترسخ النظام الجمهوري الذي جعل الديمقراطية أحد أهدافه ومضى يعمل على تحقيق ذلك الهدف على أرض الواقع إلى جانب تنمية المجتمع وتطوير البلاد في مختلف المجالات على هدي من شريعة الإسلام والقيم الأصيلة للشعب ، وكما كان لمصر دورها في مرحلة الدفاع عن الجمهورية فقد كان لها دورها ولا يزال في مرحلة التنمية والبناء وهذا ما عزز ووثق العلاقة بين شعبي البلدين الشقيقين .

الأخ الكريم:

الضيوف الأعزاء :

لقد عرف الشعب اليمني الشورى منذ القدم ، رغم مرور فترات طويلة من الإستبداد والطغيان إلا أن اليمنيين ظلوا متمسكين بالشورى وظل إيجاد نظام حكم شوروي ديمقراطي في البلاد هدفا دائماً لهم فكانوا يقيمونه كلما استطاعوا ذلك ويجددون أساليبه وأشكاله بحسب مقتضيات العصر وحاجة المجتمع.

وبعدما تحققت الوحدة اليمنية المباركة في مايو 1990م وأصبحت التعددية السياسية والحزبية أساساً من أسس الدستور جرت أول إنتخابات عامة في البلاد على أساس التعددية يوم 27/إبريل/1993م ومارس الشعب حقه الديمقراطي في إنتخاب ممثليه إلى هذا المجلس الذي هو من مختلف الأحزاب التي استطاعت الحصول على مقاعد فيه .

دولة الضيف الكريم :

لقد انقضى عام كامل على زيارتي الرسمية التي شرفت بها لمصر الكنانة والتي أتاحت لنا تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا التي تهم بلدينا وأمتنا العربية والإسلامية ، وإزالة الكثير من  الصور المشوهة والدعايات والأكاذيب التي حاولت الرموز الإنفصالية أثناء الأزمة السياسية في بلادنا أن تغرسها في الرأي العام في مصر بقصد ضرب العلاقات التاريخية بين الشعبين وإثارة الشكوك بين قيادتي البلدين ، وها أنتم اليوم في اليمن بين إخوانكم وأشقاءكم لتتأكدوا ومن خلال هذه الزيارة أن مايجمع بين اليمن ومصر قيادة وشعباً أقوى من أن تناله الوشايات المضللة والأباطيل الكاذبة ، وأن النهج الديمقراطي الشوروي يتعزز يوماً بعد آخر وأن الإئتلاف الحكومي القائم بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح حريص على تطوير وتمتين العلاقة بين بلدينا الشقيقين ، كما يحرص على توجيه الإمكانات المتاحة لتحقيق التنمية والتطوير في البلاد فذلك هو همنا الأول وهو يحتاج إلى كل الجهود ، وأن اليمن بحاجة إلى دعم وتعاون أشقائها وأصدقائها لتحقيق تطلعاته التنموية .

دولة الدكتور/ أحمد فتحي سرور :

الضيوف الكرام :

إن مجالات التعاون الثنائي بين بلدينا كثيرة ومتعددة في الماضي والحاضر  وهو ما نحرص على إستمراره وتطويره وتوسيعه غير أننا اليوم نفتح باباً آخر للتعاون ، ألا وهو التعاون في المجال البرلماني بين مجلسينا وما البروتوكول الذي سيوقع اليوم إلا لبنة جديدة نضعها سوياً في صرح التعاون الثنائي خاصة ونحن عازمون على تطوير تجربتنا الديمقراطية التي تعززت بالوحدة وأصبحت خيار شعبنا الذي لا بديل عنه ونحتاج إلى الاستفادة من إيجابيات التجارب الأخرى في المنطقة وغيرها من الدول التي سبقتنا على هذا الطريق والحكمة ضالة المؤمن .

دولة الأخ الدكتور/أحمد فتحي سرور :

إن الظروف التي مرت بها اليمن إبتداءً من  حرب الخليج التي أصابت التضامن العربي في مقتل والأثار التي نتجت عنها وإنتهاء بمحاولة الإنفصال التي تصدى لها كل أبناء الشعب بكل ما لديهم من إمكانيات حتى حسمها بإنتصار خيار الوحدة على التمزق والشتات قد ضاعفت من المشكلة الإقتصادية التي تعاني منها بلادنا اليوم ولذلك فإن التعاون والدعم من قبل الأشقاء والأصدقاء أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى حتى نتمكن من تجاوز هذا الوضع الإقتصادي ،وهنا أجدها مناسبة لأن أدعو إلى تواصل اللقاءات والمشاورات بين أعضاء اللجنة الوزارية الحكومية العليا المشتركة من بلدينا وأن نعمل معا على تحقيق ذلك من أجل تعزيز العلاقات الحميمة بين البلدين والدفع بآفاق ومجالات التعاون إلى الأمام خدمة لمصالح الشعبين .

دولة الضيف الكريم :

أما على صعيد العلاقات الأخوية مع دول الجوار فقد استطعنا وبحمد الله إنهاء قضية الحدود بين بلادنا وسلطنة عمان ونحن ماضون على نفس الطريق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية حيث وضعت مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين العام الماضي الأسس السليمة لحل كل القضايا بين البلدين  ومنها قضايا الحدود واللجان المشتركة المشكلة من الجانبين لازالت تواصل أعمالها بصورة منتظمة والجميع حريصون على تعزيز وتطوير العلاقات وإزالة كل ما من شأنه تعكيرها والتوصل إلى حل مرضي لقضية الحدود وبما يعود بالنفع على البلدين الجارين والشعبين الشقيقين ويعزز أمن وإستقرار المنطقة كلها ..

الضيف الكريم :

إن الأمن والإستقرار في منطقة البحر الأحمر أمر ضروري وحيوي لكافة الدول المطلة عليه وللعالم ، ومن هذا المنطلق لابد من تظافر جهود الجميع لحماية أمن المنطقة بإعتبار أن أمنها جزء من أمننا القومي الذي نحرص على تعزيزه وتقويته نتيجة الظروف والمتغيرات التي تسود العالم اليوم .  

ولقد تابعتم في مصر وتابع العالم تطورات الأحداث المؤسفة في منطقة البحر الأحمر وما يشكله الإعتداء الإرتيري الغادر على جزيرة حنيش الكبرى اليمنية من تهديد لأمن وسلامة المنطقة والملاحة الدولية فيها وقد كان للقيادة السياسية في مصر جهوداً مشكورة بإتجاه إيجاد الحلول السليمة لهذه القضية ، وهو ما حرصت عليه بلادنا ودعت إليه منذ البداية فاستجابت لكل الوساطات ورحبت بكل الجهود المبذولة لحل القضية بالطرق السلمية حرصاً منا على أمن وإستقرار المنطقة وسلامة الملاحة الدولية فيها وبصفتكم رئيس الإتحاد البرلماني الدولي فإننا نأمل أن تبذلوا مساعيكم لدى برلمانات العالم للضغط على حكومة إرتيريا من أجل إنهاء إعتدائها على الجزيرة تجنباً للتصعيد والمواجهة .

الأخوة الضيوف :

إن ما تعيشه أمتنا اليوم  من تمزق يحملنا كبرلمانيين مسئولية جسيمة للعمل على إستعادة التضامن وتنقية العلاقات العربية مما عكر صفوها وإعادة بنائها على أسس صحيحة وراسخة ونأمل أن نتعاون في إيجاد الوسائل الكفيلة بذلك ، فإنه من العار علينا أن نسعى للتصالح مع العدو الغاصب ولا نقبل أن نتصالح مع بعضنا البعض .

إن اليمن وهي تتابع التحولات الجارية في منطقة الشرق الأوسط بما فيها مسيرة عملية السلام لتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في إستعادة أراضيه المحتلة بما فيه القدس الشريف وإقامة  دولته المستقلة عليها ، كما تؤكد أن إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في الجولان السورية والجنوب اللبناني عمل يهدد مساعي السلام ويحول دون تحقيقه فالسلام كل لا يتجزأ ومالم يكن شاملاً وعادلاً وكاملاً فإنه سيتعرض ولا شك للإنتكاسات والإخفاقات .

دولة الأخ الدكتور/ أحمد فتحي سرور :

الأخوة/ أعضاء الوفد :

أرحب بكم مرة أخرى ، متمنياً لكم طيب الإقامة في بلدكم وبين إخوانكم وللعلاقات بين مجلسينا المزيد من التطور على طريق تعزيز وترسيخ العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp