كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر -– رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 15/10/2000م في الدوحة بمناسبة زيارته البرلمانية لدولة قطر

 

سعادة الأخ/ عبدالله بن مبارك الخليفي رئيس مجلس الشورى.

الأخوة/ أعضاء مجلس الشورى .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود في البداية أن أعبر عن شكري وتقديري والوفد المرافق لي للأخ/ رئيس المجلس على دعوته الكريمة لنا للقيام بهذه الزيارة وأنني لعلى ثقة بأن الزيارة الحالية سوف يكون لها مردود إيجابي على علاقات التعاون الثنائية بين بلدينا وسوف تسهم في الدفع بها قدماً إلى الأمام في مختلف المجالات ومن المعلوم أن العلاقات الثنائية تميزت بالإنسجام القائم على الإحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون وتنسيق المواقف في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

الإخوة الحاضرون :

إن العلاقات اليمنية القطرية ليست وليدة اليوم بل هي قديمة وممتدة في أعماق التاريخ ولكنها إكتسبت الطابع الرسمي في مطلع السبعينيات بعد أن نالت قطر استقلالها،  وكان من ثمرة تلك العلاقات الأخوية تمويل قطر الشقيقة لعدة مشاريع تنموية في بلادنا في المجال الصحي والتعليمي والزراعي وهي وإن كانت محدودة إلا أنها تعكس الشعور العالي بالمسئولية القومية من هذه الدولة تجاه الأشقاء في الوطن العربي ..وبعد تحقيق الوحدة اليمنية عام 90م عملت دولة قطر على دعم هذه الوحدة ومساندتها مادياً ومعنوياً وكان لها موقفاً مشرفاً عندما تعرضت الوحد ة اليمنية لمؤامرة الانفصال التي أشعلها بعض قادة الحزب الإشتراكي المصابون بجنون العظمة غير أن التفاف الشعب اليمني بكافة شرائحه ودعم الدول الشقيقة لخيار شعبنا قد فوت الفرصة على تلك الفئة الخائنة ، وترجـمة لمسيرة التعاون الثنائي بين بلدينا فقد تم تشكيل لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري المالية في البلدين حيث عقدت هذه اللجنة آخر اجتماع لها في صنعاء في مطلع العام الحالي وهناك العديد من اتفاقيات التعاون التي تم مناقشتها والتوقيع على بعضها..نآمل أن تدفع هذه الزيارة بتلك الإتفاقيات نحو التنفيذ وسنعمل من جانبنا على حث الجهات المعنية في بلادنا على المتابعة فـثمرة الاتفاقيات الثنائية تنفيذها.

الحاضرون الأعزاء :

إن التحولات السياسية التي تعيشها قطر الشقيقة تعبر عن توجه القيادة السياسية الحكيمة لهذا البلد نحو النهج الديمقراطي وتوسيع مجالات المشاركة الشعبية ولقد تجلى ذلك من خلال الإنتخابات البلدية التي جرت في العام الماضي لأول مرة وحققت نجاحاً كبيراً من خلال المشاركة الإيجابية للمواطن القطري في هذه العملية وإنني على ثقة أن هذا البلد يخطو خطوات واعية ومدروسة إستجابة للمتغيرات والأحداث وضرورة التعامل معها بحكمة وعقل..

الأخ/ رئيس المجلس :

الإخوة الحاضــرون :

تمر عملية السلام في المنطقة بإنتكاسات متتالية على مختلف المسارات والسبب في ذلك هو إستمرار التعنت الإسرائيلي المتمثل في عدم الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ولاحتى الإتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين والتي تشمل حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . وطوال الفترة الماضية من عمر المباحثات بين العرب وإسرائيل لاتزال الجولان تحت الإحتلال وجنوب لبنان في يد الغاصبين ولم يحصل الفلسطينيون على ما نسبته 10% من حقوقهم المسلوبة في الوقت الذي تشهد  فيه الأراضي المحتلة النهب المتواصل لأراضي المواطنين الفلسطينيين  وتشريد السكان منها وفي كل عام تتضمن ميزانية الحكومة الإسرائيلية ملايين الدولارات التي تخصص لبناء مستوطنات جديدة والعرب يحلمون بالسلام ولا أدري أي سلام نحلم به وأي اتفاقيات إلتزمت بها إسرائيل ونفذتها حتى الآن.

إن ما يجري على أرض الواقع يوضح وبما لا يدع مجالاً للشك أن اليهود لا يرغبون في السلام بل يعتبرون مباحثات السلام بمثابة الـمُخِدر الذي يُدخِل المريض في سُباتٍ عميق ليبدأ المشرط تمزيق جسمه بالطريقة التي يراها حامل المشرط صحيحة ومناسبة.

الحاضرون الأعزاء :

إنني ومن منطلق الأخوة الإسلامية وأهمية التـنبـيه والتحذير لهذه المخاطر أدعو الدول العربية إلى إعادة النظر في مسيرة السلام المزعوم مع إسرائيل وعلينا عدم التسرع في التطبيع بأشكاله المختلفة حتى تعود الحقوق إلى أصحابها كاملة وبدون ذلك سنكون قد فرطنا في حقوقنا وجنينا على ديننا وعلى الأجيال القادمة لاسمح الله.

في الختام أتمنى أن تتكرر الزيارات المتبادلة بين مجلسينا وأن تشهد السنوات القادمة المزيد من التعاون سواء في المجال البرلماني أو بين الحكومتين فمن خلال الزيارات تتعمق العلاقات الثنائية وتزدهر وبهذه المناسبة الطيبة أقدم الدعوة الرسمية لأخي رئيس مجلس الشورى القطري لزيارة بلده الثاني في الوقت الذي يراه مناسباً.

أشكركم مرة أخرى على حسن الإستماع وأعتذر إن كنت قد أطلت الحديث..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp