كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 14/1/2001م في صنعاء بمناسبة زيارة رئيس المجلس الوطني النمساوي لبلادنا

 

الصديق العزيز الدكتور/ هانز فيشر - رئيس المجلس الوطني النمساوي .

أعضاء الوفد المرافق .

الحاضرون جميعاً.

يسعدني أن أرحب بالضيف الكبير وزملائه أجمل ترحيب في صنعاء وأنا على ثقة بأن هذه الزيارة المهمة ستدفع بصفة خاصة بآفاق العلاقات البرلمانية بين مجلسينا إلى الأمام كما سيكون لها انعكاس إيجابي ومثمر على العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين بصفة عامة .

   الصديق العزيز :

   أعضاء الوفد المرافق :

لقد مثلت الزيارة التي تشرفت بها إلى بلدكم الصديق في العام الماضي خطوة هامة على طريق توسيع وتطوير مجالات التعاون بين البلدين الصديقين وكانت مفيدة وناجحة حيث أنها تعتبر الأساس لصرح العلاقات بين بلدينا وها أنتم اليوم تقومون بهذه الزيارة للتأكيد على الرغبة المشتركة في تعميق أواصر الصداقة وتطوير المصالح المشتركة لشعبينا وبلدينا ونحن نبادلكم نفس الشعور والتوجه مؤكدين على أهمية الاستفادة من تجاربكم فلقد طبعت زيارتنا لبلدكم الصديق ذكريات لا تنسى عن شعب عريق وأمة حية ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية ولاتزال تسهم لأنها تملك مخزون ثقافي وحضاري عظيم .

  الصديق العزيز :

  الحاضرون الأكارم :

إن استمرار تبادل الزيارات بين بلدينا وعلى مختلف المستويات مهم جداً فمن خلال هذه الزيارات تتعمق الصداقة وتتوطد الثقة وبهذا تنمو المصالح المشتركة وتقوى وأنا متأكد أن الإرادة والرغبة في تطوير العلاقات وتعميقها وتعزيزها متوفرة لدى المسئولين في البلدين وليس أدل على ذلك من وجودكم اليوم بيننا  كما أن الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس النمساوي لبلادنا تأتي في نفس الاتجاه وسيكون لها نتائج مثمرة وطيبة .

   الصديق العزيز :

   الحاضرون الأعزاء :

لقد بحثنا خلال الزيارة الماضية لبلدكم الصديق معكم ومع المسئولين النمساويين جملة من القضايا التي تهم مجلسينا وبلدينا فعلى صعيد العلاقات بين المجلسين تطرقنا إلى أهمية تشكيل جمعية صداقة برلمانية وكذا موضوع تدريب وتأهيل بعض كوادر من مجلس النواب اليمني في بلادكم واليوم يسرني الإعلان عن قرار مجلس النواب تشكيل جمعية الصداقة البرلمانية من جانبنا حيث يرأس هذه الجمعية الأخ عبد الجليل ردمان أحد أعضاء مجلس النواب الناشطين كما أنه القنصل الفخري للنمسا في بلادنا ، أما موضوع تدريب وتأهيل الكوادر فلا يزال قائماً خاصة في مجالات الإدارة البرلمانية والسكرتارية والإعلام لما لذلك من أهمية في تطوير أداء الكوادر وبالتالي تطوير آليات عمل المجلس , وباعتبار زيارتكم فرصة ثمينة لبحث مجالات التعاون بين المجلسين فإننا نضع بين أيديكم موضوعاً آخر وهو إمكانية دعم جهودنا الرامية إلى بناء مقر جديد لمجلس النواب حيث أن المباني الحالية لم تكن أصلاً مقراً للبرلمان كما أنها بوضعها الحالي لاتفي بالغرض المطلوب ولا تنسجم مع متطلبات العمل البرلماني والدور الهام لهذه المؤسسة التشريعية ، وقد قطعنا شوطاً لابأس به حيث تم إيجاد الأرض التي سيقام عليها المبنى الجديد للمجلس وشرعنا أيضاً في إعداد الدراسات والتصاميم الأولية لهذا العمل الكبير ولكننا لا نستطيع تحمل تكاليف البناء ونأمل أن يكون لكم ولغيركم من الأصدقاء دور في تمويل هذا المشروع الذي إذا انجز سيشكل نقطة تحول كبرى في العمل البرلماني وكذا الممارسة الديمقراطية في بلادنا .. أما على صعيد العلاقات بين البلدين فإننا نؤكد مرة أخرى على أهمية توسيع آفاقها وذلك في المجالات التجارية والصناعية والزراعية والسمكية والسياحية والنفطية ولابد لرجال الأعمال في البلدين من اللقاءات المتعددة والمتكررة والتباحث في مختلف الأمور بما يكفل إقامة المشاريع التنموية فقانون الاستثمار في بلادنا يقدم العديد من التسهيلات والحوافز للمستثمرين بما يضمن لهم النجاح في أعمالهم وكل ذلك لن يتم ويتيسر إلا إذا رفعت حكومة بلدكم الصديق مستوى التمثيل الدبلوماسي في بلادنا ولذلك فإننا نأمل من المجلس الوطني النمساوي حث الحكومة على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بصنعاء وذلك بفتح سفارة حتى تكون القناة الرئيسية للتواصل المباشر وتسهل الزيارات المتبادلة وتفتح الآفاق أمام الجانبين لتطوير المصالح المشتركة بينهما.

الحاضرون جميعاً :

إن التطورات المؤسفة والانتكاسات المتتالية التي تمر بها عملية السلام المزعومة في المنطقة العربية والتمرد عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والمتمثل في التنصل الإسرائيلي من الالتزامات الموقعة مع السلطة الفلسطينية برعاية المجتمع الدولي تدعونا إلى الوقوف الحازم مع الشعب الفلسطيني ودعم حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف فلم يعد من المقبول غض الطرف عن الممارسات الإجرامية التي ترتكبها عناصر الإحتلال الصهيوني ضد المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني المطالبون باستقلال أرضهم من الغاصبين رغم قرارات الأمم المتحدة المؤيدة لحقهم وإننا في هذا المقام نهيب بكل الأشقاء والأصدقاء الوقوف مع الحق وعدم مجاملة الأقوياء على حساب الضعفاء ونذكر بأن على الولايات المتحدة الراعية الأولى للسلام في المنطقة تغيير سياستها المنحازة إلى جانب العدو الصهيوني المغتصب للأرض ومراعاة مصالحها الكثيرة والمتعددة مع العرب والمسلمين فهي الدائمة وأن مصالحها المحدودة مع الصهاينة سوف تزول وتنتهي مهما طال الزمان لإن الدولة الصهيونية دولة غير طبيعية في نشئتها وتكوينها وجغرافيتها وقد فرضتها على الأمة العربية والإسلامية المصالح الأنانية
والأهواء الشيطانية والرغبة في الابتزاز والإذلال وكل هذا لن يدوم.

  الصديق العزيز :

   الوفد المرافق :

أود في الختام أن أنوه إلى أننا قد حرصنا من خلال برنامج الزيارة الذي بين أيديكم على تنويعه وتشكيله بما يمكن الجميع من الإطلاع على بعض معالم اليمن التاريخية وجغرافيتها الجميلة وكنا نود لو أن وقتكم يسمح حتى تزوروا مدن أخرى غير حجة وحضرموت ، لكننا لن نعتبر هذه الزيارة هي الأولى والأخيرة بل هي فاتحة لزيارات أخرى بحيث تتاح الفرصـة لكم لمعرفة اليمن ومعالمها التاريخية المتعددة والمتنوعة بتنوع الحضارات العريقة المتعاقبة على هذا البلد على مر التاريخ وبما يزيد على أربعة الآف سنه .

أتمنى لكم الإقامة الطيبة في بلدكم الصديق اليمن .

وشكــراً..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp