كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 13/9/1996م في باريس بمناسبة زيارته البرلمانية لفرنسا


بسم الله الرحمن الرحيم

السيد/ فيليب سيغان - رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية .

السادة / أعضاء الجمعية الوطنية .

الحاضرون جميعاً.

يطيب لي أن أعبر لكم عن سروري البالغ لوجودي معكم هذه الليلة في مستهل زيارتي البرلمانية الأولى لفرنسا الصديقة  التي نكن لها في اليمن حكومة وشعباً كل الإحترام والتقدير لمواقفها النبيلة تجاه الكثير من القضايا سواء مايتعلق منها باليمن أو تلك التي لها صلة بالأوضاع العربية والإقليمية والدولية .

السيد/ رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية :

إن العلاقات اليمنية الفرنسية ليست وليدة اليوم بل هي علاقات ضاربة في أطناب التاريخ تعود إلى الفترة التي سادت فيها حضارات في جنوب الجزيرة العربية أمتد نشاطها البحري والتجاري إلى أسبانيا وجنوب فرنسا أما أثناء الحكم العثماني لليمن فقد وصلت بعثات فرنسية لعقد صفقات تجارية مع اليمن وهي الحقبة التي أرتبط فيها نشاط فرنسا بميناء المخاء.

غير  أن البداية الفعلية لنشوء العلاقات اليمنية الفرنسية تعود إلى عام 1936م حيث أبرمت أول إتفاقية لتبادل التمثيل القنصلي بين البلدين وبعد قيام الثورة اليمنية سنة 1962م دخلت العلاقات الثنائية مرحلة جديدة من التطور شملت الجوانب التنموية الإقتصادية المختلفة.

ونتيجة لتوسع مجالات التعاون فقد شُكلت لجنة يمنية فرنسية مشتركة سنة 81م كانت ولا تزال تقوم بدور مهم تجاه تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا .

واليوم ونحن نقوم بهذه الزيارة البرلمانية للبلد الصديق العزيز فرنسا يحدونا الأمل في رسم مسيرة جديدة لعلاقات برلمانية بين المؤسستين التشريعيتين تنطلق من عمق الروابط التاريخية لعلاقات البلدين وحيث أن التجربة الديمقراطية في بلادنا لا زالت بحاجة إلى وقفة الأصدقاء لمساندتها فإن تطوير العلاقات البرلمانية موضوع له أهمية خاصة لإن توسيع أفاق التعاون في هذا المجال لا شك سينعكس إيجاباً على عمل البرلمان اليمني ممثل الشعب والذي بدوره سيؤدي إلى ترسيخ الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية ، وماتوقيع بروتوكول تعاون برلماني ثنائي بين الجانبين إلا اللبنة الأساسية على طريق علاقات مثمرة بإذن الله .

السيد/ الرئيس :

الحاضرون جميعاً :

إن الحديث عن العلاقات الثنائية بين بلدينا وصورتها المشرقة يدعونا إلى التأكيد على حرص اليمن على إستمرار هذه العلاقات وتطويرها وبالتالي تحريك برامج التعاون المختلفة القائمة بين الجانبين الحكوميين وأخص بالذكر في هذا المقام برنامج المساعدات الغذائية المقدمة من بلدكم الصديق ، وكذا البروتوكول المالي السنوي والذي يمثل رافداً مهماً من روافد التنمية الإقتصادية في بلادنا وحسب علمي أن البروتوكول المالي متعثر منذ عام 93م نأمل أن يكون لكم وللجنة البرلمانية  المختصة في الجمعية الوطنية دوراً في تحريكه من جديد ونحن في البرلمان اليمني مستعدون للتعاون في كل مامن شأنه إزالة أسباب تعثر البرنامج المشار إليه .

السيد / الرئيس :

إن سياسة فرنسا الصديقة والقائمة على أساس العدل والإحترام المتبادل بين الدول أصبحت محط أعجاب الكثير من شعوب العالم الثالث وخاصة الوطن العربي ، وماموقف بلادكم الصديق الداعم لقضية الوحدة اليمنية عام 90م ثم مساندتكم المعنوية للشرعية أثناء حرب الإنفصال إلا دليل قاطع على ماذهبنا إليه وسيظل أبناء الشعب اليمني يذكرون تلكم المواقف بجميل العرفان

السيد/ الرئيس :

الحاضرون جميعاً :

إن أمن الملاحة في منطقة البحر الأحمر أمر بالغ الأهمية لما يمثله هذا الممر من شريان حيوي للملاحة الدولية ولذلك فقد قابلت الجمهورية اليمنية التصرفات الإرتيرية الطائشة بسياسة ضبط النفس وعدم الإنجرار وراء الإستفزازات المتكررة لأننا نعلم أن لدى الشعب اليمني والشعب الإرتيري قضايا تنموية داخلية ينبغي أن ترصد لها الإمكانات وتحشد لها الجهود لما فيه مصلحة البلدين الجارين وذلك خير ألف من مرة من صرف الجهود وإهدار الإمكانات لما فيه مصلحة المتربصين بأمتنا وإستقرارنا.

ومن هذا المنطلق لا بد أولاً من الإشادة بالموقف المسئول لفرنسا الصديقة وجهودها التي بذلتها لإحتواء الأزمة ومانتج عنها من توقيع لمذكرة المبادئ وهنا أود التأكيد على حرص بلادنا الكامل على الإلتزام بتلك الإتفاقية والموقعة بين الجانبين في مايو الماضي لإنها هي السبيل الأمثل لتجنيب المنطقة خيار الحرب الذي سيهدد الملاحة الدولية في منطقة حيوية من العالم .

في الأخير .. أتمنى لعلاقات البلدين التطور والنماء وللشعبين الصديقين الرخاء والتقدم ، وأنتهز هذه المناسبة لتقديم الدعوة الرسمية لرئيس الجمعية الوطنية لزيارة اليمن في الوقت الذي يراه مناسباً .

وشكــراً..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp