كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 12/7/2001م في الدورة (39) الطارئة لمجلس الإتحاد البرلماني العربي

 

سعادة الأخ العزيز/ عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الإتحاد البرلماني العربي .

ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري .

أصحاب المعالي والسعادة رؤساء المجالس النيابية العربية.

أصحاب السعادة رؤساء الوفود البرلمانية المشاركة .

معالي مساعد الأمين العام للجامعة العربية .

معالي الأمين العام لإتحاد الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.

الحاضرون جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لكم تغمرنا الغبطة والسرور ونحن نلتقي بكم اليوم  مرة أخرى في صنعاء عاصمة اليمن الموحد التي احتضنت الدورة (31) للاتحاد البرلماني العربي في مارس عام 98م وتحتضن اليوم فعاليات الدورة (39) الطارئة للإتحاد هذه الدورة المخصصة لمساندة الإنتفاضة الفلسطينية المباركة ومدارسة كافة السبل الممكنة لتدعيمها وتعزيزها وضمان إستمراريتها حتى يتحقق بإذن الله تعالى النصر المؤزر للشعب الفلسطيني المجاهد والمضحي بالغالي والنفيس وتُعلَن الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف .

الأخ/ رئيس الاتحاد :

الإخوة رؤساء المجالس البرلمانية النيابية العربية :

الإخوة رؤساء الوفود البرلمانية :

الحاضرون الأكارم :

لقد مرت عملية السلام في المنطقة العربية بتحولات ومحطات متعددة منذ بدأت هذه العملية في مدريد تحت شعار الأرض مقابل السلام ورغم ما حمله ذلك الشعار من ظلم وهضم لأصحاب الحق وهم إخواننا الفلسطينيون  إلا أن المضي قدماً في ذلك الاتجاه قد نتج عنه اتفاقيات أخرى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وكان المفاوض العربي يحلم بالدولة والاستقرار والأمن والطمأنينة في الوقت الذي يعمل المفاوض الإسرائيلي على تمييع الأوضاع والتنصل من كل الالتزامات وتنفيذ مخططاته الميدانية والمتمثلة في الاستمرار في بناء المستوطنات وتشريد السكان الأصليين من أرضهم وتهويد القدس لطمس هويتها العربية والإسلامية ورفض عودة اللاجئين وهكذا يحلم العرب بالسلام وينعم به الصهاينة والمحتلون الذين كانوا ولا يزالون  يعتبرون السلام مجرد خطوة تكتيكية ليست بأكثر من استراحة محارب ، ولقد أثبتت الشواهد ما ذهب إليه العقلاء من أول يوم وأن اليهود لا عهد لهم ولا ذمة وأنهم ينقضون المواثيق في كل مرة وقد جاءت النتائج مخيبة وما جنى الشعب الفلسطيني شيئاً غير الدمار والخراب وسياسة إحراق الأرض وترويع الآمنين وتقتيل الأبرياء الذي تمارسه عناصر الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين كل يوم ضد شعب أعزل وهذا يدعونا إلى مراجعة الحسابات والعودة للعقل والمنطق لمعرفة من الخاسر ومن الرابح في هذه العملية التي تسمى بالعملية السلمية .

لقد بدا واضحاً أن السلام لعبة أتقنتها إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي في نفس الوقت  أنها راعية السلام وهي منحازة  كلية إلى جانب الكيان الصهيوني و تدعم دولة هذا الكيان مالياً وسياسياً وعسكرياً وتستخدم الفيتو في كل مرة والتي كان آخرها حرمان  الشعب الفلسطيني من حقه في توفير الحماية الدولية أمام حملات  التنكيل والتقتيل والتدمير التي تنفذها الآلة العسكرية الهمجية والوحشية للصهاينة ضد النساء والأطفال والشيوخ والعزل الذين يدافعون بالحجارة عن أرضهم وعرضهم وعقيدتهم .

الأخ/ رئيس الاتحاد البرلماني العربي :

الإخوة الزملاء :

الحاضرون الأعزاء :

نلتقي اليوم في صنعاء في دورة طارئة لمجلس الاتحاد نناقش قضية واحدة وهي سبل دعم الانتفاضة الفلسطينية المباركة وهذا يحتم علينا تقدير الموقف وتقديم الأولويات وتغليب العام على الخاص .

فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى التي سوف نسأل عنها بين يدي الله سبحانه وتعالى فهي الجرح النازف فينا وهي المحنة التي صنعها الاستعمار البريطاني للأمة العربية بهدف شل حركتها وإضعاف قدراتها والسيطرة الدائمة عليها حتى أصبحت هذه الدولة العنصرية الخبيثة نبتة شيطانية في جسد الأمة العربية والإسلامية فهي أشبه بالسرطان الذي ما إن يدمر خلية واحدة في الجسم حتى ينتقل إلى الأخرى ثم ينتشر إلى ما حولها من الخلايا حتى يأتي على كامل الجسد

ولهذا فإن علينا في هذه الدورة تكريس جهودنا من أجل الخروج برؤى وأفكار عملية تخدم القضية الجوهرية التي اجتمعنا من أجلها ، وتضمن بقاء الانتفاضة المباركة حية وفاعلة ومؤثرة وهذا لا يكون إلا بأمرين هامين هما :-

أولاً : الإيمان بأهمية ما يصنعه أولئك الأبطال في الأراضي المحتلة من أمجاد وكرامات تحفظ لأمتنا البقية الباقية من ماء الوجه وتؤكد أن الشعوب العربية لا تزال بخير وأنها قادرة على العطاء وقادرة على التضحيات والوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية وضربها في أعماقها وكسر شوكتها وكبريائها ولنا عبرة واضحة كوضوح الشمس في جنوب لبنان حيث استطاعت المقاومة الوطنية اللبنانية إجلاء الصهاينة من الجنوب بلغة هي التي يفقهها أبناء صهيون وهي الطريق الوحيد الكفيل بعودة الحقوق إلى أهلها .

ثانياً : تحريك الطاقات الخلاقة الهائلة والكامنة في شعوبنا العربية والإسلامية من خلال تنظيم حملات جمع التبرعات لصالح الانتفاضة وحث الحكومات على مواصلة الجهود من أجل دعم الانتفاضة والالتزام بمقررات قمة القاهرة ذات الصلة  وكذا عقد المهرجانات الشعبية المختلفة تأييداً لها ففي ذلك نصرة قوية ومعنوية كبيرة لإخواننا الذين يواجهون بالحجر المدافع والدبابات والطائرات صابرين محتسبين ينتظرون من يشد على أزرهم ولو بالكلمة والموقف الشجاع في زمن قلَّت فيه مثل هذه المواقف  .

وبالنسبة لما يجب أن يخرج به مؤتمرنا هذا فقد جاء في كلمة دولة الأخ الرئيس نبيه بري وغيره من المتحدثين ما فيه الكفاية وأضيف إلى تلك المقترحات أن يتم تحديد نسبة معينة في ميزانية كل دولة من الدول العربية بصورة ثابتة كدعم ثابت ، والشيء المهم والملح والعاجل هو دعم الإنتفاضة الفلسطينية بكل الوسائل والعمل على إنقاذها مما يمارس عليها من ضغوط دولية ومحلية وأخطرها ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية المستمرة والقوية والهادفة إلى ذبح وإماتة هذه الانتفاضة .

في الختام :

أتمنى لدورتنا هذه أن تحقق أهدافها المنشودة كما أرحب بدخول مجلس الشورى السعودي عضواً رسمياً في الاتحاد حيث سيشكل هذا الانضمام إضافة نوعية متميزة للعمل البرلماني في إطار الاتحاد إنشاء الله ولما فيه مصلحة أمتنا وخير شعوبنا.

وفي الأخير أكرر ترحيبي بكم وأتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp