كلمة الشيخ صادق في المهرجان الثامن للطفل الفلسطيني الخميس 13/3/2008م

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
 
الضيوف الأكارم .
الحاضرون الأعزاء .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يسعدني أن أحضر اليوم هذا الحفل المتميز والرائع الذي تنظمه لجنة نساء فلسطين وهو المهرجان الثامن للطفل الفلسطيني حيث يقام هذه المرة تحت شعار قسماً إنّا عائدون والذي يتزامن مع الذكرى الستين لنكبة الأمة العربية والإسلامية يوم إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني المحتل في أرض فلسطين الحبيبة وتشريد الشعب الفلسطيني المجاهد الذي بداء مسيرة الكفاح والجهاد وقدم أغلى التضحيات من أجل حقه في الحياة الحرة الكريمة وكان ولا يزال يواصل خطاه على درب الجهاد المقدس الذي هو ذروة سنام الإسلام وبه سيكون النصر إنشاء الله .
 
الحفل الكريم :
إننا ونحن نرعى هذا المهرجان المبارك للطفل الفلسطيني لنتذكر بإعزاز كبير وتقدير عالٍ الدور الحيوي الهام الذي لعبه الطفل الفلسطيني خلال العقود الماضية في مقاومة الاحتلال الصهيوني البغيض . لقد واجهوا بصدورهم العارية وسواعدهم النحيفة أعتا أسلحة الدمار وهم لا يملكون سوى إيمانهم القوي بعدالة قضيتهم وحقهم في وطنهم وكان لأطفال الحجارة من أبناء الشعب الفلسطيني قصب السبق في استخدام هذا السلاح البسيط الذي أربك العدو وأخل بتوازنه وجعله يعيد التفكير في خططه وبرامجه ويعيد تصميم آلة الحرب الميدانية من عربات ومصفحات والتي لا يزال يستخدمها اليوم ضد إخواننا في فلسطين المحتلة .
لقد علمنا أطفال الحجارة أمثال الطفل الشهيد فارس عوده أن العدو المحتل مهما تعاظم بطشه وأزداد تنكيله فإنه منهزم لا محاله أمام سلاح الحجارة لأن وراء ذلك إرادة لا تقهر وعزيمة لا تلين وثبات لا يتزحزح .
 
الضيوف الأكارم :
الحاضرون الأعزاء :
إن القضية الفلسطينية والدفاع عن المقدسات ستظل مسئولية كبرى في أعناقنا جميعاً ، الأمر الذي يحتم على العرب والمسلمين استشعار المسئولية العظيمة أمام الله وبالتالي العمل من أجل نصرة الشعب الفلسطيني ودعم جهاده ومقاومته للاحتلال ولا يكون الدعم والمناصرة بالكلمة فقط وإن كان ذلك مطلوب ولا بالتبرع يومياً أو مرة في الأسبوع أو الشهر وإن كان ذلك واجب لكن الدعم الحقيقي والذي سيغير الموازين هو ضرورة أن يستشعر كل فرد منا أن القضية الفلسطينية هي قضيته إذ لا بد أن يصبح هذا الأمر همّاً يؤرقنا وحزناً يكدرنا وأن يكون يوم الحرية والخلاص من الصهاينة المحتلين هاجساً يستولي على كل أحاسيسنا ومشاعرنا . فإذا وصل الحال بنا هذا الحد فإنا على ثقة كبيرة أن الموازين ستتغير وأن القوى ستتبدل مصداقاً لقوله عزوجل (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
لقد كان المجاهد البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله يدرك هذا المعنى فغير نمط حياته ومنع نفسه من الضحك حتى يتحرر القدس وقد كان له ذلك .
 
الحاضرون جميعاً :
إن على الحكام العرب والمسلمين أن يتقوا الله في القضية الفلسطينية ويبذلوا ما في وسعهم من أجل فلسطين وهذا لا يكون إلا بتجاوز خلافاتهم وتوحيد كلمتهم وإعادة ترتيب الأولويات في قضاياهم وأن تكون القضية الفلسطينية وتحرير المقدسات على رأس الأولويات فذلك عنوان العزة والكرامة وهو ما سيرفع مكانتهم عند خالقهم وبين الأمم ويعيد للعرب والمسلمين مكانتهم الحقيقية ودورهم الحضاري بين الأمم .
 
الحفل الكريم :
وإذا كان الطفل الفلسطيني قد أخذ دورة في معركة المقاومة وضَرب أروع الأمثلة في التضحية فإنه ولا شك بحاجة ماسة إلى من يتولى رعايته ويدعم مسيرته ويقدم لأطفال فلسطين ما يمكِّنهم من الاستمرار والصمود أمام جرائم الاحتلال الصهيوني التي تتكرر كل يوم والتي كان آخرها استشهاد الطفلة الفلسطينية أميره أبو عصر الذي لم يتجاوز عمرها ستة أيام .
ومن هذا المنطلق فإننا ندعو لتكوين مؤسسة يمنية شعبية لرعاية الطفولة في فلسطين بحيث تكون هذه المؤسسة إضافة نوعية متميزة تتولى تقديم ما يمكن تقديمه لمشاريع الطفل الفلسطيني واقترح أن تتولى لجنة نساء فلسطين تكوين لجنة تحضيرية من المهتمين للبدء بإجراءات تكوين هذه المؤسسة المباركة وسوف نكون في اليمن حكومة وشعباً سنداً لهذه المؤسسة .
وفق الله الجميع لكل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp