كلمة الشيخ صادق في المهرجان التضامني مع غزة بتاريخ 1/1/2009م

بسم الرحمن الرحيم
الأربعاء 1/1/2009م
-الإخوة ممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني .
 -الإخوة الحاضرون جميعاً .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الموقف في غزة يدمي القلوب ورؤساؤنا لن نستثني منهم احد، ها هو اليوم الخامس على ما يحدث في غزة ووالله العظيم الذي لا يقسم إلا به أنهم لو أرادوا تقديم شيئ لغزة لعملوا آلاف المستحيلات ولكن صبرا آل ياس.ر 
اسمحوا لي في البداية وباسم الهيئة الشعبية اليمنية لمناصرة الشعب الفلسطيني وباسمكم جميعا أن أتقدم بالتعزية لإخواننا الفلسطينيين جراء سقوط المزيد من الشهداء في غزة برصاصات الغدر الصهيونية والطائرات الحربية الأمريكية سائلاً المولى القدير أن يعصم قلوب ذوي الشهداء والجرحى ويجبرهم في مصابهم ومصابنا جميعاً ان شاء الله .
كما أعبر عن بالغ الشكر والتقدير لمكتب حماس في اليمن الذي بادر إلى الدعوة لمثل هذا الملتقى النوعي الذي تحضره النُّخب السياسية وأعضاء مجلس النواب والشورى وممثلو الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والمثقفون وأساتذة الجامعات .
وهذا اللقاء يختلف عن المهرجان الجماهيري الكبير الذي أقيم يوم الأحد الماضي بالعاصمة صنعاء وتبعه مهرجانات في المحافظات بهدف مناصرة غزة الباسلة التي تواجه اليوم برباطة جأش صنوف البطش والتنكيل الصهيوني بشموخ وكبرياء متوكلة على إيمانها بالله تبارك وتعالى وَوعْدِه بِنصْرِه لعباده المؤمنين مهما كان حجم التآمر من القريب والبعيد ومهما غضت الإدارة الأمريكية والإدارة البريطانية الطرف عن هذه الجرائم النكراء والفعَائل الشنعاء التي ستظل محفورة في ذاكرة العرب والمسلمين مدى الدهر ولن تجني منها الإدارتان المذكورتان سوى الحقد والكراهية والبغضاء واللعنة الأبدية من مليار ونصف المليار مسلم فوق ما هم حاقدين عليهم في الماضي وكلَّ حرٍ وشريف على وجه الأرض لأنهما القادرتان حقاً على إيقاف هذه الجريمة الإنسانية وأنهار الدمار التي تسفك على مرآى ومسمع المجتمع الدولي بكامله وحكومة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لهذا الكيان الغاصب منذ بداية القرن الماضي .
-الحاضرون الكرام .
لقد برهنت الأيام الماضية أن الأمة العربية والإسلامية لا تزال بخير وهي قادرة على الإقتصاص من الاحتلال الإسرائيلي الآثم إن تُرك لها المجال غير أن الأنظمة الخائفة والمستسلمة لغير الله هي التي تقف حائلاً بين الأمة وهؤلاء الجبناء وهي التي ساهمت مع الأسف الشديد في تحجيم القضية الفلسطينية منذ بداية مؤتمرات الاستسلام هروباً من المسئولية أمام الشعوب ولكن الشعوب تَعلم وتدرك أن القضية الفلسطينية ليست مسئولية الشعب الفلسطيني فقط بل هي مسئولية كل مسلم على وجه الأرض ومسئولية كل حاكم عربي وحاكم مسلم في دمه ذرة من الغيرة ولا يمكن أن يُعفَى أحدٌ من هذه المسئولية الكبيرة التي سوف يحاسبنا الله عليها كلٌ حسب قُدرتهِ وموقعه .
-الحفل الكريم .
آمل أن لا يكون لقاءنا اليوم من أجل الخطب والكلمات فقط رغم أهمية ذلك على الأقل لإخراج ما في القلب في المرحلة الراهنة إذ لابد من تنويع الفعاليات والأنشطة الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني المجرم والهجمة الغاشمة وأن تقوم الجهات الرسمية والحزبية والاجتماعية بما ينبغي عليها القيام به من دعم معنوي ومادي وبما يحقق الهدف الأساسي وهو نصرة غزة من يمن الإيمان والعزة .
وفي هذا الصدد فإني أقترح على مجلس النواب في بلادنا أن يعقد جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع في غزة وما يمكن عمله من نواب الشعب اليمني فبإمكانهم عمل الكثير سواءً على المستوى الوطني أو العربي أو الإسلامي أو الدولي فهم يمثلون الأمة اليمنية وعليهم مسئولية كبيرة في هذا الجانب .
كما يمكن للحكومة أن تعمل الكثير وأقل شيء هو أن تقوم باستقطاع مبالغ محددة على كافة موظفي الجهاز الإداري للدولة بكاملة وذلك دعماً لإخواننا الذين استباحة دماؤهم آلة الحرب الصهيونية الإجرامية والتي تخطط لتصعيد جرائمها وتوسيع دائرة المجازر الوحشية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي الصهيوني المحتل الذي تحيط جيوشه ودباباته بغزة من كل جانب .
كما يمكن للأحزاب والمنظمات الجماهيرية بمختلف مسمياتها كلٌ على حده أن تقوم بالمناشط والفعاليات المختلفة الهادفة إلى نصرة الشعب المسلم المحاصر في مدينة الصمود والبطولة والتضحية والفداء مدينة غزة التي قُلتُ في كلمتي السابقة أنها تخط لنفسها تاريخاً من نور وهي فعلاً ترسم بصمودها وإبائها وكبريائها لوحة الكرامة الكبرى للأمة العربية والإسلامية التي رضح المسئولون فيها للحسابات الدنيوية تاركين وراء ظهورهم قول الله تبارك وتعالى (( إن تنصروا الله ينصركم ويُثبِّت أقدامكم )) صدق الله العظيم .
وفي الختام نؤكد وندعو الجميع مسئولين ومواطنين ، أحزاب وهيئات ومنظمات جماهيرية لتقديم الدعم المعنوي وكذا للتبرع بالمال لصالح أبناء الشعب الفلسطيني البطل في غزة الذين يقفون وقفة أسطورية أمام العربدة الصهيونية التي هي إلى الزوال إنشاء الله والشعب الفلسطيني هو الذي سيبقى وسوف يصمد بإذن الله ولن تنكسر شوكته ولن يفرط بالوطن ولا بقبلة المسلمين الأولى مهما كانت التضحيات جسيمة والخسائر فادحة وأنا على ثقة أن حالة الخذلان التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية لن تستمر ولدينا من التاريخ شواهد وعِبَر بأن الإسلام يقوى وينتصر كلَّما أراد الأعداء به سوء مصداقاً لقوله تعالى (( والله مُتِمُّ نورِه ولو كره الكافرون )) ولهذا فإن بعد الليل صبحاً وبعد العسر يسر وبعد الشدة رخاء ، والمهم التمسك بالحقوق واستمرار المقاومة ضد المحتل الغاصب والنصر قريب ، النصر قريب ، النصر قريب .
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة                  فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بـــــد لليـــــل أن يــنـجلي   ولا بـــد للقيـــد أن ينكسر
قبل أن أكمل كلمتي ادعوا لأبي مازن وشلته بالهداية والعودة إلى الصواب وان يتناسوا الخلافات السابقة وليعلم ان الشهداء في غزة هم فلسطينيون أولا وأخيرا
أشكركم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp