كلمة الشيخ صادق خلال اعتصام للهيئة الشعبية احتجاجا على اقتحام اليهود للأقصى

بسم الله الرحمن الرحيم الجمعة 2/10/2009م الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، الذي أم الأنبياء في بيت المقدس، وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الحاضرون الأعزاء السلام عليكم ورحمه الله وبركاته....، لقد التقينا اليوم وبدعوة من الهيئة الشعبية اليمنية لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة حيث تمر بنا ذكريات عديدة ينبغي أن تظل حية في نفوسنا، تبعث على الأمل بأن النصر قادم بإذن الله ولاشك في ذلك. أما الأولى فهي الذكرى التاسعة لانتفاضة الأقصى التي اندلعت في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000م حينما اقتحم الهالك المجرم شارون ساحات الأقصى بجنوده يقوده إلى ذلك التصرف الوقح كبرياءه وغروره، وجرائمه النكراء التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني على مدى نصف قرن. وأما المناسبة الثانية فهي أن هذا اليوم الجمعة الثاني من أكتوبر 2009م يصادف ذكرى دخول المجاهد البطل صلاح الدين الأيوبي القدس حينما فتحها بعد معركة حطين التاريخية، وذلك في الثاني من أكتوبر سنة 1187م الموافق للسنة 583هـ بعد إعداد طويل وصبر منقطع النظير وجهود كبيرة في توحيد الصف والتهيئة لمنازلة الأعداء عملا بقوله تعالى: ((إن الله لايغير ما قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). وهو ما ينقصنا اليوم ولن تتغير أحوالنا إلا إذا تغيرنا نحو الأفضل، وترفعنا عن الصغائر وتركنا الخلافات فيما بيننا، واتجهنا جميعاً للعمل في خدمة الأمة، والتزمنا شرع الله سبحانه وتعالى، عند ذلك سوف نستحق النصر من المولى عز وجل. أيها الحشد الجماهيري الكريم بالأمس القريب قامت مجموعات من قطعان المستوطنين الصهاينة يرافقهم جنود حكومة العدو بمحاولة اقتحام ساحات المسجد الأقصى لإحياء ذكراهم الكاذبة، وما يسمونه بعيد الغفران، وهي محاولة بائسة من دولة الاحتلال لترسيخ مبدأ دخولهم الأقصى بسلام وأمان، إلا أن أبطال القدس والمجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني كانوا لهم بالمرصاد، وحصلت مواجهة يوم الأحد الماضي بين المواطنين الفلسطينيين العزل من السلاح وجنود الاحتلال والمستوطنين المسلحين وأصيب 16 مواطنا فلسطينيا جراء ذلك الاعتداء الهمجي، وفي كل عام في ذكرى انتفاضة الأقصى يسقط الشهداء والجرحى دفاعا عن المقدسات، وكل ذلك يهون من أجل الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول البشرية جمعاء، محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، فمن أجل الأقصى سنقدم أرواحنا رخيصة، ومن أجل تحرير فلسطين تصغر في أعيننا كل تضحية مهما كانت ومهما عظم أمرها. يا أبناء الشعب اليمني المعطاء إن إخوانكم في فلسطين عامة وفي القدس خاصة يعانون أشد المعاناة ويواجهون الظلم الجبروت وهم صابرون محتسبون كل ذلك عند المولى عز وجل فماذا أنتم مقدمون لهم، وما ذا أنتم فاعلون من أجل نصرتهم وتثبيتهم؟. إنني أسألكم وأنا أثق أنكم جميعا لا ولن تبخلوا عن المرابطين في بيت المقدس وأكناف بين المقدس من الدعم المادي والمعنوي، فالمؤامرة على القضية الفلسطينية كبيرة ومستمرة، والتكالب الصهيوني اليهودي، لايزال مستمراً تدفعه الأحقاد والهزائم التاريخية لهذه الطائفة من البشر وتغذيه وتطيل عمره أموال المحافظين الجدد الذين يسيرون وراء اللوبي الصهيوني وهم معصوبي العيون لايرون الخير إلا في تبني دولة إسرائيل وإمدادها بالمال والسلاح المتفوق بصورة مستمرة. ولايؤمنون بعلاقات مصالح مع العرب إلا التي تمر عبر إسرائيل، الأمر الذي يجعل من الضروري علينا حكاما وشعوب إعادة النظر في علاقاتنا أولا مع الله، وتصحيحها على منهج الله، ثم علاقتنا مع الغرب من منطلق مصلحة الأمة جمعاء وليس المصالح الثنائية والشخصية لأنها هي التي أضعفت شأننا وجعلتنا أقزاما أمام هؤلاء ونحن والله عمالقة، ولكن إذا توحدت كلمتنا ونبذنا كل خلافاتنا. أيها الحشد الجماهيري لانريد أن نطيل عليكم بكثرة الكلام، فوالله الذي لا إله غيره أننا قد كرهنا الكلام، ولكنه أقل الواجبات التي يمكن القيام بها كما أن مثل هذه الفعاليات الجماهيرية هي إحياء لروح الكفاح في نفوس الناس، وحشد طاقاتهم الهائلة وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، وأقول لكن صراحة لولا الجهود الشعبية من العالم العربي والإسلامي وصمود أبطال فلسطين رجالاً ونساء وأطفال لما حققت المقاومة الفلسطينية بكافة شرائحها الانتصارات التي حققتها رغم الظروف الصعبة وفداحة التضحيات وانهار الدماء الطاهرة التي سكبت في كل الأراضي الفلسطينية، وليست جريمة غزة وصمود أبنائها الأسطوري عنا ببعيد، بالإضافة إلى أن الأمة والشعوب حين تتحرك وتصيح في وجه الظالمين والقتلة فإن ذلك يرعب أعداء الإنسانية والسلام المغتصبون لمقدساتنا وأرضنا، وهذا أمر مطلوب. في الختام، أتوجه بالدعوة إلى كل فصائل العمل الفلسطيني، مؤكدا لهم على ضرورة الالتقاء والتصالح على قاعدة المقاومة لا على قاعدة الاستسلام الذي جربناه منذ اتفاقية أوسلو وحتى اليوم فما زادنا كل ذلك الخذلان إلا هواناً في عيون الأعداء. أتمنى للجميع التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...،

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp