كلمة الشيخ صادق بجامعة الإيمان- مهرجان مناصرة الرسول 26 فبراير 2008م

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل
 (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)
 
والصلاة والسلام على رسول الإنسانية جمعاء وخاتم النبيين وإمام المرسلين الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون .
·    أصحاب الفضيلة العلماء
·    الإخوة الوزراء
·    الأخوة أعضاء مجلس النواب والشورى
·    الإخوة ممثلي الأحزاب والمنظمات الجماهيرية
·    الحفل الكريم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
نشكر في البداية جامعة الإيمان التي بادرت بالدعوة لهذا الملتقى الهام الذي تشارك فيه الحكومة وأطياف العمل السياسي والجماهيري في بلادنا من أجل نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أن هذه الفعالية قد تأخرت عن موعدها إلا أنها سبقت غيرها من الجهات الرسمية والشعبية التي اكتفت بعبارات التنديد والشجب وبحماس أقل من ردود الفعل التي برزت حين ظهرت الصور المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام للمرة الأولى في سبتمبر سنة 2005 وتولت كبر هذا الإثم صحيفة ( بولاندس بوستن ) الدنمركية .
 
 
الحاضرون جميعاً .
لقد اعتقد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعد الأحداث المؤسفة التي حصلت كردود فعل لما قام به بعض الرسامين الدنمركيين سنة 2005 أن الأمر سيقف عند حده ولن تتكرر الإساءة لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان من نتيجة ردود الأفعال أن اعتذرت الصحيفة الدنمركية المذكورة للمسلمين عما بدر منها واعتبر المسلمون ذلك الموضوع منتهي على أساس أنه خطاء في التقدير وجهل بمعتقدات المسلمين .
واليوم تقوم سبعة عشر صحيفة دنمركية بإعادة نشر الرسوم المسيئة وبوقاحة لم يسبق لها مثيل . وتتذرع كل تلك الصحف المأجورة بحرية الرأي ولا نعلم أي حرية هذه التي تجيز لهم الإساءة للرموز الدينية الإسلامية في الوقت الذي تجرم القوانين الجنائية في كل من بريطانيا وألمانيا والنمسا وهولندا واسبانيا وايطاليا وأمريكا  المسيئين للرموز الدينية عامة . ولا نجد لهذا الأمر تفسير مقبول سوى أن هؤلاء تنضح قلوبهم بالحقد والكراهية ولا يختلفون عن الشاعر اليهودي كعب بن الأشرف أو المتطرف المسيحي يوحنا الدمشقي الذين خرجوا عن اللياقة وأدب الاختلاف لينالوا من عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنسهم التاريخ ولعنهم الله والناس أجمعين إلى يوم القيامة .
 
الحفل الكريم :
إننا اليوم أمام تحدي واضح وهجوم منظم على كل مقدساتنا ببراءة هؤلاء العابثون بالنار وسوف يستمر هذا العمل القذر والإفك المبين لعدة أسباب وجملة أهداف أما الأسباب فهي أن الشعوب الإسلامية لم تستمر بالمقاطعة الشاملة والحقيقية للمنتجات الدنمركية كما ينبغي وسرعان ما تناست الإساءة وعادت المياه لمجاريها وبداء الجميع يشتري المنتجات الدنمركية وهو أمر مستهجن ويدل على عدم الغيرة على دين الله أو رسوله . والأمر الثاني هو أن الحكومات العربية والإسلامية لم تتخذ الإجراءات الدبلوماسية ضد مملكة الدنمرك فالذين سحبوا سفراءهم من الدنمرك إنما طلبوهم للتشاور فقط وليس لقطع العلاقات بينهم وهذا البلد المجمع سكانه من أخلاط متعددة ليس له شيء مقدس في ثقافته غير المال والدولار .
ولهذا فإننا نطالب الشعب اليمني وكل الشعوب العربية والإسلامية بتجديد المقاطعة الشاملة للمنتجات الدنمركية دفاعاً  عن رسول الله وعن عقيدتنا الإسلامية السمحاء كما نطالب الحكومات العربية والإسلامية اتخاذ ما يجب عليها إزاء هذه السخرية المتكررة بالإسلام والمسلمين ونحن على ثقة أن الحكومات بيدها الشيء الكثير الذي يمكن من خلاله إجبار حكومة الدنمرك على معاقبة كل الذين يسيئون للرموز الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية أو غيرها من الديانات السماوية لأن حرية الرأي تنتهي عندما تنتهك حرية الآخرين وهم يعلمون ذلك جيداً. أما الأهداف من وراء هذا الإفك الجديد فهي تطبيع الأمور لدى المسلمين وتهيئتهم مستقبلاً حتى إذا قام المستعمرون الصهاينة بهدم المسجد الأقصى أو غيره من المقدسات فلا يغار مسلم فماذا بعد عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبلنا بالإساءة إليه والعياذ بالله .
والهدف الثاني من هذه الحملة هو تعميم ثقافة الإرهاب ونشر العنف والكراهية بين المسلمين وغيرهم من الشعوب وكذا رصد ردود الأفعال المتشنجة من المسلمين وجعلها عنواناً لوسم الإسلام بالإرهاب والتطرف .
أما الهدف الأخير فهو تعميق الفجوة بين الإسلام والمسحيين وقطع الطريق على التقارب الإسلامي المسيحي الذي ترعاه اليوم العديد من الشخصيات الرسمية والشعبية في أوروبا والعالم الإسلامي مما يضيع الفرص أمام الماسونية والصهيونية العالمية في استغلال الغرب وتزييف وعيه حتى يستمر في دفع الفواتير التي تمد بعمر الدولة اليهودية في فلسطين التي باتت نهايتها وشيكه إنشاء الله باعتبارها كيان غريب في جسد لا يزال يرفض هذا الواقع في الختام .
ندعو الشعب اليمني وممثلي الشعب في مجلس النواب وكذا الحكومة وكل الفعاليات الحزبية والشعبية إلى تجديد دور المقاطعة كل فيما يخصه وتنظيم الأنشطة والفعاليات المنددة بهذا الفعل المشين الذي يعتبر وصمة عار في جبين الشعوب الأسكندنافيه وفي مقدمتهم الدنمركيون .
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp