كلمة الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:26/3/1996م في صنعاء بمناسبة زيارة رئيس مجلس الشعب السوري لبلادنا

الأخ الأستاذ / عبد القادر قدوره رئيس مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية الشقيقة.

الأخوة أعضاء الوفد المرافق .

الحاضرون جميعاً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

في البداية يسرني ومعي الأخوة أعضاء هيئة رئاسة المجلس وأعضاء المجلس أن نرحب بضيفنا العزيز ومرافقيه الكرام في بلدهم وبين إخوتهم فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في هذا البلد الذي يكن كل الحب والتقدير لسوريا الشقيقة قيادة وشعباً ويتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات ..

إن ما يجمع بين بلدينا من أواصر وروابط ومواقف مشتركة قد انعكس على مسيرة العلاقات الأخوية والوثيقة والتعاون المخلص بين اليمن وسوريا طوال الفترة الماضية ،وإننا على ثقة بأن زيارتكم هذه ستشكل دفعاً قوياً لمسيرة العلاقات اليمنية السورية في المستقبل  وستفتح أفاقاً جديدة للتعاون المثمر والبناء الذي يخدم مصالح الشعبين ويعود بالنفع على الأمة العربية كلها بإذن الله ،كما أنها ستمكنكم من الإطلاع على ما يعيشه بلدكم الثاني اليمن والتعرف على التجربة الديمقراطية اليمنية وما تحقق في هذا المجال ..

الضيف العزيز :

الأخوة الكرام :

إن اللقاءات التي ستتم خلال زيارتكم هذه ستتيح الفرصة لبحث مجالات التعاون التي يمكن قيامها بين مجلسينا وتبادل الخبرات البرلمانية ،إضافة إلى تبادل وجهات النظر والتشاور حول مختلف القضايا التي تهم بلدينا وقضايا الأمة العربية والإسلامية وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا ،والتي تستدعي منا جميعاً الارتفاع إلى مستوى المسئولية التي نتحملها وما توجبه علينا من العمل والتعاون المشترك لإزالة أسباب الفرقة والشتات التي تعيشها أمتنا العربية والتي هيأت الفرصة للأعداء لتنفيذ مخططاتهم وتحقيق أهدافهم ومؤامراتهم ضد أمتنا وأوطاننا وقيمنا حتى وصلت بنا الحال إلى هذا الضعف والاستكانة والقبول بكل ما يريده الأعداء ،ولن نتخلص من ذلك إلا يوم نستعيد التضامن العربي والإسلامي ،ونمضي جميعاً متعاونين ومنسقين ومتفقين على أهداف مشتركة وغايات موحدة تكفل العزة والكرامة للعرب والمسلمين وتحمي حقوقهم وأوطانهم ومصالحهم ،ونحن البرلمانيون جديرون بالاضطلاع بهذه المهمة والتنسيق لنجاحها ،والفرصة أمام البرلمانيين في سوريا واليمن ورئاسة المجلسين فيهما ستكون مهيأة أكثر من غيرهما لتبنّي هذه الدعوة والقيام بها ،بالتعاون مع بقية البرلمانات العربية والإسلامية الأخرى ..

الأخ الكريم :

الضيوف الأعزاء :

إن ما شهدته بلادنا في الفترة الماضية من أزمة سياسية إفتعلها رموز الإنفصال وصعدوها حتى فجروا الحرب التي تصدى لها الشعب اليمني كله وحسمها لصالح الوحدة التي ترسخت بفضل تلك التضحيات التي قدمها أبناء اليمن في مختلف المحافظات إن كل ذلك قد زاد من المصاعب الإقتصادية التي عانت منها اليمن مؤخراً وخاصة بعد حدوث أزمة الخليج التي أوجدت شرخاً كبيراً في العلاقات العربية  ،وتسببت في تصدع العلاقات اليمنية مع أشقائها في الجزيرة  والخليج وما نتج عن ذلك من انعكاسات سلبية على الاقتصاد اليمني وهذا ما نعمل من أجل تجاوزه ولكن ذلك لن يكون ميسوراً دون تعاون الأشقاء والأصدقاء معنا وهو ما نأمل أن يكون لكم أيضاً إسهام في تهيئة الظروف الكفيلة بعودة العلاقات إلى سابق عهدها حتى نتجاوز تلك السلبيات.

الأخ رئيس مجلس الشعب :

الأخوة أعضاء الوفد :

الحضور الكرام :

إن بلادنا تسعى جاهدة لتوثيق وتطوير علاقاتها بأشقائها في الدول العربية بشكل عام ومع دول الجوار وخاصة في الجزيرة والخليج بالدرجة الأولى .

ومن أجل ذلك عملت بلادنا على حل مشاكل الحدود مع الأشقاء في سلطنة عمان ونجحنا في ذلك ولله الحمد ،كما أنها عملت ولا تزال تعمل على إزالة كل أسباب الخلاف مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ،وحل كل القضايا بما فيها قضية الحدود بين البلدين الجارين ،واللجان المشتركة من البلدين تواصل العمل لإنجاز المهام الموكلة إليها إن شاء الله ..

وإنكم ولا شك قد تابعتم وتتابعون الجهود التي تبذل لحل المشكلة التي نتجت عن الإعتداء الإريتيري الغادر عل بلادنا واحتلالها جزيرة حنيش الكبرى وما يشكله ذلك الاعتداء من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها ولسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وانعكاس ذلك على السلام الدولي .

لقد التزمت بلادنا منذ بداية الأزمة وحتى اليوم جانب ضبط النفس و أتاحت الفرصة للجهود السلمية وقبلت بكل الوساطات حرصاً منها على سلامة وأمن وإستقرار المنطقة وسلامة الملاحة الدولية فيها ورغبة في حل الإشكال بالطرق السلمية ،وهو ما نأمل أن يكتب له النجاح فينسحب المعتدي من أرضنا ويعود الحق إلى أهله .

وأن من حقنا عليكم أن نطالبكم بالعمل الجاد على دعم موقفنا وبذل الجهود في هذا السبيل لتعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة .

الضيف العزيز:

إن اليمن حكومة وشعباً يقف إلى جانب سوريا الشقيقة ويؤيد موقفها من مفاوضات السلام وهو موقف يحظى بدعم وتقدير وإعجاب كل اليمنيين على مختلف إنتماءاتهم ،لأن التمسك بالحقوق الوطنية والعربية وعدم التفريط بها هو ما يجب أن يلتزم به كل العرب .

وإن أي سلام لا يكون شاملاً وعادلاً ويعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأرضه وترابه الوطني وينهي الإحتلال الإسرائيلي للجولان وجنوب لبنان لن يكون مقبولاً ولن يكتب له النجاح وندعو الذين يسعون لتحقيق السلام في المنطقة إلى أن ينهوا الغطرسة الإسرائيلية وأسبابها أولاً وأن يتصدوا للإرهاب الصهيوني الذي يمارس ضد المواطنين الفلسطينيين وأن يحموهم قبل أن يتحدثوا عن السلام المزعوم وحماية السلام حتى لا تكون مساعيهم السلمية مجرد غطاء لحماية إسرائيل وأمنها وضرب الفلسطينيين الذين يقاومون الإحتلال ويقاومون المعتدين الذين شردوهم من ديارهم وأرضهم ..

وفي الأخير أكرر ترحيبي بكم فأهلاً وسهلاً بكم متمنياً لكم طيب الإقامة بيننا وراجياً لعلاقات بلدينا المزيد من التطور والنمو المستمر وفقنا الله جميعاً إلى ما فيه خير بلدينا وأمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp