كلمة الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر- رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:20/11/1996م في صنعاء في أفتتاح أعمال الدورة الثانية للمؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

الأخوة/أمناء عموم وممثلي الأحزاب والمنظمات الجماهيرية .

أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي .

الأخوة المؤتمرون .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرني في البداية أن أرحب بالأخوة الحاضرين الذين لبوا الدعوة لمشاركتنا في إفتتاح فعالية الدورة الثانية للمؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً ..

الأخوة الحاضرون :

لقد حرصنا في التجمع اليمني للإصلاح على عقد هذه الدورة في موعدها المحدد طبقاً للنظام الأساسي وإيماناً بأهمية العمل المؤسسي الذي نحرص على ترسيخة وتعزيزه .

كما أننا نعتبر هذه الدورة فرصة تستهدف تقييم الأنشطة التنظيمية للتجمع خلال الفترة الماضية وعلى كافة المستويات بدءً  بمعرفة مستوى الأداء لمختلف المكاتب التنفيذية للتجمع في المحافظات والصعوبات التي تواجه أعمال هذه المكاتب ووضع الحلول المناسبة لها ثم إستعراض أنشطة التجمع اليمني للإصلاح المرتبطة بالإستعداد للإنتخابات البرلمانية القادمة والحرص على المساهمة الفاعلة لإنجاحها بحيث تتسم بالنزاهة وتعكس الصورة الحقيقية لمختلف القوى السياسية في الساحة ..

ولذلك فإني أدعوا كافة العناصر والقواعد التنظيمية إلى ضرورة تكثيف الجهود لتطوير العمل وتعزيز قدرات التنظيم الداخلية والدفع بها نحو الأفضل وفق الأهداف النبيلة التي يدعوا إليها التجمع اليمني للإصلاح و تتظمنها برامجه وخططه خاصة وأن المرحلة تتطلب التفاني في العمل والإسهام الفاعل والبناء في دفع عجلة التنمية إلى الأمام لتجاوز المعوقات والتحديات الإقتصادية التي نعيشها كما لابد من الخروج من هذه الدورة بالقرارات والتوصيات الهادفة إلى رفع مستوى الأداء وتوسيع أفاق الأنشطة  المختلفة والعمل على كسب العناصر الجديدة إلى صفوف التجمع اليمني للإصلاح من المقتنعين بأهدافه وبرامجه وقيمه وأخلاقه التي هي أعلا وأسماء  من المصالح المادية التي لا نمتلكها .

الحاضرون جميعاً :

إن التجمع اليمني للإصلاح وهو يدرك الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون والغلاء الفاحش في الأسعار الذي أرهق محدودي الدخل ليناشد الحكومة والمسئولين الوقوف بحزم تجاه هذه القضايا ووضع المعالجات السليمة لها والتي تضمن عدم إستمرارها حتى تتحول الآمال والأحلام إلى حقائق ملموسة في حياة الناس وتخف عنهم وطأة غلاء الأسعار وهذا لن يتحقق إلا من خلال وضع الخطط العملية والبرامج السليمة والمدروسة و الإلتزام الصارم بتنفيذها بعيداً عن المجاملات والحسابات الشخصية الضيقة التي لا يجوز أن تكون عائقاً تجاه التغيير نحو الأفضل .

وفي هذا الإتجاه يؤكد التجمع اليمني للإصلاح على ضرورة مواصلة الجهود من أجل إنجاح برنامج الإصلاح المالي والإداري بشقيه وتطهير كافة أجهزة الدولة من الفساد والمفسدين و ما لم يركز برنامج الإصلاحات على الجانب الإداري باعتباره الجانب الأهم وتتوفر  النوايا الصادقة الجادة لتنفيذه  فإن النتائج ستكون مخيبة للآمال وسوف يصعب تصحيح الإختلالات ونحن نقول هذا الكلام براءة للذمة وإلتزاماً  بالنصيحة الواجبة وندعو إلى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب .

أعزائنا الحاضرين :

إن الحفاظ على المكتسبات الوطنية المتمثلة في الوحدة الوطنية وإلتزام النهج الديمقراطي الشوروي  والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة يعد من القضايا المصيرية التي ضحى شعبنا اليمني من أجلها بالكثير والكثير ولذلك فإن إعتماد مبدأ الحوار كوسيلة حضارية بين كافة القوى السياسية يعتبر من الضمانات الحقيقية للحفاظ على تلك المكتسبات وما الحوارات التي يجريها التجمع اليمني للإصلاح مع مختلف القوى السياسية إلا دليل حرصه الكامل على مكتسبات الوطن وإيمانه بأهمية الحوار الذي به تزول الخلافات وتتقارب المسافات وتتهيأ الأرضية الصلبة لينطلق الجميع على طريق بناء الغد المشرق ..

ومن هذا المنطلق يؤكد التجمع اليمني للإصلاح على أهمية العلاقات الإستراتيجية بينه وبين المؤتمر الشعبي العام والتي تعمقت وتجذرت من خلال تحمل التنظيمين للمسؤولية تجاه القضايا الوطنية ومواجهة مختلف المؤامرات والأحداث التي مر بها الوطن وإستمرارها يعتبر ضرورة يمليها رصديهما النضالي المشترك وعامل من عوامل الإستقرار والبناء والتنمية ومهما برزت بين الحين والأخر من خلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا فالحوار الجاد والمسئول الذي ساد العلاقات بين التنظيمين كفيل بإستيعاب تلك الخلافات وتجاوزها ..

الحاضرون جميعاً :

تعتبر الإنتخابات النيابية القادمة في بلادنا من القضايا الساخنة على الساحة الوطنية اليوم..

ولهذا فإن التجمع اليمني للإصلاح وحرصاً منه على سلامة كافة الإجراءات المتعلقة بالإعداد والتهيئة لها يؤكد على ضرورة توفير الضمانات والفرص المتساوية أمام الجميع للدخول في إنتخابات حرة ونزيهة بعيداً عن الممارسات المخالفة للقوانين والضغوط والإغراءات المادية وإستغلال  الوظيفة العامة بغرض التأثير المسبق على نتائج الإنتخابات..

وما لم تحرص كافة القوى السياسية على إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وحقيقية فإن النتائج سوف تشوه الواقع السياسي وتسئ إلى سمعة بلادنا الديمقراطية فضلاً عن أن مثل هذا العمل يعتبر تراجعاً عن الخيار الديمقراطي الشوروي الذي أرتضيناه منهجاً لإدارة السلطة وتبادلها بالطرق السلمية وهو ما يتنافى مع الموروث الحضاري لشعبنا الذي أثبت على مر التاريخ أنه يرفض الظلم والإستبداد ويحرص على تعميق قيم المحبة والتسامح .

الضيوف الكرام :

لا شك أن تطوير وتعزيز علاقات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة يعتبر من الأمور الحيوية والهامة التي ينبغي أن تتواصل الجهود من أجلها لما فيه مصلحة الجميع ، ويأتي في مقدمة ذلك الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين بلادنا والمملكة العربية السعودية الشقيقة وإنهاء مشكلة الحدود معها بما يعود بالخير والنفع على الشعبين الشقيقين .

كما أن إحياء دور الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي يعتبران من الركائز الأساسية لإستعادة  التضامن العربي والإسلامي فهما المدخل الحقيقي لرص الصفوف ورأب الصدع في العلاقات بين مختلف الأقطار العربية والإسلامية حتى يستطيع الجميع الوقوف أمام التحديات الكبيرة التي نعيشها اليوم خاصة في ظل الغطرسة الإسرائيلية وسياسة التوسع الاستيطاني على حساب الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني .

وإنها لمناسبة لتوجيه الدعوة للمجتمع الدولي وراعياً السلام في المنطقة العربية خاصة أمريكا للوقوف بحزم تجاه التعنت الإسرائيلي وممارسة كافة الضغوط  الكفيلة بإلزام إسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وضرورة النظر إلى قضايا العالم المختلفة بعين العدل والمساواة بعيداً عن سياسة الكيل بمكيالين والتي نراها تسمح لإسرائيل بأن تسرح وتمرح وتنتهك القرارات في الوقت الذي تمارس فيه حصاراً ظالماً على الشعب العراقي والليبي والسوداني .

الحاضرون جميعاً :

أود قبل الختام أن أشير أن مؤتمرنا هذا سيناقش خلال جلساته القادمة التقرير المقدم من رئيس الهيئة العليا ومشروع اللائحة العامة وهما البندان المدرجان في جدول أعماله ،،

أرحب بكم مرة أخرى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp