كلمة الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:27/7/1997م في صنعاء بمناسبة زيارة رئيس مجلس النواب المغربي رئيس الاتحاد البرلماني العربي لبلادنا

 

معالي الأخ الدكتور/محمد جلال السعيد رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب المغربي.

الأخوة أعضاء الوفد الكرام .

الأخوة الوزراء .

الأخوة أعضاء المجلس الإستشاري.

الحاضرون جميعاً :

يسعدني في البداية أن أرحب بالضيف الكريم والوفد المرافق له أجمل ترحيب متمنياً لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني بين أهليهم وذويهم فنحن نعتبر أسرة واحدة رغم تباعد المسافات والحواجز المصطنعة .. فأهلا وسهلا بهم جميعا .

وإنه لمن دواعي السرور أن تأتي هذه الزيارة لرئيس الاتحاد البرلماني العربي في وقت والعرب أشد ما يكونون فيه حاجة للوحدة ولم الشمل ذلك أن الجراح قد أثخنت هذا الجسد الكبير والنزاعات والاختلافات قد مزقته وأصبح الحال صعبا لا يسر أحدا ورغم أن عوامل التوحد بين أقطار العالم العربي كثيرة ومتعددة إلا أن  عوامل التفرق طغت على ما سواها ونجح الأعداء في تكبيرها وتضخيمها .

معالي رئيس مجلس النواب المغربي :

الحاضرون جميعا :

إن بلادنا بعدما تحققت وحدتها وترسخت بفضل الله وتوفيقه قد اتجهت صوب تجذير التوجه الديمقراطي والتنمية الاقتصادية في حياة الشعب ، وإذا كنا قد تمكنا من إنجاز الانتخابات النيابية الثانية في 27ابريل 97م فان بلادنا اليوم تعيش مرحلة التحدي الاقتصادي والتنمية ورغم أن الصعوبات كبيرة والمعوقات كثيرة إلا أننا عازمون بإذن الله تعالى  على المضي قدماً نحو تحقيق أمال شعبنا اليمني وتطلعاته على طريق الاستقرار والنهوض الحضاري و إن ما نحتاجه اليوم هو تظافر الجهود وحشد الطاقات ورسم الخطط والبرامج الكفيلة بوضع الحلول والمعالجات الصحيحة لكافة المشاكل الاقتصادية وإننا على ثقة أن إخواننا العرب في المشرق والمغرب سيقفون إلى جانبنا في هذه المرحلة التي تحتاج إلى المزيد من التعاون والتكافل بين أقطارنا وشعوبنا في اتجاه تحقيق الوحدة العربية الشاملة بإذن الله تعالى .

ولاشك أن زيارتكم لبلادنا ستفتح آفاقا جديدة لمجالات التعاون بين اليمن والمملكة المغربية على صعيد العمل البرلماني وسوف توسع مجالات التعاون  التجارية والاقتصادية والثقافية القائمة بين بلدينا .

الحاضرون جميعا :

إن ما تعيشه الأمة العربية اليوم من حالة تمزق وهوان تفرض على جميع المسؤولين باختلاف مواقعهم ومراكزهم استشعار المسؤولية الملقاة على عاقتهم والعمل الدؤوب والمخلص من أجل إحياء روح الاخوة واستعادة التضامن العربي من خلال العمل المشترك حتى تتحقق الغايات والأهداف التي نصبوا إليها جميعا.

وإذا كانت المسؤولية على قادة الشعوب العربية كبيرة فان مسؤولية البرلمانيين العرب أكبر ذلك أنهم  يمثلون إرادة شعوبهم الطامحة للوحدة والتعاون والتكامل ، ولذلك فان علينا كبرلمانيين تفعيل دور المجالس البرلمانية العربية من خلال تكثيف التواصل والتشاور وتنسيق المواقف وان الاتحاد البرلماني العربي مطالب بمضاعفة الجهود نحو المزيد من التعاون والتظافر العربي باعتبار أن الاتحاد مؤسسة عربية رائدة ، وعليه تقع مسؤولية تعزيز التضامن العربي على الصعيد البرلماني حتى يتحقق التكامل الشامل على مختلف الأصعدة بإذن الله تعالى.

معالي رئيس الاتحاد البرلماني العربي :

الحاضرون جميعا :

إنما يجري اليوم في فلسطين المحتلة من ممارسات بشعة تتمثل في تخريب البيوت وهدمها وتقتيل النساء والأطفال وسحق أبنائنا في الشوارع ليدعونا إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضاياه وتقديم ما نستطيع تقديمه وذلك أقل ما يجب علينا تجاه إخواننا في فلسطين .

وان مما يؤسف له أن نتغنى بالسلام ونمني أنفسنا به في الوقت الذي تزداد فيه ضراوة الهجمة على الأرض والمقدسات  وتتوسع الأطماع وتصدر التصريحات الإسرائيلية حول الجولان وجنوب لبنان وبما يؤكد عدم الجدية في التخلي عن أي شبر وقع تحت الهيمنة وهكذا فان الممارسات الإسرائيلية المتعنتة تقوض عملية السلام من أساسها وتؤكد أنه لن يكون هناك سلام  أو استقرار في المنطقة فالسلام لا يتم إلا إذا عادت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واستعيدت الأرض العربية المحتلة في الجولان وجنوب لبنان وان السلام الشامل والعادل لا يقوم  في ظل الغطرسة والهيمنة والصلف والإرهاب الإسرائيلي والتخاذل العربي والصمت الدولي .

ولذلك فان على العرب والمجتمع  الدولي أن يستشعروا واجبهم وأن يقوموا بدورهم إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات بشعة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي ويعملون على إعادة الحق لأبناء الشعب الفلسطيني  المتمثل في إقامة دولته المستقلة على ترابه  الوطني بعاصمتها القدس الشريف .

وعلى أمريكا وروسيا باعتبارهما راعيا السلام تقع المسؤولية الكبرى ونخص بالذات الولايات المتحدة التي تكيل بمكيالين في هذا الاتجاه فلو أنها كانت جادة من أجل السلام لتحقق لكننا نرى التحيز الواضح في الكثير من المواقف لصالح إسرائيل الأمر الذي يجعل السلام لصالح طرفا واحدا على حساب حقوق الطرف الآخر .

معالي رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب المغربي :

الحاضرون جميعا :

أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم فالهموم كبيرة والآمال كثيرة وعندي ثقة أن زيارة الأخ الدكتور محمد جلال السعيدهي فاتحة طيبة نحو المزيد من التعاون البرلماني  بين اليمن والمغرب  كما أنها  خطوة متقدمة لتوسيع آفاق التعاون بين مجلس النواب في بلادنا ومجلس الاتحاد البرلماني العربي الذي نتمنى له كل النجاح وأيدينا معه ونحن إلى جانبه من أجل تحقيق المزيد من التقارب وتنسيق المواقف تجاه قضايانا وهمومنا على الساحة الإقليمية والدولية .

أتمنى لضيوفنا الأكارم طيب الإقامة في وطنهم الثاني .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp