قيم اليمن وواسطة عقدها * أحمد صالح الفقيه

  الثوري 3/1/2008م

حمل إلينا العام الحزين المنصرم خاتمة الأحزان وأجلها بوفاة الراحل الكبير والفارس العربي الحقيقي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لننتقل إلى العام الجديد بمشاعر يثقلها الحزن وتشيع فيها المخاوف.

الحزن على هذا العملاق الذي غادرنا ليترك الوطن أقل إمتلاءً ، والمخاوف أكثر لأن غيابه بمثابة تداعي عمود للوطن والذي طالما حمل الطمأنينة إلى العباد بتأثيره الواسع ونفوذه المعنوي العارم وكلمته المسموعة.

كلما قلبت الطرف حولي في العالمين العربي والإسلامي تحضرني أسماء قليلة لقادة يماثلون الفقيد الكبير في شمائله ومزاياه من رجال السيف والسياسة ، فقد عاش هذا الإنسان الفذ والزعيم الجليل حياة حافلة خاض خلالها غمار المعارك العسكرية ، ثم المعارك السياسية ولم تلحقه شائبة من قسوة أو رهق في سلاحه ، بل كان دائماً المقاتل الفارس والخصم الشريف والحليف الوفي ، والقائد الملهم ، فلم يخن قط ولم يغدر ، ولم يستغل ضعف الخصم لينتقم منه ، بل كان السباق إلى رأب الصدوع وإصلاح الأحوال وجبر الخواطر ، وإرضاء النفوس وفي السياسة كان دائماً رجل المبادئ ذا الوجه الواحد ، والكلمة الواحدة ، لم يعرف الغش أو النفاق ، بل كان صريحاً وفياً لمبادئه السامية التي حمى بها العقيدة الإسلامية ، ومبادئها وتعاليمها السمحاء ، والأخلاق العربية السامية ، كرماً ونجدة وإباء والإصلاح قولاً وعملاً.

وعندما أحنى الكثير من السياسيين في أنحاء العالم رؤوسهم لبطش الولايات المتحدة الأمريكية وجبروتها ، وارتعدوا خوفاً من إتهاماتها الجزافية بالإرهاب لكل من لم يقف معها ، كان الفقيد العظيم يصدع في كل محفل محلي ودولي بالنصرة التي لا تتزعزع قولاً وفعلاً ، لضحايا العدوان الأمريكي الصهيوني من أفغانستان إلى العراق وفلسطين وفي زيارته الأخيرة للبلاد والتي قطع خلالها رحلة علاجه شهدت في داره العامرة بصنعاء رعايته لإنشاء منظمة جديدة لنصرة فلسطين وشعبها وتشرفت خلالها بالسلام عليه ولن أنسى ما حييت ، ولن تبارح ذاكرتي ملامحه المستنكرة المشمئزة عند سؤال مقدم برنامج (زيارة خاصة) له في قناة الجزيرة عن علاقته بإغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي على خلفية خلافاته معه ، وهو يقول : أن يغتال الإنسان ضيفه في داره وعلى زاده ليس من شيم الرجال ولا أخلاقها ، لقد أفزعه السؤال وفكرة أن تكون لدى أي إنسان ذرة من شك في أن تكون له أية علاقة بذلك الجرم الفضيع الجبان وتلك أخلاق نسيها الكثيرون مع الأسف فارتكبوا الكثير من الفضائع .

رحم الله عبده عبدالله بن حسين الأحمر وجعله في مستقر رحمته مع الأبرار والصديقين والشهداء وجعل أنجاله وأشباله الميامين خير خلف لخير سلف ، ونفع بهم البلاد والعباد إنه سميع مجيب الدعاء..آمين.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp