إني أتيت وفي يدي ريحانة فواحة وعلى اللسان دعاء *صالح بن محمد اليافعي التميمي

  

صوت فلسطين 7/1/2008م

إلى روح شيخنا الفاضل عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله.

لقد أثكلْت أمتنا ولولا عقيدتها لأعلنت الحداد ، بكيتك لأن سعيك سعي شهم يحمل أمانة الإصلاح أداءً . أدركت الصراع صراع كفر وإيمان فأطلقت الجياد ، وفرقٌ بين من صلى خشوعاً وإيماناً ومن صلى إعتيادا.

ماذا يمكن للكلمات أن تقول؟

وكيف ستعبر عن هذا المصاب الجلل؟

وبماذا تكتب؟

إني أكتب بالحبر ولكن في بعض المرات ومنها هذه المرة أكتب بالدمع ، أعترف لأول مرة أني لم استطع أن استجمع أفكاري لكي أكتب وهذا لم يحدث لي حتى الآن إلا مرات نادرة جداً جداً.

ولن أكرر هنا ما سيقال وسيدبج في البرقيات والبيانات والمقالات في تعداد مناقب الشيخ المدافع عن الثورة والوحدة اليمنية والأوصاف التي ستطلق عليه وعلى قدره العالي ومكانته في قلوب الناس ، لأني أجد نفسي أمام لحظة مهيبة ، وتحتاج مني تجديداً لا يمل في الكتابة عن الشيخ أثناء لحظة وفاته.

خاصة وأني أقف متهيباً . حقاً عمن أكتب ؟ عن الشيخ الذي اعتز كل الإعتزاز بكلماته الصادقة مراراً أمام الناس عندما قدمني لهم في مجلسه المبارك ، أبو عبدالرحمن اليافعي رجل منتج وصاحب مبادئ ثابتة ، عصرته التجارب والأحداث وصاحب فكرة واضحة ونظر ثاقب وله مؤلفات كشف فيها أعداء الإسلام والوحدة اليمنية.. حقاً لم تكن علاقتنا علاقة سياسية بل مبدئية كما ذكر الشيخ رحمه الله.

أستطيع أن أقول بملء الفم أنه كان (صاحبي) وهي كلمة واحدة لكن معانيها تشكل سفراً كاملاً لمرحلة من حياتي الشخصية والعامة ، طافت في خيالي الذكريات مع هذا العلم العملاق الأشم ، الشيخ (الحقيقي) في زمن إستنساخ المشائخ ، الرجل في زمن قل فيه الرجال ، البطل في زمن يندر فيه الأبطال ، الكبير في زمن كثر فيه الصغار، العملاق في زمن كاد أن يسيطر فيه الأقزام ، الثابت في زمن المتقلبين والمنافقين النفعيين ، المتقرصنين ، صاحب المبدأ الأصيل الذي لم يتزحزح عنه وهو على فراش المرض ينتظر بصبر ورضى قدر الرحمن.

كم من المجلدات نحتاج لكي نكتب عن سيرة ومآثر الشيخ عبدالله الأحمر؟

كم من المقالات؟

وكم من دواوين الشعر؟

كم من المتاحف سنفتح لتضم ما يذكرنا بهذا العملاق الشريف؟

كم نحتاج من الوقت لكي تنجب نساء اليمن إبناً باراً مثل الشيخ الأحمر؟

وكم تحتاج اليمن من الوقت لتفيق من صدمتها بغياب الشيخ عن ساحاتها وميادينها وجبالها وسهولها وقصورها ومساجدها وجمعياتها الخيرية؟

وكم تحتاج اليمن من الجهد المشترك لتسد فراغاً لم يكن يملأه سوى الشيخ الأحمر رحمه الله؟ إنه رمز اليمن العالمي المتميز بمواقفه الثابتة التي عاش ومات وهو متمسك بها ، إنه رمز اليمن العالمي المتميز بلباسه ، لم ينزع لباسه التقليدي الشعبي البسيط بعمامته وجنبيه وعصاه لا في العواصم العربية ولا في العواصم العالمية ، لا تخطئه العين سواءً كان في صعدة أو الحديدة أو عدن أو الكويت أو الرياض أو القاهرة أو بغداد أو باريس ولا في نيويورك ولا في لندن ولا في كوبا أو غيرها من مدن الأرض كلها ، ومن في هذا الأرض كلها لا يتذكر عمامة اليمن الذهبية الزاهية ؟ إنها تاج اليمن وعموم بلاد العرب ؟

الشيخ الأحمر يتمنطق بالجنبية اليمنية الأصيلة رمز القوة والشجاعة والإباء والكرامة ، لم يمت من دونها أبداً فهي تمثل أن الشيخ الأحمر سيف من سيوف الإسلام البارزة التي لا تُنسى في ذاكرة التاريخ ، إن الشيخ الأحمر قصة اليمن الحديث وبطل القصة كلها هو الشيخ الأحمر ، هو فصول قصة اليمن وثورة اليمن ووحدة اليمن وتثبيت وحدة اليمن ودستور اليمن الموحد الجديد وصانع ورئيس الرؤساء في تلك المراحل التاريخية السائدة إلى لحظة وفاته ، لذلك يستحق الفيلم الوثائقي الكبير عن قصة اليمن الحديث.

صدرت بعض سطور من ذكرياته في كتاب جديد لم يف بالغرض كاملاً ، ولم يكتمل الكتاب حقاً ، فهناك الكثير والكثير والكثير مما لم يروى في ذلك الكتاب ، وستحمله الأيام في كتب جديدة متواصلة عن تاريخه وتراثه المشرق بإذن الله ، وهي أمانة الأولاد والأحفاد والتجمع اليمني للإصلاح بشكل خاص ومحدد.

الشيخ الأحمر حامل روح الثورة اليمنية (الإسلام) ، الشيخ الأحمر المدافع الثابت عن تطبيق الإسلام عقيدة وشريعة.

الشيخ الأحمر طالب العلم ورافع قدر العلماء كان لا يخلو مجلسه منهم أبداً ، وإذا أفتى علماء الإسلام كتب تحت الفتوى نحن مع ورثة الأنبياء ، مع العلماء نؤيد ونعمل من أجل تحقيق ما يطلبه منا أساتذتنا الأجلاء علماء الإسلام ، ومثال واحد يكفينا في هذه الورقة عند هذه اللحظة الحزينة لنتذكر مآثر شيخنا الأحمر فعندما شن أعداء الإسلام والوحدة هجومهم العنيف على الشيخ الداعية الفاضل عبدالمجيد الزنداني أثناء معركة تعديل الدستور سجل الشيخ عبدالله الأحمر موقفه القطعي الثابت بقوله ، الشيخ عبدالمجيد الزنداني داعية إسلامي وزعيم إسلامي ديني وسياسي له مكانته في قلوبنا وله مكانته بين الشعب اليمني المسلم وله مكانته لدى الشعوب الإسلامية كلها.

الشيخ الأحمر حامل وداعم راية الجهاد في سبيل الله في اليمن كلها ، وفي فلسطين وأفغانستان والشيشان وكشمير والعراق والصومال والسودان وكل مكان ترفع فيه راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.

الشيخ الأحمر سكن في صنعاء لكن القدس الشريفة كانت تسكن في قلبه ، الشيخ الأحمر كان يعتبر القدس أمانة في أعناق كل المسلمين لا يتنازل عنها ويخونها إلا كافر منافق من أعوان اليهود وأعداء الإسلام.

الشيخ الأحمر كان نموذجاً حياً لأهل المدد الذين عناهم النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بقوله: (إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال يا محمد إني جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا) مما دفعني أن أكتب في مقدمة إهدائي إليه كتابي (معركتنا مع اليهود فريضة جهاد وليست تطرفاً وإرهاباً) على فتوى علماء اليمن حول التطبيع عام 2000م وطبعته الجديدة بعنوان (هذا هو المخطط اليهودي الشامل) إلى شيخ مشائخ اليمن الشيخ الأحمر الذي رفع صوته عالياً في مواجهة المخطط اليهودي العالمي وقال : إن الهرولة نحو التطبيع لعنة ووصمة عار نعارضها والمهرولون مهزومون من الداخل ، فاستحق وصف موقع الإسلام على الإنترنت العالمي له (أن الشيخ الأحمر يشبه السلطان عبدالحميد الثاني، نعم إنه عبدالحميد الثالث).

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أثناء محاولات إعادة تصدير اليهود كأفواج سياحية وزيارات متعددة الأغراض أن الدستور اليمني يحظر الهجرة إلى إسرائيل ، كما نشرت صحيفة القدس تفاصيل تلك الأحداث بعنوان (الشيخ الأحمر يطرد السياح اليهود من باب منزله) ويذكر موقف الشيخ الأحمر من الوفد اليهودي بموقف السلطان عبدالحميد الثاني فقد فوجئ الشيخ بالوفد في ساحة منزله بصنعاء أحد أيام إبريل 2000م وكانت المفاجأة غير المتوقعة في إنتظارهم فما إن علم الشيخ بوجودهم حتى سارع بطردهم واصفاً إياهم بالمغتصبين للحق العربي والمنتهكين للمقدسات الإسلامية وبأن أيديهم ملطخة بدماء الأطفال والنساء في جنوب لبنان وقال بعد أن أغلق باب بيته خلفهم إنكم أشد الناس عداوة وأكثرهم حقدا على العرب والمسلمين من أي جنسية أخرى وقد ساد شعور بالفخر وسط اليمنيين نتيجة هذا التصرف النبيل الشجاع للشيخ الأحمر الذي أعاد إلى أذهانهم صورة السلطان عبدالحميد الثاني.

وأكد الشيخ الأحمر إن الموقف من دخول اليهود اليمن منطلق من رؤية مبدئية ونابعة من قناعات ، وهو موقف الشعب اليمني وموقف مجلس النواب وقال أنا أرفض دخول يهود اليمن تحت أي مبرر أو ستار أو حجة واستنكر التسامح مع دخول اليهود سياح أو زوار فأنا أعارضه وأرفضه وأقاومه.

وأعلن في مقابلات صحفية وتصريحات عديدة قبل وأثناء زيارته للكويت في نفس الفترة عن الرفض الكامل لزيارة اليود مهما كانت الصفة التي يأتون بها ومعارضته لها ووصف الهرولة نحو اليهود بأي شكل من الأشكال بأنها لعنة ووصمة عار وأنهم أعداء ومجيئهم إلى اليمن ليس له مبرر ، وقال: إن الهرولة مرفوضة وهي كلها إرضاء للولايات المتحدة لأن بعض الحكام والحكومات يظنون أنهم لن يجدوا تعاوناً ولا دعماً من أمريكا إلا إذا هرولوا للتطبيع مع إسرائيل ، وأن أمريكا تحول دون وحدة العرب والمسلمين وتحول دون عقد قمة عربية تحول دون أن يكون للأمة العربية عزة ومنعة وشأن ، إن أمريكا قد سيطرت على القرار السياسي لأننا نحن نسلم لها بالأمر الواقع بكل سهولة ، حكامنا يسلمونها ومن وجهة نظري نحن وبعض الدول متماسكون أكثر والدول العربية ليست على مستوى واحد بالنسبة للإستسلام.

وأعلن الشيخ الأحمر رئيس مجلس النواب حينها أيضاً بوضوح (نحن في المجلس نرفض مثل هذه الخطوة) وأعلن الشيخ الأحمر(أن هؤلاء النفر من اليهود الذين يأتون على دفعات هم محاربون حاربوا العرب والمسلمين في فلسطين واغتصبوا الأرض واستباحوا الحرمات والمقدسات العربية والإسلامية وليس لهم أصول يمنية وأن الشعب اليمني يفضل أكل التراب على الرضوخ للضغوط الأمريكية أو الغربية ولم يسبق للشعب اليمني أن رضخ لأي ضغوط من أجل المساومة على مبادئه وقيمه وقناعاته وتحمل ومستعد لأن يتحمل أكثر بحيث لا يرضخ لأي ضغط) وأشار إن السياسة الأمريكية راضخة للرغبات الإسرائيلية وأن هناك ضغوطاً للسماح بالسياحة لليهود تمهيداً للتطبيع التدريجي مع اليهود ، وكانت تلك الوفود اليهودية قد وصلت تحت غطاء سياحي عن طريق وكالات سياحية ومكاتب سياحية تقاسمت حق الإمتياز لهذه العمليات عن طريق سفارات البلاد في الأردن وأمريكا والممثلية الدائمة لدى الأمم المتحدة بعمولات مغرية ممهورة بدماء ودموع الشعب الفلسطيني بثمن بخس ولذلك اعتبر الشيخ الأحمر السماح لليهود وإعطاءهم التسهيلات للسياحة خطأ فادحاً ارتكبته الحكومة مهما كانت المبررات ، وأعلن الشيخ الأحمر (ليس لهذه الزيارات أي مردود على اليمن سوى سوء السمعة ، الشعب اليمني كله يرفض هذا ، أعضاء مجلس النواب والأحزاب والعلماء والمنظمات والشباب كل الشعب يرفض هذه الخطوة ويعتبرها غير مبرره) كان الشيخ واضحاً كل الوضوح ومتمسكا أشد التمسك بموقفه المبدئي (لا يحق لهم العودة ، إن حق العودة هو للفلسطينيين المشتتين في أنحاء العالم وشتتهم اليهود اليمنيون والعراقيون والمغاربة والبولنديون والغربيون وسكنوا محلهم واغتصبوا ديارهم وممتلكاتهم فيجب أن يعود الفلسطينيون إلى ديارهم أما اليهود الذين هاجروا بمحض إرادتهم إن كان من اليمن أو العراق أو أي بلد وخلعوا جنسيتهم واخذوا الجنسية الإسرائيلية وحاربوا مع الإسرائيليين وساهموا في إقامة دولة العدو على أرض فلسطين فهؤلاء لم يبق لهم حق لا في اليمن ولا في غير اليمن واليهود الذين كانوا في اليمن ذهبوا منذ ستين سنه ولم يبق لهم عائلات ولا أقارب ولا ممتلكات قد باعوها كلها وراحوا ، وليس بين الزائرين والمقيمين اليهود أية قرابة وما قاله رئيس الحكومة مبرراً هذا الخطأ غير صحيح على الإطلاق هؤلاء محاربون وليس لهم أي أقارب في اليمن إنها زيارات مشبوهة حتى ولو تمت تحت غطاء أنهم من أصل يمني ونحن نرفض زيارتهم تحت أي غطاء.

وعندما اشتدت الإغراءات والضغوط اليهودية والصليبية العالمية ومن المنافقين العرب والعجم على يمن الإسلام ، يمن الحكمة والإيمان ، وكشفت الأحداث عن وجود ضغط أمريكي علني وخفي ومتعدد الوسائل للتعجيل بالتطبيع مع اليهود.

وربط معونات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وأمريكا وبعض دول أوروبا بالعلاقة مع اليهود وإنتشار محدود للسلاح اليهودي والبضاعة اليهودية.

وزادت وسائل الضغط والترهيب والترغيب وتمثلت تلك الوسائل التي اتبعت بـ:

-     التلويح بمساعدات ضخمة ورشوات وعمولات تجارية ضخمة مقابل تواجد اليهود وهو ما فتح شهية البعض للمال الحرام ، وبدافع المعارضة العدائية للإسلام والوحدة.

-     محاولة الطلب بفتح مكاتب تكون نواه لسفارة وتمثيل قنصلي يهودي بل والإعلان عن منظمة تدعو إلى إقامة علاقات مع العدو اليهودي بإسم (SAM ) أي منظمة أنصار السلام وجرى الإعلان عنها في مدينة تعز ووزعت وثيقة إشهارها على نطاق ضيق تحسباً لردود الفعل الغاضبة التي قد يتعرض لها أعضاء المنظمة ، وأشارت تلك الوثيقة أن الهدف الرئيسي والأساسي للمنظمة هو التحفيز لإقامة علاقات تطبيعية على مختلف المستويات بين اليمن وإسرائيل وكشفت عن سبعة أهداف أبرزها تطبيع مع اليهود وتأييد اليهود في دولتهم ونشر ما يسمى بثقافة السلام وإدارة حوار بين الأديان والحضارات.

-     الترويج لإتهام الدعاة والعلماء المسلمين بأنهم عائق أمام التطور والتنمية وأنهم متطرفون يدعون إلى القتل والإرهاب لمحاولة التأليب عليهم لتحقيق مأربهم بضرب قلاع الإسلام الحصينة في يمن الإيمان والحكمة.

-     الترويج أن وجود اليهود سيجعل اليمن كاليابان وسنغافورة ودبي كما أوهموا الفلسطينيين من قبل إعلان غزة وأريحا أنها ستصبح هونج كونج المنطقة ، وإعلان أن الملحقية التجارية بسفارة أمريكا في صنعاء تقوم بزيارات إلى المحافظات للإطلاع على آفاق التعاون التجاري وتتزامن تلك الزيارات مع تواجد الوفود اليهودية مع ما تردد من أنباء عن لقاء تم عقده بين رجال أعمال يمنيين ويهود بحضور الملحقية التجارية للسفارة الأمريكية والترويج لأن عدد اليهود اليمنيين يصل إلى نصف مليون يهودي يمني تكاثروا وتناسلوا منذ خروجهم عام 1948م بينما العدد التقريبي للذين خرجوا من اليمن كما أفاد تقرير أخير لوكالة الأنباء الفرنسية هو (43.000) يهودي غادروا بين يونيو 1949م و 1950م في جسر جوي أطلق من عدن .

-     الترويج لأن اليمنيين مسالمين ويحبون السلام هكذا بدون عدل وأنهم متسامحون لينسوا الجرائم اليهودية والمذابح اليهودية وأنهم متفتحون وعلى إستعداد لتقبل الجديد ومسايرة العصر من خلال قبول اليهود وإلغاء التاريخ والذاكرة والواقع وتغيير مناهج التربية والتعليم والثقافة بل (أن السير في خطوات التطبيع يحتاج إلى تغيير كامل في منظومة الفكر والثقافة التي عرفناها عن اليهود وطباعهم ويحتاج إلى نسيان جرائم الإسرائيليين في حق شعب فلسطين وشعوب المنطقة ويحتاج إلى إهمال وقائع التاريخ التي تؤكد أن اليهود أمة منغلقة على نفسها لا تعطي شيئاً وإنما تأخذ دائماً).

-     بيان ما صاحب هذه الزيارات من إشارات إعلامية عربية ودولية إلى:

-     ربط زيارات كبار المسئولين إلى أمريكا بفتح المطارات والموانئ والفنادق والأسواق لليهود وتوفير الحماية لهم وفتح شهية البعض للمال الحرام ونشر الإحباط بين المسلمين من خلال الترويج بأن العصر عصر اليهود ، وأن بيدهم مفاتيح الحضارة وبيدهم المال وبيدهم التأثير الإعلامي وبيدهم الأسلحة المتقدمة ولا داعي للمقاومة ولا للعداء فعلينا أن نسلم لليهود بكل شيء بل وصل البعض من المنهزمين إلى إشاعة أن اليهود أذكياء ومساكين ومسالمون وأنهم سينعشون الحالة إلإقتصادية وأن الناس كلهم فتحو لهم بلدانهم وأراضيهم وبيوتهم وأنهم مظلومون وما أوجعوناش وعلينا أن نكون من جيز الناس ونرضى بالأمر الواقع وأن لا نكون ملكيين أكثر من الملك مادام منظمة التحرير الفلسطينية قد قبلت باليهود فلماذا المزايدة وكأن فلسطين ليست وقفاً لكل المسلمين ويشيعون التخويف بين الشعوب بالإشادة بأمريكا وقوة أمريكا وهي بيد اليهود وإنها ضربت أفقر الدول مثل العراق وأفغانستان والسودان وستضربنا وتحاصرنا وستقطع معوناتها على اليمن ، ويشيعون أن بترول اليمن قد نضب ، ولم يستخرج بعد ولم يذق الشعب اليمني شيئاً منه حتى الآن وقد نضبوه بأفواههم ، ويكثرون من الضجيج أن أمريكا تملك القوة والتكنولوجيا وهي القطب الأوحد في العالم وتملك الصواريخ النووية والعابرة للقارات وسفنها الحربية في البحار العربية بلا رقيب ولا حسيب ، ونسوا (أن الله على كل شيء قدير) (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)ولم ينس الشيخ المؤمن ذلك في ظل كل ذلك التخويف والترهيب.

لم يتراجع الشيخ عبدالله عن ثباته المبدئي إذ رد الشيخ الأحمر - رحمه الله - رداً جعله الله في ميزان حسناته فقال: (إننا متوكلون على الله سبحانه وتعالى ولن نستسلم لضغوط أمريكا ونحن عايشون من دون أمريكا ولم لا تقدم أمريكا إلا الأشياء لا تفيد . والضائقة الإقتصادية موجودة عند غيرها بل وأشد مما عندنا).

تلك كانت نزر بسيط من مواقف الشيخ الأحمر البينة الواضحة الثابتة التي تجعل كل مسلم في الأرض وليس كل يمني فقط أن يفخر بعلاقته ومعرفته وصداقته للشيخ الأحمر مثلي ومن هناك منبع إفتخاري بما ربطني به من علاقة منذ عرفته رحمه الله.

نعم ! نعم! من مثلي؟ وحق لي هنا أن أقول وأفاخر في موقف مهيب مثل هذا وأقول بصوت عال من مثلي في علاقتي المتميزة مع الشيخ عبدالله الأحمر رحمة الله عليه؟

  

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp