الشيخ والحزبية! *د.عبد الله الفقيه

  نقلا عن صحيفة العاصمة 

اعتز المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، الذي صادف نهاية الأسبوع الماضي ذكرى وفاته الثانية، بحزب الإصلاح. وكتب في مذكراته التي أثارت وما زالت تثير الكثير من الجدل /''أن التنظيم والديمقراطية داخل الإصلاح أفضل من أي حزب آخر/''. وحمل الشيخ الإمكانات المادية، وانخفاض الوعي لدى الناس بالحزبية - المسئولية في فقدان الإصلاح للكثير من الناس الذين أقبلوا عليه بأعداد كبيرة عند عقد مؤتمرات التأسيس لكنهم سرعان ما انصرفوا عنه عندما أدركوا أن المصالح المادية هي لدى القوى الأخرى. ويثني الشيخ في مذكراته على المثقفين والمتعلمين الذين يدركون المعنى الحقيقي للحزبية، بينما ينتقد بعض مشايخ القبائل بسبب فهمهم القاصر للحزبية وتصورهم لها بانها /''مغنما وليست مغرما/''. ويسخر الشيخ في مذكراته، وإن بشكل مبطن، من أولئك الناس الذين ينظرون إلى حزب المؤتمر على أنه /''هو الدولة وأن الأحزاب الأخرى هي معارضة للدولة وخارجة عن طاعتها مثلما كان يقال سابقا: بنو فلان مفسدون على الدولة/'' ويستغرب الشيخ من استشهاد أولئك الساعين لتحقيق مصالحهم الشخصية بقول الله تعالى /''وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم/'' وتصويرهم لأحزاب المعارضة بأنها خارجة على الطاعة التي أمر بها الله للحاكم.

ويؤكد الشيخ بأن أحزاب المعارضة في اليمن وفي العالم الثالث بشكل عام في وضع صعب، وأنه من الضروري توعية المواطنين في اليمن بأهمية دور المعارضة وبأنها ليست عدو للدولة والنظام وأنها بمثابة حكومة الظل عندما تكون خارج الحكومة وأن وجودها يحد من سوء استغلال السلطة والمال العام لصالح الأحزاب الحاكمة، وأن وجودها /''يصلح العديد من الممارسات السلبية لأحزاب الأغلبية الكاسحة التي يعميها الفوز والغرور عن رؤية الصواب والإصغاء إلى نداءات العقل./'' ويثني الشيخ في مذكراته وفي أكثر من موضع على الأحزاب وعلى الدور الذي تلعبه في التخفيف من التعصبات المذهبية والطائفية والمناطقية والسلالية وفي تعميق الوحدة الوطنية، مؤكدا أن التعصب الحزبي أخف ضررا من الأشكال الأخرى من التعصب. ورغم إقرار الشيخ بأن الحزبية هي أخطر سلاح استخدم لإضعاف التماسك القبلي، إلا أنه لا يطالب بإلغاء الأحزاب، بل يدعو إلى الالتزام بالتعددية السياسية من جهة والمحافظة على التماسك القبلي من جهة أخرى.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp