الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ "الحياة"26/ نوفمبر/1994م : اليمن في منأى عن التطرف الديني

 

صحيفة الحياة - 26/ نوفمبر/1994

 

-       اليمن في منأى عن التطرف

 

رأى رئيس مجلس النواب اليمني عبدالله بن حسين الأحمر أن الحزب الإشتراكي اليمني أنهى نفسه وإنه اختار أن يكون في المعارضة حيث موقعه الطبيعي اليوم.

وأكد الأحمر الذي يقوم بزيارة خاصة إلى باريس وهو أيضاً رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح في حديث إلى " الحياة" أنه لا يوجد أي خلافات داخل الائتلاف الحكومي بشأن المسائل الاقتصادية, خصوصاً أن تحرير الاقتصاد أقر من حيث المبدأ لكن تطبيقه مؤجل الآن.

وأعتبر أن اليمن في منأى عن الظاهرة الأصولية لأن للأحزاب اليمنية خصوصية تميزها عن سواها تكمن في كونها لا تعمل حساب لأي طرف خارجي وتتبنى توجهاتها بناء على الواقع اليمني, وأعرب عن اقتناعه بأن الاتصالات الدائرة بين اليمن والمملكة العربية السعودية عبر قنوات عدة ستؤدي إلى عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها ومتانتها, وأبدى استعداده للتوجه قريباً للملكة.

وهنا نص الحديث الذي أجري مع الشيخ عبدالله :

·      ما هي دوافع التوجه اليمني نحو تحرير الاقتصاد, وهل مثل هذا التوجه يخدم استقرار الوضع في اليمن حالياً؟

§      إن التعديلات الدستورية نصت على مثل هذا التوجه وأكدت سياسة السوق بالنسبة إلى الاقتصاد, ولكن التطبيق له وقته.

·      هل تم تجاوز الخلاف الذي تم داخل الائتلاف بشأن هذا التطبيق؟

§      لم يكن هناك أي خلاف لا بين أعضاء الحكومة ولا بين الحكومة وأي قوة أخرى.

·      هل غياب الحزب الإشتراكي عن الحكم من شأنه تسهيل العمل بين التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي الذين يشكلان الائتلاف الحاكم؟

§      لقد اختارت القيادة الجديدة للحزب الإشتراكي أن يكون الحزب في المعارضة وهذا هو موقعه الطبيعي في الوقت الحاضر, والاشتراكية انتهت في كل العالم ولم يبقى منها سوى الاسم فقط بعدما أثبتت فشلها وعدم جدارتها. ونحن في اليمن جزءاً من العالم, فنحن لا نضع قيوداً على الفكر والرأي, لكننا نحظر ما يمكن  أن يضر بمصلحة البلد وبشريعة الإسلام, والحزب الإشتراكي اليمني أنهى نفسه بنفسه.

·      وهل  ذلك يتطابق مع التعددية السياسية التي أقرها الائتلاف الحكومي؟

§      هناك في العالم قوانين تحكم نشاطات الأحزاب ونحن أيضاً لدينا مثل هذ القوانين التي يجب أن تلتزمها الأحزاب كافة سواء كانت حاكمة أو محكومة.

·      وأين هو اليوم موقع القيادات الاشتراكية التي أيدتكم خلال الحرب؟

§      إن موقع هذه القيادات محفوظ فمن كان في مجلس النواب مثلاً لا يزال في المجلس, فها هو علي صالح عباد(مقبل) نائب رئيس مجلس النواب وهو أيضاً الأمين العام للحزب الإشتراكي في اليمن.

·      ذكر أخيراً أن الاعتقالات طالت مجموعة من العسكريين الجنوبيين فما مدى صحة ذلك؟

§      إن هذا القول غير صحيح فقد تكون هناك اعتقالات بحق بعض العناصر.

·      كيف ينظر اليمن إلى تطور الحركة الأصولية في العالم العربي, وهل هو في منأى عن التطرف الأصولي؟

§      أي تطرف يعتبر مخيفاً بالنسبة إلينا سواء كان تطرفاً إسلامياً أو مسيحياً أو صهيونياً أو يسارياً فالتطرف ليس في مصلحة أحد والشيء الطبيعي هو الاعتدال, فخير الأمور أوسطها. ولليمن خصوصيات في تجاربه من ناحية التنظيمات الإسلامية أو غيرها فحزب الإصلاح الإسلامي السياسي مثلاً, لا ينفذ أو يطبق سياسة أي طرف خارجي. إن سياسة الحزب تنطلق من الواقع وممارسا ته تنطلق من مصلحة البلد.

·      كيف تنظرون إلى علاقاتكم مع المملكة العربية السعودية وهل أجريت اتصالات بين البلدين منذ انتهاء الحرب اليمنية؟

§      إن السعودية لا غنى لنا عنها ولا غنى لها عنا, ونحن من جانبنا جادون وصادقون ومهتمون ومصرون على إعادة المياه إلى مجاريها وإعادة العلاقات الأخوية إلى ما كانت عليه وإزالة كل شائبة, وسنواصل السعي إلى أن نوفق. وهناك اتصالات مباشرة عبر قنوات وهناك مساعي متعددة, فالطريق غير مسدود وكل شئ ممكن.

والمملكة متأنية في كل خطواتها ونحن متأكدون من أنها ستنفتح على اليمن وتعمل على إعادة التعاون والعلاقات الأخوية التاريخية إلى ما كانت, وهذا أمر طبيعي لأنه كما قلت لا غنى لأي منا عن الآخر, فنحن أشقاء وأخوة وتربطنا ببعضنا روابط متينة ومتميزة لا توجد بين أي شعبين.

·      وهل اتصالاتكم هذه تتضمن أيضاً محاولات للتقريب بينكم وبين الشخصيات اليمنية الموجودة في المملكة السعودية؟

§      إن السعودية لا تربط علاقاتها بالآخرين من خلال أشخاص, فلديها أعداد من اليمنيين وهي لا تربط علاقاتها باليمن من خلالهم, وما يدفعني للتفاؤل بمستقبل العلاقات مع السعودية هو علمي بحسن نيات جلالة الملك فهد وقلبه الكبير الواسع ومعرفتي به معرفة تامة, وسوف أزور المملكة قريباُ إنشاء الله وكان لي في الماضي زيارات كثيرة سأكررها.

·      قيل إثر الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر ولايتي إلى اليمن إن العلاقات الإيرانية- اليمنية ممتازة وجيدة, فهل هذا التقارب بينكم وبين إيران من العناصر الكفيلة بتحسين علاقاتكم الخليجية؟

§      إن إيران دولة إسلامية كبيرة ودولة مجاورة للمملكة ودول الخليج أكثر من مجاورتها لليمن والوزير الإيراني زار عمان وزار قطر وهما من دول مجلس التعاون الخليجي قبل أن يزور اليمن.

·      ما هو موقفكم من مسيرة السلام في الشرق الأوسط بوضعها الحالي؟

§      نحن في اليمن بعيدون فلسنا من دول المواجهة ولا من دول الدعم ولا من دول التصدي والصمود, ولهذا فإن الحق في هذه الأمور يعود لمن هو اقرب, أي إلى الفلسطينيين أولاً ثم الدول المواجهه ونحن نأتي بعد كل هؤلاء, وأعتقد أن المطلوب هو السلام, لكن هذا السلام يجب أن يحقق للشعب الفلسطيني كامل حقوقه وليس السلام الذي يحقق لإسرائيل ما تريد, وما نتمناه هو أن يكون السلام سلاماً وليس استسلاماً وما يجري تمريره الآن هو لمصلحة إسرائيل وليس لمصلحة الفلسطينيين.

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp