الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لصحيفة الاتحاد 28 نوفمبر 1998م : الوحدة اليمنية محصنة .. وتجربة الانفصال لن تتكرر .

 

صحيفة الإتحاد - 25/11/1998م

 

-       الوحدة اليمنية محصنة .. وتجربة الانفصال لن تتكرر .

-       مجلس النواب يؤيد الحكومة في اتخاذ أي إجراء ضد المتورطين في التفجيرات .

 

أشاد رئيس مجلس النواب اليمني رئيس حزب الإصلاح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالمواقف القومية لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة وسعيه المخلص للم الشمل وتحقيق التضامن العربي    وقال أن اليمن لا يزال يتطلع إلى الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي معرباً عن أمله في طرح الموضوع خلال القمة الخليجية المقبلة المقرر انعقادها في أبو ظبي في ديسمبر كما دعا إيران لقبول دعوة الإمارات المتحدة إحالة قضية الجزر الثلاث المحتلة ، طنب الكبرى ، وطنب الصغرى ، وأبو موسى ، إلى محكمة العدل الدولية مشيراً إلى تجربة اليمن في استعادة سيادتها على جزر حنيش من إرتيريا وتوقع الشيخ الأحمر في حوار شامل مع الاتحاد تطورات إيجابية في علاقات اليمن مع الكويت في المدى القريب لكنه قال إن الخلافات الحدودية مع السعودية لم تحل بعد رغم استمرار المفاوضات بشكل بطيء واستبعد حسم مسألة الترسيم في المدى القريب قائلاً : إنها قد تستمر عشرات السنين وأشار إلى اجتماع اللجنة العليا المشتركة مطلع العام المقبل وأبدى الشيخ عبد الله الأحمر خشيته من ضغوط خارجية اقتصادية للقبول بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في اليمن ووصف أحداث مأرب والجوف بأنها أعمال فردية لعناصر قبلية شاذة وأكد وجود اعتقالات لبعض المسئولين عن عمليات العنف الأخيرة في صنعاء وعدن كما أكد موقفه على حملة نزع الأسلحة في المدن اليمنية وأشار  إلى وجود تفاهم كبير بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وحزبه الإصلاح رغم اعترافه في الوقت نفسه بأن الإصلاح مغلوب واستبعد إصدار عفو عن لائحة الـ 16 التي قادت حرب الانفصال في الجنوب وقال أن الوحدة محصنة وفيما يلي نص هذا الحديث :

·      كيف تقيمون تطور العلاقات بين الإمارات واليمن ؟

§      نقدر مواقف صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ولقد قدم الكثير إلى اليمن ونحن نقدره ونحترمه بشدة لمواقفه العظيمة ومبادراته لصالح الوطن العربي فقد حقق سموه حلم إعادة بناء سد مأرب لليمن ، إنه عمل عظيم عاد بالخير الوفير على اليمن .

·      إلى أي مدى وصلت علاقات اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي ؟

§      نحن ومجلس التعاون شيء واحد في جزيرة واحدة .

·      وماذا عن طلب اليمن الانضمام إلى المجلس ؟

§      الطلب لا يزال موجود لأن موقعنا الطبيعي في هذا المجلس ، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار حيال هذا الطلب .

·      ما هو الجديد في العلاقات اليمنية الكويتية  ؟

§      نحن من جانبنا لم نقطع العلاقات والسفارة الكويتية منذ الغزو العراقي وحرب الخليج الثانية مفتوحة في صنعاء ، ونحن نحاول بكل ما يمكننا إعادة العلاقات إلى طبيعتها والكرة الآن في مرمى الكويت .

·      هل هناك خطوات لتحريك هذه العلاقات ؟

§      حصل لقاء أخير في نيويورك بين وزيري الخارجية اليمني والكويتي  ونتوقع تحريك الأمور وربما إعادة السفراء إلى صنعاء والكويت .

·      وماذا عن علاقاتكم مع إيران ؟

§      سمن على عسل ونحن ننصح إيران بسلوك طريق محكمة العدل الدولية لإنهاء النزاع على الجزر الثلاث ( طنب الكبرى ، طنب الصغرى ، أبو موسى ) والنظر إلى ما حصل في التسوية الأخيرة بشأن أرخبيل حنيش بين اليمن وإرتيريا .

·      ولكن إيران هي التي تعارض اللجوء إلى المحكمة الدولية ؟

§      نحن ننصح إيران باللجوء إلى محكمة العدل الدولية والقبول بموقف دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الشأن . وأعتقد أن الجانبين ليسا بحاجة  إلى وساطة أحد من الخارج للتدخل  ، كما أعتقد أن المجال متاح للتسوية مع العهد المعتدل للرئيس محمد خاتمي والذي يتجه أكثر لتحسين العلاقات مع الإمارات ونأمل أن تحل قضية الجزر ثنائياً أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لحسم القضية .

·      أين وصلت المفاوضات الحدودية مع السعودية ؟

§      المفاوضات مستمرة ولكنها بطيئة للغاية ورغم الجدول الزمني الذي اتفق عليه بعد أحداث جزيرة الدويمة إلا أن الخلافات لم تحل بعد رغم أن حسن النية متوفرة من الطرفين .

·      ما هي هذه الخلافات ؟

§      الخلافات تتركز على بعض المواقع رغم أنها من المفروض أن تكون حسمت من خلال اتفاقية الطائف هناك تباينات بشأن تحديد موقعي جبل ثار ورأس المعوج رغم أن هذين الموقعين متفق على ترسيمهما بموجب الاتفاقية ولا أريد أن أدخل هنا في موقع الحاكم لأقول أين الحق . ولكن في النهاية علينا كلجنة عليا لمتابعة تنفيذ الاتفاقية ، نقوم بتذليل العقبات والخلافات التي حصلت من خلال اللجان الفرعية المشتركة .

·      هل هناك اجتماع للجنة العليا اليمنية السعودية في المدى القريب؟

§      الاجتماع مستبعد قبل نهاية شهر رمضان أي مطلع العام المقبل .

·      لماذا لا تلجأ اليمن والسعودية إلى التحكيم الدولي ؟

§      هناك وشائج وعلاقات تمنعنا من اللجوء إلى محكمة العدل الدولية ولكن وفي النهاية فإن اتفاقية الطائف تشير إلى هذا التحكيم كحل أخير في حال فشل المفاوضات الثنائية .

·      أليس هناك سقف زمني للجوء إلى التحكيم ؟

§      كلا .. والسقف يكون في نهاية المطاف عندما يحصل اليأس في المفاوضات الثنائية ولم نصل إلى هذا الأمر بعد .

·      ما هو موقفك من النزاع بين سوريا وتركيا ؟

§      أحداث مؤسفة ونحن مع سورية بكل تأكيد في مواجهه لغة التهديدات التركية ، ومتحفظون على بعض المواقف العربية الضعيفة في هذا الأمر والتي يصل بعضها إلى حد السكوت ، التهديدات التركية لسورية لا يمكن ولا يجوز السكوت عليها .

·      والوضع في العراق ؟

§      نحن مع رفع الحصار الدولي وإنهاء معاناة العراقيين ولكن للأسف لا نملك أي شيء لتقديمه سوى الموقف الإعلامي .

·      وعملية السلام في الشرق الأوسط ؟

§      ليس هناك سلام وإنما استسلام واتفاقية " واي بلانتيشن " الأخيرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مشينة مهينة ومذلة ومعناها التفريط بالحقوق الفلسطينية وتسليم إسرائيل كل شيء ونتمنى عدم حصول أي خلافات بين السلطة الفلسطينية والمعارضة لأنه لن يكون في مصلحة أحد ومن يتحدث عن رعاية أميريكية نزيهة لعملية السلام يقع في مغالطة كبيرة لأن إسرائيل هي في الأصل ربيبة أمريكا التي تريد ذبح الشعب الفلسطيني .

·      لاحظت خلال فترة قصيرة وجود ارتفاع في نسبة الفقر كيف هو الوضع الاقتصادي؟

§      الوضع الاقتصادي صعب جداً والموارد قليلة وشحيحة حتى أن كمية النفط القليلة التي تصدرها اليمن تراجعت قيمتها مع الانخفاض المستمر في أسعار النفط والذي يعتبر بالنسبة لنا كارثة .

·      يقال أن هناك ضغوطاً على اليمن  من صندوق النقد والبنك الدولي ، ما مدى صحتها ؟

§      لا أستطيع التكلم  في ذلك نيابة عن رئيس الوزراء الدكتور عبد الكريم الإرياني.

·      البعض يقول أن بعض الضغوطات تحمل محاولة لإقناع اليمن بالقبول بمنح تسهيلات للولايات المتحدة الأمريكية لإقامة قواعد عسكرية ؟

§      إنك تحرجني في هذا السؤال والخبر اليقين عند الإرياني وعموماً " لن أتدخل في إشعال النار أو إطفائها .

·      هناك تحذيرات من داخل حزب " الإصلاح " بشأن القواعد العسكرية وآخرها لرئيس مجلس الشورى الشيخ عبد المجيد الزنداني ؟

§      إذا كان لدى الزنداني معلومات فهو أدرى بها .

·      هل  يعني هذا أنك على خلاف مع الزنداني وهناك مشاكل داخل الحزب ؟

§      الحزب واحد .. ولكن هناك بعض الأشخاص قد يكون لهم معلومات من خلال مساعدين وعموماً في أي طرح لمسألة القواعد العسكرية الأمريكية فان الحزب سيعارضه بشدة وبكل الوسائل المتاحة وسيتم تحريك الشعب اليمني في هذا الاتجاه .

·      ولكن الضغوط الاقتصادية ومسائل القروض والتسهيلات يمكن استغلالها للتأثير على القرار السياسي اليمني بشأن هذه القواعد ؟

§      كلامك صحيح .. وهذا ما نخشاه فعلاً واحتمالات " كبيرة " قائمة .

·      ما هو تأثير  القبيلة على المشروع الديمقراطي في اليمن ؟

§      اليمن كله قبائل والجميع مؤيد للمشروع الديمقراطي والدليل على ذلك المشاركة الكبيرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة .

·      والمشاكل القائمة بين القبائل والسلطة ؟

§      ليس هناك مشاكل وإذا كنت تقصد أحداث مأرب والجوف فالمسئول عنها " أفراد شاذون " ولا يمكن إلصاقها بقبيلة محددة .

·      وما مدى تأثير تفجير العناصر القبلية الشاذة لخطوط أنابيب النفط ؟

§      إنهم لصوص نحن ضدهم ونؤيد الحكومة في اتخاذ أي إجراءات حيالهم وهذا موقفنا ، ليس في المقابلات الصحافية فحسب وإنما داخل مجلس النواب .

·      هل هناك اعتقالات وأحكام طالت المسئولين عن التفجيرات؟

§      هناك اعتقالات وأحكام صدرت ضد بعض المتهمين بأعمال التفجير والدولة مطالبة باعتقال أي مشتبه وليس هناك أي اعتراض من أي قبيلة على هذا الأمر .. ومشايخ القبائل متفقون مع الدولة في هذا الأمر ويتعاونون معها بكل ما يلزم .

·      حملة نزع الأسلحة أين أصبحت ؟

§      نحن نقف مع نزع الأسلحة من المدن ومنع ظاهرة حملها بشكل عام .

·      هناك كلام عن فرض القبائل " أتاوات " في مقابل توفير الحماية لشركات النفط
الأجنبية ؟

§      هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق وليس لأي قبيلة حق فرض على أي شركة دفع ريال واحد .

·      وحوادث الخطف ؟

§      المسئول عنها أفراد شاذون وليس القبائل لأنها مع الدولة وهي قبائل حضارية وليست همجية وتؤيد الديمقراطية وتحترم الدستور .. وكل ما نشر في الصحافة حول تورط القبائل لا يستند إلى أي أساس على الإطلاق وهي معلومات غير صحيحة .

·      هل هذا يعني أن الوضع مستقر في مأرب  والجوف ؟

§      نعم بكل تأكيد أن الوضع مستقر .

·      كيف تقيمون طبيعة العلاقات بين حزبكم " الإصلاح " والحزب الحاكم " المؤتمر الشعبي العام " بعد أن أخرجتكم الانتخابات التشريعية الأخيرة من الائتلاف الحاكم؟

§      نحن حزب واحد ومتفاهمون مع السلطة إلى أبعد حدود ولكن وفق المثل الشائع " ما في اثنين متفقين إلا واحد منهما مغلوب " وأنا أعترف نحن الإصلاح مغلوبون وحالياً من المعارضة الصامتة ولكن هذا لا يعني السكوت عن أشياء كبيرة .

·      ما مدى تأثير هذه المعارضة الصامتة في صنع القرارات ؟

§      الساكت ليس له حق ، وكما قلت نحن الطرف المغلوب .

·      هل سيستمر هذا الوضع ؟

§      كلا لن يستمر طبعاً ، ونحن نحضر للانتخابات المقبلة ولكن طبعاً التشريعية وليس الرئاسية لأن خيارنا لن يتغير في دعم الرئيس علي عبد الله صالح .

·      والعلاقة مع الحزب الاشتراكي ؟

§      ليس بيننا أي خلاف ولكن أيضاً " لسنا حبايب " ومستعدون لقبول من هم في الداخل وليس في الخارج .

·      هل هناك إمكانية لإصدار عفو عن " لائحة الـ16 " ، قادة انفصال الجنوب الفاشل عام 1994م ؟

§      هذا يعتمد على تسليم أنفسهم إلى السلطات اليمنية .

·      ولكن هناك أحكام بالإعدام فكيف يسلمون أنفسهم ؟

§      ما من مجال أخر ، ليسلموا أنفسهم أولاً ثم يتم التباحث في إمكانية العفو ، وأعتقد في الأساس أنهم لا يريدون العودة إلى اليمن ، وتجربة الانفصال لن تتكرر والوحدة محصنة.

·      كيف تنظرون إلى عودة حنيش الكبرى إلى اليمن ؟

§      أنه نصر عظيم وأعتقد أن هناك مستقبلاً باهراً للجزيرة في دفع الاستثمارات باتجاهها وتحويلها إلى منطقة سياحية ،ولابد من وضع الخطط والدراسات اللازمة لذلك.


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp