الشيخ / عبد الله بن حسين الأحمر في حوار مع صحيفة المستقلة 1/ يوليو/1993م مصير اليمن بيد أبنائه وحدهم .

صحيفة المستقلة 1/ يوليو /1993م

 

-       مصير اليمن بيد أبنائه وحدهم .

 

·      كيف تقيم العملية الانتخابية الأخيرة بوجه عام ؟

§      الحقيقة أن المسار الانتخابي كان ناجحاً ، ويحق لنا أن نفتخر ونعتز بما جرى ، وبالإنجاز الذي تحقق لليمن ، أما حكاية أنه حصلت بعض المخالفات والممارسات التي يتهم بها المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي أثناء الانتخابات فهذا أمر طبيعي يحدث غالباً عندما يقع تنافس انتخابي بين أحزاب في السلطة وأحزاب في المعارضة ، لكن العملية الانتخابية بوجه عام كانت نزيهة وناجحة ، وكان لها صدى طيب ، وهي خطوة موفقه أن شاء الله .

·      وما تقييمك لأداء التجمع اليمني للإصلاح في الانتخابات ؟

§      التجمع اليمني للإصلاح مارس حقه ممارسة ديمقراطية شريفة نظيفة ، لأنه كان خارج السلطة ، وكان في موقف الدفاع وليس في موقف الهجوم ، ولأنه لا يملك وسائل قوة لترغيب الناخبين أو ترهيبهم أو للتحايل على القوانين بأي صورة ، نحن مارسنا حقنا بكل ديمقراطية ونزاهة وشرف ونحن مقتنعون بالنتائج التي حصلنا عليها.

·      أنتم دخلتم الآن في الحكومة ، هل كان هذا الإنجاز مهمة صعبة ؟ هل اعترض حزب ما على مشاركتكم ؟

§      لم يكن هناك اعتراض على دخولنا من طرف آخر بعد ظهور نتائج الانتخابات ، ولكن كان هناك اعتراض من داخل صفوفنا ، كنا نحاول أن نبقى خارج السلطة ، ولكن الرئيس علي عبد الله صالح الذي هو رئيس المؤتمر الشعبي العام ، ونائب الرئيس الأخ علي سالم البيض الذي هو الأمين العام للحزب الاشتراكي أصرا على أن نكون شركاء مع حزبيهما في الائتلاف الجديد .

·      بماذا تفسر هذه الرغبة من الحزبين الحاكمين ؟

§      هناك عوامل كثيرة تفسر هذا الموقف ، هم أساساً يريدون أن يوجدوا وضعاً بعد الانتخابات يختلف عن الوضع السائد قبلها وله طابع مغاير لطابع المرحلة الانتقالية ، هم لا يريدون أن يستمر الوضع كما كان في الفترة الانتقالية ، ويشعرون أن الناس بحاجة إلى لون من التغيير والتجديد .

·      كانت العلاقات بين التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني متوترة في أغلب مراحل الفترة الانتقالية ، حتى خشي كثير من المراقبين أن يؤدي ذلك إلى تهديد استقرار اليمن والعملية الانتخابية نفسها ، هل تصالحتما الآن ؟

§      الحقيقة أن العلاقات بيننا لم تكن إلى هذا الحد من العداء ، نحن لنا أسس وثوابت من التقى فيها معنا تعاونا معه ، ومن حاد عنها لا نستطيع التعاون معه .

·      وماذا حصل على صعيد العلاقات مع الحزب الاشتراكي ، وهل وصلتم إلى لقاء على الثوابت ؟ هل هناك حوار مباشر بينكما ؟ هل أنت متفائل أن العلاقات بينكما تتجه نحو مزيد من التحسن ؟

§      الحقيقة أنه عند قيام الانتخابات ، وعندما أعلن كل طرف عن برنامجه الانتخابي ، ظهرت في هذه البرامج قواسم مشتركة جعلتنا نتقارب ونلتقي . رأس هذه القواسم المشتركة أن الإسلام عقيدة وشريعة ولم يغب هذا المفهوم عن برنامج أي حزب من الأحزاب بما في ذلك الحزب الاشتراكي

·      ولذلك هل تعتقد أن الأرضية الآن متوفرة لبناء علاقات أفضل مع الحزب الاشتراكي ؟

§      أن شاء الله هذا يتم .

·      هل الأمين العام للحزب الاشتراكي السيد علي سالم البيض متعاون في هذا الاتجاه؟

§      والله الأستاذ علي سالم نائب رئيس مجلس الرئاسة إنسان منفتح ولديه كثير من التصريحات الطيبة والنوايا الصادقة والحسنة .

·      هل هي تصريحات ونوايا تدفعك إلى التفاؤل  ؟

§      نعم إن شاء الله تتحسن العلاقات والبلد بلد الجميع وكل اليمنيين حريصون على إخراج بلادهم مما تعانيه إلى وضع أرقى وأفضل .

·      ما هو الوضع داخل حزبكم خاصة وأنه يجمع فئات متنوعة المشارب والانتماءات القبلية ؟

§      نحن اخترنا هذا الاسم أسم التجمع  لكي يكون لتنظيمنا طابع متميز وأستطيع أن أؤكد لك أننا حزب وتنظيم متماسك لا يفرقنا مفرق ولسنا أجنحة متنافسة ولا قوى متنازعة ، نحن قوة واحدة ، وكتلة واحدة ، تتعدد آرائنا ثم تلتقي في موقف واحد .

·      تتهم الحركات الإسلامية في عدد من الدول الأخرى بأنها معادية للديمقراطية وبأنها مصدر للعنف والإرهاب والتطرف كيف تفسر خروجكم عن هذا النمط ؟

§      هذه التهم التي توجه للحركات الإسلامية هي تهم تطلقها الصهيونية وتطلقها القوى الاستعمارية على أي قوة من القوى الوطنية في العالم الإسلامي وللأسف يكررها البعض من أبناء بلداننا العربية والإسلامية ، لا يمكن للإسلام أن يكون عدو للديمقراطية ولا يمكن للدعوة التي تستند إليه أن تقوم على العنف والإرهاب ، الإسلام يرفض العنف ويرفض  الإرهاب وكل ما من شأنه أن يلحق ضرر بالناس والمجتمع .

الإسلام دين الاعتدال والتراحم وكل الفضائل ولا يمكن أن يكون مصدراً للفوضى أو العنف في المجتمع .

·      يخشى بعض اليمنيين أن الأغلبية البرلمانية الكبيرة للائتلاف الحاكم سوف تجعل السلطة تحكم بدون معارضة ما رأيك ؟

§      المعارضة لا يجوز لها أن تختفي ولا تصح الديمقراطية إلا بوجود المعارضة ، هذه مسألة مهمة ويجب أن نحمي المعارضة أيضاً حتى ولو جاءت من نواب الأحزاب المؤتلفة نفسها .

·      لكن كيف توجد المعارضة في ظل الائتلاف ؟

§      هناك قوى سياسية غيرنا ممثلة في البرلمان وهناك شخصيات اجتماعية معروفة لها كلمتها وتأثيرها في المجتمع كما أن نواب الأحزاب الحاكمة موجودون في البرلمان للإصلاح والمراقبة وليس للموافقة على أي شيء تعرضه الحكومة .


·      هل تعتقد أن الغرب راضي عن التجربة الديمقراطية في اليمن ؟

§      إذا أصلحنا أنفسنا وأصلحنا شئون بيتنا اليمني ، وتصالحنا فيما بين بعضنا البعض  وتضامنا ، فمالنا وللآخرين ، وماذا يؤثر علينا رضاهم أو سخطهم ! أن مصير اليمن بيد أبنائه وحدهم .

·      ما هي نظرة التجمع اليمني للإصلاح إلى العلاقات مع المملكة العربية السعودية ، خاصة في ظل الخلافات الحالية حول ترسيم الحدود ؟

§      تحسين علاقات اليمن مع الجيران وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية مسألة من همومنا الأولية التي سنعمل جاهدين لإنجازها ، لنا وللسعودية أرضية مشتركة هي الجزيرة العربية ، وبيننا قواسم مشتركة كثيرة ونحن مختلطون دماْ ولحماً ، مختلطون في قرانا وبيننا مصاهرات وعادات وتقاليد إلى جانب العقيدة الإسلامية التي تضمنا جميعاً .

لذلك فإن من مصلحتنا جميعاً اليمن والمملكة أن تكون علاقاتنا متميزة ولها طابع خاص ، هذا هدف سنسعى بعون الله لإنجازه وسنبذل قصارى جهدنا لعودة التعاون التام بيننا وبين المملكة وبين سائر دول الخليج الأخرى ثم مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة .

·      هل يشمل هذا التوجه تحسين العلاقات مع الكويت؟

§      الكويت من الدول التي أشرت إليها أنفاً وما بدر مؤخراً من تصريحات للرئيس ولوزير الخارجية هو تأكيد لما ذكرته من وجود رغبة حقيقية لدى اليمن لتحسين العلاقات اليمنية الخليجية ، اليمن لم يؤيد الغزو العراقي للكويت وهو ضد أي تدخل من دولة في شئون دولة أخرى .

·      أنت لا تعتقد بوجود خطر من أن تتجه بعض الأحزاب الإسلامية إلى العنف والتطرف؟

§      الخطر الحقيقي يأتي من المجموعات العلمانية المتطرفة التي تحبك الفتن بين الحكام والإسلاميين الخطر الحقيقي على بلداننا وديننا وقيمنا وأخلاقنا يأتي من هؤلاء .

  

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp