الشيخ عبد الله الأحمر في حوار مع الشرق الأوسط 2/3/1998م : أستبعد تحويل القضية الحدودية السعودية – اليمنية للتحكيم

 

صحيفة الشرق الأوسط - 2/3/1998م

 

-       أستبعد تحويل القضية الحدودية السعودية – اليمنية للتحكيم

-       وبمقدور القادة العرب تصحيح مسار من يشذ عن الطريق .

 

أكد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر  ، رئيس مجلس النواب اليمني ، ورئيس الجانب اليمني في اللجنة العليا المشتركة لتسوية الخلاف الحدودي مع السعودية أن تجميد أو توقف المفاوضات الحدودية بين البلدين لا يعني فشلها أو الوصول إلى طريق مسدود .

وشدد في حديث لـ " الشرق الأوسط " على أن النوايا الطيبة والصادقة والرغبة الجادة موجودة من كلا الطرفين وعلى أرفع المستويات للوصول إلى اتفاق نهائي يرضي الجانبين .

واعترف الشيخ الأحمر بضرورة توفر الإرادة السياسية لضمان نجاح سير المفاوضات لتجاوز وتخطي الصعوبات التي تعترض سير هذه المفاوضات من خلال وجود بعض الأفكار والتصورات المتباينة للفريقين المتفاوضين .

واستبعد  أن تواجه المفاوضات مصير الفشل أو أن تخرج عن اللقاءات الثنائية إلى التحكيم الدولي وقال : يكفينا أن نعرف حرص واهتمام البلدين الجارين والشقيقين للوصول إلى وفاق واتفاق ينهي الخلاف على ترسيم ما تبقى من شريط الحدود كون ملف المفاوضات ارتقى إلى يد ونظر القيادات السياسية العليا وهو ما نأمله جميعاً في أن يؤدي نتائج إيجابية ومفيدة تصل إلى نهاية سعيدة للطرفين المتفاوضين .

وفي ما يلي نص الحديث :

·      هل زيارتك الحالية إلى السعودية تعني استئناف المفاوضات الحدودية المتوقفة منذ ما يقرب من 6 أشهر ؟

§      زيارتي هي فقط للإلتقاء بالأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتهنئته بسلامة العودة عقب العملية الجراحية الناجحة التي أجريت له .

·      هل أتيحت الفرصة لمناقشة موضوع الملف الحدودي ؟

§      لم أرغب شخصياً في إثارة هذا الموضوع أثناء  المقابلة لأنني كنت عازماً على أن تكون زيارتي خاصة بتهنئة الأمير سلطان ثم لا تنسى أنني كنت بعيداً عن الأجواء السياسية منذ منتصف نوفمبر ( تشرين الثاني ) الماضي حيث أجريت لي عملية جراحية في القلب جئت بعدها من أمريكا إلى مصر ومن ثم أتيت إلى جده لأداء مناسك العمرة ، وهاتفت الأمير سلطان في حفر الباطن ، واتفقنا على أن نلتقي في الرياض (أول من أمس) وسأعود صباح بعد غد ( غداً ) إلى صنعاء بعد غيبة ثلاثة أشهر .

·      سلامة قلبك يا شيخ عبد الله .كيف هو الآن ؟

§      شكراً .. الصحة عال الآن ونحمد الله أولاً وأخيراً .

·      هناك من يرى أن تجميد المفاوضات الحدودية بينكم وبين السعودية يعني فشلها أو وصولها إلى طريق مسدود؟

§      خلال فترة غيابي عن اليمن لم أحاول متابعة هذا الشأن أو الخوض فيه أو في غيره من القضايا وعندما أعود إلى صنعاء سأبحث هذا الموضوع ونواصل المفاوضات.

·      لكن ما هي في رأيكم أسباب تجميد سير المفاوضات خاصة وأننا نعرف أن ملف الحدود موجود الآن عند الرئيس علي عبد الله صالح ؟

§      عادة المفاوضات الحدودية صعبة وشائكة ، ولا تنسى أن قضية الحدود بين اليمن والسعودية مضى عليها ستون عاماً . ونحن من خلال توفر النوايا الصادقة والرغبة الجادة التي نشعر بها من الجانبين ومن خلال مزيد من الحوارات واللقاءات سنعمل سوياً على أن لا تفشل هذه المفاوضات لأنه يكفي لحرص البلدين على ضرورة الوفاق والإتفاق أن ملف مفاوضات الحدود هو الآن بيد القيادات السياسية العليا وهو ما سيؤدي إلى نتائج إيجابية نتطلع إليها جميعاً .


·      أعود لأسأل عن أسباب تجميد المفاوضات ، هل هي وصلت إلى طريق مسدود ؟

§      لا أظن أنها في طريق مسدود ، أو أنها تواجه مصاعب وعراقيل شائكة وكثيرة ، وغالباً ما تكون الأسباب في الأفكار والتصورات المتباينة قليلاً من كلاً من الفريقين المتفاوضين ، لكنني أعرف أن هذه التصورات تقاربت كثيراً والذي يقربنا من الأشقاء في السعودية أكثر مما يباعد بيننا ، خاصة بعد اللقاء الذي جمع في إيطاليا منذ شهور بين الرئيس علي عبد الله صالح وبين الأمير سلطان بن عبد العزيز .

·      تردد أن الملف هو عند الرئيس اليمني منذ فترة طويلة ؟

§      الملف الحدودي هو في يد الرئيس علي عبد الله صالح والأمير سلطان ، والرئيس أكد منذ فترة أن هذا الملف هو في اللمسات النهائية .

·      لكن الرئيس صالح اقترح أخيراً إرجاء المفاوضات إذا لم تكن هناك رغبة في حل مشكلة الحدود بين البلدين في الوقت الراهن ؟

§      قلت لك أنا منذ 3 أشهر بعيد عن كل الأجواء السياسية في رحلة علاجية ، لكن الذي أعرفه أن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بتحريك سير المفاوضات بين البلدين لأننا حريصون مثلما تحرص السعودية على بناء جسور قوية وثابتة من العلاقات الأخوية المتميزة وتفويت الفرصة على المندسين والمغرضين للنيل من أن تكون علاقتنا على أفضل وأحسن وجه .

·      أسمح لي يا شيخ عبد الله .. يتردد أن اليمنيين من خلال هذا التجميد يريدون تنازلات أو ثمناً لإنجاح المفاوضات الحدودية ؟

§      ما هي هذه التنازلات أو المطالب التي يريدها اليمن ، أنا لا أعرف ما الذي تريد أن تقوله ؟ هذا الكلام غير صحيح .

·      لكني متأكد .

§      لا أظن ذلك صحيحاً إلا إذا كان تنازلاً أو مطلباً مقابل تنازل أو مطلب آخر.

·      مثل مطلب عودة العمال اليمنيين بمثل المزايا التي كانت عليه في السابق ؟

§      هذا المطلب لم يكن محل خلاف ، ونحن نقدر الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المملكة العربية السعودية ، حيث تغيرت الأمور عما كانت عليه قبل أزمة الخليج .

·      إذن . ما هي في رأيك أسباب تجميد المفاوضات ؟

§      لا بد أن تعرف أن مشاكل المفاوضات الحدودية دائماً ما تكون شائكة وصعبة ، فعادة تتحرك وتارة تتعثر ، لكننا سنعمل على تحريكها لنصل إلى حل نهائي في أسرع وقت .

·      هل هناك اتفاق على مواعيد لاجتماعات اللجان الحدودية المتخصصة ؟

§      قد يكون الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم الخميس الماضي بين الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني  ، والرئيس علي عبد الله صالح كان له علاقة بالموضوع الحدودي ، وأنا لا أستطيع أن أعرف شيئاً عما إذا كانت هناك مواعيد أم لا ، وسأعرف عند ما أعود بعد غد إلى صنعاء .

·      ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به لتحريك جمود المفاوضات ؟

§      سأقوم بأي دور إيجابي أستطيع أن أقوم به لتحريك المفاوضات ويساعد في إنجاحها .

·      كيف ترون إفرازات الأزمة بين العراق والأمم المتحدة ؟

§      كل عربي مخلص يأمل أن ترفع العقوبات والحصار الاقتصادي على الشعب العراقي ، لأن هذا ظلم تمارسه أمريكا وتستهدف أضعاف وإهانة الأمة العربية بأكملها وليس إهانة العراق فقط . .

·      لكن الرئيس العراقي صدام حسين يماطل في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ؟

§      صدام حسين نفذ الكثير من القرارات الدولية ولم يبق سوى القليل وهو ما سينفذه ، وهذه المبررات التي تراها الولايات المتحدة الأمريكية ليست إلا ذرائع لإذلال وإهانة الأمة العربية .

·      صدام حسين لم يبدي نوايا طيبة تجاه جيرانه ؟

§      يا أخي نوايا الأمريكيين والإسرائيليين هي أسوأ وأخطر بكثير على الأمة العربية بكاملها من نوايا صدام حسين ، ولهذا من الضروري إعادة النظر في ترتيب البيت العربي والعلاقات العربية ، العربية التي هي أقدم من العلاقات مع الغرب والأمريكيين .

·      إذن .. أنت ترى أن من الضروري عودة التضامن العربي وتقوية الجدار العربي؟

§      هذا هو مطلب الجميع ولا أعتقد أن هذا مستحيل .

·      لكن صدام حسين هو الذي قوض الجدار العربي ؟

§      صدام حسين هو واحد من القادة العرب ، وعلى القادة العرب الكبار أن يتحركوا بفاعلية للعمل سوية لعودة التضامن العربي إلى وضعه الطبيعي ،و إعادة الوئام والوفاق والتلاحم العربي وبمقدور القادة العرب أن يحلوا بأنفسهم مشاكلهم وتصحيح مسار من يشذ عن الطريق .

·      تطالب بقمة عربية  ؟

§      نعم – على شرط أن يجري لها الإعداد الجيد ليكون لها مردود مؤثر وإيجابي ، لأن ذلك سيكون عظيماً وإلا فلا داعي لعقدها إذا كانت لن تثمر عن شيء يفيدنا ويعيد الوئام والتلاحم العربي .

·      كنت في ما مضى تردد رغبتك في زيارة الكويت ، هل تضاءل هذا الحماس ؟

§      ما تزال الرغبة موجودة وستظل موجودة .

·      رغم عدم وجود اتصالات رسمية ؟

§      لا يوجد حتى الآن مثل هذه الاتصالات ، لكنني سألتقي رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد عبد العزيز السعدون في اللقاء الذي تستضيفه صنعاء في 16مارس ( آذار ) الحالي للدورة البرلمانية للاتحاد البرلماني العربي .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp