الشيخ عبدالله في مقابة مع صحيفة الوحدة بتاريخ 16/1/1991م

- القبلية في اليمن قبلية حضارية - العدد الهائل من الأحزاب ظاهرة غير طبيعية - هناك إتفاق أدبي بين الإصلاح والإشتراكي سنلتزم به - المظاهرات حق دستوري وهي تعبير عن معاناة • مرت على قيام الوحدة اليمنية ستة شهور ترى هل أسهمت التجربة الوحدوية في إنهاء رواسب التشطير التي تراكمت نتيجة للانقسام وتباين أنظمة الماضي في اليمن؟  نحمد الله أن الوحدة اليمنية تحققت بطرق سلمية وديمقراطية ، فالوحدة هي من أهم أهداف الثورة اليمنية وهي مطلب جماهيري ، ولذلك تعتبر منجز كل الجماهير اليمنية ، وبطبيعة الحال إذا كان الماضي قد خلق رواسب فتحقيق الوحدة بحد ذاته هو ثورة على هذه الرواسب . ونحن لا نعتقد أن بعض رواسب الماضي كالتفكير بعقلية ما قبل 30 نوفمبر تجاه قضايا البناء والتنمية ستستمر ، لأن الوحدة أوجدت أجواء جديدة ستساعد على وحدة النفوس التي إذا ما توحدت ، كل شيء سيسير بالاتجاه الصحيح ونحن نأمل أن المستقبل سيضمن تصحيح الأخطاء ومعالجتها . • التعددية السياسية والحزبية تجربة جديدة على اليمن وأعلن خلال الفترة الماضية ما يزيد على 39 حزباً سياسياً .. كيف تقيمون هذه الظاهرة ؟  من الصعب على المرء أن يقيم التجربة كاملة لأن عمرها لا يزال قصيراً ، ولأن معظم الأحزاب لا تزال تحت التأسيس ، إلا أن القفز بهذه الصورة باتجاه إيجاد هذا العدد الهائل من الأحزاب يخلق شيئاً من الريبة ، وأنا أعتبر هذا أمراً غير طبيعي . • هل هذا يعني أنكم مع ضرورة وجود ضوابط لتشكيل الأحزاب ؟  الديمقراطية بدون ضوابط معقولة تؤدي حتماً إلى عواقب سيئة ، وربما تصاب اليمن كما أصيبت أقطار كثيرة ، والأمر سيتحول إلى فوضى ، فأنا شخصياً أنزع لوجود ديمقراطية مسئولة ، وحقيقية تخدم مصلحة البلد ولا تتحول إلى نقمة عليه . • في ضوء هذه الرؤية التي تتمنونها للتعددية السياسية .. كيف تتصورون مستقبل العمل الحزبي في البلاد ؟ أعني هل ستكون صراعات الأحزاب فكرية أم صراع زعامات ؟  اليمن غنية بتجارب الماضي .. أقصد أنها ليست بحاجة لأي نوع من الصراعات ، وكفاها ما قد مضى وأتمنى أن يكون مستقبل الأحزاب مستقبل تنافس شريف وحوارات مسئولة تخدم مصلحة البلد ، وبهذا سنستطيع تجنيب البلاد أي صراع أو أي تنافس يرمي لزعزعة تجربته الديمقراطية . • ارتباطات الأحزاب الخارجية في مثار جدل حالياً في الشارع السياسي اليمني ما هو موقفكم تجاهها ؟  الارتباطات الخارجية عمالة سواء لأحزاب أو لأفراد . • وماذا عن الارتباطات الفكرية أعني التأثر بالأفكار الخارجية ؟  العالم كله يتأثر ببعضه لكن الارتباطات التنظيمية والمادية هي التي فيها ضرر على البلد وكذلك فيما يتعلق بالأفكار والأيديولوجيات الإلحادية المخالفة للإسلام فنحن نعتبرها أيضاً تشكل خطورة بالغة على المجتمع . • أنتم تعتبرون من رموز القبيلة اليمنية وبالتالي أنتم رئيس لحزب سياسي جديد هو التجمع اليمني للإصلاح ، ألا ترون بأن التعددية الحزبية بما تمثله من تناقضات فكرية تشكل تعارضاً مع الأعراف القبلية ؟  أنا لا أرى هناك تعارضاً فالقبيلة في اليمن قبيلة حضارية وللقبائل ومشائخ القبائل أدوارهم الوطنية في النضال من أجل الثورة ، ومن أجل الديمقراطية ومن أجل مناخات وأجواء تنموية أفضل للمجتمع اليمني . • لكن هناك من يراهن على القضاء على المفهوم القبلي بحكم أنه يحمل مفاهيم سلبية؟  القبلية كما قلت هي قبلية حضارية ، ولا تحمل أي مفهوم سلبي كما يقدر البعض والذي يراهن على مثل هذا لا أعتقد أنه وطني فالقبلية في اليمن هي قطب الرحى ، وهي حجر الزاوية ، وهي صمام الأمان ، واليمنيون كلهم قبائل سواء منهم الذين في المدينة أو القرية ، ولا يوجد شخص غير منتم إلى قبيلة ولو سألت كبار موظفي الدولة وصغارهم والمثقفين لقال لك أي منهم أنه ينتمي إلى قبيلة (فلان) أو قبيلة (فلان) ، والذي يراهن على المساس بالقبلية ليس وطنياً وبالتالي لا يعرف التاريخ ولا يعرف اليمن . • تابعنا في الآونة الأخيرة حملة إعلامية متبادلة بين حزبكم التجمع اليمني للإصلاح وبين الحزب الإشتراكي اليمني من خلال ما نشرته وسائل إعلام الحزبين ترى ما هي أسبابها ؟  على كل حال .. مثل هذا لا نقره ولن يكون في مصلحة اليمن سواء بين الأحزاب اليسارية أو بين التجمع اليمني للإصلاح أو بين أحزاب أخرى ، فتبادل الاتهامات والشتائم لا تخدم المصلحة العامة للبلاد ، وليست ديمقراطية وإنما هي انتهازية فأنا لا أقر مثل هذا ، وقد أنكرته وتم التوجيه بعدم الانجرار في هذا المعمعان الذي يناقض مفاهيم العمل السياسي والديمقراطي الذي نطمح إليه . • هل تم الاتفاق بينكم وبين الحزب الإشتراكي على وقف هذه الحملات الإعلامية المتبادلة ؟  فعلاً هناك اتفاق أدبي وإنشاء الله يتحقق ونحن من جانبنا قد تم الالتزام به لأننا حريصون على عدم جر البلاد إلى متاهات ، ولا نريد أن نشغل المواطن اليمني بمهاترات لا طائل منها ، نريد أن نوجه النفس في ظل الوحدة والديمقراطية إلى المزيد من الخلق ، والإبداع ، والتنافس الشريف في مجال التنمية المختلفة فهذا هو الذي نركز عليه وهو الذي يهمنا بدرجة أساسية . ونتمنى من الباقين أن ينتصروا لمصلحة الوطن لأن تجارب الماضي كثيرة في اليمن وكما يقال الجهل طول الزمان عيب . • يقال بأنكم تعملون على محاربة أنشطة الحزب الإشتراكي اليمني في مناطق كثيرة من اليمن وتقودون حملة لتشوية الأفكار الشيوعية ما هو تعليقكم ؟  مثل هذا لا يحتاج إلى حملة فالحزب الإشتراكي وتاريخه وما فعله خلال العشرين سنه الماضية ضد الشعب اليمني واضح ولا يحتاج إلى أي جهد لا مني ولا من غيري . • الجهود السلمية لحل أزمة الخليج بدأت تبشر بخير كيف ترون مستقبل هذا الحل للأزمة ؟  إنشاء الله تنتهي الأمور بحل سلمي لأن الحرب ليست في مصلحة أحد ونحن نرفض الحرب وضد الدعوة إلى الحرب ونرجو أن تحل سلمياً.. وهناك بوادر تبشر أنها ستحل بهذه الطريقة ، فإذا تم انسحاب العراق من الكويت وخروج القوات الأجنبية من الخليج فهو الحل الذي يسعى إليه الجميع . • هل أنتم مع ربط حل الأزمة في الخليج بأزمة الشرق الأوسط المتمثلة بحل القضية الفلسطينية ؟  الكويت شعب عربي مسلم ولا يجوز أن يظل رهينة حتى تنتهي مشكلة الشرق الأوسط. • لكن ألا تتصورون بأن هذا الربط يخدم حل القضية الفلسطينية ؟  ما ذنب الكويت حتى تربط قضيته بذلك؟ ما ذنبه.. ليكون ورقة للمساومة أو كبش الفداء؟ • لوحلت أزمة الخليج سلمياً وانسحبت القوات العراقية من الكويت هل تتصورون بأن القوات الأجنبية ستنسحب ؟  في اعتقادي لن يبقي هناك مبرر لبقائها . • نظم التجمع اليمني للإصلاح مؤخراً مظاهرات ضد رفع الحكومة لأسعار المشتقات النفطية وبعض وسائل الإعلام اليمنية اعتبرت تلك المظاهرات غطاء لعمل تأمري ضد مصلحة اليمن وضد الوحدة ينوي أن يقوم به (التجمع) ماهو تعليقكم؟  من الغريب من هذه الأقلام وهذه الألسن أن تطالب بالعمل الديمقراطي الذي يخصها وتعتبر أن الديمقراطية غير سلمية ما لم تكن مجبرة لمصالحها ولما تريده وتنكرها على غيرها ، المظاهرات نظمت كما نظمت مظاهرات سابقة ، كل يجب أن يعبر عن رأيه ، ونحن نعتبر المظاهرات التي نظمها طلاب التجمع وغيرهم هي تعبير عن ما يعانيه الشعب وهي حق من حقوقه الديمقراطية وجزء من الممارسات التي سنها الدستور ، واعتمدتها الدولة ونقول لمن يتقول (فليخرس) ولتعودوا إلى رشدكم ولتعتبروا أن الديمقراطية للجميع وليست لكم وحدكم ؟ • وهل لا تزالون في التجمع اليمني للإصلاح معارضين لهذا الارتفاع المؤسف في الأسعار التي أقرتها الحكومة ؟  نحن وغيرنا من المتضررين من الغلاء نعارض الارتفاع المجنون في الأسعار فالشعب يعاني منه . صحيح أن للغلاء بعض مبرراته ولكن يجب على المسئولين المختصين أن يبحثوا عن حلول ويبحثوا عن معالجة عبر وسائل كثيرة ولو جدوا وعملوا على إزالة بعض العوامل المفتعلة لساهموا في التخفيف على المواطن مما يعانيه . • هل ستواصلون الضغط من أجل ذلك ؟  لا نسميه ضغط وإنما مطلباً وكل مواطن يعاني من ارتفاع الأسعار سيطالب فلسنا وحدنا في الساحة كل الناس متضررين . • هناك عدة مسميات أو أوصاف تطلق على حزبكم التجمع اليمني للإصلاح فهناك من يسميه حزب القبائل أو حزب المشائخ وهناك من يقول أنه حزب الأخوان المسلمين ..الخ فما هو المسمى الأسلم الذي ينطبق عليه ؟  أعتقد أن الدستور لم يحرم الحزبية على أية فئة من الفئات سواء كان على أساس قبلي أو ديني بل أن الدستور يشترط على أن تكون الأحزاب مرتكزة على العقيدة الإسلامية وهذا يجعلنا نعتز ونفتخر أن تجمعنا مبني على العقيدة الإسلامية وعلى الشريعة الغراء وأهدافه منطلقة من القرآن والسنة والقبائل وعلماء الدين هم من اليمن ، واليمن شعب مسلم وعلمائهم القدوة ومشائخه هم القادة فنحن نعتز أن يضم حزبنا هذه القوى . • أنتم تشغلون موقعاً تنظيمياً كبيراً في المؤتمر الشعبي العام وبالتالي أنتم رئيس للتجمع اليمني للإصلاح .. هل ستظل هذه الازدواجية التنظيمية قائمة أم ما الذي ستنتهي إليه ؟  المؤتمر الشعبي العام ماضياً وحاضراً هو إطار ضم كل القوى في اليمن الشمالي سابقاً وانخرطت فيه كل القوى وأصبح مظلة تظلل كل القوى ولم يكن حزباً فإذا استمر بهذه الصيغة فسيحتفظ بكل القوى السياسية بما فيها المنتمية إلى تنظيمات أخرى أما إذا تغير تكوينه وأصبح حزباً فسينسحب ذوو الولاءات الأخرى ونحن منهم . • معنى هذا أنكم ستظلون محتفظين بعضويتكم في المؤتمر أيضاً ؟  المؤتمر كما قلت إطار فإذا ما حدد موقفاً من الازدواجية ووصف نفسه بحزب ولم يعد قابلاً لهذه الازدواجية فكل المنتمين إلى تنظيمات أخرى سينسحبون.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp