الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة الحياة بتاريخ 3/9/1992م

- الخلاف بين الرئيس ونائبه مثير للقلق - لن نستبعد الإشتراكي وإن خسر الإنتخابات قال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم التجمع اليمني للإصلاح ، أحد أكبر الأحزاب اليمنية وشيخ مشايخ قبائل حاشد وعضو المجلس الاستشاري اليمني أن الحزب الاشتراكي لن يستبعد من السلطة حتى وأن خسر في الانتخابات . وتحدث الشيخ عبدالله إلى "الحياة" عن الوضع اليمني ، وأعرب عن اعتقاده بأن الانتخابات ستجري في موعدها المحدد أي قبل انتهاء الفترة الانتقالية في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ، ورفض قيام تحالفات بين الأحزاب الكبرى لأن في ذلك "تحايلاً على الديمقراطية" لكنه لم يستبعد تعاوناً وتنسيقاً بين حزبه والمؤتمر الشعبي العام الذي يشغل منصب أمينه العام الرئيس علي عبدالله صالح إذ حدد شروط هذا التعاون بـ "التزام الميثاق الوطني والشريعة الإسلامية وأن الإسلام عقيدة وشريعة" مشدداً على "رفض العلمانية والعلمانيين" . وأعتبر أن الخلافات في وجهات النظر بين الرئيس اليمني ونائبه السيد علي سالم البيض "لا تبشر بالخير وتسئ إلينا كثيراً وتقلقنا" وأوضح أنه يبذل جهوداً لحمل البيض على العودة إلى صنعاء وأن ممثله في هذه الجهود هو العميد مجاهد أبو شوارب نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية . • هل تتوقعون إجراء الانتخابات في موعدها ، أي قبل انتهاء الفترة الانتقالية في 21 تشرين الثاني المقبل ؟  هذا هو المفروض ، مفروض أن تجري قبل انتهاء الفترة الانتقالية لكي تنتهي الفترة الانتقالية ومجلس النواب جاهز . • ألا تعتقدون بأن هناك محاولات لتأجيل الانتخابات لأن بعض الأحزاب يخشى نتائجها ؟  غالب الظن أنها ستتم في وقتها المحدد وتصريحات المسئولين في الحزبين الحاكمين تؤكد ذلك . • كيف تريدون أن تجري الانتخابات وعلى أي أساس كي تعبر فعلاً عن صوت الشعب ؟  في رأيي ورأي غيري ، أن الانتخابات يجب أن تكون حرة ونزيهة ومستقلة وسليمة من الضغوط والحيل والتزوير والغش ، هذه هي الانتخابات التي نطلبها ويطلبها جميع اليمنيون ، وهي الانتخابات التي ستخرج اليمن من حالة الإرباك القائمة إلى حالة الرضا والاطمئنان والتعاون الصادق بين كل القوى . • كيف ترون العلاقة بين الأحزاب الكبرى في الانتخابات هل ستتحالفون مع المؤتمر الشعبي العام أو مع الحزب الاشتراكي أم ستكون هناك صيغ أخرى لهذه العلاقة ؟  التحالفات لا نرضاها لا لأنفسنا ولا لغيرنا لأن في التحالفات تحايلاً على الديموقراطية والتفافاً عليها ، وفيها أيضاً تحايل على الأحزاب الصغيرة فالتحالفات لا نحبذها وأريد تأكيد ذلك ، أما صيغ التعاون والتنسيق الأخرى بين الأحزاب المتقاربة فلا أجد فيها عيباً. • مع من تتصورن صيغة للتعاون ؟  بالنسبة إلينا نحن ؟.. مع من يجب أن يمد يده إلينا . • حتى مع الحزب الاشتراكي ؟  حتى الحزب الاشتراكي ، إذا مد يده إلينا بغية التعاون والتنسيق في جو من الوضوح ، نحن لا نرفض أحداً ولا ننكر وجود أحد ، ولا نجد كثيراً على أحد أن يكون في موقعه الطبيعي الذي يرضاه له الشعب ، ولدينا استعداد لاستيعاب الجميع والتعاون مع الجميع ومع كل من يبادلنا الفهم نفسه . • ولكن مع من تعتقدون بأن التعاون سيكون طبيعياً ؟  لدينا الميثاق الوطني وهو دليل نظري لليمنيين ومن هو ملتزم الميثاق الوطني والشريعة الإسلامية وأن الإسلام عقيدة وشريعة .. كل من يسلم بذلك لا يعود بيننا وبينه أي خلاف . • يفهم من ذلك أنكم تشيرون إلى المؤتمر الشعبي العام تحديداً باعتبار أنه ملتزم الميثاق الوطني ؟  أي حزب أو أي تنظيم يؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وأن الميثاق الوطني هو الدليل النظري لأنه منبثق من الإسلام والسنة ، أي حزب أو أي تنظيم يلتزم ذلك ليس بيننا وبينه أي خلاف أبداً . • الميثاق الوطني هو حالياً دليل المؤتمر الشعبي العام أليس كذلك ؟  هو أساساً هكذا ، ولكن حصلت اختراقات بعد الوحدة أو بسبب تركيبة الوحدة نعم حصلت اختراقات لكن أي حزب أو أي تنظيم مؤمن بالميثاق الوطني نظرياً وفكرياً نعتبر أن بيننا وبينه قاسماً مشتركاً ، وفي أساس ذلك أن الإسلام عقيدة وشريعة ، وعلى الأصح أننا نرفض العلمانية والعلمانيين . • سننتقل إلى موضوع آخر هو الانفجارات التي تشغل اليمنيين حالياً مع موضوع الانتخابات ، من هي في اعتقادكم الجهة التي تقف وراء الانفجارات؟  حبذا لو تتقدم بهذا السؤال إلى الحزبين الحاكمين اللذين تتمثل السلطة فيهما ويتقاسمان السلطة فهما أعرف بذلك . • أليست لديكم أي إشارات أو أدلة ؟  يعلم الله أننا في حيرة من هذا الأمر ولا ندري إلى من نوجه أصابع الاتهام والحزبان الحاكمان هما الأدرى وهما المسئولان عن أمن البلاد . • كيف تنظرون إلى الخلاف بين رئيس مجلس الرئاسة ونائبه وإلى قضية اعتكاف السيد علي سالم البيض نائب رئيس مجلس الرئاسة في عدن وإلى ماذا تعزون الاعتكاف ؟  هذا الخلاف لا يبشر بالخير وهذا يسئ إلينا كثيراً ويقلقنا ولدينا الاستعداد الكامل لأن نبذل قصارى جهدنا لإعادة الوئام والتعاون بينهما ، لا نريد من المسئولين علينا إلا أن يكونوا متعاونين وصادقين مع أنفسهم ومع الشعب . • هل بذلتم جهوداً في إطار الوساطات لتسهيل عودة البيض إلى صنعاء ؟  بذلنا ، وأننا على استعداد لأن نبذل أكثر ، لقد ذهب إلى حضرموت الأخ العميد مجاهد أبو شوارب وهو يمثلني في هذه المساعي ، (كان السيد البيض في حضرموت قبل انتقاله إلى عدن) . • بأي صفة توجه العميد أبو شوارب إلى حضرموت ، كحليف سياسي لكم أم كشخص تربطكم به صلة قربي ؟  مجاهد أبو شوارب بصفته الشخصية والقبلية والعلاقة الأسرية وعلاقة الزمالة والتاريخ .. وأشياء كثيرة لا تخفاك وليس فقط العلاقات السياسية . • هل أدت هذا الجهود إلى نتيجة ؟  لا بد أنها أدت إلى شي ويمكن مواصلتها . • هل ترون أن تحسناً طرأ على العلاقات بين اليمن وجيرانه ؟  أولاً نحن نستبشر بالوفد (وفد الخبراء) الذي توجه إلى المملكة العربية السعودية وبالتصريحات التي صدرت عن إذاعتنا وإذاعة المملكة في الفترة الأخيرة وتبادل التهاني ، نحن مستبشرون بالخير ومتفائلون وإن شاء الله يفتح ما حدث باباً للخير والصداقة والأخوة والأمل . • سؤال أخير هل من نداء توجهونه إلى الأحزاب السياسية الأخرى خصوصاً الحزب الاشتراكي الذي يتخوف من أن تكون نتائج الانتخابات في غير مصلحته ؟  أقول أن لا نية لدينا لاحتكار السلطة لن يخرجوا (أعضاء الحزب الاشتراكي) إلى الشارع أبداً ، هذه قناعتنا وقناعة الرئيس (علي عبدالله صالح) ، حتى لو خسر الحزب الاشتراكي الانتخابات لن يستبعد .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp