الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة الثورة - 14/6/1973م

- إننا بحمد الله نمارس ديمقراطية نموذجية وهذا دليل على أصالة شعبنا - الديمقراطية تجلت بأكمل معانيها في مناقشة قضية ووترجيت - البلاد تمر بمرحلة دقيقة تستدعي من الجميع اليقظة والجدية في جولة خاطفة توجه مندوب الثورة والزميلة الجمهورية إلى مكتب الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس الشورى والذي عاد مؤخراً من زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية على رأس وفد برلماني ضم الشيخ/ أحمد علي المطري عضو مجلس الشورى ومطهر عباس مدير مكتب رئيس مجلس الشورى ، وقد حاول المندوبان أخذ وقت وجيز من أوقات رئيس المجلس المزدحمة وقد تكرم دولته وهو يتهيأ للدخول إلى المجلس ليرأس الجلسة العادية للمجلس فأجاب على الأسئلة المقدمة من المندوبين حول زيارته للولايات المتحدة ونتائجها والوضع الداخلي للبلاد . وكان السؤال الأول كما يلي :- • ما هي طبيعة زيارتكم للولايات المتحدة وأوروبا وما هي أشهر المدن الأمريكية التي زرتموها ؟  وأجاب دولته قائلاً : بالنسبة لأوروبا لم تكن لنا زيارة لأي منها وإنما مررنا في بعض عواصمها ، أما بالنسبة لزيارة الولايات المتحدة فقد تمت بناء على دعوة رسمية من الحكومة الأمريكية واستمرت أسبوعين زرنا خلالهما عدداً من كبار المدن في الولايات المتحدة الأمريكية ومنها بالطبع واشنطن ونيويورك وسان فرانسيسكو ومركز كندي وشاهدنا إطلاق مختبر الفضاء اسكايلاب كما رزنا مدينة ديترويت التي يوجد بها أكبر جالية يمنية . • من هي الشخصيات الأمريكية التي قابلتموها خلال هذه الزيارة ؟  لقد قابلنا خلال هذه الزيارة المستر وليم روجرز وزير الخارجية والمستر جوزيف سيسكو مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط . كما قابلنا رئيس مجلس النواب في الكونجرس المستر كارل البرت وحضرنا جلسة الكونجرس للإطلاع على أسلوب العمل البرلماني في أمريكا . • وما هي نتائج الزيارة ؟  بالنسبة لنتائج الزيارة فقد كانت مفيدة وقد أجرينا محادثات مع المسئولين الأمريكيين الذين قابلتهم تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في جميع المجالات وبالأخص في مجالي الإنماء والاقتصاد فلمسنا تجاوباً وتفهما كبيرين وقابلنا في نيويورك الأمين المساعد للأمم المتحدة وأجرينا معه حديثاً تناول الأوضاع في اليمن بصفة خاصة والأوضاع العربية ككل وفي المقدمة قضية فلسطين والتي هي أبرز مشاكل الأمة العربية جمعاء ، كما قابلنا رئيس مجلس الأمن وكان آنذاك مندوب السودان الدائم لدى المنظمة الدولية وأجرينا معه نفس النقاش الذي أجريناه مع الأمين المساعد للأمم المتحدة . • ما هي المشاريع الزراعية التي استرعت انتباهكم في الولايات المتحدة ؟  لقد استرعى انتباهي اهتمام الأمريكيين بالزراعة وإقامة السدود لحجز المياه وبالنسبة لبلادنا كم تمنيت وأنا أشاهد الزراعة الأمريكية المتطورة أن تقام مثل هذه الزراعة ومثل تلك السدود في بلادنا خصوصاً ونحن أول بلد قام بهذا العمل الجبار في أيامه الأولى المجيدة ولقد زرنا ولاية تكساس وهي ولاية البترول والزراعة فوجدنا بعض مناطقها تشبه إلى حد كبير المناطق الزراعية اليمنية . • ما هي من وجهة نظركم أفضل الأساليب الديمقراطية وما لمستم عنها في أمريكا؟  لقد شاهدنا هناك مناقشة قضية ووترجيت داخل مجلس الشيوخ والتي كانت تشغل بال كل أمريكي وفي تلك المناقشات تجلت الديمقراطية بكل معانيها ولا غرابة فالديمقراطية في أمريكا والحوار البرلماني هو أصلاً نابع من طبيعة الشعب الأمريكي والذي قطع في هذا المجال حوالي قرنين من الزمن وإذا ما قارناه بوضعنا البرلماني القريب العهد فإننا بحمد الله نعتبر أنفسنا نمارس الديمقراطية التي تعتبر نموذجيه ومدعاة لفخرنا واعتزازنا وهذا أصدق دليل على أصالة شعبنا وتمتعه بالديمقراطية الصحيحة السليمة خصوصاً وهو الذي كان قاعدة للنظام الشوروي وقد شهد بذلك القرآن الكريم قال الله تعالى حاكياً قصة بلقيس (يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون). • ما هو تقييمكم للأوضاع الراهنة في بلادنا ؟ البلاد تمر بمرحلة دقيقة تستدعي من الحكومة والشعب اليقظة والجدية والإيجابية والإخلاص في مواجهة كل التحديات السياسية والطبيعية والرفض لكل ما يحدث من أعمال التخريب والأجرام الذي أصبحت مصادره معروفة فلم يعد بإمكاننا أن نقول بأن مصادرة غير مفهومه لدى كل جماهير شعبنا.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp