الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة الثورة بتاريخ 2/1/1990م

الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر عضو المجلس الاستشاري عضو اللجنة الدائمة غني عن التعريف وكان له ولقبائله من أبناء حاشد الذين وقفوا مع القبائل اليمنية الأخرى الشريفة أيام مشهودة في الدفاع عن الثورة حيث وقفوا جميعاً جنباً إلى جنب مع البواكير الأول لقواتنا المسلحة والأمن الذين خاضوا أشرف المعارك وأشرسها لتثبيت دعائم الثورة التي نجني ثمار خيراتها اليوم وثمار نضالاتهم ، نظاماً جمهورياً ديمقراطياً عادلاً. وكل الذين كتبوا عن مخاضات الثورة يسجلون عشرات الأسماء لأولئك الشهداء الميامين البررة ومن بينهم والد محاورنا الشهيد الشيخ حسين بن ناصر الأحمر وأخوه (حميد) بن حسين الأحمر اللذان اعدما مع جملة من اعدموا في حركة معارضة للنظام الأمامي الاستبدادي في ملحمة وطنية كبرى سماها أبو الأحرار الشهيد الزبيري ( ملحمة كربلاء حاشد )وقد استثنى الشيخ عبدالله بن حسين من بطش الجلاد . الذي اكتفى بإيداعه سجن المحابشة نظراً لصغر سنه- آنذاك- واليوم ونحن نعيش أشرا قات الحاضر ، وأهمها سطوعاً ونصوعاً الإشراقة الوحدوية التي تلألأت على الوطن اليمني –شماله وجنوبه- منذ اتفاقية عدن الوحدوية والتي توجت بالمصادقة على دستور دولة الوحدة من قبل الأخوين العقيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وعلي سالم البيض الأمين العام للجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني ، وإحالته إلى المجلسين التشريعيين لشطري بلادنا .. فأنه يحق لنا أن نقول أن تلك الاتفاقية تعد بداية لعمل وحدوي متكامل اضطلعت به القيادتان السياسيتان تباركه كافة جماهير شعبنا المستفيدة من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، والتي أثبتت كل شواهد التاريخ أن الحضارات القديمة التي أقامها أجدادنا لم تكن لتزدهر إلا في ظل الوطن الموحد أرضاً وبشراً وهو بالتالي الشرط الموضوعي لصنع حضارة الحاضر وهو كذلك الشرط لتأسيس حضارة المستقبل .. واليمنيون الذين يتوقون لإعادة توحيد الوطن هم ذاتهم الذين استجابوا لدعوة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا صفاً كالبنيان المرصوص فحملوها إلى أصقاع المعمورة ويكفيهم فخراً شهادة خير الشاهدين الله سبحانه وتعالى الذي خلد نهجهم الشوروي في محكم كتابة العزيز في آيات بينات ستظل حتى قيام الساعة والآن إلى الأجوبة التي تفضل بها على أسئلة (الثورة ) الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر عضو المجلس الإستشاري عضو اللجنة الدائمة . • ما هو تقييمكم للخطوة الوحدوية التي تمت في عدن ، وتوجت بمصادقة الأخوين الرئيس القائد العقيد/علي عبدالله صالح والأمين العام للجنة المركزية علي سالم البيض .. على دستور دولة الوحدة؟  اتفاق عدن الأخير خطوة متقدمة على طريق الوحدة اليمنية فتصديق قيادتي الشطرين على مشروع الدستور وإحالته إلى مجلس الشورى الشعب في الشطرين لإقراره في صيغته النهائية ثم طرحه للاستفتاء الشعبي هي الخطوة النهائية أو اللبنة الأخيرة في جدار الوحدة لإعلان قيام الدولة اليمنية الواحدة . وكان من المفروض أن تتم عقب انتهاء اللجنة الدستورية من إعداد مشروع الدستور عام 1981م وقد تأخرت كثيراً ولكن ها هي قد تحققت ويبقى أن تتابع الخطوات بصدق وإخلاص حتى تقوم دولة الوحدة وتنتهي التجزئة والتشطير. ما هي الظروف الموضوعية التي ساعدت على تقارب شطري الوطن مؤخراً .. من وجهة نظركم ؟  هناك ظروف وطنية وأخرى دولية ومتغيرات كبيرة قد حدثت في الفترة الأخيرة أدت إلى مراجعة للمواقف وتغيير للأفكار والأيدلوجيات التي كانت من أسباب التباعد بين قيادتي الشطرين وقد كان لتلك الظروف والمستجدات أثرها الإيجابي الذي ساعد على تقارب قيادتي الشطرين والوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من العمل الوحدوي إضافة إلى القناعات الشخصية والاستجابة لإرادة الشعب في الشطرين ورغبته .. • هل نستطيع أن نقول أن الظروف كانت قد تهيأت قبل اليوم ولم يتم اغتنامها ؟ ومتى وما هي الأسباب؟  نعم الظروف كانت قد تهيأت لإعادة اللحمة اليمنية الواحدة وعودة الجزء إلى الكل وذلك عند رحيل المستعمر من الشطر الجنوبي في 30 نوفمبر 67م وكان الأمر الطبيعي والمنطقي أن يضم الجنوب إلى الشمال ويعود الفرع إلى الأصل خاصة وإن الشعب اليمني في الشمال والجنوب بكل فئاته قد ساهم في النظام الوطني ودعم الكفاح المسلح حتى رحل المستعمر الأجنبي ولولا ذلك ما تحقق الاستقلال للشطر الجنوبي لكن الذين تسلموا زمام الأمور من المستعمر البريطاني أعلنوا قيام دولة مستقلة في عدن وقد جاء ذلك بعد بدء حصار صنعاء بيومين فقط وكان هم الشمال حكومة وشعباً هو صد الهجمة الشرسة على صنعاء والدفاع عن ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري وحشد كل الطاقات من اجل ذلك ؟ • الوحدة اليمنية خيار مصيري وقد نجد البعض يتخوفون بلا مبرر .. فما هي أسباب الخوف يا ترى؟  الوحدة اليمنية قدر ومصير اليمن وهى الأصل والتجزئة طارئة والوحدة هدف المناضلين من أبناء اليمن طوال مراحل النضال قبل وبعد ثورة 26 سبتمبر فالشعب اليمني شمالاً وجنوباً شعب واحد تجمعه العقيدة الإسلامية وعاداته وتقاليده واحدة والكل ينتمون إلى أصل واحد وينحدرون من أصول قبلية واحدة وهمومهم واحدة ونضالهم واحد وتاريخهم واحد وسيضلون كذلك مهما نتج عن ظروف التجزئة والتشطير من ممارسات تتناقض مع ما يؤمن به أبناء الشطرين . أما أن هناك من يتخوف من الوحدة اليمنية فأن الممارسات التي حصلت في الجنوب منذ 30 نوفمبر 67 وحتى سنوات قليلة قد أوجدت هذا الخوف عند البعض وهو أمر طبيعي ولا تستطيع أن تجعل الناس جميعاً على رأي واحد وقناعة واحدة ومن حق كل إنسان أن تكون له قناعاته وان يعبر عنها بالطرق المشروعة ويجب أن تتسع صدورنا للرأي الأخر مادام في إطار المبادئ والثوابت المجمع عليها من الأمة ، كما أن على وسائل الإعلام أن تكثف من التوعية والتوضيح للجماهير وأن تشرح المتغيرات التي حدثت في الجنوب حتى تزول التخوفات القائمة عند البعض كما أن عليها أن توضح المبادئ التي ستقوم عليها دولة الوحدة والتي يجب أن يتضمنها دستور دولة الوحدة حتى يطمئن الجميع ولاسيما التأكيد على أن نهج دولة الوحدة هو النهج الإسلامي وأن كل قوانينها ستكون مستمدة من الشريعة الإسلامية . • كيف سيكون وجه اليمن الوحدوي . وما هو حجم التأثير لأدواره سواء في المنطقة أو في الساحتين العربية والدولية ؟  وجه اليمن الوحدوي سيحدده دستور دولة الوحدة الذي سيناقش من قبل السلطة التشريعية في كل من صنعاء وعدن ويقر منهما ثم من الشعب اليمني عند الاستفتاء عليه .. أما التأثير فلا شك أن اليدين أقوى من اليد الواحدة والقوة في الوحدة ويد الله مع الجماعة ولذلك فإن الدور اليمني بعد قيام دولة الوحدة سيكون قوي وأوضح سواء في المنطقة أو في الساحتين العربية والدولية وكل الاتفاقيات الوحدوية ومشروع الدستور قد حددت الخطوط العامة لذلك . • ما رأيكم في التعددية .. وهل لديكم تصور محدد لها ؟  نحن في الشمال محكومون بنصوص الدستور الدائم للبلاد ولذلك فإن التعددية غير واردة قبل قيام دولة الوحدة فإذا أقرت السلطتان التشريعيتان في الشطرين دستور دولة الوحدة ونص على التعددية في دولة الوحدة فسنكون ملزمين بما ينص عليه الدستور بعد إقراره وقيام دولة الوحدة وقناعتي أن التعددية أفضل من حكم الحزب الواحد لأنه لا ديمقراطية في ظل حكم حزب واحد . • لو افترضنا أن الضرورة تحتم عليكم الاضطلاع بدور في التعددية .. فما هي الكيفية التي يمكنكم التعبير بها لإظهار التعددية أو لشكل ممارستها ؟  هذا السؤال سابق لأوانه ويمكن أن يطرح بعد قيام دولة الوحدة إذا نص دستورها على التعددية ولكل حادث حديث وليس هناك حاجة لاستباق الأحداث .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp